2012/07/04

أفضل مئة أداء في تاريخ السينما (ج1)
أفضل مئة أداء في تاريخ السينما (ج1)

ترجمة عـهد صبيحة


100- مالكوم ماكدويل (بدور آليكس ديلارج) في فيلم A Clockwork Orange آلية الساعة البرتقالية 1971.


إنه لأمر مقزّز للنفس أن نكون قادرين على التعاطف مع مغتصب نساء ساديّ مغرور، ولكن هذا الأمر يحصل عندما نشعر أنه لا حول لنا ولا قوة نتيجةً لوقوعنا في سحر الممثل ماكدويل وهو يؤدي دور ألكس، السفّاح حديث السنّ في فيلم ستانلي كيوبريك "آلية الساعة البرتقالية".

لقد عمل المخرج المنفّذ على جعل أداء ماكدويل أكثر حدّة وذلك من خلال إبرازه لبعضٍ من شرور نفسه؛ كإخضاع الممثل لحالات متعدّدة من التعذيب النفسي بما في ذلك المشاهد المتعدّدة التي كان من الضروري القيام بها، كما أخضعه المخرج أيضاً لمشهد يتم فيه البصق عليه أكثر من مرّه ومشهد آخر عانى فيه ماكدويل من تجربة قاسية.

وفي مقابلة له مع مجلة بريميير جرت في عام 1999 قال الممثل ماكدويل: «لقد أعطيت كيوبريك كلّ شيء. كُسِرت ضلوعي وأصبت بجلطة دموية على ظهر ضلوعي كما أنه تمّ خدش القرنيتين في كلتا عيني. قاسيت الكثير من التعذيب الجسدي لكي تبدو الأمور حقيقية كما أرادها كيوبريك أن تكون». وفي هذا الفيلم يسطع أداء الممثل ماكدويل فهو بدوره يجسّد الفرح المتمرّد للشباب ببراعة لدرجة أنه يتوجّب عليك أن تجمع ما بين  جيمس كاغني ولورانس أوليفيير لكي تحصل على شيء قريب منها. لكن لا حاجة لك لأن تقوم بذلك فالممثل ماكدويل، بتنفيذه كل ما طلبه منه المخرج كيوبريك، كان لديه البيّنات التي أثبتت براعته.

99-  ستيف مارتن (بدور نافين جونسون) في فيلم The Jerk الغبيّ  1979.

لو كان ممثلٌ هزليٌّ أقلّ شأناً قد جسّد دور البطولة بلعب شخصية نافين جونسون، لكان فيلم "الغبيّ" عبارة عن أربع وتسعين دقيقة من العذاب الخالص أو خزان من السلوك الأحمق. فهذا الفيلم يتوجّه بالشكر إلى مارتن الذي قام بأداء صادق على نحو غريب. عليك فقط أن تستمع إليه وهو يقول: «ولدت طفلاً فقيراً أسود». أن تضفي على كل مشهد حماقةً تبعث في النفس على المرح والحلاوة هي مهمة غير سهلة، ولكن ستيف مارتن يتمكن من هذا الأمر بشجاعة مظهراً من خلال دوره في الفيلم كل الفوارق الدقيقة للغباء. ومن دون أدنى شك، هذا المغفل البليد والمتفاخر المحدث الثراء والمتبطّل السكّير هو أعظم ممثل هزلي في القرن العشرين.

98-باربرا ستانفك (بدور فيليس ديترتشسون) في فيلم Double Indemnity تأمين مزدوج 1944.

خافت ستانفك من أن فيلم "تأمين مزدوج" سيدمر مهنتها. فلقد أدّت أدوار نساء كنّ أقلّ من فاضلات، لكنها لم تؤدّ من قبل دور قاتلة قاسية الفؤاد مثل تأديتها لشخصية فيليس ديتريتشسن. فهي، بجسمها النحيل كالنمر وكلامها السريع جداً، تقنع البائع المتيّم بها والتر نيف ( فريد ماكموري) بأن يدعها تشتري تأميناً ضدّ الحوادث باسم زوجها ومن ثم بعدها تضع خطة شبه محكمة لكي تقبض نقوداً من وراء بوليصة التأمين هذه. ولقد اعترفت النجمة أنها لم تكن جميلة لكنها كانت تنزّ بالشهوات الحسية المركّزة متجنّبة بذلك الحركات العَرَضية، والعمل بدلاً من ذلك، على تشغيل ما لديها من طاقات بأن تقوم بلفّ رجل على رجل ببطء ولفظ الكلمات «تأمين ضد الحوادث» بشفتيها الملونتين باللون الأحمر الغامق. وبهذا لم يوجد أبداً من قبل امرأة مغوية مثلها.

97- بـِن كينغسلي (بدور دون لوغان) في فيلم Sexy Beast وحش مثير جنسياً  2001.

يمكن أن يطالب البعض منا بتضمين دور كينغسلي الذي نال عليه أوسكاراً بتجسيد شخصية غاندي في فيلم "غاندي" في لائحة الأفلام هذه، ولكن حسب ترتيبنا للأفلام هنا نجد أن دوره في تجسيد شخصية دون لوغان رجل العصابة الساديّ في فيلم "وحش مثير جنسياً" هو الذي يستحق الترتيب هنا، ولقد وصف أي. أو سكوت من جريدة "نيويورك تايمز" لوغان على النحو التالي: «إنه النقيض لغاندي، فهو يجسد العنف على نحو صرف، هو شخص مضطرب اجتماعياً يشع خطراً حتى وهو جالسٌ بلا حراك يحكي النكات». هذا ولم يتم أبداً من قبل تجسيد مثل هذا العنف بشكل مضطرب في شخصية ما، كما أنه لم يتم أبداً من قبل تأدية مثل هذا الدور بمثل هذا الاهتياج والضجيج كما تجسّدا في شخصية دون لوغان. فالممثل كينغسلي هنا، بأوتاره المشدودة وهو يؤدي شِعر لوغان الوحشي المتمثل بممارسة القسر على راي ونستون المنكمش ذعراً منه، هو رمز لا يزال يترك علامة مميزة على أدمغتنا الملفوفة.

96- جودي هوليداي (بدور بيلي دون)  في فيلم Born Yesterday مولود البارحة 1950.

إنه لأمر دائماً ما يرسم ابتسامة أن تسمع فتاة الجوقة هوليداي الباحثة عن الثقافة وهي تقول للقائم على تحويل الملكية (وليام هولدين) إن إحدى المجلات ترى أن عملاً أدبياً قد كتبه هو أفضل شيء قرأته فهي لم تفهم كلمة مكتوبة فيه. ولكن هذا ليس كل شيء بالنسبة لهوليداي فهي، على عكس غيرها من الممثلات المتوهمات اللواتي ينحين منحى واحداً في مهنتهن، تظهر براعتها في تأدية دور لطالما أرادت أن تقوم به على خشبة مسرح برودواي قبل ثلاث سنوات من إنتاج هذا الفيلم. يمكن أن تمتلك صوتاً مثل صوت بيتي بوب - وذلك عندما لا تردّ بصوت عال على الدعوات الصاخبة لعشيقها الفظّ ( بروديريك كروفورد) – ولكن دورها في لعب شخصية بيلي هو من دون شك ليس عبارة عن شخصية كرتونية. فنحن هنا نشعر بها ونحاول أن نمدّ يد العون إليها، فهي ليست إلا شخصاً غريب الأطوار كنا في غاية الشوق لأن نراه يستعيد حصافته وجودة رأيه مباشرة.

ملاحظة: المقال منشور في الحياة السينمائية العدد 60