2012/07/04

أمّهات النجوم.. ذكريات الحب والشقاء
أمّهات النجوم.. ذكريات الحب والشقاء

5حواس -البيان مثلما يرتد الورد إلى عطره في بدايات الربيع من كل عام، تلتفت الذاكرة إلى لمعان فكرة الصحفيين المصريين فيلاعلي، ومصطفى أمينلالا، بتخصيص يوم للاحتفال بالأم، فكان اختيار21 مارس، بداية الربيع؛ ليكون عيدا لهذه المناسبة، تنشغل فيها عنّا عاصفةُ الربيع، وتُقبل فاتحةً أذرعها فيلاعاطفةُ الأمومة، التي جعل الله الجنة تحت قدميها. في عيد الأم، نجوم الفن يبوحون بمشاعرهم، يرصدون بعض ذكرياتهم مع أمهاتهم، ذكريات كانوا فيها ملائكة، لكنّهم مُتعِبون؛ لذا يحلمون بردّ الجميل لها في عيدها. الفنانة مي عز الدين تتمنى أن تصبح يوما مع أبنائها مثلما كانت أمها معها، وتشعر بالعجز إذا ما قورنت بوالدتها، وتسأل نفسها في كل لحظة: هل تستطيع أن تحب أبناءها كل هذا الحب الذي منحتها أمها؟.اعترفت مي بأنه لولا أن الله رزقها بأمّ لا تنقطع عن الدعاء لها، وتتحمّل أعباءها ومطالبها صغيرة وكبيرة، لما وصلت إلى أي شيء في حياتها. أما منة شلبي فتعد نفسها متعِبة لدرجة كبيرة، وأنها أذاقت والدتها، الفنانة المعتزلة زيزي مصطفى، (المُرّ)، على حد قولها، حتى أصبحت ناضجة تستطيع أن تستوعب المشقة التي عاشتها أمّها؛ لكي تصل هي إلى ما وصلت إليه- حاليا-، وتعد منة أمّها السبب الرئيسي في نجاحها الفني، ولا تنسى أيام كسرها لكل ما بالمنزل من زجاج وغيره، وتحويلها البيت إلى ساحة معارك منتهية، ثم تتحمل عنها أمّها مسؤولية إزالة آثار عدوان (ابنتها الشقية)، وتعلن منة أن ردّ جميل الأم صعب مهما قدّمت لها. تؤكد الفنانة سمية الخشاب أن قيام والدتها بمصاحبتها في أماكن التصوير، ووقوفها بالساعات وراء الكاميرا تكفي؛ لكي تعدها أهم ما في حياتها، وتضيف: (أمي هي الوحيدة التي تتحمّلني دون مقابل، وكل ما قدمته وتقدمه دَيْن لا أستطيع رده مهما فعلت). أسر فنية الفنانة دنيا سمير غانم تؤكد أن والدتها، الفنانة دلال عبدالعزيز، لم تكن تقصّر تجاه أسرتها، على الرغم من أنها كانت تقضي أوقاتا طويلة في عملها الفني، فكانت تحيطها بالرعاية طوال الوقت. وتوفر لها ولشقيقتها الصغرى إيمي كل وسائل الراحة؛ لكي تساعدهما في التفوق الدراسي، في ظل غياب الفنان سمير غانم أغلب الوقت؛ نظرا لانشغاله الدائم بالمسرح، فحققت بذلك معادلة صعبة، وهي أن تكون فنانة ناجحة، وأمًّا متفوقة. كذلك الفنانة ريهام عبدالغفور لم تجد الكلمات الكافية؛ لتصف المشوار المرهق الذي قضته أمّها في تربيتها مع إخوتها؛ حيث كانت تلعب دور الأم والأب في ظل ظروف عمل والدها الفنان أشرف عبدالغفور، وتغيبه عن المنزل فترات طويلة؛ حيث كان يثق في إدارتها لكل الشئون المنزلية وتوجيهها المستمر لنا، ولو كان الأمر بيدي لأعطيتها لقب الأم المثالية ليس في هذا العام لكن الأم المثالية لكل الأعوام الفائتة والمقبلة. أما عمرو محمود يس، ابن كل من الفنان محمود يس، والفنانة المعتزلة شهيرة، فيثنى على عطاء والدته، ويقول: (إنها الوحيدة في أفراد الأسرة الفنية التي تخرجت من معهد الفنون المسرحية، وكانت لها فرص كبيرة؛ لكي تستكمل مشوارها الفني، إلا أنها فضلت الالتفاف حول أسرتها، على حساب تحقيق حلم حياتها في الفن، فتخلت عنه في سبيل نجاح زوجها وأولادها). بدورها أكدت الفنانة شهيرة أن قلقها الشديد على أبنائها (العفاريت)، على حد تعبيرها، هو ما جعلها تبتعد عن الفن، على الرغم من أحلامها الكبيرة خلاله، لكن كوارث أبنائها في المنزل لا تُعد ولا تُحصى، فاللعب بالكبريت هواية، والقفز من النوافذ العالية حدث يتكرر كل لحظة من ابنتها رانيا؛ لذلك قررت التفرغ لهم. أما الفنانة دينا عبدالله فترى أن مجهود والدتها في تربيتها مجهود خرافي؛ حيث كانت ترافقها هي وشقيقتها إيناس منذ بدايتهما في الفن طفلتين، فكانت تستمر معهما طوال مدة التصوير، ثم تعود بهما إلى المنزل؛ لتبدأ رحلة شقاء أخرى داخل المنزل. فكانت تعمل ليل نهار حتى تُلبي احتياجات الجميع، وكل هذا على حساب صحتها، لكنها كانت تؤدي واجبها بحب شديد لا أستطيع فهمه، فعطاء الأم غير خاضع للمنطق، وإنما هي عاطفة خالصة من الشوائب والماديات. عمود العائلة وصف غريب للأم يخالف ما تعارفت عليه الأسرة العربية، فقد وصفت الفنانة منال عبداللطيف والدتها بأنها تراها (عمود العائلة)، تتحمّل ضغوطًا اجتماعية، أسرية فوق طاقة البشر؛ وتضيف:(والدي رجل أعمال، يحتاج إلى اهتمام كبير بكل تفاصيل حياته، ولي أخ أكبر يعانى بعض المشاكل الصحية. ويحتاج إلى رعاية 24 ساعة، بالإضافة إلى أنها كانت ترافقني في كل أعمالي، حتى تكون مطمئنة، فمن أين لشخص بكل هذه الطاقات والاهتمام بعدة أفراد إلا من خلال طاقة الأمومة. الفنانة المغربية سناء موزيان تشبّه أمّها بالجبل في تحمّله، تسافر معها في كل بلد دون أن تشعرها بأن هذا الأمر شاق عليها، وتتمنى لها الابتسامة في كل لحظة، وتتحير كل بداية ربيع في الهدية التي يمكن أن تقدمها؛ فقط من أجل التعبير البسيط جدًاعن حبها لها، فلا تجد ما يساوي هذا الحب. أمومة نهال عنبر حسام نجل، الفنانة فيلانهال عنبرلالا، يحمد لأمه إعطاءه الثقة في حياته، وكذلك نجاحها على مستوى الفن دون التفريط في حق الأسرة، فيقول:(هي المعنى السامي في حياتي، وأدرك تمامًا أنني لن أستطيع أن أعوضها أيام تعبها معي، لكن الله فقط هو الذي يستطيع تعويضها عن هذا الجهد وهذه العاطفة). أما نهال عنبر فتقول:(إن ارتباطها بابنها طفلاً كان غريبًا، فكان يلازمها في كل مكان تذهب إليه، لدرجة أنها خافت ألا يعتمد على نفسه فيما بعد،أو يُقال عنه إنه (ابن أمه)، فبدأت أجعله يعتمد على نفسه، ويتخذ قراراته دون الرجوع إلي كما كان يفعل، وكان الأمر صعبًا؛ لتعلقه الشديد بي. المطربة إيمي لا تنسى كفاح أمها معها، فتقول:(لم تلعب أمي فقط دورها الطبيعي بل ساعدتني فنيًا حتى أنها أنتجت لي ألبومي الأخير، إضافة إلى أنها هي الوحيدة التي شجعتني من أجل دخول الفن؛ لاقتناعها بموهبتي، فهي مستشاري فنيًا وحياتيًا. أما المطرب ومؤلف الأغنيات مصطفى كامل فيقول:( أتمنّى أن أصنع بيدي تمثالاً من الذهب لأمّي ليس فقط كل عيد أمّ، وإنما كلّما نظرت إليها، وذلك لأسد فاتورة عطائها لي، فأنا مدين لها بحياتي وما فيها، فكيف أدفع ثمن حياتي؟! أدعو لها بالصحة بقدر ما أسعدتني).