2018/09/25

خاص بوسطة – جلال رومية

وجه الفنان عباس النوري انتقادات لحال الثقافة في سوريا معتبرا أنه "لا يوجد سينما حقيقية"، وأن التجارب الثقافية التي تقدم بالعموم هي اقتراح تجارب.

وأشار في لقاء مع "بوسطة" إلى أن علاقته بالسينما "تساوي الصفر من حيث التعامل والفعالية"، مضيفاً: "إلى اليوم ليس هناك فيلم سينمائي سوري تمكن من بناء علاقة مع الجمهور". ولفت في حديثه إلى الجيل السينمائي الجديد القادم باستحقاقات اكاديمية غير مزيفة، قائلاً: "كيف سيتعامل هؤلاء ومنهم ابني مع واقع يرفض أفكارهم ومشاريعهم ومقترحاتهم والأبواب لا تفتح إلا لمن ناسب، وقد أذهب الى القول بأني لا أفضل لابني أن يعمل في بلده".

ونوه إلى أن الثقافة الحقيقية هي الوحيدة القادرة على مواجهة "كل هذا التزوير في الواقع الراهن المعاش وفيما سلف"، وأضاف: "في تاريخنا حقائق نبتعد عنها لصالح تكريس التابوه والانتصار، وكأنه القيمة التي يجب أن نعيش على الافتخار بها، فكفانا افتخاراً وكذباً وتزويراً، نحن تعودنا أن نقرأ التاريخ من باب الإعلانات ومن باب البطولات، فلا نستطيع الحديث عن أي شخصية تاريخية مثلا إلا بإطار القداسة والتابوه والمحرمات".

ولم يغفل صاحب شخصية (أبو عصام) في مسلسل (باب الحارة) انتقاد حال الدراما السورية معتبرا أن الوضع العام في البلد "لا يبشّر بوجود دراما حقيقية، الدراما الوحيدة تكمن في هذا السقوط المريع لكل منتج ثقافي وإعلامي درامي او غير درامي"، ونوّه إلى أنه لا يزال واقفاً عند "اعتقال مسلسل ترجمان الأشواق" حسب قوله، مضيفاً: "اعتقلت الدولة المسلسل وهي من انتجه، واعتقلت بذلك الحركة الإنتاجية كاملة".

وعما إذا كان هناك أي خطوة تبشّر بأي انفراج، أوضح عباس أننا من الممكن أن نسمع عن تجارب لأعمال عدة، إلا أن معظمها "أعمال تشبه علب السردين، ليس لها قيمة على الاطلاق، والهدف منها الربح السريع"، لافتاً إلى أن تقديم وجبات فنية حقيقة إلى الجمهور تحتاج إلى ثقافة، والثقافة بحاجة إلى رعاية، يجب أن تأتي من الدولة "والدولة اثبتت فشلها في ذلك".

 أما في الحديث عن تكريمه المرتقب ضمن مهرجان الإسكندرية السينمائي، أعرب النوري عن أمنيته في أن نصل يوماً إلى مستوى الأصالة التي يتمتع بها المصريين، مشيراً: "الدورة الرابعة والثلاثين لمهرجان الإسكندرية أكبر مثال على ذلك، فهم أسموها باسم ناديا لطفي، واحدة من علامات السينما المصرية، وتساءل: "هل يمكننا أن نسمي أي مهرجان سينمائي باسم عبد اللطيف فتحي مثلا؟" وتابع: "طبعاً لا، فنحن نعنون دائماً بأسماء من تعودنا على تصديرهم في واجهة الثقافة على مستوى المسرح أو السينما"، مؤكداً أنه عندما نتوقف عن تصدير هذه الواجهات، من الممكن أن نعرف مثلا بالأثر المسرحي، موضحاً "بتاريخ المسرح في سورية، كان للناس الأُمييّن دور أكثر ريادة من كل الأسماء التي لمعت فيما بعد، حتى ممن حملوا شهادات دكتوراه وأتو بها من الاتحاد السوفيتي او غيره".

واختتم عباس النوري حديثه بالقول: "الأصالة لدى المصريين أوصلتهم إلى احترام التراتب، ودعم من لديه مشروعاً ليكبر. أما لدينا، فالكثير من الناس لها مشاريع رُميت في القمامة لصالح أشخاص انتهازيين، قادرين على إيقاف أعمال المبدعين ومصادرة المشهد".