2012/07/04

"أخطاء حمراء" في مهرجان الشام المسرحي!!
"أخطاء حمراء" في مهرجان الشام المسرحي!!

بوسطة-رافع هزاع مساءلة عشوائية وأبواق تنظير ارتفعت على خشبة مسرح الحمراء عشية اليوم الخامس من فعاليات مهرجان الشام المسرحي بدورته الرابعة، حيث قدّمت فرقة كور الزهور المسرحية القادمة من حماة (تجمّع السلميّة الفنّي) عرضها «أخطاء حمراء»، الذي حاول طرح أسئلة مشروعة تدور في فلك اقتتال الذات الإنسانية بصبغة "تراجيكوميديّة"، بذل فيها المؤلف-المخرج مولود داود وفرقته جهداً بدا يسيراً بالمقارنة مع ثقل الفكرة وطريقة تقديمها بمزج الأسى مع الطرفة!! يفتتح العرض برقابة أخلاقية يمارسها شابّان (أيهم عيشة ونبيل جاكيش) على أخطاء أحدهما الآخر، إذ قام الأول باغتصاب والدته لاعتقاده بأنها داعرة، بينما قتل الآخر والده الذي أساء معاملتهم. تتطوّر الأحداث بتحوّل رجعي إلى الماضي، ويبحث الشابّان-الطفلان عن مفتاح إلى حقيقة الجرائم التي تؤنّب ضميريهما عن قصد وغاية يفرضانها كلٌ على الآخر، مع اعتقاد راسخ لدى كل منهما بأن جريمته كانت خدمة لذات الآخر بشكل ما!! ينحدر العرض بعودة غريبة إلى عالم الطفولة بلوحة مسرحية بسيطة (أغنية خاصة بالأطفال)، على الرغم من العوز المُلحّ لخلق حالة ناضجة من تلك مرحلة لبيان الأزمة التي عصفت بظروف أبطال المسرحية. شخصية الأب (ماجد الماغوط) تبدو عنيفة ومضطربة، قمعية تمارس في المنزل السلطة التي تتمناها خارجه، وتفرض قيوداً على العائلة البسيطة. تتداعى ذكريات الأب الذي اعتقد منذ طفولته بأن له مستقبلاً قيادياً، ويصل الأمر لتخيّله نفسه إمبراطوراً!! تشدّ زوجته (باسمة ناصر) على يده مما يعطيه دفعاً لممارسة تلك الحالة في المنزل، فارضاً عليها ممارسة الرذيلة لسد حاجات المنزل (كونه فاشل في عمله)، وبالتالي إهمال الأطفال. يتم المقارنة بعد مشاهد قليلة بين طبيعة علاقة الأب والأم بشكل خاص قبل الزواج، وما آلت إليه بعده؛ لتنتقل الفكرة بعد ذلك إلى مدرسة ذات طابع ديني (ولا ندري ما العلاقة بين هذه الصورة وإسقاطاتها على العمل)، لتبرز مآسي خلط الأوراق الدينيّة بالحياة عندما يستغلها البعض لتحقيق غاياته ربما. تخلل النص فكاهة طريفة سهّلت التلقي، لكنها فاقت الرؤية المعقولة إلى حد ما نظراً لتبعاتها على الجمهور الذي انشغل بتصيّد الفكرة بتحليل مضاد للضحك!! وقع العرض في مشكلة أخرى هي فوضوية التنسيق بين المشاهِد، وفقر السبك والترتيب المطلوب بين الأفكار (الحامل الدرامي) مما أفقد العمل بريقه؛ إضافة لفقر الخشبة المُدقع للوصف المسرحي المطلوب في اللوحات، حيث لم يتم تقديم فضاء العرض (السينوغرافيا) بأبسط صورة ممكنة لتوصيف الحالة من ديكور وصوت وإضاءة، بينما كان الحوار أشبه بحالة من اللهاث وراء القصد دون الوصول إليه غالباً.  بالمقابل، تجب الإشارة إلى ما دسّه المؤلّف بين المشاهد بإشارات ومواقف مدروسة، راسماً خريطة واضحة لأسئلة يومية قد لا نملك الجرأة لطرحها حتى؛ ويمكن الحديث أيضاً عن الأداء اللافت للممثلين الشابيّن (عيشة وجاكيش)، رغم أن تصنيف العرض -في النهاية- لا يمكن إلا أن يكون بمستوى الهواة وليس المحترفين. بطاقة العرض تأليف وإخراج: مولود داود الممثلون: ماجد الماغوط، باسمة ناصر، أيهم عيشة، نبيل جاكيش. صوت: مراد فطّوم.                   إضاءة: علي الخطيب. سينوغرافيا: قصي عيزوق.