2012/07/04

نجدت أنزور يفرد اوراق "في حضرة الغياب" و"شيفون"
نجدت أنزور يفرد اوراق "في حضرة الغياب" و"شيفون"

بوسطة - بيان صحفي


أكد المخرج نجدت أنزور أن مسلسل "في حضرة الغياب" كان مثيراً للجدل أساساً، لأن «العمل عن الشخصيات الكبيرة والمعاصرة يكون مثيراً للجدل ومحمود درويش شخصياً هو شخص مثير للجدل في حياته أيضاً».

وفي حوار له مع برنامج "وصل صوتك" من إعداد وتقديم خالد حميد، أضاف أنزور: «إضافة إلى ذلك فإن العمل عن القضية الفلسطينية، والأعمال التي تتناول هذه القضية شبه معدومة لأسباب تسويقية، والمحطات هي التي تتحكم بالتسويق، وبالتالي فإنه من المهم أن نقدمها كسوريين».

ورداً على استفسار عن أسباب قبوله بهكذا مسلسل، قال أنزور: «لم أشعر بالخوف من العمل، فالمسلسل مكتوب بشكل جيد وتجربتي مع حسن م يوسف طويلة ومهمة، ثانياً: الموضوع عن الشاعر محمود درويش وهو شخص مهم، وبالتالي العمل عنه سيكون مهماً، فهو عمل سوري عن فلسطين.. ثالثاً الفنانون والنجوم في المسلسل ممتازون والإنتاج جيد، وبالتالي لم أتردد بالقبول».

أنزور انتقد المشكلة الاجتماعية العربية التي تتلخص بعدم تكريم الفنان قبل وفاته، مشيراً إلى أنه كان يرغب بتقديم عمل عن درويش قبل وفاته، فالتكريم للكبار يجب أن يكون عبر الدراما، موضحاً أن الفنان فراس إبراهيم قام بمبادرة شخصية منه بإنتاج العمل، وبالتالي فبدل انتقاده كان يجب أن نقف معه، وأن لا نكيل له اتهامات مسبقة عن المسلسل، معتبراً أن العمل قدم صورة مشرفة وجيدة عن درويش، وقال: «في النهاية الشاشة للجميع، ونحن لا نصادر رأي أحد، ولكن على أن يرى المسلسل ويبني رأيه على أساس مشاهدته».

وحول موضوع تزامن تصوير المسلسل مع مسلسله الآخر "شيفون" قال أنزور إن تأخير مسلسل "في حضرة الغياب" للأسباب المتعلقة بحادث فراس إبراهيم ومارسيل خليفة، ولأسباب إنتاجية، أدى إلى يتزامن تصوير العملين، معترفاً أنه حاول أن يفصل كثيراً بين أفكاره حول العملين، ولكنه «أمر صعب».

أنزور شرح أسباب عدم عرض التلفزيون السوري لمسلسل "شيفون" في رمضان، وقال: «لنكن موضوعيين، التلفزيون السوري كان أول محطة تشتري حقوق عرض العمل بشكل حصري، ولكن ارتأت إدارة التلفزيون أن يتم عرض المسلسل بعد رمضان، لسببين، أولاً جرأة الموضوع وعدم تناسبه مع هذا الشهر الفضيل، وثانياً لإعطاء الفرصة لنجوم العمل الشباب للظهور بعيداً عن المنافسة، وهذا ما قصدت أن أقدمه. الشباب الذين شاركوا في العمل كان اختيارهم بإشراف الفنانة أمل عمران، وانتقيناهم بعيداً عن المحسوبيات، وأنا سعيد جداً بهذه التجربة واستفدت منها أيضاً. أنا متأكد أنهم سيكونون نجوماً في الدراما السورية قريباً».

وأضاف أنزور: «الدراما السورية هذا العام قدمت مجموعة كبيرة من الأعمال. تأثير الأزمة من ناحية الكم كان إلى حد ما محدوداً، بينما كان تأثير التسويق أكبر، وهناك الكثير من الأعمال لم تسوّق، كما أنه هناك حرب غير معلنة من قبل المحطات التلفزيونية على الدراما السورية. الدراما السورية هذا العام لم تقدم الشيء الذي كان من المفروض أن تقدمه، لكن أعتقد أنه في العام القادم سيكون هناك تأثير كبير للأزمة على الدراما السورية، وستعرض الدراما لهذه الأزمة انطلاقاً من وطنية الدراما السورية والفنانين السوريين وخوفهم على وحدة البلد واستقرارها».

من ناحية أخرى، اعترف أنزور أن هناك تقصيراً كبيراً من قبل كل المنظمات الشعبية والنقابات في سورية في احتواء الشباب ومناقشتهم في أمور البلد، موضحاً أن الاختلاف الذي قد ينتجه هذا الأمر مقبول وطبيعي، وأضاف: «يمكن أن نختلف على كل شيء إلا على شيء واحد، هو على الوطن، وأنا ضد كل من أخ موقفاً ضد الوطن، فهذا أمر لا نقاش عليه».

أنزور شدد على ضرورة رقابة الأهل على أبنائهم في ظل وجود الإنترنت الذي يفتح لهم آفاقاً كبيرة قد لا يدركون مدى خطورتها، والتي من الممكن أن تؤدي بهم إلى تصرفات غير محسوبة النتائج، وأضاف: «علينا أن نتعلم لغة الحوار مع أبنائنا وننميها.. كما علينا أن نعرف كيف نطبق الحرية ونعيشها قبل أن نطالب بها».

وقال أنزور: «عندما يكون هناك مسلحون في الشارع فالحل الأمني هو الحل الوحيد المطروح، وجميعنا نؤيده، فلا يوجد حوار مع من يحمل سلاحاً، ومن يحمل السلاح داخل وطنه خائن، يجب أن نتخلص منه في البداية ثم نفتح حواراً مع الأشخاص الواعين والمثقفين، تحت سماء الوطن المفتوحة وليس سقف الوطن فقط».

وشرح أنزور أسباب تفشي الفساد رغم تسليط الضوء عليه في الدراما، وقال: «الفساد له طرفان، وهذه الحكومة لم تعط الوقت كي تقوم بمحاربة الفساد. نعترف بوجود تقصير وإهمال، ولكن السؤال لماذا بدأ الجميع اليوم بانتقاد الحكومة، فالحل في هذه اللحظات ليس في سوق البلد إلى الخراب، بل في الانتظار إلى ما بعد نهايتها، ثم الجلوس على طاولة الحل».

كما انتقد أنزور تقصير الفنانين جميعاً، وعلى رأسهم نقابة الفنانين في هذه الأزمة، وقال: «لا يمكن أن نساوم ونفاضل بين بلدنا وبين عملنا، فالوطن أغلى. يجب أن لا نتخلى عن كويتنا السورية الحقيقية المتعددة والمتنوعة الأطياف والألوان، وهذا هو الشيء الأسمى الذي علينا الدفاع عنه والحفاظ عليه».

ودعا أنزور الجميع إلى تقديم ما يستطيعون تقديمه لها البلد، انطلاقاً من وطنيته، «ويجب أن نتعلم كيف نحاور ونناقش في جميع قضايا وطننا لنصل إلى طريقة ننقذ فيها بلدنا ونجعله أجمل»، وختم أنزور بالقول: «المغامرة بالوطن أمر غير مقبول به على الإطلاق».

كما أجاب أنزور على اتصالات المستمعين واستفساراتهم حول الكثير من القضايا الفنية والسياسية والاجتماعية، عبر مشاركاتهم بالاتصال والرسائل القصيرة.

يذكر أن برنامج "وصل صوتك" يأتيكم يومياً من الأحد إلى الخميس عبر أثير إذاعة "فرح FM" بين الساعة الواحدة ظهراً والساعة الثالثة بعد الظهر، والبرنامج من إعداد وتقديم خالد حميد، صمن حملة "وصل صوتك" التي تهدف إلى تسليط الضوء على مواضع الخلل في البلد، وصولاً إلى تلافيها.