2017/02/17

الليث حجو لـ"بوسطة": لن أعمل في سوريا حتى إشعار آخر
الليث حجو لـ"بوسطة": لن أعمل في سوريا حتى إشعار آخر

أزمة الدراما سببها عقلية المضاربة بين شركات الإنتاج

مشكلتي مع فراس دباس مدير سما الفن وليس مع الشركة نفسها

مشروع جديد مع ممدوح حمادة قيد التحضير 

قضية المواطن السوري أهم من مشروع توقف إنجازه
 
بوسطة - ميس ابراهيم

يحمل الليث حجو في رصيده أكثر من عشرين مسلسلاً تلفزيونياً؛ يعتبر معظمها أيقونات بارزة في تاريخ الدراما السورية؛ من "بقعة ضوء 1، 2، 4"، "أهل الغرام"، "الإنتظار"، إلى "ضيعة ضايعة"، "سنعود بعد قليل" "الخربة" "ضبوا الشناتي"، وصولاً إلى "الندم" آخر أعماله والذي حمل توقيع حسن سامي يوسف كاتباً، وتم اعتباره أفضل مسلسلات الموسم الرمضاني الفائت. باستثناء "سنعود بعد قليل" جميع تلك الأعمال تم تصويرها بالكامل داخل سوريا التي يغادرها حجو اليوم لتحضير مشروع جديد يجمعه بشريكه الكاتب ممدوح حمادة مجدداً ومن المقرر تصويره في لبنان أو الإمارات بأبطال سوريين ولبنانين وفريق من الفنيين اعتاد العمل معهم. وذلك بعد أن تسببت شركة "سما الفن" بحسب الليث، بإهدار جهده لعام كامل مع فريق مسلسل "فوضى" (كتابة حسن سامي يوسف ونجيب نصير)، حيث قررت إزالته من قائمة أعمالها لهذا الموسم في اللحظات الأخيرة من فترة التحضيرات للموسم الرمضاني.


بالمقابل يقطع حجو العلاقات بالشركة، ويمتنع عن العمل داخل سوريا "إلى حين تحسن الظرف الإنتاجي".
 قصة "فوضى" بدأت خلال رمضان الفائت حيث حقق مسلسل "الندم" نجاحاً باهراً دفع شركة "سما الفن" المنتجة للعمل إلى المبادرة بإعادة التجربة هذا العام بمسلسل "فوضى" موكلة إخراجه أيضا لـ حجو الذي قرر، كعادته في أي مشروع، التفرغ بشكل كامل لتنفيذه من المراحل الأولى لكتابة النص؛ حيث نجح بإعادة الشراكة بين الثنائي حسن سامي يوسف ونجيب نصير التي انفرطت منذ مسلسل "السراب".
 هكذا تنازل الليث عن كافة العروض داخل سوريا وخارجها وبدأ التحضيرات لعمله الجديد بالتنسيق مع الفنيين واختيار الممثلين وما إلى ذلك من ترتيبات تسبق التنفيذ، يقول حجو في حديث لـ "بوسطة" : "الشركة المنتجة كانت تلاحقنا منذ بداية العام، وتطالبنا بإنجاز النص، والتزمنا معهم اخلاقيّاً، حتى أن الكاتب تنازل عنه عبر عقد رسمي، دون أن يتقاضى أي أجر".

 

وكانت "سما الفن" في المقابل تماطل بتوقيع العقود مع الفنيين والممثلين الذين اختارهم المخرج مساومةً إياهم على أجورهم دون إعارة أية اهتمام لمرور الوقت وانقضاء الأشهر المناسبة للتصوير مما دفع حجو لعقد اتفاق مع مدير الإنتاج دون علم الشركة بتعويض بعض الفنيين فارق أجورهم، عما تعرضه "سما الفن"، من أجره الخاص مقابل الإسراع بتوقيع العقود، لكن فراس دباس تابع وضع شروط وطلب حسومات على الأجور وأخيرا الطلب من الكاتب أن يتقاضى أجره وينسى العمل.


 حيث قرر الدباس في النهاية بكل بساطة شطب "فوضى" عن قائمة أعمال شركته لهذا الموسم بحجة ارتفاع تكلفته، وانشغال الشركة بتصوير أعمال أخرى، متجاهلاً بذلك الاتفاق الأخلاقي مع الليث والكاتبين والفنانين والفنيين الذين فوّتوا فرص المشاركة بأعمال أخرى هذه السنة، وعلاوة على ذلك يصرّ على احتكار النص الذي عرض الليث تنفيذه مع شركة أخرى. " فوجئنا بأن النص قد أصبح حبيس الأدراج قبل بداية الموسم بأشهر بحجة ارتفاع ميزانية إنتاجه وعدم قدرة الشركة على تأمين كافة المعدات، مع ذلك يمكننا أن نتفهم أن الشركة فضلت إنتاج الأعمال المضمونة تسويقياً وذلك حقها.

Image may contain: 2 people
يضيف بالقول : "أن يمنع فراس دباس نصّاً كتبه أشخاص مثل حسن سامي يوسف ونجيب نصير من الوصول إلى المشاهد فتلك مشكلة ولكن المرفوض تماما حرمان عشرات الفنيين وغيرهم من العمل ممن لم يرتبطوا بأي مشروع آخر لهذه السنة بانتظار فوضى .. هناك أناس سيقعون في مأزق مادي بسبب تعنّته واصراره على احتكار النص داخل الأدراج، لم نعد نتحدث عن قيمة فنية هنا ولكن المشكلة الآن هي حرمان عشرات العائلات من مصدر رزقها هذه السنة من المعيب أن يقوم بهدر جهد كل الفنيين الذين التزموا مع الشركة لأشهر دون تعويضهم مالياً، وأن يماطل في التعاقد مع الممثلين بحجة أجورهم العالية".

 

ويشدد الليث أن مشكلته فقط مع فراس الدباس مدير الشركة وليس مع "سما الفن" (سوريا الدولية سابقاً) : "صاحبة التاريخ الحافل بالأعمال المهمة والتي كانت أول الشركات التي عملت معها".
 وعما اذا كان سبب التأجيل بالفعل هو التعاقد بمبلغ ضخم، مع الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور، المقرر ان تلعب بطولة مسلسل "قناديل العشاق" للشركة المنتجة نفسها يعلق حجو "كنت قد نصحت سيرين بالقدوم إلى سوريا عند ترشيحها للعب الدور وأتمنى التوفيق لها وللمخرج سيف الدين والكاتب خلدون قتلان والممثلة سيرين عبد النور التي نصحتها بالقدوم إلى دمشق وخوض هذه التجربة"، لافتاً إلى أنه من أوائل الذين شجعوا الدراما العربية المشتركة " فالشراكة منفعة للجميع و فرصة لتقديم الممثلين السوريين إلى الشاشات العربية ، ولا أحد يلغي الآخر بوجود الموهبة".


 أما عن رأيه بالحملة المنددة بإيقاف العمل والتي شارك فيها العديد من النقاد والصحفيين يقول "أشكر كل من تعاطف مع مشكلة مسلسل فوضى، ولكن أرجو من البعض ألاّ يستغل هذا الخلاف لزيادة الشقاق ضمن وسط أثقلته الأعباء أساساً فقضية المواطن السوري أهم من مشروع توقف إنجازه".

 

نسأله ما إذا كانت شركات الإنتاج بالفعل مضطرة لإنتاج أعمالها بتكاليف قليلة لتتمكن من تسويقها للمحطات العربية يجيب: "أزمة الدراما الحالية سببها سوء الإدارة والمنافسة بين المنتجين على العمل الأرخص وليس الأفضل تلبية لرغبة المحطات الفضائية، وحصار الدراما السورية ليس جديد وغير مرتبط بسنوات الحرب".