2019/12/09

خاص بوسطة – جلال رومية

عروس بيروت أصابني بمختلف أنواع الجلطات.

لم أجد بعد عرضاً مغرياً يستحق الابتعاد عن أطفالي من أجله.

لست من النوع الذي يترك أطفاله برعاية مربية غريبة.

محطاتنا القليلة ضعيفة الميزانيات لا تعيد للمنتج نصف رأسماله.

 

بعد غيابها لسبع سنوات عن الإعلام والساحة الفنية، الفنانة لورا أبو أسعد وبحوار حصري مع "موقع بوسطة"، كشفت أسباب هذا الغياب، وعودتها، وتحدثت عن رأيها بما يقدم حالياً من أعمال مدبلجة، كونها واحدة من أهم رواد هذه الصناعة، والتي كانت أيضاً أولى تجاربها في عالم الفن، إذ بدأت بالتعليق الصوتي، وخاضت بعد أربعة أعوام، أولى تجاربها الدرامية تحت إدارة المخرج نجدت أنزور في مسلسل "بقايا صور" الذي قدم عام 1999، وشكل انطلاقة لمسيرتها التلفزيونية، ولا زال أرشيفها حاضراً في ذهن الجمهور، ومكانها فارغاً في الدراما السوريّة.

- في البداية حدثينا عن غيابك وأسبابه؟

بداية مرحباً وسلام لكم ولمتابعيكم، ويسعدني كثيراً أن أطل من خلال موقعكم. توقفت عن العمل عام ٢٠١٣، لأني انتقلت للسكن في دبي بحكم أعمال زوجي ولم أحب الابتعاد عن أطفالي والسفر إلى الشام أو بيروت للتصوير، خاصة أنه لا يوجد برفقتي أحد من أهلي يتفرغ لمساعدتي في الاعتناء بهم، ولست من النوع الذي يترك أطفاله برعاية مربية غريبة.

- هل لازال لديك رغبة في العودة إلى التمثيل؟

نعم بالتأكيد، لا يمكن أن تعمل شيء بدافع الحب وتتركه بسهولة أو تتخلى عنه. 

- لماذا لم تعودي حتى الآن؟

مازالت ظروفي على حالها، وإن كنت سأعود فيجب أن تتناسب ظروف عملي مع ظروفي الشخصية، لا يمكنني الغياب لفترة طويلة عن عائلتي وأطفالي، كما أن ظروف العمل لدينا صارت أسوأ من قبل، خاصة من ناحية الإنتاج، لا أعني العروض المادية فقط، بل قلة النصوص الجيدة وتواضع التقنيات وضعف التسويق، ضمن كل ذلك لم أجد بعد عرضاً مغرياً يستحق الابتعاد عن أطفالي من أجله. 

- ‎مؤخراً أصبح نشاطك على مواقع التواصل الاجتماعي كبيراً، خاصة على الإنستغرام، ما سبب دخولك إلى هذا العالم؟

لقد كنت من أوائل الذين انشؤوا صفحة فيس بوك منذ بداية وجوده في سوريا، لكن حسابي سرق حينها، وامتنعت بعد ذلك عن إنشاء حساب غيره، لكن طوال هذه الفترة كان الكثيرون يرسلون لي طلبات بفتح حسابات جديدة وبأنهم يريدون معرفة أخباري، وشعرت أنه من واجبي أن أقدّر تاريخي وجهدي وتعبي وأتواصل مع من يحبونني، وعلى الأقل أن أحفظ أرشيفي في منصتي الخاصة، التي هي أيضاً مساحتي للتعبير عن نفسي وعن آرائي بدون وضع لمسات المقص الرقابية وسواها.

- هل نشاطك على مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة توضيح لصناع الدراما كونك جاهزة للوقوف أمام الكاميرا؟

نعم، ولكنه لصناع الدراما الحقيقيين المحترمين الذين عملوا حباً بالفن، وبالذات زملاء وأساتذة وممثلين وكتاب ومخرجين، وليس لأولئك الذين صنعوا ملايينهم عن طريق الرداءة والمضاربة وتدمير محتوى الفن السوري. 

- ما أكثر نوع درامي تشتاقين لتأديته؟

الكوميدي، أعشق هذا النوع، حيث أني لم آخذ حقي فيه، وأؤمن أنه أكثر فعالية وشعبية من أي نوع آخر، وما أجمل أن تكون مفيداً وممتعاً بنفس الوقت. 

- آخر عمل لك كممثلة ومنتجة هو "حدود شقيقة"، لماذا توقفتِ عن إنتاج الأعمال الدرامية؟

"حدود شقيقة" كان من إنتاج مشترك بين تلفزيون الجديد وشركة فردوس التي يملكها زوجي المهندس علي الصالح وأشاركه إدارتها، وهو واحد من أربعة إنتاجات قمنا بها، أحدها فيلم "صديقي الأخير" بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما، إخراج جود سعيد، وكان لظروف الحرب على بلدنا أكبر تأثير في عدم استمراريتنا، ولكن التحدي الأكبر قبل الحرب والذي لا يزال حتى الآن هو ضعف السوق الداخلي، أن تنتج عملاً محلياً لا تضمن من سوق بلدك أن يعيد إليك على الأقل رأسمالك، هو مغامرة غير محسوبة النتائج، ومحطاتنا القليلة ضعيفة الميزانيات لا تعيد للمنتج نصف رأسماله، ما يجعله بائعاً متجولاً يطرق أبواب المحطات الخارجية التي إذا قبلت بمنتجه تتحكم بسعره وأوقات عرضه. 

-‎ كيف تقييمين اليوم دبلجة المسلسلات التركيّة إلى السوريّة؟

عندما أقدمنا في ٢٠٠٦ على دبلجة المسلسلات التركية، كنا نحلم بنشر لهجتنا السورية التي يحبها كل العرب ومواهب ممثلينا المبدعين في الإلقاء، ولم يكن في بالنا أنها ستصبح بديلًا لإنتاجاتنا عند المحطات، عموماً بعد الحرب وخلافات معظم الدول العربية مع تركيا سياسياً، قلت المسلسلات التركيّة المدبلجة، وبقيت اللهجة السوريّة خياراً أولاً لبقية جنسيات الدراما، هندي، إيراني، مكسيكي، أوروبي، وغيرها.

- مؤخراً توجهت مجموعة MBC لإنتاج نسخ عربية من المسلسلات التركية، منها مسلسل "عروس بيروت" المأخوذ عن مسلسل "عروس إسطنبول"، هل تابعتيه؟

تابعت سبع حلقات وكانت كافية لإصابتي بالجلطات بكافة أنواعها.

- ما رأيك في هذه التركيبة الجديدة؟

هذه سابقة لم أسمع في حياتي عن شيء يشبهها، مع احترامي لجهد كل شخص عمل فيها، ومع إعجابي بأداء وحضور الممثلين، لكنني لم أفهم لماذا أعيد تصوير العمل بحذافيره؟! لماذا صور في تركيا وليس لبنان، لماذا نفس المخرج التركي وطاقمه؟! التجربة تشبه دبلجة المسلسل ولكن ليس بالأصوات فقط بل بالأصوات والممثلين، وهذا أغرب شيء أراه في حياتي.

- برأيك، هل ستؤثر هذه التركيبة على الدراما المدبلجة؟

بصراحة لا أعرف ماذا أقول، بالعلم والمنطق هذا شيء وذاك شيء، لا يجب أن يؤثر نوع على نوع مختلف، ولكن في عالمنا العربي الغارق في الفوضى حالياً، كل شيء وارد، نأمل أن تكون كل هذه التخبطات والمخاضات، مقدمات خاطئة لنتائج صحية وصحيحة. 

- ما المسلسلات التي تابعتيها وأعجبتك الموسم الماضي؟

عندما تشيخ الذئاب، مسافة أمان، دقيقة صمت. أجمل أعمال من سنوات وتأملت أنها فاتحة بداية عودة الدراما السورية، لكن حتى اللحظة يبدو أن أملي على "فاشوش". 

- هل تتناقشين مع شقيقتك ميسون بخياراتها؟

طبعاً، نتشاور ونتناقش ونأخذ برأي بعضنا البعض كثيراً، في العمل، الحياة، الأصدقاء، الملابس الصحة، وكل شيء.

- كيف تقضين أيامك حالياً؟

أعمل على مشروعي الجديد وهو تسويق المنتجات السورية اليدوية إلكترونياً، وأعتني بأطفالي.

- ماذا تعني لك الأسرة، خاصة أنك متفرغة لها بالكامل؟

أسرتي أهم شيء في حياتي وهذا ما أقوله من سنوات طويلة.

- كم أصبح عمر أبنائك؟

جعفر ٢٤، سام ٧، وسارة ٤ سنوات.