2012/07/04

أفلام كبيرة في أيدي "الصغار"
أفلام كبيرة في أيدي "الصغار"

محمد رضا – دار الخليج

ينطلق المخرج كارل رينش غداً لتصوير فيلم بعنوان “47 رونين” في ستديوهات بودابست . الميزانية المقررة لهذا الفيلم الذي سيقوم ببطولته كيانو

ريفز ومجموعة من الممثلين اليابانيين هي 170 مليون دولار . القصّة، التي كتب السيناريو لها أمريكي من أصل إيراني اسمه حسين أميني،

مأخوذة عن فيلم ياباني تم إنجازه أكثر من مرّة أهمها نسخة عام 1941 التي قام بتحقيقها كنجي ميزوغوشي . أما المخرج رينش فهو جديد على الصنعة، سبق أن أخرج أفلام دعائية لشركة وفيلماً قصيراً واحداً

كل شيء جاهز لكن هناك شيئاً ما خطأ في هذه الصورة يتطلّب محاولة تحليل: لماذا ستقوم شركة “يونيفرسال” بمنح مخرج لم يسبق له إنجاز

أي فيلم روائي من قبل 170 مليون دولار لتحقيق فيلمه؟ بكلمات أخرى: ما الضمانات التي تعتقد الشركة المعروفة أن المخرج رينش يستطيع

توفيرها في مقابل هذه الثقة العمياء؟ ما الذي حدث  لذلك السياج الكثيف من الحيطة التي كانت هوليوود تبنيها حول استثماراتها فلا يتمكن من العمل إلا من أثبت أنه حقق، ليس أفلاماً فقط، بل أفلاماً ناجحة في الأساس .

هذا الفيلم ومخرجه ليسا المقالين الوحيدين . هناك أفلام أخرى كبيرة التكاليف سيقوم مخرجون لم يسبق لهم الوقوف وراء الكاميرا لتحقيق أفلام

طويلة بإخراجها . أحد هذه الأفلام هو “سنو وايت والصياد” الذي ستصل كلفته إلى مئة مليون دولار . ومارك وَب جاء من خلفية فيلم واحد هو “500

يوم من سَمَر” وهو الآن يستعد لدخول تصوير فيلم بمئة وخمسين مليون دولار (قابلة للزيادة) بعنوان “سبايدر مان المدهش” . ثم هناك دانيال

إسبينوزا الذي سيتاح له إخراج فيلم تشويقي بميزانية 80 مليون دولار وهو الذي أخرج ثلاثة أفلام صغيرة لم تشهد توزيعاً مهمّاً كما لم تنل من رضا النقاد ما يُذكر .

لعبة أجيال

والظاهرة مر عليها بضعة شهور بالفعل، فشركة “ديزني” قامت بمنح مخرج غير معروف بالمرّة اسمه جوزف كوزينسكي بتحقيق فيلم بميزانية 200 مليون دولار تم عرضه من دون نجاح عنوانه “إرث ترون” (اختتم مهرجان دبي الأخير) .

والمثير للغرابة في هذه المسألة أن المخرجين المعروفين في مجال الأفلام الكبيرة، ديفيد فينشر، ومايكل باي، وستيفن سبيلبرغ، وريدلي

سكوت، وجيمس كاميرون، وبيتر جاكسون، غور فربينسكي، وسام رايمي، وكريستوفر نولان، لم يفشلوا حتى يُقال إن الوقت حان لاستبدالهم .

على العكس تماماً: معظم ما جنته هوليوود من نجاحات، سواء عبر “أفاتار” أو سلسلة “سيد الخواتم” أو سلسلة “قراصنة الكاريبي” أو سلاسل “باتمان” و”سبايدر مان” وسواها جاء عبر هذه المجموعة من المخرجين .

ما يبدو حاصلاً هذه الأيام هو التالي: الجيل الحديث جداً من المخرجين الذين يقطفون من أعلى أشجار هوليوود هذه الأيام، يعرفون بعض الأسرار

التقنية التي تمكّنهم من إقناع المنتجين الكبار بأنهم المناسبون لتقديم وجه جديد لسينما الخيال العلمي والحركة والمغامرات الكبيرة . ليس أن

هناك شيئاً خطأ في معلومات جيمس كاميرون التقنية مثلاً، لكن بعض هؤلاء الجدد برهنوا على جدارتهم بأعمال بالغة الرخص، بينهم، على سبيل الذكر فقط،  نيل بولمكامب الذي قدّم في مطلع العام الماضي “المقاطعة 9” بعدما أطلع هوليوود على فيلم قصير حققه بلا ميزانية .

هذا يحدث الآن عبر مخرج حقق فيلماً لم تتجاوز ميزانيته ال 300 دولار، عرضه على الإنترنت فلفت به نظر المنتجين الذين اعتقدوا أنه صنع فيلماً بعشرين مليون دولار .

طبعاً هناك مخرجون فاتهم القطار فجأة حتى بعدما كانوا أنجزوا أفلاماً مربحة . خذ مثلاً المخرج جون مكتيرنن الذي أنجز خمسة أفلام “هوليوودية”

رابحة هي “مفترس” و”داي هارد” و”داي هارد 2” و”صيد أكتوبر الأحمر” “أساسي” وانسحبت بعد فشله سنة 2003 . حين فكّرت هوليوود بجزء

خامس من الفيلم البوليسي “داي هارد” لم تطلبه هو بل قررت إسناد المهمّة إلى شخص اسمه نوم مورو كل ما أنجزه من قبل هو المشاركة في كتابة سيناريو “المقاطعة 9” .