2012/07/04

 	أحمد بدير: أعشق تجسيد الأدوار الشريرة أمام الكاميرا
أحمد بدير: أعشق تجسيد الأدوار الشريرة أمام الكاميرا

  5حواس - البيان رغم كونه واحدا من نجوم الكوميديا الكبار وصناع الضحك إلا أنه يبحث دائمًا عن الشر أمام الكاميرا من خلال الأعمال الفنية التي يشارك في بطولتها، ويقول الفنان أحمد بدير في تفسيره لهذا التناقض: إن أدوار الشر التي تختلف عن طبيعة وشخصية الفنان تفجر داخله طاقات كبيرة من الإبداع لإثبات وجوده، ولهذا السبب فأنا عاشق لهذه النوعية من الأدوار، وأنا أشارك - حاليًا - في بطولة عملين من هذا النوع هما «اختفاء سعيد مهران» و«مملكة الجبل». وبدير صاحب قدرة عالية على التواجد في الساحة الفنية؛ فهو فنان صاحب رؤية مسرحية بجانب أدواره التراجيدية، والكوميدية، وقدرته على الإضحاك عبر أدواته الخاصة في الإضحاك بالاعتماد على التلقائية، هو ما جعله لا يغيب عن ذاكرة جماهيره، خاصة مسرحياته الكوميدية «ريا وسكينة» و«دستور يا اسيادنا»، هذا إلى جانب بعض أعماله التي صنعت له علاقة حميمة مع الجمهور مثل «أبيض - أبيض»، «ملف سامية شعراوي»، و«امرأة فوق القمة»... في هذا الحوار يتحدث «بدير» عن اختياره هذا العام لعملين يجسد من خلالها أدوار الشرير.. ما الدور الذي تجسده في «اختفاء سعيد مهران»؟ أجسد من خلال أحداثه شخصية «إبراهيم الملطي» البلطجي الذي يتسبب في مقتل والد البطل هشام سليم، ويتحول بعد ذلك إلى صاحب نفوذ كعضو في البرلمان، ولكن ماضيه يطارده، والعمل تأليف محمد حلمي هلال، وإخراج سيد حامد، ويشارك في البطولة الفنانة سوسن بدر، محمود الجندي، صفاء جلال، درة، محمد الصاوي، وسليمان عبده. هل استطعت أن تنتقم من الشخصية التي يؤديها الفنان هشام سليم؟ نعم، في دوري «إبراهيم البلطجي»، وهو من أحلى ما كتب المؤلف محمد حلمي هلال، والذي استمد عنوان المسلسل من قصة الأديب الكبير نجيب محفوظ، ولا أريد أن أحرق الأحداث، وسوف تشاهدون أحداثًا عظيمة تم بناؤها دراميًا على تلك الشخصية. لماذا يحاول هشام الانتقام من أحمد بدير في أحداث مسلسل «اختفاء سعيد مهران»؟ لأنه دمّر أسرة بالكامل حينما كان طفلاً صغيرًا، فيصر وهو كبير أن يكون هشام هدفه الذي يسعى إليه، فهل ينجح بالفعل فيما يخطط له؟.. هذا هو السؤال الذي طرحه المسلسل. مملكة الجبل ماذا عن «مملكة الجبل» والصراع فيها؟ مملكة الجبل هو العمل الثاني الذي أشارك فيه، وهو من تأليف سلامة حمودة، وإخراج مجدي أحمد علي، ويشارك فيه عمرو سعد، ريم البارودي، وفتوح أحمد، وأجسد في الأحداث شخصية أحد تجار المخدرات في الصعيد الذي يكوِّن إمبراطورية خاصة في المطاريد، ويفرض سطوته على قريته، ويدخل في تحدٍ مع الأمن، وهو صراع كبير مع عائلة لا تزال تعيش في صعيد مصر في قلب الجبل، ومع مهرِّبي آثار أجانب. يعيش تاجر المخدرات مع المطاريد، ويتواصل في الإجرام والتهريب، بينما يكتشف أن ابنه «عمرو سعد»، مثقف متطلع إلى الحياة، وهذا الابن يلعب دورًا كبيرًا في الأحداث؛ بحيث إنه تأتي لحظة للأب يندم فيها على مشوار حياته في الإجرام. متى كانت لحظة التطهير؟ حينما اكتشف أن ابنه سيتأثر بتاريخ والده، وسيُظلم الابن دون ذنب. الكوميديان هل يعني اتجاهك إلى الأدوار الشريرة أننا لسنا في حاجة إلى الأعمال الكوميدية؟ لا يمكن الاستغناء عن العمل الكوميدي؛ لأن الجمهور بالفعل ملّ من الأعمال الدرامية التي تناقش قضايا مكررة مثل رجال الأعمال الفاسدين، والحارة المصرية ومشاكلها، لكن يجب أن تكون هناك أعمال كوميدية حتى تُعيد الابتسامة للشعب المصري، وكأن الحكومة تُعاقب الشعب في ابتسامة، ولا ترغب في أن تعطيها له رغم أن الكوميديا هي أسرع شيء يمكن أن نحارب به أي قضية عامة أو خاصة، والكوميديا تطهير وتفريغ لما يوجد داخل الناس من مشاكل. الضحك فلسفة وله مدارس.. فإلى أي المدارس الكوميدية تنتمي؟، وماذا عن الضحك من أجل الضحك لدى بعض الفنانين؟ الكوميديا تطهّر الإنسان وتغسله من همومه بوضع يدها على الجرح، تلك هي الكوميديا التي أحاول تقديمها، ولا أعتقد أن هناك شيئًا اسمه الضحك للضحك، أي عمل يتم تقديمه لا بد أن يكون له معنى، والضحك للضحك تعني أن شخص يقف ليقول النكت، وأنا أرفض تصنيفي ممثلاً كوميديًا؛ لأنني أجيد جميع الشخصيات، وأعيش مع كل ألوان الدراما، وأغلب أعمالي التي قدمتها للسينما والتليفزيون كانت بعيدة كل البعد عن الكوميديا، وكان أشهرها العمل التاريخي المهم الزيني بركات للكاتب جمال الغيطاني، وهو عمل تاريخي مهم أعتبره من أهم الأدوار التاريخية التي قدمتها في مشواري الفني، إلى جانب عمارة يعقوبيان الذي قدمت فيه عشرة مشاهد فقط، ولكن الدور كان مهمًا جدًا في الأحداث.. ما أسباب إقبال الجمهور على كوميديا الاسكتشات والإفيهات؟ المجتمع يمرُّ بظروف اجتماعية صعبة، والجمهور يهرب من مشاكله من خلال السينما، ويختار الفيلم الخفيف الذي لا يجهده ذهنيًا، ولكن هذا لا يمنع ظهور أفلام جيدة، ومشكلة الكوميديا الآن عدم وجود نص كوميدي جيد إلى جانب اندثار كتّاب الكوميديا؛ حيث مصر كانت مليئة بهم أمثال يوسف عوف، والإبياري، والعديد من الأسماء التي ملأت المسارح بالضحكات وجمهور السينما بالمرح والجمال من خلال أفلام السينما، والمسرح الكوميدي له طابع خاص، وهو الذي يمكن أن يعيد للمسرح جمهوره الذي فقده، خاصة بعد أن ظهرت الإفيهات والكوميديا المبتذلة وضياع الكوميديا الهادفة. حال المسرح كيف ترى حال المسرح الخاص الآن ؟ المسرح الخاص أصبح مثل الديناصور بدأ ينقرض بسبب ارتفاع أسعار التذاكر، والحل الوحيد في تعويض غياب المسرح الخاص هو الذي يفعله أشرف زكي في جذب النجوم الكبار للمسرح العام، وبالتالي يكون حل الأزمة في غياب المسرح الخاص. ألا تحن للعودة للمسرح السياسي؟ عندما أجد نصًا يتناول هموم الناس وطموحاتها ويعبر عن أحلامها ستجدني أُسارع بتقديمه. العروض في السعودية لماذا تسافر إلى السعودية لتقديم مسرحيات.. هل من أجل المادة فقط؟ نحن نذهب إلى السعودية لتقديم أعمال عظيمة للأطفال، وأتمنى أن تُقدم هذه الأعمال في مصر، وعندما نذهب إلى السعودية لتقديم أعمال مسرحية نأخذ أجرًا قليلاً، والهدف من السفر هو الحالة الروحانية التي نعيشها هناك من خلال تأدية العمرة أو الحج، كما أننا نبحث عن التواصل بيننا كشعوب عربية، فليس بلقاءات الزعماء والساسة فقط تتقرب الشعوب بل إن الثقافة والفنون أقوى على فعل ذلك، وأنا أشعر بذلك التواصل بيني وشقيقي العربي، وهذا ما يجعلني أحرص على العرض في العديد من الدول العربية، وليس السعودية فقط. الإنسان والفنان ماذا عن أهم المراحل التي أثرت فيك إنسانيًا وفنيًا؟ إنسانيًا وفاة والدي ووالدتي كانت من أصعب لحظات حياتي، وفنيًا عملي لأول مرة ببطولة مطلقة في مسرحية الصعايدة وصلوا، وكانت المسرحية الأولى التي تحمل اسمي بعد مشاركتي في مسرحية ريا وسكينة التي شاركني فيها عمالقة المسرح مثل سهير البابلي و عبدالمنعم مدبولي، وكذا مسرحية «ع الرصيف» مع حسن عابدين، بعد ذلك بدأت أثق في موهبتي، وأعمل في البحث عن عمل ينمي قدراتي أقدّم من خلاله عملاً جديدًا. ما الدور الذي انتظره الفنان أحمد بدير ولم يُعرض عليه بعد؟ أعتقد أنني قدمت جميع المهن ومختلف الشخصيات والتركيبات النفسية المختلفة، وأنا الآن لا أنتظر شخصية معينة، ولكن أنتظر الشخصية الفنية التي تمثل إضافة بالنسبة لي، ويكون بها دراما حقيقية. هل ترى أنك نلت حقك من التكريم؟ بالتأكيد لأنني كُرمت في العديد من المهرجانات، ولكن لدي وجهة نظر مختلفة وهي أن أكبر تكريم في الدنيا هو نظرة حب وكلمة جميلة يقولها لك جمهورك الذي يحبك ويتحدث معك بدون مجاملة أو نفاق، وهذا الحب أكبر نعمة يعطيها الله لعباده الذين يحبهم، وأعتبر نفسي بذلك أغنى إنسانًا في الدنيا بهذه القناعة. المسرح أبو الفنون تنقلت في أعمالك بين الإذاعة والتليفزيون والسينما والمسرح.. ما أحب هذه الفنون إلى قلبك؟ كلها ممتعه جدًا حتى الإذاعة يسعدني جدًا العمل بها، وجميعها قنوات يجري فيها دم الفنان ويقدم من خلالها إبداعاته، ولكنني أعتبر المسرح بالنسبة لي مسألة حياة؛ لأن المسرح له جماله لا يوجد وسيط بين الفنان والجمهور، ويكون عطاؤه وتقديره فوريًا من الجمهور. كيف نحسِّن في أدائنا في إنتاج دراما جيدة؟ هناك نقطة مهمة وهي الاهتمام بالكيف وليس الكم، بمعنى أن نقوم بتقليل كمّ الأعمال ونهتم بتقديم أعمال قليلة ولكن لها قيمة فنية عالية، فالتليفزيون وسيلة سهلة تدخل كل البيوت، ويجب استغلال ذلك جيدًا. ما الذي لا يعجبك في مسلسلات التليفزيون؟ «السيت كوم» الذي انتشر بشكل فظيع بمجرد أن نجحت حلقات «تامر وشوقية» و«راجل وست ستات». هل تتوقع عودتك كنجم كوميدي للسينما؟ جمهور السينما الآن من الشباب وهم يفضلون أن يعبر عنهم الشباب، كما أن المنتجين يفضلون منح البطولة للوجوه الجديدة. فنان صبور أحمد بدير فنان كوميدي ليسانس آداب، وقد بدأ مشواره الفني بالعمل في مسارح مراكز الشباب ثم مؤلفا ومخرجا، قبل أن يعمل ممثلا في الاذاعة من خلال عدة مسلسلات. وهو بحسب النقاد يعبر عن الفنان الصبور الذي بدأ بأدوار صغيرة حتى نال بطولات عديدة ومعروف على مدار مشواره الفني بتميزه بالأدوار الكوميدية.. أما عن حياته الاجتماعية فهو متزوج وله ابنتان هما سارة ودعاء. تاريخ حافل تنوعت أدوار بدير ما بين السينما والتلفزيون والمسرح، فعلى مستوى أعماله التلفزيونية قدم «الزيني بركات»، حلم الليل والنهار، طائر الليل الحزين، صراخ الصمت، أبواب المدينة، زيزينيا سوق الخضار، المنادى، أصعب قرار شفيقة ومتولي، الكرنك، الليلة الموعودة اغتصاب، سكوت هانصور. شريان المسرح المسرح في رأي أحمد بدير في طريقه للانقراض مثل الديناصورات، خاصة المسرح الخاص المثقل بمشاكل كبيرة تتعلق بأجور النجوم وأسعار التذاكر وإيجارات المسارح مع صعوبة استمرار العرض بشكل جيد في الدعاية، ولكن في المقابل مسرح الدولة الذي بدأ يستقطب جمهور المسرح الخاص. حالة المجتمع المجتمع يمرُّ بظروف اجتماعية صعبة، والجمهور يهرب من مشاكله من خلال السينما، ويختار الفيلم الخفيف الذي لا يجهده ذهنيًا، ولكن هذا لا يمنع ظهور أفلام جيدة، ومشكلة الكوميديا الآن عدم وجود نص كوميدي جيد إلى جانب اندثار كتّاب الكوميديا؛ حيث مصر كانت مليئة بهم أمثال يوسف عوف، والإبياري.