2019/11/28

خاص بوسطة – جلال رومية

انطلقت مساء أمس (27 تشرين الثاني) عروض مسرحية "البوابات" للمخرج مأمون خطيب على خشبة مسرح القباني بدمشق، ضمن فعاليات يوم الثقافة.

العرض الذي تنتجه مديرية المسارح والموسيقا – المسرح القومي، عن نص من تأليف الفنانة نسرين فندي بالتعاون مع الخطيب، كان موقع "بوسطة" في كواليسه وأجرى اللقاءات التالية:

المخرج مأمون خطيب، الذي أكد أنه اتجه من خلال هذا العمل نحو التجريب في المسرح بدءاً من النص وانتهاءً بالعرض "التجريب بالسينوغرافيا والإضاءة والمكياج والفضاء المسرحي والأداء التمثيلي مع الممثلين، وحتى في طريقتي بالتعاطي معهم". وعن سبب تصنيفه لهذا التجريب بالمقونن، أوضح مأمون بأنهم لم يخرقوا بديهيات التمثيل والعمل على الخشبة "عملنا ضمن إطار العلم، وذهبنا نحو مدارس أخرى لها علاقة بالعبث والتغريب، وهي مدارس موجودة، لذلك لم نضطر للواقعية في الأداء أو الديكور".

أما فيما يتعلق بخصوصية التعاون بتأليف النص مع الفنانة نسرين، أكد خطيب أنها تكمن في الاندفاع نحو فكرة يرغبان بالحديث عنها، وأضاف: "بيني وبينها كيمياء فنية، كونه لدينا العديد من التجارب المشتركة"، ونوه إلى أنهما اتجها نحو التأليف على الرغم من أنها ليست مهمتهما، بسبب ندرة النصوص التي تعبر عن الأفكار الرّاغبان بطرحها وطريقة العمل التي يفضلانها.

وأكدت على ذلك الفنانة نسرين فندي، مشيرةً إلى أن وجود ثقة متبادلة بينهما جعلتهما قادرين على الوصول إلى صيغة يريدانها، وأضافت: "هي تجربتي الأولى في التأليف، وكانت ممتعة جداً". وأوضحت أنه على الرغم من كون التأليف ليس اختصاصها، لكنها تتمنى تكرار هذه التجربة "لأني أشعر أن لدي ما أقوله، إن لم أستطع ذلك من خلال التمثيل أو الإخراج".

نسرين التي تشارك في بطولة العرض إلى جانب تأليفه، نوهت إلى أنها لم تفكر بمن سيؤدي هذه الشخصيات عندما كانت في طور الكتابة، "كنت أصيغ الأفكار التي نريد الحديث عنها، وأوزعها على الشخصيات، وعندما انتهينا من العمل على النص، وجدنا أن هناك شخصية مناسبة لأؤديها، فانضممت للمشروع كممثلة أيضاً".

بدوره عبّر الفنان إبراهيم عيسى عن سعادته لوجوده الدائم في المسرح، لافتاً إلى أن الخشبة هي خياره الأول، وعقب: "أنا لا أحابي في ذلك، فخوض تجربة مسرحية جديدة يتطلب من الممثل بذل جهد عالٍ جداً، وهذا يجعلنا متمكنين دائماً من أدواتنا".

ولفت إلى أن ما يدفعه لقبول المشاركة في أي مسرحية، النص بالدرجة الأولى، إضافة إلى شرطية الثقة في المخرج، وأضاف: "من دون هذه الثقة لا نستطيع أن نقدم على عمل أو نغامر، لأن المخرج هو من يحمينا، وبالدرجة الأولى من ذاتنا، أي من خيار فكري او أدائي قد لا يكون صحيحاً".

وأكدت الفنانة رشا الزغبي أيضاً على النص هو أول ما يعني الممثل، دون أي اعتبارات أخرى، وعقبت: "كل ما يقدم في المسرح يندرج ضمن إطار التجربة، فعندما نقرأ نص، قد نضع تصوراً معيناً، لكن خلال العرض تكون النتيجة عكس التوقع".

كما أعربت رشا عن سعادتها في تعاونها الأول مع المخرج خطيب، على الرغم من صعوبة العرض، "فهو يتطلب منا الوقوف على الخشبة منذ بدايته وحتى النهاية".

أما الفنان الشاب سليمان رزق، والذي يقدم من خلال هذه المسرحية أول عرض احترافي له بعد تخرّجه، أشار إلى أنها تجربة مفيدة جداً "تمكنت من خلالها صنع شخصية كاملة بالتدريج وأن أفكر بالعرض ككل، خاصة أن تجربة العمل المسرحي كفريق متكامل ممتعة جداً"، لافتاً إلى أنه معجب بها منذ طفولته، وأضاف: "اليوم أنا سعيد كوني خضتها أمام الجمهور مباشرة". وأكد سليمان أنه لو كان المسرح في سوريا يؤمن لقمة العيش، دون الحاجة لعمل آخر، لما اشتغل إلا مسرح، وعقب: "فالخشبة وحدها قادرة على تحديد إن كان الممثل موهوباً أم لا، وهذا رأي متفق عليه من الجميع".

تستمر عروض المسرحية يومياً حتى تاريخ 10 كانون الأول، على خشبة مسرح القباني بدمشق في الساعة السابعة مساءً..