2012/07/04

أفكار.. مشاهدات
أفكار.. مشاهدات


نضال بشارة - تشرين

لا بد أن يلاحظ المشاهد أنه ما إن ينتهي رمضان حتى تعود المسلسلات التركية والمدبلجة باللهجة الشامية لتحتل مساحة بث معظم الفضائيات العربية، وجزء منها فقط يعيد عرض مسلسلات عربية منتجة سابقاً، أو مما عرض في رمضان لكن على قنوات أخرى. ما يعني أن الإنتاج الدرامي العربي الذي تسجل إشارات تعجب أمامه لكثرته، لا يغطي مساحات البث الفضائي طوال السنة، وهذا ما يجب أن يدفع بالمنتجين وبالفضائيات التي تنبت كالفطر، على إنتاج أعمال تعرض خارج الموسم الرمضاني، لكسر تقليدية الإنتاج، وطريقة العرض، ولئلا تظل في دائرة الاستعادة وهي التي يتفاخر بعضها بالعروض الحصرية. وفي حدود علمنا لم تقم سوى فضائية «أبو ظبي الأولى» بعرض مسلسل جديد لم يعرض في رمضان هو المسلسل السوري «تعب المشوار» الذي تستهل شارته بمقطع من صوت المبدع الراحل فؤاد غازي لأنه يحمل اسم أغنيته ولأنه مهدى لروحه. وكانت إحدى الفضائيات العربية قد روّجت أنها ستعرض مسلسل << شيفون >> تأليف: هالة دياب، إخراج: نجدة أنزور. الذي هو( وفق الترويج) مسلسل لم تجرؤ قناة على عرضه في رمضان، على أن يعرض مساء كل خميس بحلقتين متتاليتين، لكنها لم تف بوعدها الجريء واستعاضت عنه ببرنامجين آخرين.

ولدى مشاهدة الموسم الثاني من «ديو المشاهير» الذي تعرضه فضائية «إل بي سي» والذي لا يُشك في القدرة الموسيقية للجنة التحكيم المؤلفة من الفنانين: روميو لحود، أسامة الرحباني، عبد الله بالخير، ولكنهم هم بشر أيضاً، ولذلك نزعم بأن سطوة النجمات ودلعهن وعريهن على إصغائهم وعلى العلامة التي ستعطى للمشارك/ة، من الفنانين والذين يشاركون دون أن يدعوا امتلاكهم لقدرات غنائية منافسة – يشارك فيه من الفنانين السوريين ديما الجندي وسيف الدين سبيعي – لأن هدف مشاركتهم هو الحصول على جائزة مالية يقدمونها – كما هي غاية البرنامج - لجمعية تقوم بأعمال إنسانية. وإن كانت سطوة شيرين أكبر بغنجها ورقصها، من خلال تصريح الفنان عبد الله بالخير(في الحلقة الأولى) بهذه السطوة، كما أشار في حلقة الجمعة الفائت إلى سطوة حضور مريام فارس التي لم يعد يعرف كيف يتوقف عن التغزل بها، حتى قاطعته مقدمة البرنامج دينا عازار لمعرفة هل سيصوت للمشتركة أم لا، ما يؤكد ملاحظتنا، وهي نقطة تضعف مهنية البرنامج رغم إنسانية توجهه. ‏

وخلال مشاهدة تحقيق الزميلة دلال بزري عن الأمثال الشعبية ضمن إحدى النشرات الفنية التي تقدمها فضائية «الجديد» في نشرتها الإخبارية الليلية، نهضت الإشارات التالية: كان بالإمكان أن يأتي التحقيق أعمق مما تناولته لو أن الزميلة بزري قدمت وجهة نظر باحث في الأمثال الشعبية بأهمية الأمثال وما تختزنه من فكر وحكمة الأجيال السابقة، لا أن تكتفي المعدّة بسرد هذه المعلومة. فالموضوع أغنى من ذكر المثل والسؤال عن معناه، ويحتمل الخوض في: لماذا نستشهد بالأمثال أكثر من الشعر أو من أقوال من الكتب المقدسة، التي لا يجب أن لا نخطئ فيها ولو بحرف واحد. والسؤال إن كان ابن المدينة أم ابن الريف يستخدم الأمثال أكثر، وهل انتقال الأخير للمدينة يخفف من استخدامه لها، وما هي مصادر الأمثال، وارد أيضاً؟ وطرح تلك الأسئلة لا يعني بالضرورة الوصول لإجابات قاطعة، بل استثماره كموضوع شائق وغني بأكثر من حلقة. فالتحقيق كما عرض فوت على معدّته تقديمه بشكل أعمق، وعلى المشاهدين متعة الاغتناء بمعلومات شائقة. ‏