2018/10/22

بوسطة

أكد الفنان السوري أيمن رضا أن معظم أصحاب شركات الإنتاج حالياً عبارة عن تجار تهمهم مسألة الربح والخسارة أكثر من اهتمامهم بتقديم فن رفيع، منوهاً إلى عدم وجود استراتيجية محددة لدى الشركات "فمجرد أن يعجب أمير أو قناة خليجية بعمل ما، تُسارع تلك الشركات لإنتاج أجزاء عديدة خالية من المعنى، رغبة منهم بتحقيق الربح"، ولفت إلى أن أكبر مثال على ذلك مسلسل باب الحارة.

وأشار رضا في لقاء له على إذاعة صوت الشباب ضمن برنامج مع الكبار الذي يقدمه يامن ديب، أن الكلمة الأخيرة في انتقاء الممثلين هي للمعلن لا للمنتج، "كونه هو من يدفع المال لا شركة الإنتاج"، وأضاف "منذ العام 2005 لم يعد هناك أي دور للمنتج في اختيار الفنانين لأداء الشخصيات الدرامية، فالمعلن هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في ذلك ولا يستطيع المنتج أن يعترض بل ينفذ فقط"، وتابع: "إن التنازل للمعلن سواء بالأجر أو بتحييد دور البطولة أشبه بتسليم الشخص ابنه للذبح".

كما تحدث رضا عن كونه من الأوائل الذين وقوفوا إلى جانب التلفزيون السوري، وشارك في تقديم أعمال عديدة رغم الأجور القليلة التي يقدمها له مقارنة بما يحصل عليه من شركات الإنتاج، حيث قال: "عندما دعاني التلفزيون لم أتردد أبدا عن المساعدة والمشاركة في الأعمال برغم من أن قيمة الإنتاج متدنية نوعا ما ولا تزيد عن 25% مما يدفع لنا في القطاع الخاص"، وأشار إلى أن ضعف الإمكانيات في التلفزيون سوف يقلل من فرص الممثلين الذين بقوا في الوطن ولم يسافروا خارجا، مضيفاً "مشاركتي في هذه الأعمال، شجعت العديد من الفنانين على تقديم الدعم لهذه الدراما، أمثال الفنانين زهير رمضان ومرح جبر ".

أما حول صحة طلبه أجوراً عالية للمشاركة في أي عمل درامي، أوضح رضا أن ذلك غير صحيح، معقباً: "انا من بين نجوم سوريا الذي اتقاضى أقل شيء بالنسبة لهذا الوقت"، وتابع "مثلا الفنان باسم ياخور يأخذ 150 ألف دولار، بينما أنا 40 ألف دولار، وأيضاّ بسام كوسا يأخذ حوالي 200 ألف دولار بينما أنا 30 ألف"، منوهاً "عندما أطلب أجراً عالياً تتفاجئ الجهة المنتجة، على الرغم من أني أطلبه بناء على أجور فنانين من نفس الدرجة".

ولفت رضا إلى أن كل الأعمال الدرامية المقدمة حاليا "مخيبة للآمال"، مؤكداً أن السبب في ذلك يعود إلى ظروف الحرب، ولجوء الكتاب إلى الأعمال ذات الأجور العالية وليس البخسة.

وفيما يتعلق بالبيئة الشامية للأعمال الدرامية ومدى نجاحها في إظهار نمط حياة السوريين، أشار أيمن إلى أن هذه المسلسلات "دائما ما حاولت إظهار الرجل بشخصية المسيطر وصاحب الكلمة الأخيرة في المنزل، إلى جانب تقليلها من شأن المرأة السورية وحصرها بشخصية ربة المنزل، دون أن يكون لها أي دور فاعل بالمجتمع سوى تربية الأولاد والاهتمام بهم ما عمل على تشويه صورة البيئة الشامية في ذلك الوقت"، ووصف رضا ما قُدم من أعمال بالتهريج والبعيدة كل البعد عن الواقع، لافتاً أن المرأة السورية كانت وماتزال صاحبة دور فعال في المجتمع، ولا يقتصر فقط على التربية "فلها دور في المجالات الحياتية الأخرى مثلها مثل الرجل".

كما تطرق أيمن في حديثه، إلى أن قربه من المواطن ومعايشة معاناته اليومية، كونه من أبناء البيئة الشعبية ساعده على إضفاء المزيد من المصداقية في تأدية شخصياته الدرامية، مضيفاً: "منذ الصغر كان لدي شغف مراقبة وتقليد كل ما تراه عيني".

وعقب على موضوع النجومية معتبراً أنه أمراً كبيرا عليه، لافتاً بالقول: "لا أحد في سوريا قد بلغ تلك المرحلة، برأيي"، وتابع: "مواصفات النجم تتركز في أن يحصل على أجر جيد ويكون بين يديه العديد من النصوص ليختار بينها، إلى جانب أن يكون لدى كل فنان أكثر من سيارة مثله في ذلك مثل نجوم العالم"، ونوّه إلى أن الممثل في الداخل حالياً هو درجة عاشرة، ويلجأ إلى الإذاعة كي يحصل رزقه "وهذا ما دفع الكثير من الفنانين للعمل بالخارج حيث الأجور المرتفعة".

أما فيما يخص وصفه بالمزاجية وتوجيه الانتقادات له من البعض، لفت رضا إلى أن ذلك ليس صحيحاً، "فكل من عمل معي يعرف ذلك، إضافة أني لا أرفع هذه الاتهامات من الأرض واعتبرها كقدمي"، وأضاف: "درج لدى مخرجينا أن يعاملوا الممثل كأجير لديهم، يوجهون له الأوامر والتعليمات دون أن يكون له أي اعتبار، فبعض المخرجين يتهمونني بالمزاجية كونني أتجاوزهم فكريا وأعمل في هذه المهنة كهاوي ليس همه كسب الرزق وإنما تقديم فن على درجة عالية من الرقي".

وعلق رضا على موضوع البطولة المطلقة وعما إذا كانت تشكل هاجساً لديه بالقول: "البطولة في الدراما السورية أصبحت تشوبها العديد من الإشكاليات، بسبب تحول العديد من الممثلين إلى مخرجين أمثال حاتم علي، ما دفع هؤلاء إلى تهميشنا خوفا من تجاوزهم أو لعدم قدرتهم على فرض سطوتهم علينا كما يفعلوا مع باقي النجوم أمثال قصي خولي، باسل خياط".