2012/07/04

عملٌ خيريٌ بطريق الصدفة
عملٌ خيريٌ بطريق الصدفة

يوم تصوير مسلسل خاص بوسطة – أحمد الشيتي اختار المخرج أحمد إبراهيم أحمد مشفى البيروني لتصوير جزء من مشاهد مسلسله الجديد "لعنة الطين"، وهي المشاهد التي تمثل دخول الفنان فايز قزق إلى المستشفى وزيارة عدد من أبطال العمل له. منذ ساعات الصباح الأولى تم تركيب كاميرات التصوير أمام الباب الرئيسي للمشفى الذي احتشد عشرات الزوار أمامه أملاً بأن تصورهم الكاميرا، أو يروا أحد نجومهم المحبوبين, وكانت أولى المشاهد هي التي تجمع الفنانين سمر سامي وفايز قزق ومكسيم خليل والوجه الجديد علا باشا. كما تزايدت أعداد المتفرجين من المشفى وخارجه خلال تحضيرات الفنانين للمشهد، ما أدى إلى نوع من الفوضى في الطابق السفلي, وبين صراخ المخرج المساعد ومحاولات فريق الإنتاج لتفرقة هؤلاء المتفرجين, تمت السيطرة على موقع التصوير ولو مؤقتاً. وفي زاوية أخرى من المشفى رأينا مجموعة من الأطفال المرضى مبتسمين لهذا الحدث غير الاعتيادي بالنسبة لهم. فعلى الرغم من آلامهم ألا أنهم كانوا في شوق لرؤية أشخاص بمرتبة هؤلاء الفنانين، وخلال الوقفات القصيرة للتصوير كان الأطفال يهرعون إلى نجومهم؛ منهم من يريد أن يصافحهم بابتسامة لا تخلو من الخجل، وبعضهم الأخر يريد أن يتصور معهم. ولم يبخل الفنانون، رغم انشغالهم، برسم البسمة على وجوه هؤلاء الأطفال المتعطشين للمحة فرح تنسيهم أوجاعهم. أخيراً، وبعد عدة وقفات التصوير بسبب أصوات رنات (الموبايل) وأصوات المتفرجين تم الانتهاء من تصوير المشهد الذي سيستغرق عرضه بضعة دقائق تلفزيونية فيما استغرق تصويره أكثر من ساعة ونصف. ورغم أزمة الجوع التي عانى منها النجوم والفنيون في ذلك الموقع!! إلا أن تجهيزات التصوير استُكملت في الطابق الثالث حيث مقر الفنانين هناك بين غرف المرضى. ومع حلول فترة ما بعد الظهر ظهر الفنانون عبد المنعم عمايري وعبد الهادي الصباغ ونجاح سفكوني لتصوير مشاهدهم في هذا الطابق المكتظ بالمتفرجين من وراء الأبواب الزجاجية، واللافت أن المرضى أظهروا رؤوسهم من وراء الأبواب و(السيروم) وراءهم غير مكترثين لحالهم.  كما ظهر المنتج فجأة ضيفاً عزيزاً على قلوبهم فحرك موقع التصوير على قدم وساق بصوته الأجش الذي تعالى في غرفة الفنانين عندما أراد أن يتصور مع نجوم المسلسل بالإضافة إلى ضيفته الفنانة جنان. وبنفس طريقة دخوله كان خروجه.   ومع غروب الشمس ظهرت غمامة سوداء في ممرات التصوير نتيجة التدخين المبالغ فيه من قبل الكادر الفني للمسلسل الذين تناسوا أنهم في مكان خاص بمعالجة المرضى, قبل أن يتوقف التصوير لتناول وليمة الغذاء المؤلفة من نصف دجاجة مقلية (بروستد) لكل شخص. خلال اليوم كان المشفى يستقبل زواراً لا يحظى بهم كل يوم, وخاصة وأنهم أدخلوا الفرحة والابتسامة إلى قلوب الكبار والصغار والمريض والسليم.  هذه تحية من بوسطة لفناني سورية الذين تعاملوا بكل حب مع هؤلاء المرضى وذويهم, ولن ننسى دور المخرج المتواضع أحمد إبراهيم أحمد الذي صبر على هؤلاء المتفرجين بكل رحابة صدر، وأكبر دليل على ذلك تعاطفه مع الكم الهائل من الضيوف. كان يوماً مليئاً بعمل الخير حتى ولم يكن مخططاً له.