2012/07/04

أبطال المصابيح الزرق يتحدثون لـ «الوطن»: عودة حنا مينا إلى الدراما السورية...الدراما تمثل المجتمع السوري بكل تفاصيله
أبطال المصابيح الزرق يتحدثون لـ «الوطن»: عودة حنا مينا إلى الدراما السورية...الدراما تمثل المجتمع السوري بكل تفاصيله


وسام حمود – الوطن السورية


كرست حنا روائياً مماثلاً لنجيب محفوظ عام 1954 فهل يكون العمل بمستواها؟ عودتنا الدراما السورية أن تطل علينا كل موسم، بعمل يتناول حقبة تاريخية من مسيرة دمشق ضد الاحتلال سواء العثماني أم الفرنسي، وكثيرة هي الأعمال التي تركت بصمة في ذاكرة الجمهور السوري والعربي، ولكن هذا الموسم يعود الأديب حنا مينة من خلال المصابيح الزرق يتناول في روايته الحالة الإنسانية التي عاشها المجتمع السوري، والنضال الإنساني، والعلاقات الحميمة بين شعب يدرك الخطر الذي يواجهه، العمل يتناول سورية بين مرحلتي 1939- 1945، نهاية الاحتلال العثماني، وبداية الاستعمار الأجنبي الذي وضع الكاتب محمود عبد الكريم، لمسته الخاصة فنسج السيناريو والحوار بطريقة شفافة، والأستاذ المخرج فهد ميري مخرج العمل، وكما عودنا ببصمته الفنية ستجعل الكمال من نصيب هذا العمل.. العمل يضم نخبة من نجومنا السوريين، سلاف فواخرجي، سعد مينة، أسعد فضة، زهير عبد الكريم، ضحى الدبس، رنا جمول، وغيرهم...

صحيفة «الوطن» زارت لوكيشن التصوير، والتقت بعدد من نجوم العمل...

فهد ميري: الدراما السورية باقية في الوطن العربي


العمل يتحدث عن فترة الأربعينيات تحديداً، من 1939 لنهاية 1945، وهو مأخوذ من روح رواية الأديب حنا مينة، التي بدأت بشكل بناء علاقات إنسانية بين مختلف الشخصيات، وينطلق العمل من خان يعيش فيه مجموعة من الأسر، سواء من الريف أم من المدينة، شريحة هي أقرب للفقراء، والفكرة هي فكرة، قهر، وظلم، واستبداد، ورغم ذلك كانت لديهم فسحة من الأمل، والفرح، والحياة، وتم بناء هذه العلاقات لتوظيفها في المرحلة الوطنية، وهي تكاتفهم يدا بيد لطرد المستعمر الفرنسي، الذي كان السبب الرئيس لهذا البؤس، ويضيف ميري: إن العمل فيه محاور أخرى الحب من خلال شخصية رندة وفارس، وكانت هذه العلاقة ضحية الاحتلال، بالجانب الآخر هناك الخط الوطني المقاوم الذي آمن بالإضراب والوقوف في وجه المستعمر عاري الصدر، واستطاع بإصراره وصموده أن يطرده من بلاده، وخط الريف وهو متاخم للمدينة بشكل أو بآخر، وكان رديفاً أساسياً في نشوء اللحمة الوطنية في خطوط أخرى بالعمل، ولاسيما خط الشخصية التي جاءت من لواء اسكندرون نتيجة سفربرلك واستوطنت في اللاذقية، وعندما عاد إلى موطنه الأساسي يجد أن كل ما لديه قد ضاع ويعود إلى المنطقة الساحلية من جديد.

وحول توقعاته بمقاطعة الدراما السورية يقول ميري: الدراما السورية موجودة بقوة على الساحة العربية، ولا أحد ينكر وجودها ولا يستطيع أحد أن يتجاهلها، والشعب العربي والسوري بحاجة للدراما، والحل هو قنوات سورية قادرة على أن تصدر ثقافة، وحياة، وتقاليد الشعب السوري، وبالنهاية الدراما هي سفيرة الشارع السوري، وفي النهاية نحن شعوب عربية نؤثر ونتأثر وكل منا بحاجة للآخر والعبث في هذه العلاقة ليس من مصلحة أحد.

سلاف فواخرجي: اسم حنا مينة مغر لأي منا

النجمة سلاف فواخرجي بطلة العمل: أؤدي دور شخصية اسمها (رندة) ورندة يعني لها هذا الحبيب كما يعني لها الوطن، والحب صعب أن يتجزأ سواء للأشخاص أم الأمكنة أم الأرض، وأفضل ألا أسهب في الشرح عن الشخصية كي يراها المشاهد ويحكم.. وعن سؤال «الوطن» عن سر موافقتها على الدور، أجابت: اسم الأديب حنا مينة مغر لأي ممثل، إضافة إلى أنه كان لي تجربة مع المخرج فهد ميري، ولدي انطباع جيد وصداقة لطيفة وتابعته بالكثير من أعماله، فهو مخرج حساس، إضافة للكاتب محمود عبد الكريم يكتب السيناريو بطريقة جميلة جداً، إضافة إلى أن النص يتناول مرحلة مهمة، وفي هذه الظروف علينا أن نعمل كي نعيش، ونكون أقوياء، والدراما تسير بطريقة جيدة، ونريد حمايتها، وهناك نقطة مهمة، العمل بسيط وبساطته هي أجمل شيء فيه هي الإبداع بحد ذاته.

وفي معرض سؤال «الوطن» عن الأعمال التي تردد أنها ستشهد مقاطعة بسبب حضورها فيها أكدت النجمة سلاف فواخرجي أن هذا حديث إعلام وغير صحيح أبداً، والسبب بسيط جداً لأن العمل السوري مطلب شعبي لكل العرب، والناس باتت تحب وتفضل الأعمال السورية، والدراما السورية هي واجهة مهمة لسورية وكل ما يحدث لن يؤثر علينا بشيء.. وأحياناً يكون هناك كلام دعاية أكثر من الحقيقة، والمهم في كل ذلك أن نواجه ونبقى أقوياء بإنتاجنا، وتمسكنا ببعضنا وإذا دافعنا عن بعضنا فسننجح ونتخطى كل الصعاب وأعود وأؤكد أن الدراما شيء مهم، ونحن بحاجة إلى أن نكون مع بعضنا يداً واحدة.

سعد مينة: مرحلة تاريخية مهمة ليست بعيدة عن ذاكرتنا..

النجم سعد مينة يرى أن شخصيته في العمل والتي تحمل اسم (عبد القادر) هي شخصية المناضل الثوري بشكل واضح ومباشر، وهو يمثل الضمير العربي الوطني، وهي شخصية تحمل أيديولوجيا العمل والفترة التي تتناولها الرواية، وأتصور أن أكثر شيء فيها هو حنا مينة. مينة يؤكد أن المصابيح الزرق هي بفترتها قد تكون المرحلة ما قبل الجلاء، وبالنهاية البيت في العمل، والذي هو بيت «أبو فارس» يمثل كل سورية، ويحضن كل الشرائح، وفيه سكان من جميع مناطق بلدنا، وما يدور فيه يوصف بالحالة الإنسانية للتعايش بين البشر، والموضوع ليس وحدة وطنية بقدر ما هو تعايش بشري. وحول ما إذا كانت ميول الناس باتت تتجه نحو الأعمال الحديثة يقول مينة: إن العمل يتناول مرحلة من تاريخ سورية ليست ببعيدة جداً، (عمرها 60 عاماً) ونحن نتابع أعمالاً عمرها ألف عام، فهذا لا يعني ألا تتابع من الجمهور، لأن قصص تلك المرحلة ما زلنا نسمعها من أهلنا، وأجدادنا، ومنهم ما زال على قيد الحياة، وكثير منا تربى على هذه المفاهيم التاريخية وتلك المرحلة. وعن توقعات أن تشهد الدراما السورية مقاطعة قال النجم مينة: إن العمل الجيد يفرض نفسه، ولغاية شهر رمضان أظن أن أموراً كثيرة ستتغير، وبالنهاية حين يكون هناك مشكلة تسويق بالنسبة للدراما وفي هذه الظروف لا أعتقد أنها الهم الأعظم، وأرى أن البديل هو إنشاء محطات سورية تستوعب أعمالنا كافة.

وحول ما يجري في سورية من أحداث تخريبية وقتل، يقول مينة: للأسف المشكلة حلها خارجي وهذا ما يزعجني، وما تمر به سورية أحاول أن أرى فيه الجانب الإيجابي من الناحية السياسية كان هناك مجموعة من المراسيم لها علاقة بالدستور، وقانون الإعلام الجديد، وقانون الأحزاب، والانتخابات، وهذا إيجابي، أما السلبية فهي واضحة بالنسبة لنا مشاكلنا خارجية وليست داخلية. وما نمر به الآن جعلنا نحب سورية بطريقة أخرى، وبشكل مختلف لأن هذا البلد له حق، وعلينا أن نعطيه وليس أن نأخذ منه فقط.

رنا جمول: محطات خاصة لحل أزمة الدراما

الفنانة رنا جمول تجسد في العمل دور شخصية تحمل اسم (مريم السوداء) تعيش في ذات الخان الذي يضم مجموعة من الشخصيات التي تعيش في فقر مدقع، وأجواء حرب، ولكن حالة الحب بينهم موجودة رغم بعض المهاترات، ، ترى جمول أن العمل مهم جداً لأنه يؤرخ لمرحلة مهمة وكل الشخصيات جميلة والممثلون كلهم جيدون إضافة للمخرج والكاست الفني بأكمله، كما هناك تنويع في العمل من ناحية يؤرخ لمرحلة مهمة، ومن ناحية أخرى يحمل كوميديا اجتماعية.

وعما يتردد عن الأزمة التي قد تتعرض لها الدراما السورية من خلال مقاطعتها، تؤكد الفنانة رنا جمول أن إنشاء محطات سورية خاصة سيخلصنا من خوف المقاطعة وانتظار المحطات لعرض الأعمال السورية، في لبنان مثلاً هناك محطات لا تعد، وأعتقد أننا سنشهد مقاطعة لأن ما يجري هو مواقف حكومات وليس شعباً، رغم الجمهور العربي يحب الدراما السورية والمقاطعة ربما ستؤثر فينا من ناحية الإنتاج فمن لا يجد مربحاً من إنتاج عمل ما سيتوقف في النهاية عن الاقتراب ولا يريد خسائر وسينهي عمله في الدراما.

زهير رمضان: لا أستبعد مقاطعة الأعمال الدرامية السورية


الفنان زهير رمضان عاشق لشخصيته (أبو رزوق) في المصابيح الزرق فيصفها من أكثر الشخوص خصوصية، فهو رجل باع كل أملاكه بصافيتا وهاجر للأرجنتين، وغيرها، وعاش هناك حياة فاشلة، وبعد أن كبر عاد للوطن في اللاذقية، حيث لا عمل له، عمل صياداً للسمك يوماً يأكل وعشرة لا يجد ما يسد قوت يومه، يسكن بغرفة في الخان، تأكلها الرطوبة، مع مجموعة من الشخوص يعانون من ظروف سيئة لا حول لهم ولا قوة، حاولوا أن يضعوا لنفسهم بعوالم خاصة بهم، كالسعادة، والود لنسيان حياتهم القاسية، أبو رزوق شخصية حالمة، رومانسية، دائماً يتحدث عن أنه كان زير نساء، ويتغنى بماضيه، وأبو رزوق شخصية تتكسر مثل كل البسطاء المسحوقين الذين لا يراهم أحد.

رمضان يرى أن العمل دراما اجتماعية على خلفية سياسية، وأن الشخصية التي يؤديها شخصية مركبة صعبة، ويحاول من خلال دوره توضيح عوامل هذه الشخصية التي تتحدث بثلاث لغات تميزه، فهي شخصية محببة ودودة، عواملها جيدة، خيرة.

ويرى الفنان زهير رمضان أن حنا مينة متخصص بروايات البحر، التي لها أجواؤها الخاصة لا يعرفها إلا من عاشها، كما تصور الواقع الصعب الذي مرت فيه سورية في مرحلة ما، وهي أصعب مرحلة حين تحول الرواية إلى لغة متطورة، والإنسان عندما يقرأ تختلف وجهة نظره حين يشاهد. وعما إذا كانت الأعمال التاريخية باتت بعيدة عن المشاهد يرى رمضان أن هذه الأعمال مهمة جداً لأنها تؤرشف للمنطقة، وأن بعض الناس قد يرغبون في الأعمال الحديثة، والبعض قد يميل للتاريخية، فالدراما السورية بستان من الإبداع والفن، وهذا يمثلنا كشارع سوري متنوع بثقافته، بتفاصيل حياته اليومية، والدراما السورية تمثل كل الشوراع الإنسانية وليس العربية فقط. الفنان رمضان يرى أن الظروف التي تعيشها سورية منعكس على واقع الدراما، وهي ليست بجزيرة نائية كي لا تتأثر بالواقع الحالي، فحكماً الإنتاج الدرامي سيكون قليلاً، ولا أستبعد مقاطعة الأعمال الدرامية السورية، لأنها تدخل في حيز المقاطعة الاقتصادية، وبكل الأحوال الدراما رأس مال عربي، والمحلي قليل، وشركات الإنتاج التي تعتمد على المال السوري لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، حكماً سنعاني وسنتأثر ولكن كلها ككل الحضارات التي تعاني منها سورية، وأظن أنه يجب أن تتوسع مساحة الرؤية لكي نعتمد على أنفسنا، ويجب فتح محطات سورية النكهة كي تكون الحاضن للدراما السورية. وعن اختيار أزياء العمل التاريخي وعلى أي أساس يتم اختيارها تقول مصممة أزياء العمل ظلال الجابي: فيما يتعلق بالأعمال التاريخية فهناك شيء له علاقة بهوية الزمن أي التوثيق إلى حد ما، وذلك بالاعتماد على النص ومعطياته، والزمن الذي جرت به الأحداث على المستوى الاقتصادي للشخصيات، ومراعاة مشاكل اللون الذي يعطي للصورة شكلاً حديثاً أو قديماً، فنلجأ غالباً للألوان الباهتة، ونقلل من الألوان التي تعطي سطوعاً للصورة، فعمل المصابيح الزرق تجري أحداثه بين عامي 39- 45 ووجهة نظري أن هذه الفترة تشبه لون أوراق الخريف العتيقة، ومع مراعاة ألوان هذه الفترة المطروحة في السوق التي ما زالت قيد التداول، أما في الأعمال المودرن أي الحديثة فيراعى المستوى الاقتصادي للشخصية والخلفية الثقافية ثم التركيبة النفسية.