2012/07/04

«ابن القنصل» أعجب النقاد وانصرف عنه الجمهور
«ابن القنصل» أعجب النقاد وانصرف عنه الجمهور

البيان

في الوقت الذي تشتد فيه المنافسة بين الفنان عادل إمام بفيلمه «زهايمر» وأحمد حلمي بفيلمه «بلبل حيران» على تصدر قائمة إيرادات موسم عيد الأضحى، وقف الفنان أحمد السقا من خلال فيلم «ابن القنصل» كضيف شرف بحثاً عن نصيب من الإيرادات، حيث تشير كل التوقعات أن يحتل العمل المركز الثالث أو الرابع من جملة أربعة أفلام فقط تم عرضها خلال الموسم، ليتكرر الأمر مع السقا للمرة الثانية هذا الموسم بعد أن نافس في الصيف الماضي بفيلم «الديلر» مع خالد النبوي ومي سليم دون أن يحقق الفيلم النجاح المأمول.

الحديث عن تراجع إيرادات فيلم «ابن القنصل» لا ينفصل بأي حال من الأحوال عن الظروف التي صاحبت الفيلم أثناء تصويره، فبعد ولادة متعثرة ومشكلات إنتاجية ورقابية استمرت لأكثر من عام خرج الفيلم إلى النور ليجد نفسه في مشكلة أكبر تتمثل في دخوله منافسة حقيقية أمام أفلام نجوم كبار بحجم عادل إمام وأحمد حلمي، رغم انتشار شائعات قبل انطلاق الموسم تؤكد رغبة السقا في الهروب بفيلمه من هذا السباق القوي.

وعلى الرغم من الدعاية المكثفة التي سبقت عرض الفيلم بأربعة أيام فقط، إلا أن إيراداته في أيام عرضه الأولى كانت مخيبة للآمال، مع وجود مخرج مخضرم بحجم عمرو عرفة ومؤلف مثل أيمن بهجت قمر فضلاً عن نجوم كبار على رأسهم أحمد السقا وخالد صالح وغادة عادل، حيث لم يحقق الفيلم سوى 414 ألف جنيه فقط في ليلة العيد، بينما حققت الأفلام المنافسة مثل «زهايمر» و«بلبل حيران» إيرادات في اليوم نفسه تجاوزت المليوني جنيه، بينما حقق «محترم إلا ربع» للممثل الشاب محمد رجب مليون وأربعمئة ألف جنيه.

قصة معقدة

يبدو أن أحداث «ابن القنصل» لم تجذب الجمهور الذي تعود أن يصنف أفلام السقا من نوعية الأكشن فاصطدم بقصته المعقدة التي تدور حول مزور خطير يقوم بدوره خالد صالح يتم القبض عليه والحكم عليه بالسجن، فيما يحاول أحمد السقا أن يكون خليفته في التزوير فيصبح مزوراً محترفاً وتساعده في الوصول لهدفه صديقته غادة عادل.

ويؤكد المتابعون للفيلم أن أحداثه التي احتوت على مشاهد محدودة من الأكشن بجانب الكوميديا الخفيفة، لم تنجح في جذب المشاهدين الذين هجروا أحمد السقا بحثاً عن الكوميديا الخفيفة والتلقائية مع نجم الكوميديا الشاب أحمد حلمي الذي تتصاعد أسهمه على الساحة السينمائية عاماً بعد آخر، أو مع الفنان عادل إمام الذي قدم كوميديا راقية ممزوجة بالتراجيديا، ليجلس السقا في المقاعد الخلفية في الوقت الذي خابت فيه توقعات المجموعة المتحدة ــــــــــ الشركة المنتجة ـــــــــ التي راهنت على «ابن القنصل» بطرح 06 نسخة.

أزمات السقا

ويرجع البعض السبب في خروج فيلم «ابن القنصل» من المنافسة إلى عدم تركيز بطله أحمد السقا الذي تعرض لعدة أزمات أثناء تصوير العمل بسبب مرض والده الفنان صلاح السقا قبل وفاته، علاوة على قيامه بإضافة دور جديد في أحداث الفيلم ليشارك ابنه ياسين 01 سنوات في الأحداث في أول ظهور له على الشاشة، كذلك دخوله في مناوشات كثيرة مع زميلة خالد صالح بسبب كتابة الأسماء على التيتر والذي حسمها يحيى سيف منتج الفيلم بالاشتراك مع الأخوة المتحدين بكتابة اسم السقا قبل خالد صالح على التيتر حسماً للشائعات التي تم تداولها قبل العيد بـ 01 أيام على صفحات الجرائد والمجلات الفنية، خاصة أنه لم يكن التعاون الأول بين السقا وخالد صالح لكن التقيا قبل ذلك في أفلام «تيتو» و«حرب إيطاليا» و«عن العشق والهوى»، ولم تحدث تلك الشائعات التي أثرت على جماهيرية العمل.

وبسؤال بطل العمل أحمد السقا، عن أسباب عدم تحقيق فيلمه النجاح المأمول، مقارنة بالأفلام المنافسة أبدى اندهاشه من الأقلام التي تسرعت في الحكم على العمل، معرباً عن ثقته بأن يعود فيلمه لصدارة الإيرادات خلال الأسابيع المقبلة.

السقا أعرب في الوقت ذاته عن رضاه التام عن فيلمه، مؤكداً أن قصته جيدة وحملت الكثير من المشاهد التي رسمت البسمة على وجوه الجمهور؛ خاصة أن أحداثه تدور في عالم النصب المليء بالحكايات والمتناقضات، في إشارة منه إلى أنه ليس من الضروري أن يحمل كل فيلم يقدمه رسالة أو يناقش قضية.

النقاد يشيدون

نفس الرأي تبنته الناقدة السينمائية ماجدة خير الله، موضحة أن الفيلم جيد ومتميز أيضاً بعيداً عن تراجع إيراداته، وقالت بعد مشاهدتها للعمل إن المخرج عمرو عرفة اعتنى بأدواته جيداً واستطاع رسم كل شخصية في إطارها الصحيح رغم أن الفيلم يشابه في بداياته الفيلم الأميركي «ماتشستيك مان» الذي يلعب بطولته النجم كولاس كيدج لكن عمرو عرفة قدم صورة غنية بالتفاصيل، خاصة في اختيار أماكن التصوير التي شهدت مدينة الإسكندرية معظمها، وحاول إدخال كل المفردات التي تحض وتحافظ على إيقاع الفيلم الممتلئ بالأحداث السريعة والمتناقضات.

ورأت خير الله أن نجوم العمل أبدعوا في الأداء فلم يحاول السقا كما عود جمهوره مغازلة الكاميرا أو النظر إليها ولم يخش خالد صالح ارتداء ثوب لشخصية متقدمة في العمر دون أن يخشى على نجوميته وشبابه واستطاع انتزاع الضحكات من قلوب المشاهدين دون انفعال أو مبالغة، كما استطاعت غادة عادل التي التقت بالسقا لأول مرة بعد فيلم «صعيدي في الجامعة» منذ عدة سنوات تقديم دور العاهرة بتلقائية دون إسفاف أو ابتذال ولم تكشف عن أي شيء من جسدها أو مفاتنها بعد أن توقع جمهور الشباب أنها ستكون سبباً في جذب شريحة كبيرة منه تعشق الأدوار المثيرة لكنها في الحقيقة قدمت أفضل أدوارها على الإطلاق، وفوق كل هذا وذاك فهناك بعض النجوم الذين أدوا أدواراً شرفية في الفيلم بتحويلها إلى أدوار مؤثرة وأساسية رغم أنها صغيرة وهامشية وذلك بعد تقديم مجدي كامل وخالد سرحان وضياء الميرغني أدواراً بسيطة لكنها ذات تأثير مهم في الأحداث وقدموها بحرفية وذكاء شديدين متوقعة أن تتصاعد إيرادات الفيلم في الأسابيع القادمة.

المفاجآت واردة

أما الناقد عصام زكريا فأكد أن الأيام الماضية لا تعد مؤشراً على نجاح أو فشل أي فيلم من موسم أفلام عيد الأضحى المبارك.. متوقعاً أن تشهد الأسابيع المقبلة تغيرات جذرية في ترتيب الأفلام وتحقيقها لإيرادات.. مشيراً إلى أن النجاح الحقيقي هو صمود هذه الأفلام إلى موسم نصف العام أو الموسم الصيفي، كما حدث في فيلم «عسل أسود» و«شهير وبهير وسمير» واللذان لا يزالان يعرضان حتى الآن.

وأكد زكريا أن هناك حسابات أخرى لم يتعرض لها أحد حتى الآن وهو تزامن عرض أفلام موسم عيد الأضحى مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والذي سوف يقلب موازين شركات الإنتاج خلال الفترة القادمة ولن يستطيع أحد وقتها التنبؤ بأفضلية فيلم عن الآخر.