2012/07/04

"لا تزيديه لوعة".. جديد كاظم الساهر يجمع بين الشرق والغرب
"لا تزيديه لوعة".. جديد كاظم الساهر يجمع بين الشرق والغرب

بوسطة - مواقع وصحف عربية

يقدم الفنان العراقي المحبوب كاظم الساهر في ألبومه الجديد "لا تزيديه لوعة" مجموعة من الأغاني المميزة، يعود فيها بعد غياب عن

جمهوره الذي يعشقه

والألبوم، الذي يحمل عنوان قصيدة للشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب؛ يتضمن خطوة هامة في الموسيقى التي يقدمها الساهر،

والتي اشتهر بها على مستوى الوطن العربي، ويعتبر إضافة كبيرة له

وعلى مستوى الكلمات يتنقل الألبوم بين الأشعار والكلمات السعودية والإماراتية والعراقية والمصرية واللبنانية, أما على مستوى الموسيقىـ

فيقفز الساهر لأول مرة إلى إيقاعات "التكنو ستايل" الغربية مع الأغنية الفصيحة "دلع النساء" للشاعر كريم العراقي, وهي التجربة المغامرة

و"الجميلة" لكاظم في هذا الألبوم، خصوصاً وأن هذا النمط الغنائي (الدسكوهاتي) بعيد كل البعد عن العوالم الموسيقية لكاظم، القائمة على

أصالة الجملة الموسيقية العربية

قمة المزج الخلاّق بين عالمي الموسيقى الغربية والعربية، تبرز في متتالية نغمية للساهر مع أغنية "خلاص اليوم" للشاعر داوود الغنام

صاحب أغنية قديمة لكاظم، بعنوان "انتهيتي من حياتي". في هذه الأغنية ينسج كاظم مع الموزع أسامة الهندي، لوحة سمعية بالغة الرقة؛ وهو يُدخل رويداً.. رويداً و"بحنكة" موسيقي، أنغام الجاز الناعمة "Smooth JAZZ" في رحم آلات التخت الشرقي العربي الأصيل، مع إيقاع 4/4

الطربي؛ مولداً حالة شعورية وإصغائية مميزة جداً

الأغنية السعودية تحضر مجدداً في ألبوم الساهر الجديد، إيقاعاً وكلمات، من خلال عملين هما: "سيدي المحترم" للأمير محمد العبد الله

الفيصل و"السور" للأمير بدر بن عبد المحسن. وهنا نلاحظ أن كاظم، ليس في هاتين الأغنيتين وحسب وإنما في معظم نصوص الألبوم، يقوم

ببناء اللحن والموسيقى على أساس الخلفية والبيئة القادم منها هذا الشاعر أو ذاك، وليس كلمات النص وما تقترحه القصيدة من معنى

التأثير الواضح لشخصيات الشعراء وبيئاتهم على ألحان البوم كاظم الجديد، كان جلياً أيضاً في أغنية "لا تزيديه لوعة" لبدر شاكر السياب

(1926- 1964)؛ الشاعر القادم من قرية "جيكو" البائسة، قرب مدينة البصرة العراقية، القريبة من ساحل الخليج العربي. في هذه الأغنية

أيضاً، تتشح قصيدة شاعر البصرة بموسيقى "الصوت" البحرية الخليجية والتي يطرب بها فنانو الجنوب العراقي المتداخلين، ثقافياً واجتماعياً

وفلكلورياً مع البيئة البحرية الخليجية والكويتية؛ وهي على ما يبدو، مبادرة موسيقية لتكريم نص السياب بهذه الزركشة الموسيقية البحرية

أما إيقاع البندري الإماراتي الشهير، فلا يسجل حضوره الأول في مسيرة الساهر الغنائية وحسب وإنما يتجلى تفوقاً، من خلال أغنية بديعة

للملحن فايز السعيد والشاعر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بعنوان "مرت على بالي". في هذا العمل الجميل يصحبنا

كاظم في رحلته "الأوبريتية" مع هذا الألبوم إلى إيقاعات رقصات اليولة وأهازيج عجمان وأم القوين ودبي ما قبل ناطحات السحاب

كما ضم الألبوم ثلاث أغنيات لكاظم، تنوعت بين الغزلية عبر الإيقاع الشعبي العراقي "ما أحبك" وبين الرومانسية اللذيذة "أثاري الزعل" وبين

الأغنية الإنسانية العائلية في موضوعها الجديد "جالسه وجدك" وهي خطاب زوج محب لزوجته في كلمات موضوع، قل أن تلتفت إليه الأغنية

العربية. وهنالك قصيدة "ماذا بعد" لأميرة الشعراء الدكتورة الجزائرية حنين عمر، التي يعد الساهر أول من يغني لها, وصولاً إلى أغنية "الحب"

ذات الإيقاع اللبناني وأغنية "حيارى" المصرية التي كتبها بإتقان الشاعر كريم العراقي لتنتمي مع توزيع د. فتح الله أحمد إلى أغنيات الزمن

الجميل، زمن عمالقة الطرب الشرقي، الذين لم تغب عراقتهم