2018/07/12

خاص بوسطة - جلال رومية

بعد مرور عام على إنتاجها، يدعو مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي مسرحية هنّ (تأليف وإخراج آنا عكاش) للمشاركة في دورته الخامسة والعشرين، التي ستقام من 10 إلى 21 سبتمبر/ أيلول المقبل.

آنا في حديثها لـ "بوسطة" أعربت عن سعادتها في الدعوة "هذه المرة الثانية التي يُدعا فيها العرض إلى مهرجان دولي بعد مهرجان المسرح العربي في تونس، أي أن (هنّ) اثبت ذاته كعرض مهرجانات"، لافتة إلى أن حظوظهم في الوصول للقاهرة ضئيلة جداً، وذلك لعدم تمكنهم من تحمل تكاليف سفرهم إلى مصر.

وحول السبب في ذلك، أوضحت عكاش أن هناك قراراً من رئاسة مجلس الوزراء منذ بدء الحرب بتخفيض النفقات، وبذلك تُمنح الموافقة للعروض في المشاركة، لكن دون تحمل تكاليف السفر كما كان في السابق "ما يعني أن أصحاب العرض هم من سيتحملونها"، وتابعت آنا في حديثها متسائلة: "كيف لنا أن نقدم سورية للعالم من وجهة نظر من بقي فيها ولم يغادرها أثناء الحرب، ومنافسة من يتصدر المشهد في دول الخارج ويقدم ما يريده عن هذا البلد؟".

إذاً، كيف استطاعت آنا الوصول إلى مهرجان المسرح العربي في تونس بداية العالم الحالي؟، تُجيب: "مهرجان المسرح العربي هو من تحمل التكاليف كاملة بما فيها بطاقات الطائرة، على عكس المتعارف عليه في المهرجانات الدولية الأخرى، التي تتكفل بمصاريف إقامتنا وتنقلنا في بلد المهرجان، على أن تتحمل الجهات الرسمية تكاليف سفرنا إلى ذلك البلد".

وفي سؤالنا عن الحلول المتاحة لهم وفرصتهم في المشاركة، لفتت عكاش إلى أنهم أمام خيارين:

الأول، هو أن يتحملوا تكاليف السفر بأنفسهم "وهذا صعب جداً، ففريق العمل مؤلف من 10 أشخاص لا أستطيع التخلي عن أيًّ منهم، إضافة لذلك ليس لنا أي عائد مادي من مشاركتنا في المهرجانات، فهدفنا الوحيد هو التفاعل والتواصل مع الفرق المسرحية المشاركة لإيصال رسالة ثقافية حقيقة وواقعية، خاصة أن مهرجان القاهرة يستقبل مشاركين من دول أجنبية وليس عربية فحسب".

أما الثاني فهو أن يتحمل راعي (سبونسر) هذه التكاليف في سبيل وصولهم إلى المهرجان "إن لم نجد راعي يؤمن بطاقات الطائرة، للأسف نحن خارج فعاليات القاهرة الدولي".

على الرغم من ضعف إمكانيات المسرح السوري وخاصة المادية، لا زال أهله يقدمون أعمالا جماهيرية تسعى لملامسة واقعنا ونقله في صورته الصحيحة. إذا.. ألا يجدر بالجهات الرسمية تقديم كل ما يساعد حالة المسرح ويساهم في إيصال رسالتنا إلى العالم أجمع، بدل أن تقوم بالعكس؟!