2018/12/05

خاص بوسطة

أنهى المخرج أوس محمد اليوم (5 كانون أول الجاري) تصوير فيلمه الروائي القصير بعنوان "88 خطوة" عن نص من تأليفه وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، وتجري أحداثه في ظل الأزمة السورية دون الغوص في كافة تفاصيلها، ويعالج حالات إنسانية محددة لأشخاص تعرضوا لكل أنواع التعذيب من ظلم وقهر واختطاف وغير ذلك.

"بوسطة" كان في كواليس التصوير وأجرى اللقاءات التالية:

المخرج أوس محمد، أكد أن فكرة الفيلم أتت انطلاقاً من إحساسه بأن قصص هؤلاء الشخوص مظلومة إعلامياً، وما يعرف عنها فقط جزء بسيط من مجمل الأحداث الفعلية، مضيفاً "أحببت عبر هذا الفيلم أن أسلط الضوء بشكل إنساني عبر هؤلاء الأشخاص الذين اختطفوا من بين أهاليهم وتعرضوا لشتى أنواع العذاب ضمن بيئة عدائية جداً".

الأزمة مازالت حاضرة في الفيلم الجديد الذي ينفذه المخرج السوري، إذ رأى أن الابتعاد عن مجرياتها بالوقت الحالي يتوقف على إحساس صانع العمل الذي يستقي مواضيعه عادةً من واقعه المحسوس، "الفنان لا يستطيع أن يخلق فناً من شيء لا يحسه ولا يتفاعل معه".

أوس الحائز على جائزة "لجنة التحكيم الخاصة" العام الماضي عن فيلمه "365 يوم" والذي قدمه ضمن مهرجان سينما الشباب، لا يؤمن أن الجائزة نوع من التحدي أو رفع المعايير، "بالنسبة لي كل فيلم هو حالة منفصلة من التحدي بالطبع الجائزة أمر مهم، تعتبر بمثابة تقدير لتعب المخرج والفنان والكاست ككل، لكنها ليست الأساس ولا تقيّم جودة المنتج الفني".

وأحداث الفيلم بحسب تصريح المخرج مستقاة من الواقع، وشخوصه حقيقيون عاشوا الأزمة وعانوا خلالها، وعلى ذلك يعقب "اكتشفت منذ سنوات قليلة جداً بأني ميال للسينما الواقعية، أي عرض الواقع واستقاء المعلومات منه ومتابعة تأثيراته على المشاهد، ولا أحبذ الخيال، أي الحلول الإخراجية المعتمدة على الخيال"، ولا أحب أن أرغم المشاهد حسياً أو بصرياً على تبني رأي ما بناءً على إيمان المخرج به، والسينما قادرة أن تقود المشاهد بالطريقة التي يريدها صانع الفيلم في حال كان متمكناً من أدواته.

يلعب بطولة الفيلم مجموعة من الممثلين السوريين منهم ميلاد يوسف الذي تحدث لنا بأنه يؤدي دور "فادي" الإنسان الهادئ والمسالم، والذي يتعاطى مع تفاصيل الحياة بمفهوم بسيط بعيدا عن التعقيد، يقتاد بعد خطفه من عدرا العمالية الى سجن التوبة في دوما، فيحاول استيعاب واقعه الراهن الذي فرضه الأسر عليه.
ميلاد الذي يسجل أول تعاون له مع المؤسسة العامة للسينما بعد سنوات من العمل اعتبر الفيلم بمثابة "أوكسجين" متنفس جديد، يحمل نصه شحنة هائلة "تشجع على الانطلاقة"، فهو مشغول باحترافية وبدقة عالية يحمل مشهدية بصرية وحوارية وحالات انفعالية جميلة جداً.

وحمادة سليم بدور نور، وهو شاب يلتحق بالكلية الحربية، ويتعرض بعد ستة أشهر للأسر فيستسلم لأحواله الجديدة "يصبح أشبه بالآلة، دون أن يشعر بأي حافز لاستمرار الحياة او حتى الهروب"، يتابع "يبقى على هذا الحال حتى يلتقي بمهندس الكتروني (فادي) الذي يحاول أن يزرع بنور الأمل، فينحاز له داخليا ويتغير مصيره بناء على ذلك".

حمادة خاض العام الماضي تجربة إخراجية وعن ذلك يقول "انا ممثل منذ سنوات طويلة وأتت تجربة الإخراج لاحقاً، بعد مشاركتي بالعديد من المسلسلات والأفلام السينمائية، دائما أقف وراء المونتير ويستهويني التصوير منذ صغري، هناك سر يشدني إليه كثيراً، التحقت بدبلوم للعلوم السينمائية وخضت تجربة بعد الدبلوم، كانت بالنسبة لي ناجحة جداً، وأشاد بها مخرجون كبار يعتبرون قدوة لنا، تعلمت بالطبع من ملاحظاتهم، وأرى نفسي الممثل المخرج، الأمر الذي خدمني كممثل أمام الكاميرا بما يتعلق بطريقة وقوفي وكيفية أداء اللقطة".

علي صطوف الذي يخوض أولى تجاربه مع المخرج أوس محمد، يلعب في الفيلم شخصية ضابط على خطوط المواجهة الأولى، يصاب بحروق كبيرة، ويلتقى بمجموعة من الأسرى على خط الموت، مما يؤدي إلى تغيير في مسار الأحداث.

وتحدث علي بأن هذا الفيلم يقدم الضابط بصيغة لطيفة وحقيقية، متمنياً أن تكون النتيجة محببة لدى الجمهور كون المخرج يعمل عليه بطريقة أخلاقية واحترافية.

ولم يخفِ الصعوبات الكبيرة التي يتضمنها العمل، قائلاً: "من لحظة قراءتي للفيلم توقعت بأن صعوباته كبيرة لذلك لم أتفاجأ بذلك، لكن ما يهون تلك الصعوبات، العلاقات اللطيفة والجميلة بين الكاست ككل".

كما اعتبر صطوف أن لغة السينما مختلفة تماماً عن لغة التلفزيون، "فعندما نقدم فيلم مكثف بهذه الطريقة نكون قد قدمنا رموزاً وعناوين، صحيح أن السينما تهتم بالتفاصيل لكن تفاصيلها ليست مُغرقة كحالات التلفزيون، وليست مجانية، لهذا السبب الفيلم السينمائي يكون أغنى وطازجاً أكثر، ويحتمل المشاهد أن يرى بفيلم سينمائي حالة من العنف والقسوة".

أما فؤاد علي فيجسد شخصية إرهابي من نوع مختلف (على حد تعبيره)، وهو تاجر دماء، لا يمتلك أي قضية ليدافع عنها، غايته الأساسية بالحياة جمع الأموال وتكديسها، حيث يعمل على ابتزاز أهالي المختطفين ومفاوضتهم للحصول على أعلى سعر.

وتحدث فؤاد بأن صعوبة العمل بالنسبة له تكمن في الشخصية بحد ذاتها كونها سلبية للغاية وما سبق له وأدى مثل هذا النوع من الأدوار".

ويشارك أيضاً في الفيلم كل من علي عهد إبراهيم، علاء الشيخ، عمار علي، ربيع عبد السلام، موريس فياض، باسل دكاك، محمد مسالمة، منيب أربيل، حسين حمود، يزن عفيف وغيرهم.