2014/04/13

بوسطة

كعادتهم... نعى الفنّانون السوريّون عبر موقع "فيسبوك" زميلاً كبيراً رحلَ عن عالمهم، لتصبح علاقتهم به منذ تلك اللحظة الفاصلة بين الحياة والموت... مجرد ذكريات، لكّن الملفت في حالة الفنّان الراحل عبد الرحمن آل رشي، أن ممثلين سوريين من أجيالٍ مختلفة، تقاسموا ذكرياتهم معه، منهم مَنْ تذكر وقوفه الأوّل أمامه، أو رفقة دربٍ قديمة...

 وجميعاً اعترفوا له بالأستاذيّة، بالتفرّد، الجرأة، الشجاعة، الرجولة، والطرافة أيضاً... والأجمل من ذلك صورٌ نشروها، تجمعهم بالمعلم آل رشي، منها ما ينتمي إلى ماقبل عصر الديجيتال.

الفنان مظهر الحكيم بكى رفيق الدرب آل رشي، في تدوينةٍ نشرها تحت عنوان "أوراق الذاكرة والوجدان" كتب فيها: "رحل الأستاذ الذي شرفني بمشاركاته معي في مسلسل (الثعبان)، ومسلسل (أهل وحبايب)، ومسلسل (أنشودة الأمل)، ومسلسل (دواس الليل) كان أستاذاً، ومعلماً، شرفني بفنه الراقي وأبوته الحانيه، لا أغالي يا أستاذ عبدالرحمن آل رشي الراحل .. إذا قلت أنني استفدت من أبوتك، وفنك الراقي، عبد الرحمن ( أبو محمد ) إعجابي بك منذ أحببت أن أشارك الوسط الفني نشاطه... هدير صوتك... طلتك المميزه... فروسيتك كفارس... القائك الخاص بنبرته الأرجوانيه..."

المخرج هيثم حقي عاد بالذاكرة خمسة وعشرين عاماً تقريباً، إلى ذكريات كواليس "غضب الصحراء" التي جمعته بـ"الأزرق" عبد الرحمن آل رشي: "وداعاً لمن جمعني معه العمل في مسلسل (غضب الصحراء)، فكان (الأزرق) بقوة شخصيته وقدرته التمثيلية الكبيرة وصوته الهادر، وداعاً للإنسان الشجاع عبد الرحمن آل رشي،  للفنان الصادق الذي تحوّلت قصص جرأته وعدم مجاملته، إلى مضرب الأمثال التي يتناقلها الناس اليوم ..."  

المخرج فراس دهني شارك أصدقاؤه على موقع التواصل الاجتماعي "فسيبوك"؛ صورةً تجمعه  بالفنان الراحل من كواليس تصوير "الفارس الأزرق"، علّق عليها دهني بالقول :"رحمك الله أيها الفنان الشامخ .. لن تتكرر.. عبد الرحمن آل رشي .. أحد أعمدة الفن السينمائي العربي... أحد أعمدة الدراما التلفزيونية.. بعمله المتقن

 

والتزامه غير المحدود.. الله يرحمك أبو محمد ... هذه الصورة من أول عمل فيلم تلفزيوني درامي أخرجه لصالح التلفزيون السوري بعنوان "الفارس الأزرق" 1999"

الفنّان مصطفى الخاني نشر صورةً تجمعه بـآل رشي من كواليس مسلسل "هولاكو"،  واستعاد حادثةً من الكواليس تكشف عن مدى عمق إنسانيّة الراحل، وعن ذلك كتب الخاني: " حادثة لا أنساها عام 2002، حين كنا نصور مسلسل هولاكو في غابات جبل النبي متة، أحد الأشخاص لحق صرصور، ودعسه فاستاء جداً الاستاذ عبد الرحمن، وانهال عليه بالصراخ موبخاً، وقال له ماذنب هذا الصرصور ؟! أنت الآن في أرضه في الغابة لماذا قتلته بماذا أذاك ؟!! عندما يدخل منزلك ويضايقك عندها لك الحق بقتله، أنت الآن من جاء أرضه، واعتدى عليه أنت شخص ..... لم يحتمل قلبه حينها قتل صرصور في الغابة ... فكيف سيحتمل قلبه الآن كل هذا القتل في بلده ... ولأبناء بلده  استاذ عبد الرحمن سيبقى هدير صوتك في وجداننا وقلوبنا ... وفي وجدان وطننا وقلبه،  يا من قلت (أنا سوري آه يانيالي) لك الرحمة ولذكراك المجد وعلى روحك السلام.."

 مصممة الأزياء السورية رجاء مخلوف كتبت في رحيل عبد الرحمن آل رشي: "كأن القدر يصر على أن نفقد كل شيء دفعة واحدة،  وكلما فقدنا قامة كبيرة يشتعل الفيسبوك وتشهر الذكريات سيف اللحظات التي لا تنسى، وكيف لي أن أنسى عندما كنت في مطار بغداد قبيل ليلة سقوط بغداد بأشهر قليل جالسة في زاوية من المطار مع الفنان الكبير عبد الرحمن أل رشي .. وبانتظار من يقلنا إلى القصر العباسي أخذنا نتحدث في اللغة العربية والشعر وهو يضحك ويسخر من كل شيء... وصوته المهيب يهدر في فضاء المطار .. ولم نشعر إلا وأعداد كبيرة من الناس تجمهرت حولنا بدل التوجه نحو طائراتهم أو أحبتهم .. جذبهم الصوت وغير وجهتهم.. ولا يمكن أن أنسى كيف عبرو له عن مدى حبهم واحترامهم له .. أحدهم قال له أستاذ صوتك وتمثيلك مثل دجلة بالنسبة لنا .. أنت أيقونة لنا .. كم شعرت بالفخر والإعتزاز وسأبقى .... وتستمر مرارة أيامنا حتى لا نكاد نحتمل .. الرحمة لروحك ولنا."

ومن الصور الملفتة أيضاً صورة للـ"زعيم" آل رشي، من كواليس إحدى المسلسلات البدوية شاركها الفنان رامز عطا الله مع أصدقائه.

 

هذا وبدا أن حُزْنَ الفنّانين السوريين على زميلهم عبد الرحمن آل رشي في العالم الافتراضي، كان أكثر زخماً من العالم الحقيقي... حيث كان حضورهم خجولاً جداً في جنازته.