2012/07/04

افتتاح الكليشيهات السياحية
افتتاح الكليشيهات السياحية

خاص بوسطة - علي وجيه


دائماً ما يعوّل مسؤولو مهرجان دمشق السينمائي على حفل الافتتاح كأحد المميّزات الخاصة بالمهرجان دوناً عن بقيّة المنافسين. وقد درج المهرجان على تقديم افتتاح فنيّ من إخراج ماهر صليبي في الدورات الأخيرة، لتقوم فرقة إنانا للمسرح الراقص بتولي المهمّة هذا العام.

حاولت إنانا استقاء لوحاتها من عالم السينما من خلال فيلم افتراضي بعنوان «كوكتيل»، إلا أنّ الاستعراض جاء سياحياً كعادة الفرقة في عروضها وافتتاحاتها، وهو ما لا يتناسب مع افتتاح مهرجان سينمائي «دولي». هناك دبكة في اللوحة الصينية المستوحاة من «منزل الخناجر الطائرة» لزانغ ييمو دون أن نعرف سبب هذا التهجين المباغت. ملابس الراقصين مناسبة في اللوحة الغجرية المستقاة من «زمن الغجر» لإمير كوستاريتسا، إلا أنّ الرقص لا يمتّ لهذا العالم الخاص بصلة. وفي «تايتانك» جيمس كاميرون، لا بدّ من اللقطة الشهيرة للبطلين عند مقدّمة السفينة الآيلة للغرق. هكذا نجد أنّ إنانا أخذت قشوراً سينمائية بعضها لا علاقة له بتظاهرات هذه الدورة، وحوّلتها لتناسب روح الفرقة لا العكس.

هذا ظهر بوضوح من خلال التجميع من عروض إنانا السابقة. لوحة صلاح الدين مأخوذة من عرض للفرقة بنفس الاسم، وطيران الراقصين في «صقر قريش» تمّت إعادته هنا أيضاً. والختام باللوحة الشامية كالعادة والتي قدّمت بنفس الأسلوب السياحي.

تحية ضيف الشرف تركيا جاءت بالتذكير بحادثة سفينة «مرمرة» المفجعة، وليس بلوحة تراثية أو مستوحاة من فيلم تركي شهير مثلاً. وجاء هذا الإقحام السياسي فجاً، لا يتناسب مع مهرجان فنّي متخصص يحضره نخبة من السينمائيين العرب والأجانب. واختتمت الفرقة بتحيتها التقليدية التي استغرقت 10 دقائق كاملة من وقت الحفل.

الراقصون بارعون وأدّوا المطلوب منهم بأمانة، ولا أحد يغفل المجهود المبذول والتقنيات الجديدة التي استخدمتها الفرقة من شاشات و(ليزر) وما إلى ذلك، إلا أنّ الافتتاح افتقر إلى الفهم السينمائي الحقيقي لطبيعة المهرجان، لحساب كليشيهات سياحية ربّما تنفع في افتتاح معرض دمشق الدولي، ولكنّها بعيدة تماماً عن أجواء حدث كهذا.

بالنسبة للتنظيم، الدخول على البساط الأحمر مع موسيقى التكنو الصاخبة كان مبهجاً ومبشراً، لتظهر لاحقاً نفس المشاكل الأزلية المرافقة لافتتاح المهرجان. كالعادة، لم يجد كثير من الفنانين مكاناً للجلوس فانسحب بعضهم مباشرةً مثل قصي خولي وبعض الفنانين المصريين، في حين اضطر آخرون للوقوف مثل غسان مسعود أو الجلوس على مقاعد جانبية أحضرت لهم مثل المصري مصطفى شعبان. هذه النقطة تتكرر كل عام، وربما يكون حلها في منح الأولوية للفنانين أثناء توجيه الدعوات وحجز المقاعد، بدلاً من بعض النخب السياسية التي لا تحضر وتمنح البطاقات لمدراء المكاتب والموظفين، وموظّفي دار الأسد الذين يستمتعون بإحضار عائلاتهم للفرجة وأخذ الصور مع الفنانين الحاضرين.

محمد الأحمد وعد خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق المهرجان بأن يكون افتتاح العام القادم على مسرح قصر المؤتمرات الذي يتسع لحوالي 2500 متفرج بدلاً من 1200 كما في الصالة الرئيسة لدار الأسد، وربما يكون هذا حلاً جذرياً للموضوع أيضاً.

حفل افتتاح مهرجان دمشق السينمائي جاء هذا العام دون التوقعات صراحةً، وهذا عائد إلى آلية تفكير عامة يجب إعادة النظر بها لصالح السينما والفن، بعيداً عن الإقحامات غير المناسبة والكليشيهات السياحية التي حفظها الجميع.

سؤال أخير: ما العلاقة بين الإعلان عن تكريم الممثل المصري حسن يوسف وأغنية لعمرو دياب؟ الجواب عند مسؤولي حفل افتتاح المهرجان.