2012/07/04

بنوا جدار الفصل العنصري.. ويريدون التواصل!!!!..
بنوا جدار الفصل العنصري.. ويريدون التواصل!!!!..

  الإعلان الذي أطلقته شركة الإتصالات "سيلكوم" العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة مستخدمة جدار الفصل العنصري، أثار الكثير من الجدل حوله.. والإعلان يتحدث عن دورية عسكرية إسرائيلية لقوات الاحتلال على جانب الجدار. فجأة تهبط كرة على الدورية من الجانب الآخر (الفلسطيني).. يهبط الجنود من السيارة، يقوم أحدهم بركل الكرة وإعادتها إلى الجهة التي جائت منها.. فجأة تعود الكرة.. يدعو أحد الجنود الآخرين للعب بالكرة، ويتصل آخر برفاقه ليطلب تعزيزات أمنية، فتــأتي مدرعات وعربات وجنديتان ضاحكتان (لا ينسى المعلن الجانب الأنثوي في الموضوع لإحداث "التطرية" المطلوبة). يلعبون كلــهم بالكرة ويعيدون قذفها إلى الجهة الأخرى من الجدار العازل، فيــردها "أحد" ما لا نراه من هناك. ثم يقذفون في مرة أخيرة الكرة فيتأخر من وراء الجدار برميها. يقف الجنود جميعاً مطلقين صيحة استهجان، لتُركَل الكرة بعدها من الجانب الآخر الذي يبقى خلف الجدار ولا نراه.. وتعود الكرة إليهم وينتهي الإعلان بظهور صوت المعلق: "على أي حال ما الذي نسعى اليه جميعاً؟.. قليل من المتعة فقط".. التعامل مع هكذا "رمز" مشحون بكل أنواع الكراهية والعنصرية والإلغاء بصفته حاجزا يمكن تجاوزه عبر "سيلكوم" والخدمات التي تؤمنها، أمر فيه استخفاف شديد بحقيقة ومعنى ودور هذا الجدار وتأثيره اليومي والمباشر على حياة الفلسطينيين المكلفين بدفع أكلاف الاحتلال (وجدرانه) دائما عبر كل تفاصيل حياتهم.. أراضيهم.. ومائهم.. وحتى هوائهم.. الإعلان قدم بكل "البراءة" التي يمكن أن يبتكرها عقل في أحسن الأحوال يمكن أن نصفه بأنه "ساذج" وفي الأحوال العادية يمكن أن نقول عنه أنه "ابن..".. وحتى لا نتهم بالتجنّي على "يد" امتدت إلينا ولو عبر إعلان تبقى غايته الأساسية زيادة أرباح مطلقيه، نسأل بدورنا.. ماذا عن أولئك القابعين على الجانب الآخر من الجدار.. من هم وكم عددهم وماهي أعمارهم وكيف استقبلوا صيحات الاستهجان المنتظرة لقذف الكرة من جهة جنود الاحتلال.. هل خافوا وأعادوا الكرة لهذا السبب بالذات بعيداً عن تلك المتعة التي تحدث عنها الإعلان.. و.. و.. من الأسئلة التي من الواضح أن أصحاب الإعلان لم يكونوا معنيين بها لسبب أن الجدار وجد ليلغي الجانب الآخر والذي بقي ملغياً في الإعلان. وربما كانت هذه النقطة الوحيدة الصادقة في الإعلان المذكور.. واحد من التعليقات على الموضوع يمكن متابعته عبر الرابط أدناه   http://assafir.com/Article.aspx?EditionId=1287&articleId=1621&ChannelId=... =