2012/07/04

أفلام الأبطال الخارقين في صياغة جديدة
أفلام الأبطال الخارقين في صياغة جديدة

جلال جبريل – دار الخليج

شخصية البطل الخارق في الإنتاج السينمائي، هي في العادة فرد يملك قدرات تفوق العادي ويكرس جهده لحماية فرد أو مجتمع . هذا النوع من الأفلام دائما ما يعتمد العنف، وتشهد هوليوود حالياً، حراكاً غير مسبوق لخلق شخصيات جديدة تواصل الطريق بجانب سابقاتها كسوبرمان والمرأة الحديدية وغيرهم . من أحدثها الرجل النملة وكابتن أمريكا والمصابيح الخضراء ونسخ أخرى من جيل باتمان .

كان إنتاج هذا النوع من السينما قد تراجع منذ فترة، بعد أن كان يشغل أحد أهم عوامل الجذب السينمائي . وكان إيجاد أبطال جدد هو المخرج الوحيد الذي اختارته الشركات المتخصصة في صناعة أفلام نالت شهرتها بفضل أبطال خارقين شغلهم الشاغل مكافحة قوى الشر . إذاً إلى أي مدى يمكن لهوليوود أن تنجح في خلق نمط جديد يروج للظواهر المجتمعية الحميدة بعيداً عن العنف؟ .

عرضت شركة نيل هوريتز عن قصة سيث روجن في وقت سابق من هذا العام فيلم “الدبور الأخضر” بسخة ثلاثية الأبعاد، فيها أدى الممثل جيمس فرانكو بطل سلسلة أفلام سبايدرمان دور البطل داني كلير، وهو للمخرج ميشيل جوندري الذي قال: “التمرد على الأسلوب في أي عمل من شأنه أن يجري ترميماً لما سبق وتطوير ما سيكون مستقبلاً” .

وعلى نفس النهج، تنتج شركة كافين فيج الفيلم الكوميدي “ثور”، وهو فيلم مقتبس من رواية تحمل نفس الاسم لستان لي ولاري ليبر وجاك كيربي . ومن نجومه كريس هيمثوورث وناتالي بورتمان وتوم هيالستون وستيلان وكولم فيور وراي ستيفنسون وغيرهم . فيما يستعد المخرج ماثيو فون للاحتفال بإطلاق نسخة جديدة من سلسلة أفلام “إكس مين” بعنوان “فيرست كلاس”، وتدور قصته حول أحداث في العام 1960 وعن العلاقة بين بروفيسور x ومجموعة من الشخصيات الخارقة التي تدير أحداث الفيلم .

بجانب ذلك جاءت نسخة “المنتقم الأول” من سلسلة أفلام “كابتن أمريكا”، ما هي إلا محاكاة لبطل وضع تصوره الأول جاك كيربي وسيمون جو عام ،1941 فيما جاءت النسخ اللاحقة إلى جانب روبرت داوني جونيور بشخصيات الرجل الحديدي والكابتن كريس ايفانز . وبين هذا الزخم الإنتاجي القادم، يأتي جديد الرجل العنكبوت “أندرو غارفيلد” بإنتاج ستظهر فيه العديد من الأفكار المستحدثة في الفيلم . فضلاً عن أن المخرج بلاك شين أعلن في وقت سابق أن النسخة الثالثة من فيلم الرجل الحديدي ستطلق ،2013 في وقت تواترت فيه أنباء عن أن المخرج إدغار رايت يخطط لإنتاج فيلم جديد بعنوان “الرجل النملة” .

إعادة صياغة مضمون أفلام الأبطال الخارقين، قصد بها خلق مفهوم جديد لشخصيات تعالج مشكلات مجتمع من دون الحاجة للعنف، وبين ما سيطلق قريباً فيلم “شعاع المصابيح الخضراء” والتي يرتدي فيها رايان رينولدز خاتم السلطة المرصع بالزمرد ويشاركه بطولته ساندرا بولوك التي سبق وشاركته فيلم “بروبوزال” الوجه الآخر لسوبرمان مع هنري كافيل في شخصية كرايبتونز في قتال من أجل الحقيقة والعدالة . وعلى الطريقة الأمريكية . وآخر ملحمة لباتمان من اخراج كريستوفر نولان ستكون من بطولة كريستيان بايل .

وفي الأفلام التي ترتكز على تكتيك إخراجي هدفه جذب المشاهد، قد تكون في نهاية المطاف ثقيلة على عين الناظر، لا تقنع من أدمنوا مشاهدة الخيال بصورة عامة منذ بداية إنتاجه الذي استمد روحه من الحروب . هذا الكم من الأفلام الخيالية خلق موهبة وبراعة تراكمية لدى المشاهد في جميع أنحاء العالم بحكم الاتفاق بين المجتمعات على نقيضي الخير والشر ووجوب محاربة الثاني، مثلما يدور في سلسلة أفلام جيمس بوند مع دانيال كريغ اللذين خاضا اختبارات تحمل عنيفة لتخطي أي عقبة . لذلك فإن أفلام الخيال العلمي كانت تحتاج لأموال طائلة وليست كما يعتقد البعض، ويبدو ذلك واضحاً بجانب “جيمس بوند” وفي رحلات كريستوفر ريف ومارغو كيدر وجين هاكمان في سوبرمان .

فلماذا الإفراط الإنتاجي؟ . . الشخصيات الخارقة هي فكرة أمريكية منبعها هوليوود، وهي أحد أعمدة النشاط السينمائي لعكس مثل اجتماعية عليا . ومن منظور آخر، يمكن لهوليوود أن تغرس مفهوماً آخر في عقل المشاهد تماشياً مع التقدم الفكري .

ويحفل سجل الإنتاج السينمائي بأفلام خيال مصدرها كتب قصص الأطفال المصورة المسماة “كوميك بووكس”، والتي تطوع قصصها وتوظفها في مسلسلات وأفلام كانت سابقاً تستهدف الأطفال، منذ أن صمم شيري سيغال وجوي شيستر شخصية سوبرمان في يونيو/ حزيران ،1938 بفكرة رجل شرير أصلع من خلال قصة “عهد السوبرمان”، إلا أن عملهم لم يلق رواجاً واضطرا لإعادة صياغته بعد أعوام، وقوبلت بالرفض مرة أخرى كون سوبرمان وبحسب ما جاء عليه آنذاك، كان يشبه هوغو دانر في رواية ويلي فيليب “المصارع” التي أنتجت في فيلم للمخرج رايدلي سكوت وبطولة راسل كرو . حينها بدأت الكتب المصورة تظهر بجانب الصحف وبدأت وكأنها وسيلة مثالية لنقل المفاهيم اليمينية في المجتمعات، وبدأ سيجل وشوستر المساهمة في صياغة قصص كوميدية قصيرة بصور كاريكاتير ونشرها في كتب سرعان ما نالت شعبيتها لما تحتويه من مرح ومغامرة مثل “الجاسوس” و”فرقة الراديو” و”الدكتور الغامض” و”هنري دوفال” و”سلام برادلي” وجميعها أسست لأعمال سينمائية