2012/07/04

الأزهر يشعل الجدل من جديد حول شرعية تمثيل الصحابة في الدراما
الأزهر يشعل الجدل من جديد حول شرعية تمثيل الصحابة في الدراما

بوسطة- يارا صالح اشتعلت من جديد دائرة الجدل حول شرعية تجسيد الأشخاص ذوي المراتب الدينية, عقب إعلان الأزهر نيته البحث مجدداً في قضية السماح بتجسيد سيرة الصحابة الكرام في أعمال درامية, وذلك بعد نحو 85 عاماً على الفتوى التي تحظر تقديم الأنبياء والصحابة والمبشرين بالجنة على الشاشة. ويعتقد البعض أن القضية يمكن أن تمرر خلال مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية الذي سيعقد في شباط/ فبراير المقبل إذا لم تحل بعض الرؤى دون إصدار هذه الفتوى. وإذا ما عدنا قليلاً بالذاكرة إلى الخلف فسيبدو هذا القرار مفاجئاً خصوصاً وأن هناك مواقف عنيفة اتخذها الأزهر تحت هذه الفتوى, تجاه تحويل روايتي "الحسين ثائراً" و"الحسين شهيداً" للراحل عبد الرحمن الشرقاوي إلى أعمال درامية, كما أن فيلم "الرسالة" للكبير مصطفى العقاد ظل ممنوعاً من العرض على الشاشات المصرية سنوات طويلة لتقديمه شخصية حمزة عم الرسول (ص), إضافة إلى الجدل الكبير الذي أثير حول مسلسل "رجل الأقدار" الذي رصد حياة عمرو بن العاص. البداية كانت عندما نشرت الجرائد صوراً ليوسف وهبي وهو يستعد لأداء شخصية سيدنا محمد (ص) في فيلم روائي كان قد أعده وداد عرفي بالاتفاق مع شركة ألمانية وذلك عام 1926 أي قبل أن تنطق السينما في العالم بعام واحد وهذا يؤكد أن الفيلم كان يتم إعداده ليصبح واحداً من أوائل الأفلام الناطقة في العالم, وأصدر وقتها الأزهر الشريف فتوى ترفض ذلك علي أساس أنه محرم شرعاً. أصوات معارضة الداعية الإسلامي يوسف البدري شنَّ هجوماً حاداً على قرار الأزهر، معتبراً أن دراسة الفكرة تعني أن ثمة نية مبيّتة لتمريرها، وربما تكون خطوة يسمح بعدها بتجسيد شخصية الرسول نفسه في أعمال درامية. فيما صدرت أصوات أخرى تؤيد اتخاذ إجراءات قانونية ضد من تسول له نفسه إهانة الصحابة بحجة حرية التعبير، لأن هؤلاء شخصيات مقدسة بوصفها نالت الثناء من الرسول. وأخرى مؤيدة في المقابل، اعترض المفكر الإسلامي جمال البنا بشدة على دعاوى المُصادرة والحجر على الأفكار التي نسمعها هذه الأيام معتبراً أنها تعيدنا إلى عصور الجاهلية, مشيراً إلى أن الإسلام أعطى حرية الفكر للإنسان ولم يوصِ بأي سلطة أو ولاية على الناس. واعتبر البنا أن الأمر الذي يعنيه هو الإضاءة على الأعمال السياسية للصحابة بعيداً عن التفتيش, بوصفهم بشراً لهم أخطاء, ولكن دون أن يعطينا ذلك الحق بتناولهم بالتجريح أو بالتعرض لإيمانهم. وللفنانين رأي رحّب النجم نور الشريف بالفكرة وجدد استعداده اعتزال الدراما والتخلي عن مشاريعه الفنية المستقبلية إذا وافق الأزهر الشريف على إنتاج عمل درامي ضخم عن حلمه الكبير بتجسيد الإمام الحسين، سواء كان فيلماً أو مسلسلاً. السيناريست أسامة أنور عكاشة أرجع الأزمة إلى غياب وجهات نظر عقلانية تتعامل مع هذه الأمور بحيادية، مؤكداً عدم وجود نص ديني يحرّم ظهور الصحابة والتابعين في الأعمال الفنية، وأن هذا الحظر من الفقهاء وعلماء الدين يمكن مراجعته والاجتهاد فيه مع الحرص على عدم المساس بشخص الرسول الكريم. وعلى الرغم من تفاوت الآراء, إلا أنه لا يوجد نص شرعي يحرم تصوير الشخصيات الدينية كما كان أكد سابقاً السيد محمد حسن فضل الله في لقاء مع جريدة الدار الكويتية, مشترطاً بالمقابل أن يكون العمل مجسِّدا لكل العناصر الروحية والإنسانية والحركية والجهادية التي يتمثل فيها هذا الشخص، بحيث لا يكون إبرازه في العمل الروائي أو في الصورة منافيا لطبيعة القداسة التي يمثلها. ويبقى السؤال الكبير ما هو سر تغير رأي الأزهر الشريف من هذه القضية؟