2013/05/29

عمرو حاتم علي يعقّب على توضيح المخرج زهير أحمد قنوع
عمرو حاتم علي يعقّب على توضيح المخرج زهير أحمد قنوع

  خاص بوسطة - علي وجيه يبدو أنّ توضيح المخرج زهير أحمد قنوع على ما جاء في ندوة مسلسله «أبو جانتي ملك التاكسي» على قناة الدنيا، ما زال يثير مزيداً من التفاعلات على المستوى العام. المخرج الشاب عمرو حاتم علي أرسل لنا تعقيباً ننشره كما هو: تعقيباً على توضيح المخرج زهير قنوع منذ بداية الشهر الفضيل، وأنا أتابع ما تكتبه الصحافية العربية والسورية عن أعمال "موسم المسلسلات"، وبالتحديد ما يُكتب عن مسلسل «ملك التاكسي» – لأسباب تعنيني شخصياً- وقد لفت انتباهي في فترةٍ من الفترات العدد الكبير من المواد التي تم نشرها سواءً في الصحف والمجلات أو على شبكة الإنترنت لأقلام لم يعطها أصحابها فرصة الانتظار لانتهاء بث العمل، وقد نُشرت جميعها في وقتٍ متقارب متناولةً العمل بالنقد والهجوم اللاذع، في حين كانت جماهيرية المسلسل في تزايدٍ مستمر - و نحن جميعاً ندرك أن النجاح الجماهيري لأي عمل لا يضفي عليه أي قيمة فنية أو فكرية زائدة، ولا يعني بالضرورة جودة العمل من هاتين الناحيتين، فقد سبق لنا ورأينا جمهورنا العربيّ يصفق لأعمالٍ كانت دون المستوى تصل إلى درجة الرداءة، في حين كانت تمر أعمال أخرى أكثر أهميةً وراهنيةً وجماليةً وإلحاحا مرور الكرام دون أن يلتفت إليها أحد - إلا أن ما استوقفني حقيقةً هو مقال قرأته بتاريخ 18/أغسطس/2010 على موقع «بوسطة» (يقصد مقال الزميل محمد منصور في جريدة القدس العربي)، جاء فيه: «وهكذا فقد تفتق ذهن أبو جانتي والسيد المخرج المنفذ الذي يعمل بإمرته...» و أول ما تبادر الى ذهني عند قراءة هذه الكلمات هو إمكانية أن نقول عن مخرج مثل زهير قنوع «مخرج منفذ»...؟! فالرجل ليس ابن اليوم ولا البارحة، وتجربته الأولى «وشاء الهوى» قدّمها قبل أربع سنوات، وهي – سواءً اتفقا معها أو اختلفنا.. سواءً أعجبتنا أم لم تعجبنا– تجربة مهمة أثارت جدلاً فنياً و فكرياً لا يمكن لأحدٍ أن ينكره، إضافةً إلى كونها قدّمت اقتراحاً إخراجيا مختلفاً وفريداً، على عكس العديد من المخرجين الذين يعملون اليوم ولا يستحقون أكثر من أن نسميهم «مخرجين منفذين» كونهم لم يستطيعوا حتّى الآن أن يقدموا عملاً يحمل بصمتهم أو اقتراحهم الخاص، بل كانت أعمالهم تدور في فلكٍ واحدٍ لم يستطع أحدٌ منهم أن يتجاوزه أو يرفع سقفه، والبعض منهم قدم أكثر من تجربة، وبالتالي فإن دلّ ذلك على شيء فهو لا يدلّ سوى على أن زهير قنوع مخرج ذو رؤية، يعي تماماً ما يفعله، قادر على استخدام أدواته الإخراجية جيداً وتطويرها والذهاب بها إلى مسافاتٍ أبعد، وهذا بحد ذاته مقدرة ترفع لها القبعة... و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي ندوة المسلسل أول أيام عيد الفطر على فضائية «الدنيا» السوريّة، كسرت أسرة العمل صمتها، وتحدّثت عن أقلام مأجورة تكتب لمن يوجهها أو يدفع لها، لنشهد بعد ذلك انتفاضة صحفية ضد العمل وما قاله صنّاع العمل.. فما هو هذا السر الخطير الذي انكشف علناً في تلك الأمسية؟ ونحن جميعاً ندرك وجود مثل هذه النوعية من الأقلام التي تكتب بناءً على توجيهات ومصالح وألف حسابٍ وحساب...!!!!! وإن كان هذا الكلام قد أثار غيرة الصحفيين على أنفسهم ومهنتهم، فهذا حقهم الطبيعي، ولكن لا يحقّ لهم أن يغلقوا أعينهم عن الحقيقة، وأن يخدعوا أنفسهم ويخدعونا بكلامٍ لن يُصدّق، فالكل يعلم عن وجود هذه الأقلام وبالتفاصيل الدقيقة، لذلك لا يمكننا في مثل هذا الموقف سوى أن نشكر الصحفيين لتحركهم، ونأمل أن يكون تحركهم بالاتجاه المعاكس تماماً.. باتجاه الدخلاء والمدّعين والمأجورين الذين لا يخلو أي وسطٍ إعلامي أو صحفي منهم، كما لا يخلو منهم أي قطّاع... وإن سلّمنا أنّ خطأ ما قد وقع في أمسية «الدنيا» استفز الأقلام الحرّة والنزيهة التي ندرك جميعاً كبر حجمها وعلو قاماتها، فهل من اللائق أن يتناول أحدهم شخص المخرج – أو أي فردٍ كان – بنعته بالمخرج «السيئ الذكر»...؟؟؟!!!! شخصياً، لا أعتقد أن يقبل أي إعلامي حرّ ونزيه أن يُنشر مثل هذا الكلام في الصحافة وباسم الصحافة... فأين شرف المهنة وقدسية الكلمة والموضوعية التي نطالب ويطالبون بها...؟؟! لا بدّ لنا أن نتحلى بمزيدٍ من الشفافية والوضوح والقدرة على مراجعة الذات والإشارة إلى الخطأ بعينه، لا أن نصمم على النفاق والاستمرار في خداع أنفسنا، وأن نتقبل ملاحظات الآخرين بحب وبرغبةٍ حقيقة بالسير نحو الأفضل والأنقى وما يرفع باسم صحافتنا وفننا إلى الأعلى... عمرو علي