2016/09/23

فيلم الطواسين
فيلم الطواسين

بوسطة – نغم علي
قبل عشرة أعوام حمل المخرج السوري الشاب محمد عبد العزيز كاميرته للبدء في تصوير فيلم فلسفي شبه صامت، التقطت مشاهده عام 2006، 2007، 2008، 2016 على أن ينتهي من تصويره في أواخر أيلول/ سبتمبر الجاري تحت عنوان "الطواسين".
"هو فيلم يشكل اقتراحاً جديداً في عالم السينما السورية، يغوص في النفس البشرية بكل حالاتها" بحسب وصف عبد العزيز في اتصال هاتفي مع بوسطة، أكد من خلاله أيضاً أن "الطواسين معني بسيكولوجية الفرد وبعيد عن أي قالب قصصي وعن النمط الكلاسيكي التقليدي، فيما ينتمي بنيوياً لتيارات ما بعد الحداثة، ليشكل أسلوباً جديداً ينضم إلى قافلة السينما السورية عبر ثمانين دقيقة تحوي مشهداً حوارياً واحداً فقط".
المخرج السوري أوضح أن الفيلم الذي هو من تأليفه، "عبارة عن مناخ عام لحالات نفسية ببنية معقدة في استعارة لمنهج المتصوف الحسين بن منصور الحلاج في كتابه "الطواسين"، مبيناً أن العمل يحتفي بالنفس البشرية روحياً وفكرياً في المجتمع الشرقي، ليشكل وجبة دسمة معرفية، تأخذك إلى مكان ثان بعيداً عن التفاصيل الحياتية التي تتمحور حولها الأفلام الكلاسيكية."
العمل الذي يضم الفنان جهاد سعد إلى جانب عدد من الوجوه الجديدة الشابة، "يحتاج إلى تحليل وتركيز، فالوصول إلى أعماقه هو أمر ليس بالسهل"، أمر أكده عبد العزيز، موضحاً أنه: "مرتبط بالمستوى المعرفي للجمهور الذي اعتاد أن تحوي الأفلام قصصاً وأحداثاً وصراعاً تقوم عليها".
وعند سؤاله عن إمكانية فهم الجمهور لرسالة الفيلم بشكل مغاير عن قصد الكاتب، أوضح المخرج الشاب أن: " العمل سيترك انطباعات عدة في ذاكرة الجمهور خاصة وأنه تجربة جديدة بالنسبة إليه، وأشعر بالفضول لاستقبال هذه الانطباعات عند عرضه أواخر العام الحالي، خاصة وأن أغلب أفلامي تنبع من أفكار خاصة بي، وليس ما يطلبه الجمهور أو تلبية لشباك التذاكر".
هذا وتم تصوير مشاهد "الطواسين" في العاصمة السورية دمشق ويبرود وصيدنايا في ريفها، فيما يستأنف المخرج إنجاز ما تبقى من مشاهد بعد أن أطلقت المؤسسة العامة للسينما في شهر آب/ أغسطس برومو فيلم "حرائق" تأليف وإخراج: محمد عبد العزيز، على أن يعرض في منتصف شهر تشرين الثاني/ نوفمبر القادم.