2014/07/15

.
.

بوسطة- علي المحمد

صورة نضال سيجري تتصدر خشبة المسرح،موسيقا العود والبزق،  هكذا كانت الأجواءفي مسرح "الحمراء" بدمشق، يوم الإثنين 14 تموز/ يوليو، حيث أحيا محبّو سيجري الذكرى السنوية الأولى لرحيل من وصفه الكثيرون بـ "الإنسان السوري"، واقتصرت الفعالية على عرض فيلمٍ قصير،يلخص أهم الأدوار التي أداها نضال في المسرح والتليفزيون، مع شهادات لـ حارس المسرح "أبو رضوان"، أمل عرفة، ودريد لحّام.

محبو نضال سيجري جاؤوا إلى المكان ذاته الذي يعشقه،واعتادواأن يشاهدوا فيه أعماله المسرحية، ولكن هذه المرة ليوقدوا الشموع في الذكرى الأولى لـرحيله.

غادروا المكان بصمتٍ مثقلٍ بالحزن، توقفوّا أمامٍ صورٍ تحتفي بحضور نضال الخاص في الحياة، التقطتها عدسة صديقه أنس اسماعيل، أهدوه صلواتهم وأمنياتهم عبر قصاصاتٍ ورقية صغيرة، علقّوها للذكرى،وتسلمّوا نسختهم من "غيوم زكريا"، النص الأدبي الذي كتبته  زوجته سندس  برهوم، موقعّاً بإهدائها: "طوبى لك نضال.. لأنك معي وإلى آخر العمر"، نصٌ رأى الليث حجّو بأنّه سيجد صديق العمر بين سطوره..، وخاطبه في مستهّل صفحاته قائلاً: "حضورك القوي، وبكل بساطة.. من الصعب أن يتبدد هكذا دفعة واحدة، حضورك يحتاج سنواتٍ طويلة جداً لكي يستبدل بالغياب."

 
الإعلامية هيام الحموي كانت من بين الحضور في ذكرى رحيل سيجري،ووصفته بـ "الفنان الخالد"، وتحدثت لـ "بوسطة"عن المقابلات التي أجرتها معه لإذاعة "شام إف إم"،ومن خلالها كان دائماً "يتنبأ بما سيجري له وللوطن، ويحذر دائماً بالقول (انتبهو عسوريا).. وآخر كلماته كانت سوريا."

الفنانة شكران مرتجى قالت عن صديقها الراحل: "لا أحد يشبه نضال فهو خسارة كبيرة، ونحن بحاجة الآن لوجوده بيننا ليرى سوريا تتعافى."، وتذكرت أيامه في المعهد العالي للفنون المسرحية حيث: "كان ينتقل من خشبة مسرح إلى أخرى مطلقاً عنان حبه في تلك البقعة ومن عليها، مؤمناً أن رسالة الفن لا تقل أهمية عن رسائل السماء."  وخاطبت نضال سيجري بالقول: "أعلم أنك في مكان أفضل أدعو لنا بالرحمة فنحن نحتاجها لنحيا."

الفنان جمال علي تذكر أول لقاء جمعه بنضال، والذي كان في المسرح ذاته، مسرح"الحمراء"، وقال عن ذلك: "أشعر أن نضال موجود... صوته موجود... ضحكته موجودة... التقيته لأول مرة هنا... على هذه الخشبة قبل 25 سنة، في إحدى البروفات، وبعدها تشاركنا بمسرحية (السفربرلك)."

الفنان جرجس جبارة قال لـ "بوسطة" أنّه تواجد هنا لـ "لقاء مسافر غادرنا من عام وعدنا للقاءه من جديد"، وأضاف: "نحن نقول دائماً أن نضال مازال حياً، مازال معنا، فهو فارقنا جسداً ولم يفارقنا روحاً، رحم الله جسد نضال."

ووصف "أبو نادر"، صديقه"أسعد" بـ"البسمة السورية"، لأنه: "سيظل بذاكرة كل فنان ومشاهد سوري وعربي فهو من الأشخاص الذين يملكون بصمة وهوية ، وهو حاضر دائماً بروحه... حاضر بفنه حاضر بإنسانيته."

الفنان كفاح الخوص ترحم على سيجري الذي يعتبره: "مواطن سوري بكل ما تعنيه الكلمة" وقال: "نحن بحاجة الآن إلى كلمة قالها نضال (الحب هو الحل)."

الفنانة تولاي هارون خاطبت نضال بالقول: "مرت سنة وانت غائب ولكن روحك بيننا وتعلمنا منك كثيراً بمرضك وصبرك وإيمانك بالله، وأتمنى أن تتحقق وصيتك بأن يحب الوسط الفني بعضه وأن يحافظ الجميع على هذه البلد."

وكان من بين الحضور أيضاً وزيرة الثقافة السيدة لبانة مشوح، وصديق نضال المخرج الليث حجو، والفنان دريد لحام، والمخرج مأمون الخطيب، دينا هارون، والعديد من الفنانين.

ومن الملفت أن عدد من أكدوا تلبية الدعوة التي أطلقت على "فيسبوك" لحضور ذكرى نضال، يبلغ أضعاف الذين حضروا فعلاً، كما أن الفعالية لم تخلُ من بعض المشكلات التقنية مثل الصورة المتقطعة اثناء عرض الفيلم، وحضور فريق "الإخبارية السورية" متأخراً؛وقيامه بإجراء اللقاءات مع الفنانين  في قاعة المسرح، بعد بداية العرض.

 

ولد نضال في (28 أيار 1965) في مدينة اللاذقية، ودرس في المعهد العالي للفنون المسرحية، متزوج ولديه طفلين،

أول ظهور تلفزيوني للفنّان الراحل  يؤرخ في العام 1992 حينما شارك بمسلسل "الشريد" بإدارة المخرج غسان باخوس، وشارك بعدها بأكثر من 76 مسلسلاً تليفزيونياً، والعديد من الأعمال السينمائية مثل "الطحين الأسود" (2001) ، "حادثة على الطريق" (2007)، "سيلينا" (2009)، وأخرج فيلم "طعم الليمون" (2011)، كما أن سجل نضال المسرحي حافل بالكثير من الأعمال مثل: "كاليغولا، ميديا وجيسون، السفربرلك، شو هالحكي، شوية وقت، آواكس، الغول، نور العيون، تخاريف، سندريلا، أصوات الأعماق، النورس مات ثلاث مرات، حمام بغدادي.. وغيرها".

 عانى نضال سيجري في سنواته الأخيرة من مرض السرطان الذي أدى إلى استئصال حنجرته، توفي في (11 تموز 2013) عن عمر 48 سنة.