2012/07/04

الحداد الذي هوى بقلمه على عالم قاس... من الفخّار. خاص-بوسطة منح القاص السوري زكريا تامر جائزة "ملتقى القاهرة الأول للقصة العربية" وبإجماع أصوات لجنة التحكيم برئاسة الناقد جابر عصفور، الأربعاء الماضي 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.. إن كان الأمر تكريما متأخرا لتامر، أم تكريما للجائزة نفسها، فهذا أمر نجده فائضا عن الحد.. إذ أن التظاهرات الثقافية، وبالذات تلك المعنية بنوع المكتوب من الإبداع، باتت مطلوبة وبإلحاح في فترة تراجعت فيها القراءة، وتراجع كم ونوع المنتج الأدبي في منطقة شهدت ازدهارا فيه قبل عقود عديدة من الزمن، لتعود للارتكاس في العقدين الأخيرين وبشكل يدعو لليأس من قيامة جديدة لإبداع طالما تباهى العرب أنهم سادته.. الكلمة.. وبعيدا عن التباهي، نود فقط الإشارة إلى واحد من الشروط البسيطة ليكون هناك مجال ولو بسيط لإبداع أدبي نفتقده، بين الحين والآخر.. هذا من باب الإنصاف حتى لا يقال أن الساحة خلت من المبدعين، حيث لا مجال لإبداع في مكان لا يفرد له مساحة، وبين أناس لا يبحثون عنه، إلا بين حين وآخر في أحسن الأحوال.. والشرط هذا أن وجود منبر ولو بسيط لتسليط ضوء (شمعة) على نوع من الأنواع الأدبية، القصة القصيرة، التي توالت في ثقافتنا جيلين فقط.. يوسف إدريس وزكريا تامر، ومن جايلهما من قصاصين كانوا كثرا في يوم من الأيام، ولم يلبثوا أن ضاعوا وضاع من تبعهم، وتابعيهم، في غياهب عصر "الإعلام"!!.. إن وجود هذا المنبر بحد ذاته إنجاز، يستحق القائمين عليه التحية.. زكريا تامر، 78 عاما، من مواليد دمشق/سوق ساروجة.. بدأ حياته حدادا بعد أن اضطر لترك الدراسة لأسباب معيشية.. ولم يلبث أن ألقى المطرقة واستل القلم ليهوي به على عالم قاس من.. الفخار.. كما وصفه يوما الراحل محمد الماغوط "بقي حدادا شرسا في وطن من الفخار"... من أعماله، صهيل الجواد الأبيض 1960، الرعد 1970، لماذا سكت النهر (أطفال) 1973، دمشق الحرائق 1973، نداء نوح 1994... وقد كانت له مساهمته ودوره في الحياة الأدبية والثقافية السورية عبر توليه مجموعة من المهام من ضمنها، سكرتارية تحرير مجلة أسامة منذ إقلاعها الأول حيث كان الراحل سعد الله ونوس رئيس التحرير 1968، ومن ثم رئيسا لتحرير نفس المجلة التي تعد الرائدة الأولى عربيا في مجال أدب الأطفال المصور (ذكريات وتبقى ذكريات).. رئيسا لتحرير مجلة الموقف الأدبي، وساهم في تأسيس إتحاد الكتاب العرب نهاية عام 1969.. ترجمت أعماله إلى اللغات الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية والروسية والبلغارية..