2012/07/04

جمال سليمان حزين لما يحدث في سورية: «لا بد من وجود حوار وطني بين الجميع»
جمال سليمان حزين لما يحدث في سورية: «لا بد من وجود حوار وطني بين الجميع»


بوسطة

أعرب الفنان جمال سليمان عن حزنه العميق لما يحدث في سورية حالياً، معتبراً أن البلد دخلت في نفق مظلم، موضحاً أن موقفه هو مع المعارضة الوطنية التي تؤمن بأن «التغيير استحقاق تاريخي سيأتي بالحوار».

وفي حوار أجرته معه صحيفة "اليوم السابع" المصرية، قال سليمان: «حزين كل الحزن لما يحدث في سورية الآن، فالأوضاع هناك دخلت في النفق المظلم، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه ستتحول سورية إلى مقابر للجثث، ولابد من وجود حوار وطني بين جميع أطراف النزاع من المعارضة والنظام والشارع وأن يقدم جميعهم كل التنازلات من أجل مستقبل سورية».

وأضاف سليمان عن موقفه من الأحداث: «الموضوع أكبر منى ومن غيري فهناك أسر بالكامل أبيدت، وأنا شخصياً تم هدم منزلي في سورية لموقفي ضد النظام، والبعض من المعارضة هاجمني لمجرد أن آرائي ومواقفي لم تكن على أهوائه، وفى نفس الوقت تغضب النظام الذي يريد أن نؤيده بلا شرط وبلا تفكير على الرغم من أعماله الوحشية ضد السوريين»، على حد قول سليمان، الذي أضاف: «أنا لست مع المعارضة التي تريد تدخلاً عسكرياً خارجياً على الطريقة الليبية كي تحسم المعركة لصالحها، ولذلك قامت بتسليح الشارع السوري لمزيد من القتلى بين المدنيين والعسكريين، ولست مع النظام الذي لا يفكر إلا في نفسه، ولكنني مع المعارضة الوطنية التي تؤمن بأن التغيير استحقاق تاريخي سيأتي بالحوار وبشروط واقعية وليس بالرغبة في الانتصار بالضربة القاضية».

سليمان علق على الأخبار التي تُنشر عنه فيما يخص الأزمة السورية، وقال: «صدمت بشدة منذ أيام قليلة حين سمعت عن انتشار خبر مفاده أن رجل الأعمال السوري فراس طلاس أقام عشاء تكريمياً على شرفي وشرف الفنان عبد الحكيم قطيفان بحضور الإخوان المسلمين بسورية ممثلين بالسيد رياض الشقفة وطيفور وبرهان غليون والسيدة قضماني وباقي أعضاء المجلس الوطني، وما هي إلا دقائق حتى انتشر الخبر على أنه اختراق أمنى كبير، فيه فضح لحلقة من حلقات المؤامرة على سورية، كأن المجلس الوطني ترك وراءه صراعاته وأزماته ومشاكله المتعلقة بموضوع رئاسته وسافر من أوروبا إلى القاهرة خصيصاً كي يحضر هذا العشاء التكريمي على شرفي، وشرف عبد الحكيم قطيفان، وهو بالمناسبة لم يأت إلى القاهرة خصيصاً من أجل العشاء بل لاستكمال تصوير دوره في مسلسل "فرقة ناجي عطا الله"».

واعتبر سليمان أن الفنانين السوريين، مثل شريحة كبيرة من الشارع السوري، «فالبعض مع النظام لقناعته به، وآخرون رفضوا هذا الحراك السياسي ليس لموالتهم للنظام، ولكن من باب الخوف والقلق على سورية من المستقبل وتصاعد الأحداث، وآخرون عارضوا النظام وتعرضوا للمضايقات والاعتقال في بعض الأحيان، فهناك من غادر البلاد، وهناك من تعرض للتشنيع واتهامهم بالخيانة للبلاد لمجرد انتقادهم للنظام».

سليمان رفض التطرق إلى رأيه من الأحداث في مصر، وقال: «أنا لا أريد الحديث عن وضع مصر الحالي لأن كلامي ربما لا يعجب آخرين، فمصر بها 90 مليون مواطن لهم رؤية لما يحدث وهم أحق بها».

فنياً، أوضح سليمان أن الرسالة التي يود إيصالها من خلال مسلسله الجديد "سيدنا السيد" الذي يقدمه في مصر هذا العام، «تتلخص في فكرة الديكتاتور الذي يفرض على الناس قراراته وآراءه، من خلال شخصية "فضلون الديناري"، الرجل الذي فوض نفسه أن يتحكم في مصائر الناس فيكون مرجعهم في كل شيء مستخدما كل أشكال السلطة والتسلط».

وقال سليمان: «أنا لا أهدف إلى تقديم أي مواد تتعلق بالشأن السياسي في هذا العمل، ولكن أقدم نماذج موجودة في المجتمعات العربية بشكل عام، والعمل دراما صعيدية ممتلئة بالأحداث المشوقة».

وإذ أوضح سليمان أن نجاحه في الدراما الصعيدية المصرية أحد الأسباب المشجعة له على خوض التجربة مجدداً هذا العام، أشار إلى أن الذي يحسم خياراته الفنية هو مستوى النص، سواء كان صعيدياً أو غيره، متطرقاً إلى موضوع منع السفليين في مصر لفريق المسلسل من التصوير في "مقابر العياض"، وقال: «بصراحة لم يكن لدى التفاصيل الكاملة لهذه الواقعة، وعلمت بذلك من أسرة المسلسل أثناء استعدادنا للذهاب للتصوير، وأعتقد أنها ظاهرة غير طيبة وتشكل قلقاً على مستقبل الفن في مصر، فإن أحد الأشياء التي صنعت لمصر هذه المكانة الكبيرة هي الفن بأنواعه، فمصر هي وطن الأهرامات والنيل وقناة السويس والسياحة، والقلق بات يؤرق الجميع على مكانة الفن والثقافة وحرية الفكر والإبداع ضمن هذه المتغيرات الحاصلة في المنطقة العربية».

سليمان رأى أن هذا العام، «يعتبر من أصعب الأعوام في المنافسة الدرامية، لكنها ستصب لمصلحة المشاهد، نظراً لكثرة النجوم الذين سيكونون ضيوفاً على هذا الشهر الكريم، وأعتقد أنها ستكون سنة استثنائية ليست على صعيد النجوم فقط، وإنما على صعيد الرؤى الفنية أيضاً».

متمنياً أن يصل الإعلام العربي الذي يعرض هذه الأعمال «إلى إعادة هيكلة لعملية عرض الأعمال بحيث تكون هناك أعمال جديدة خارج شهر رمضان».

وعن الدراما التركية التي اقتحمت البيوت العربية، قال سليمان: «ظاهرة نجاح الدراما التركية مرتبطة بعدة عوامل، منها عدم وجود أعمال عربية كبيرة في عرضها الأول خارج شهر رمضان، والتشابه بين المجتمعين العربي والتركي، خاصة في قضايا العلاقات الأسرية، ومناقشتها لعدد من النماذج الإنسانية بكل شفافية، إضافة إلى أن الأتراك يناقشون بعض القضايا الموجودة بكثرة في مجتمعنا، بشكل أكثر تحرراً منا مثل الخيانة الزوجية، والحمل خارج مؤسسة الزواج، وغيرها من الأشياء التي تحدث في مجتمعنا ونتلافى مناقشتها وطرحها للجمهور، وأيضاً تعلق فئة كبيرة من الفتيات العربيات بما يشاهدنه من خلالها وإعجابهن بالمجوهرات والإكسسوارات وتسريحات الشعر، وامتلائها بعوامل الجذب لكل من يجلس أمامها».

سينمائياً، أوضح سليمان أنه لم تعرض عليه الكثير من الفرص السينمائية في مصر، بعد أن نجح في الدراما، مشيراً إلى أنه لم يجد نفسه في السيناريوهات التي قرأها.