2012/07/04

.أحمد لـ «الوطن»: لم أشعر بالفرق بين المؤسسة والقطاع الخاص في العمل
.أحمد لـ «الوطن»: لم أشعر بالفرق بين المؤسسة والقطاع الخاص في العمل

دارين صالح – الوطن السورية

يتبنى المسلسل خمسة خطوط رئيسية، والمشكلة الأبرز هي تغير المنظومة القيمية في المجتمع المعاصر وشيوع ظواهر التسلق والشطارة والتجاوز السريع الذي تشهده حركة المجتمع في ظل نمو عوامل الاستهلاك كاشفاً دور الإنترنت في حياتنا وقدرة بعضنا على مواكبة ما يحدث قيمياً واقتصاديا وتقنيا وفشل قسم كبير..

وفي الوقت نفسه يُسلّط المسلسل الضوء على تلاشي الصراع الطبقي وبروز الفساد الذي جعل كماً كبيراً من الأشخاص يظنون أن كل شيء قابل للتحقق في ظل غياب عدد من النواظم والمعايير، وتلاشي الثوابت في كثير من المجالات..

وعلى المستوى الاجتماعي فإن الشخصيات في أغلبها تحاول إحداث نقلة في حياتها على مستوى تغيير المهنة أو البيت أو المصير الاجتماعي أو العائلي.. وإبان ذلك كله هناك مجموعة من العوائق التي تمنع حدوث ما تريده الشخصيات..

«الوطن» زارت موقع التصوير والتقت مجموعة من صناع العمل:

المخرج أحمد إبراهيم أحمد قال: مسلسل سوق الورق عمل اجتماعي يتناول حياة الجامعة وطلاب الجامعة ومشاكلهم وعلاقتهم مع أهاليهم ومدرسيهم، وهو أول مسلسل من إنتاج المؤسسة العامة التلفزيوني التي تتعامل بآلية مريحة، فشخصياً لم أشعر بالفرق بينها وبين القطاع الخاص من حيث تأمين مستلزمات العمل والمصاريف والميزانية وأجور الممثلين، ولكن لأننا بالبدايات ما زالت الأمور الإدارية يغلب عليها طابع القطاع العام.... إلا أنني سعيد جداً لأنني أتعاون مع مؤسسة حكومية برأسمال وطني، يدعم الدراما السورية ما يتيح لنا اختيار نصوص تشبهنا وتشبه مجتمعنا وتعكس ظروفنا.

وعن الاختلاف بين مسلسل سوق الورق والمسلسلات الأخرى التي طرحت قضايا الشباب قال:

عندما كان يطرح موضوع الجامعة كانت تطرح أحد الخطوط الفرعية دون الغوص في الأعماق إلا أننا في سوق الورق نغوص بأدق التفاصيل فنتناول حياة الطلاب وهمومهم ومشاكلهم وعلاقتهم بمحيطهم وكيفية تعاملهم مع الإنترنت والفيس بوك وتأثير ذلك فيهم.

وعن التعامل مع كتاب جدد أضاف: أنا سعيد بالتعاون مع الكاتبة بمسلسلها الأول، فالتجارب الأولى إبداعية تلامس حالات لم يتم التطرق لها من قبل، فالكاتب يضع كل إمكانياته في أعماله الأولى ليروج لاسمه.

وعلى العموم الكتاب المحترفون لديهم أخطاء في كتاباتهم فكيف الحال مع تجربة الكاتب الأولى... وسنتعاون من خلال هذا العمل مع نجوم وممثلين شباب من الدفعات الثلاث الأخيرة لخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.

وفيما يخص الرقابة قال المخرج إبراهيم أحمد: في سورية يمكن التحدث عن أي موضوع، وتقديمه بدافع حب الوطن وليس بدافع التجريح وعرض السلبيات.

الفنانة سوسن أبو عفار قالت: أجسد دور امرأة تنتمي لبيئة فقيرة تحاول أن تقطر وقد تصل لمرحلة البخل في سبيل تأمين حاجيات أولادها وتأمين حياة كريمة لهم في المستقبل.. فللوهلة الأولى تبدو امرأة قاسية ولكن هدفها الأسمى في الحياة هو رعاية طفليها، وتأمين النقود لتشتري صيدلية لابنها.

الممثلة الشابة رنا كرم قالت عن دورها: ألعب دور رسمية التي يعمل والدها مستخدماً في الجامعة نفسها التي تدرس بها، الأمر الذي يخلق لديها أزمة مع نفسها ومع الآخرين من حولها... ولكن بعد فترة تكتشف طبيعة عمل والدها التي تتعدى كونه مستخدماً فقط، وأن له علاقاته وهو بشكل من أشكال فاعل ومسيطر على أمور الجامعة.

وفي مؤتمر صحفي عقد في وقت سابق بمناسبة إطلاق العمل قالت مديرة المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني ديانا جبور: كان اسم المسلسل (بيوت من زجاج) ولكن بعد التشاور بين المؤسسة وصناع العمل قررنا تغيير الاسم إلى (سوق الورق). ومن الصعب اختصار هوية المؤسسة من خلال عمل واحد، إلا أن هذا المسلسل سيكون عبارة عن بطاقة تعريف على توجهاتنا، سنعتمد على عناصر شابة وأوساط مختلفة بطريقة مغايرة وتناول جديد، والمهم بالنسبة لنا هو الصدق ومعرفة المادة التي نتحدث عنها.

بدورها قالت الكاتبة آراء جرماني: تجري أحداث العمل في بداية شباط عام 2010 وتمتد لآخر العام، فهو يرصد سنة دراسية، يتحدث المسلسل عنا جميعاً وعن الشباب السوري وأزماته ومشاكله، وخاصة الشباب الجامعي، بطريقة مختلفة عن الأعمال الأخرى، تناولنا ثالوثاً إدارياً اجتماعياً طلابياً.. وتشابك هذه الخطوط يخلق مزيجاً اجتماعياً مختلفاً، فالطلاب لديهم أزمات في الدراسة وتحصيل العلامات، ومشاكل يتعرضون لها على جميع الصعد... نعكس من خلال المسلسل الفساد الذي يعانيه الطلاب، كما نعكس وضع الإداريين الجديين والفاسدين والتناحر بينهما، والخلفية الاجتماعية للطلاب والإداريين والخلافات التي تؤثر فيهم.

كما يوجد تكريس لدور الإنترنت في حياة الطلاب عن طريق المحادثة والفيس بوك.. وعلى العموم أظن أن الفكرة ستلاقي استحساناً من الطلاب والكبار الذين مروا بمرحلة الشباب في يوم من الأيام.

الممثلة هناء نصور قالت: أنا فخورة لكوني أحد رواد العمل الأول للمؤسسة، وأننا ننتمي بإنتاجنا لوطننا، العمل فيه شيء من العمق ومن ثم سيلامس أعماق المشاهد ومكامنه.

بدورها قالت الفنانة مرح جبر: أشعر بالسعادة لكوني أتعامل مع المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني التي ستقدم أعمالاً تعكس مواضيع جريئة بطريقة مسؤولة لمساعدة العائلات بهدف فتح مجال للحوار بين الأهل والأولاد.

من جهته قال الفنان عبد الحكيم قطيفان: نحن سعداء بهذه الخطوة الجديدة المتمثلة بالمؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، كما أشعر بالتفاؤل برأس المال الوطني الذي سيحضن هذه الدراما.

أما الفنان محمد حداقي فأكد أهمية وجود المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي فقال: الخطوة التي قامت بها المؤسسة مهمة جداً، على الرغم من تأخرها ما يقارب خمسة عشر عاماً، كما يجب فتح سقف الرقابة، والتحدث عن مشاكلنا بجرأة دون حواجز لكوننا معنيين بالشأن العام..