2012/07/04

الأعمال الكاملة لواحد ناقص الفصل الثالث (مخمل بني)
الأعمال الكاملة لواحد ناقص الفصل الثالث (مخمل بني)

المجلد الأول "المكتب العقاري"


الفصل الثالث (مخمل بني)


يوسف السرحان



كنت بلشت فكر بطريقة اطلع فيها من هل الورطة مع أبو سعيد ومرته بعد الخوازيق اللي بلشوا ينجرولي[1] ياها.. يعني مي حلوة بحقي أطلع طرطور قدام العالم، وقال على أساس أنا اللي بقول بصير وما بصير.. صحيح كذبة أنه المكتب إلي ما صدقها حدا.. بس كمان الكل بيعرف أنه أبو سعيد جلطة خالص وما بيعرف شي من شي، ويا دوب يدبر راسه مع المعلمة بالبيت.. ولما بدينا كان الكل بيعرف أنه أنا اللي راح يمشي كل الشغل.. قام نط لي أبو سمير النس متل الخوزاق بنص البحرة وسحب الخميرة  كلها لعنده.. والله وكيلكن صرنا مضحكة للصغير قبل الكبير..


قلت لحالي الطيلك كم يوم زمان وشوف شو بصير.. وكمان مو معقول يعني بعد كل هل التعب إطلع هيك، إيد من ورا وإيد من قدام.. يعني إذا بدي إمشي هلق يمكن كون عم أعطي لأبو سمير كل اللي بده ياه.. ساعتها بيسحب الأخضر واليابس لعنده وبياكل كل اللهطة لحاله.. وهي لو بدي موت ما راح نوله ياها.. وبعدين دخيلكن يعني إذا مشيت هلق لوين بدي روح.. إرجع الطي مع أبو عماد خبيني.. لأ الفضيحة قدام الكل أهون من القعدة مع أبو عماد.. أصلا هو ما عنده لا مكتب ولا هم يحزنون.. يا دوب شنتاية سحاب صغيرة جربانة متل صاحبها حاطط فيها كل أوراقه، وعم ينط من مكتب لمكتب.. والأضرب من هيك أنه شنتايته ما فيها ولا ورقة مهمة ولا حتى قرش واحد.. متل جيوبه فاضية دائما.. وإذا احتاج ولو خمس وعشرين ليرة ليشتري سندويشة فلافل ما بتعرف كيف بفوت عليك بباب لخم وبيسحب منك المصاري وبتلاقيه عم ياكل السندويشة واللبن عم يشر من طرف تمه وهو عم يضحك وعم يحكيلك عن واحد فات عليه بباب لخم وخورفه[2] وخلاه يشتريله سندويشة كباب، وبآخر السيرة بيتبعج وبيطلب منك تشتريله قازوزة كمان.. لعمه..


أبو عماد خبيني بيملك مو أقل من ستة سبعة مليون ليرة موزعة بحصص بأكتر من بيت.. ولما فات على السوق ماكان بجيبته قرش واحد.. والأنكى من كل شي أنه الحمار اللي فوته على السوق هو... أنا..


أول مليون سحبها دفعة واحدة، بعرف كل تفاصيلها.. أخوه الصغير كان ميت بحادث عمل من أكتر من تلات سنين.. وحكمت المحكمة أخيرا بتعويض مليون ليرة.. كيف لف على أرملة أخوه وأقنعها تعطيه المصاري ليقلبن بالسوق والربح بالنص ما حدا بيعرف... غيري أنا.. وعدها يتزوجها.. مع أنه بالأصل أبو عماد ما في عنده شي يخلي أي مرة تلتفت ناحيته بدون ما تبصق.. بس المسكينة كانت بين نارين.. تلات ولاد وأهلها عم يقولوا رميهن لأهل أبوهن وتزوجي.. وين بدها تروح بولادها يعني وأكبر واحد فيهن عمره ست سنين.. ولما حكمت المحكمة بالمبلغ للورثة، خففوا أهلها ضغطهن على أمل أنه تشتري سيارة لأخوها الصغير يشغلها تكسي والغلة بالنص كمان.. قام نط أبو عماد بالنص وما عاد في سيارة.. أهل المخلوقة ما بلعوا الخوزاق.. يعني كيف بيلف من ورا ظهرن والبنت عندن بنص بيتهن وبيسحب المصريات وبيمشي، هي ما دارتلن بنوب.. وقبل ما يقلّب أبو عماد أول مليون، كانت كل عيلة أرملة أخوه عاملة مذكرة بحث عنه.. أبو عماد حويص، يعني ساعة عند أبو سمير النس.. ساعة عند بياع الفلافل.. ساعة تانية بمكتب تاني.. وكل الأراني[3] اللي بروح أبو عماد عليها، أهل المخلوقة بيعرفوها، وإذا ما بيعرفوها في ألف واحد يدلن.. وكل ما بيّن حدا من العيلة بأول الشارع بينط أبو عماد متل اللي آكل بعصة وعلى لسانه كلمة واحدة "خبيني".. ومن هون طلع اللبق عليه.. لأ والعلقة الماكنة وين بتكون؟... لما بطبوا الجماعة على أبو عماد وهو بمكتب أبو سمير النس.. هي لحالها شغلة.. أبو عماد عم يحوص وكرشه مدلوق قدامه متل الديك المدبوح وبده مخبى.. بقوم بده يطلع على النصية فوق المكتب.. أبو سمير بقول لوين طالع بركدن الجماعة طلعوا لفوق.. تعال لعندي.. وبيفتحله الخزانة اللي ورا طاولة مكتبه اللي يادوبها تسع كرش أبو عماد.. بيحشره فيها.. بيوصلوا الجماعة بيسألوا عن أبو عماد.. بقوم النس أبو سمير بيحلف عليهن يمين يقعدوا شوي، بركدن طل أبو عماد بعد شوي.. لأ وبيطلب شاي كمان.. لك أبو سمير لو شاف ابنه عم يشرب شاي بالمكتب بغرمه مو بحق كاسة الشاي وبس.. وبيحسب كمان الغاز والمي والسكر ومعجون الجلي تبع الكاسة بعد ما تفضى.. وبيجي الشاي وهات يا سير.. والأضرب من هيك بقوم أبو سمير بيفتح مع الجماعة سيرة أسعار المحاضر بحارتن وشو صار وشو عم يصير.. بقوموا الجماعة بينسوا أبو عماد وبيصيروا متعهدين بناء.. وأبو عماد محشور بخزانة متر بمتر وراح يموت خنق، مو من المساحة الضيقة وبس.. وكمان لأنه بكون خايف أنه النس أبو سمير راح يستنفع من بيت حماه للمرحوم أخوه..


وبالأخير أبو عماد ما تزوج أرملة أخوه.. مو لشي بس لأنه المعترة لحقت بجوزها بعد ما أهلها ما قدروا على أبو عماد المتخبي دائما، فقاموا بليلة ما فيها ضو قمر وصفوها على البلوعة[4]، بعد ما قالت أنه راح تترك بيت أهلها وتستأجر بيت لحالها تربي فيه أولادها... المشكلة أنه ما حدا عرف ليش انقتلت بالضبط.. هل لإنه أهلها مبعوصين من قصة المليون ليرة.. أم لأنه أهلها راح ينبعصوا لأنه راح تسكن لحالها وهي ما عندها زلمة، ما حدا بيعرف.. ويمكن التانية زلق لسانها وقالت أنه أبو عماد بده يتزوجها.. والأضرب من هيك أنه أخوها الصغير، اللي قتلها متل ما عم يقولوا.. اختفى كمان. أهله هربوه على تركيا.. وبلغوا عن الجريمة بعد ما طلع من الحدود، ولهلق عم يدوروا عليه هنيك.. جيران بيت أهلها عم يقولوا عامل لجوء بالسويد باسم تاني.. إي يعني كان ينضرب على قلبه من الأول ويروح عل السويد وما في داعي لكل هل البلوة اللي انطبشت بروس الأولاد الصغار اللي انرموا عند ستهن المعترة التانية، أمه لأبو عماد.. والمصيبة قال عم تربيهن وهي معاها زهايمر... وأبو عماد عم يزق بالأرباح وما في مين يقول له هات لنشوف.. فكيف بدي إرجع اشتغل مع هيك جربان وأنا لسه إلي بذمته عمولات فوق المية وخمسين ألف وكل يوم بقول لحالي بلبسه شروة أو بيعة وبسحب مصرياتي.. بقوم بيزمط متل القرد...



فقلت لحالي الكحل أحسن من العمى، خليك بالمكتب ومنشوف شو بصير معنا وما في داعي للعجلة لأنها من الشيطان.. ولطيت عم انتظر، وما طولت.. في يوم إجاني موبايل من رقم غريب.. رديت، الزلمة اللي على الخط قال  بده يشوفني ضروري بنفس اليوم المسا.. إجيت بدي أعطيه عنوان المكتب قال أنه بيعرفه وهو بده يشوفني بريت المكتب وبمكان بعيد عن المكتب كمان.. قلت ليش لأ.. هيك أحسن وأحسنين.. وعدته بقهوة الحجاز الساعة ستة المسا.. ولما سألته عن اسمه وكيف بدي أعرفه قال بكون لابس طقم بني، وسكر الموبايل بسرعة.. تقول عم يرتكب جريمة!!.. المهم.. رحت لهنيك، الدنيا كانت شوب ولسه الشمس ما غابت والأفندي طلع لابس طقم بني عن جد.. بس مخمل.... قعدنا.. طلع الزلمة موظف عند مدير المصلحة الجديد، مصلحة أبو سعيد القديمة.. والظاهر من الحديث كله أنه المدير الجديد رح يطق عقله كيف لهط أبو سعيد ومعلمه المصاري بدون ما يطلعله شي، مع أنه كان معاون المدير قبل ما يطير المدير القديم.. يعني أول باشتان[5] كيف مرّقوا الشغلة كلها من قدام عيونه بدون ما يشوفها.. وهي لحالها بتفقع يعني.. وتاني باشتان اللهطة، على قولة مخمل بني، طلعت فوق الخمسة وستين مليون.. وهون أنا راح افقع... خمسة وستين مليون جلطة تاخدك يا أبو سعيد.. يعني لو بدنا نحسب حصتك من المستودع اللي انحرق بكامل محتوياته، كمان على قولة مخمل بني، هي لحالها مو أقل من أربعين مليون.. يعني بالميتة طالع بنص اللهطة لأنو رجليك هن اللي راح يكونوا بالفلقة.. وبعدما بلشوا ينكشوا ورا المدير السابق وأبو سعيد، بعد قصة المستودع، طلع في خمس وعشرين مليون من قبل.. وهي لو قلنا إله فيها مو أقل من عشرة مليون.. يعني طالع بتلاتين مليون، لك قولوا خمس وعشرين مليون.. والواطي عم يجلطني ليل نهار على ستين ألف...


المهم وبدون طولة سيرة.. مخمل بني طلع بده ياني أعطيه تقارير عن كل تحركات أبو سعيد.. حكاها بطريقة تقولوا أنا موظف عنده.. قلت له وبصفتك شو عم تطلب مني هل الحكي تقبر قلبي؟.. قام هون انتبه لحاله شوي.. وزاد عرقه أكتر.. هل المرة مني مو من الشوب.. قال يعني بصراحة مو هو اللي بده المعلومات.. معلمه اللي بده ياهن.. قلت له وإنت عيني.. هات لنشوف.. شو بيطلعلي.. قال أنو معلمه توقع هيك سؤال مشان هيك هو بقول فرجينا البضاعة بالأول.. حسيت أنه الموضوع كله فاقس.. بدي أقعد طول الوقت مع واحد لابس طقم مخمل بني بعز دين الشوب وفوق هاد كل ما بدي إحكي شغلة بده يقول أنه هيك حكى معلمه.. خلينا نشوف المعلم أحسن.. وهادا آخر شي قلته لمخمل بني.. ومشيت..


بنفس اليوم بالليل رن الموبايل عندي من نفس رقم مخمل بني.. بس الصوت كان لزلمة تاني.. عرفت فورا أنه المعلم.. يعني بدكن الصراحة طريقة الحكي بتفرق.. ومو بس الحكي.. والفعل كمان.. الزلمة عزمني تاني يوم عل العشا بمطعم جنة صيدنايا.. يا عمي.. يا هيك المعلمين يا بلا.. آخر مرة رحت لهنيك.. الله لا يوفقك يا أبو عماد خبيني ويخرب بيتك وين ما درت وشك.. لك حتى هي ما  خلاني إتهنى فيها.. كانت في بيعة غير شكل وظبطت معنا وبالصدفة.. بيت قديم جربان بتنفخ عليه بيوقع وإجاه الكيال الأعور تبعه.. لك وفوق هيك راح يطير عقله بالبيعة.. الزلمة بيشتغل مهندس عمارة وتخرج من فرنسا وراجع على البلد وبده يفتح مكتب.. بس بده ياه غير شكل.. ما بعرف شو سماه بالفرنسي.. أصلا نص حكيو فرنسي.. المهم درنا فيه نص البلد وما عجبه شي.. مرة كنا مارقين بالشريبيشات عند بسطات الخضرة.. وأصلا ما كان إلنا شغل هنيك.. بس أبو عماد النتن جاع قام خلا الزلمة يدور بسيارته مشان يوصل لفرن الصفيحة بأول الشريبيشات ويتسلبط عليه بكم قرص هنيك.. المهم ونحنا واقفين عم ننتظر الصفيحة اتطلع الزلمة على الدخلة اللي بعد الفرن وقال أنه الدخلة فيها... هل المرة حكى بالعربي.. بس والله العظيم كمان ما فهمت شي.. شغلة متل الحمام.. حمايم.. حميم.. إي.. حميم.. هيك.. يعني ما بكفي كانت الدنيا شوب بهداك الوقت كمان.. وحميم فرن الصفحية راح يسلقنا.. وإجا القنزوع عمارة وطلعت معه كلمة تانية بدها منجم أعمى ليفهمها.. بس كيف فهم عليه أبو عماد.. هي أنا كمان بعرفها.. لأنو بهديك الدخلة بالذات كان في بيت أرضي، حشوة وما بتفوته الشمس ومهتري وعايف حاله.. قام نط أبو عماد وقال طلبك عندي.. تعال.. ومشينا بس بعد ما خلاه يحاسب الفرن وأخد الصفحية كلها معه.. العما اللي يضربه.. بس العما ضرب صاحبنا القنزوع واشترى البيت وعمله مكتب عمارة.. كيف ما بعرف وما بدي أعرف.. المهم أنه الزلمة من فرحته فينا قرر يعزمنا على العشا بجنة صيدنايا.. يومتها إجاني شغل ضروري قلت بدي إتأخر وإلحقن بعد نص ساعة من الموعد.. ووصلت على المطعم وما لقيت حدا.. شوي والموبايل برن وبيطلعلي أبو عماد القرد.. قال عماره القنزوع قاعد بالبيت الجديد وعم بيفرجيه لرفقاته اللي إجوا من فرنسا فجأة.. مشان هيك عطى أبو عماد تكلفة العشا وطلب منه نتعشى أنا وإياه هنيك.. وقفل بعد ما بتبعج وقال بأنه لاقى سندويشة الفلافل أرخص وأطيب..


المهم.. هل المرة وصلت عل المطعم ولاقيت حدا عم ينتظرني.. وكان المعلم ذات نفسه وعلى طاولة خاصة.. قلت لحالي بده يحكي معي بدون ما حدا يسمعه.. بس اللي ما فهمته ليش جاب معه مخمل بني وحيط طول بعرض، عرفت بعدين أنه الشوفير، وتركن على طاولة تانية بعيد عنا.. المهم.. الزلمة بدا حكيه بطريقة حلوة.. قال عنده شغل كتير.. وهي لحالها بتكفي لأقعد واسمعه.. المشكلة أنه لما إجا الغرسون، الأفندي.. يعني المدير الجديد.. طلب وسكي.. ما علينا، يصطفل، مع إني ما بحب قعدات هدون جماعة الكاس والطاس.. إجا ضراب السخن، بلش يبلع أول كاس، وكان عم يحكي طبيعي.. فجأة تقل لسانه وما عاد عم يعرف شو عم يحكي.. الهيئة المدير الجديد، جديد كمان على مصلحة المشروب.. مشان هيك أصلا أنا بكره سم الهاري هادا اللي اسمه مشروب.. يعني الواحد لما يكون مفتح على الآخر بكون مفكر حاله حاسبها مظبوط وما حدا راح يقدر عليه.. بقوم أنا بدخل من باب بيلاقيه حلو.. بتقوم الشغلة بتركب.. وأول ما ابتدا مولانا المدير حديثه كان كل اللي ببالي أنه جر رجله لعندي.. كيف.. هي لطيت لشوف شو بدو يحكي لأعرف كيف فوت معه.. وكل اللي كنت مفكر فيه أنه الزلمة صار له مو أقل من سنة مدير.. يعني بصراحة هبر الهبرة اللي هيه.. ولو غير هيك بكون حمار.. مع أنه بعد ما بلش يتقل لسانه بديت حس أنه هو حمار عن جد.. بس قبلها كان كل اللي بباله أبو سعيد ومعلمه السابق وكيف بدو يخوزق التنين.. قلت لحالي، فوت من هل الباب.. هو كان حاطط بباله بيعة بيت المزرعة مع أبو سمير النس.. الخبر وصله، ما في شي بالسوق بيتخبا.. كان عم يفكر كيف يثبت أنه أم سعيد شريكة بهي العملية وبحصة كبيرة.. وصله أنه المبلغ تبعها كان تمانة مليون.. ما بكفي أنه وين مادرت وشك بتلاقي لتاتين[6]، وكمان بياعين بهار غير شكل.. قلت شو ما كانت حصة أم سعيد ما حتقدر تثبت شي، لأنه الشروة والبيعة كلها تمت باسم أبو عماد خبيني.. أم سعيد وأبو سمير النس بريت الموضوع.. كيف بدبروها هي صارت معروفة، بس ما حدا بيقدر يثبت شي، مشان هيك لا تضيع وقتك.. قال ما استفدنا.. وهون أخدت الحديث.. قلت الطريقة الوحيدة لتقدر تجر رجل أبو سعيد جلطة هي أنه تصير شريك معه.. هون صفن.. قلت له إنت عيني.. إنت ما راح تكون شريك ظاهر، أنا اللي راح كون الشريك.. من وين المصاري، هي ما حدا رح يعرفها، منخليها بيناتنا وبعطيك ضمانات متل ما عطى أبو عماد ضمانات لأم سعيد وأبو سمير.. هلق لما أبو سمير النس بالذات يعرف أنو صار معي قرشين، راح يفكر بالمصدر، بس كمان ريحة المصاري راح تعمي على قلبه وما راح يقدر ينتظر كتير لأنه راح يخاف إفلت من إيده وشارك حدا تاني.. مشان هيك راح يدخلني بالنص.. وبهل الطريقة منقدر نعرف كل شي ونسحب كل الأخبار اللي بتهمك.. وغير هيك إذا كانت المصريات حرزانه منقدر نفوت فوتة كبيرة وربحها غير شكل.. بمحضر يعني.. بهيك بضربة واحدة منخلي أبو سعيد يطلع كل اللي تحت البلاطة.. وساعتها بتعمل اللي بدك إياه.. وبغير هيك لا تتعب حالك..


فجأة حسيت الزلمة كأنه فهم وما فهم.. بلش يتطلع ناح مخمل بني والحيط اللي معه.. قاموا وإجوا لعند المعلم وسألوه إذا بده شي.. قام سألهن عن الرقاصة إيمتا بتبلش نمرتها.. اتطلعوا ببعض واتطلعوا فيي.. تلاتنا فهمنا أنه ما عاد في حكي.. رقاصة بمطعم عائلي محترم، الزلمة لازم يروح ينقبر ينام.. قمت وساعدت الشباب بنتع المدير ووصلناه على السيارة.. دفع رباعي يا عمي.. وبألف زور لطلع معنا.. المهم قبل ما نمشي قال لي أنه راح يحكي معي وقلب على قفاه..


راحت السكرة وإجت الفكرة بعد ما طلعوا بالسيارة.. لعمه.. لو كنت طلبت يوصولوني.. هلق بدي أقعد متل القرد على الطريق عم انتظر ميكرو من رنكوس أو ميكرو من أي ضيعة نازل على الشام بطريق مقطوع..


حظي وبعرفه.. في ميكرويات لأكتر من خمس ضيع بتمر على الطريق غير ميكرويات صيدنايا.. تقولوا وقت وقفت عم انتظر واحد قرروا يمنعوا التجول بالمنطقة كلها.. أكتر من ساعتين وأنا واقف متل العضادة لحن علي واحد وركبني معه بسيارة شحن نازلة على التل.. على الطريق طلع الزلمة من الشوفيرية اللي جابوا الجلطة الأولى لأبو سعيد.. ما بعرف كيف انفتح الحديث والمسافة مو طويلة كتير يعني، بس سألني وين بتشتغل قلت له بمكتب عقاري.. صار يضحك وقال شغلتنا بتخوف، كل اللهيطة بيجوا لعنا.. قلت له الله يسامحك.. قال أنه بيعرف واحد عم يشتغل بمكتب عقاري ليخبي المصاري اللي لهطها من المصلحة اللي هو بيشتغل فيها.. وطبعا عرفت اسم المصلحة وعرفت دغري عن أي جلطة عم يحكي.. هون خطر ببالي إسأل عن المدير الجديد.. ضحك كمان وقال أنو أخرى وأدق رقبة من اللي سبقه.. ريحته فاحت، وحمار ما عم يعرف يغطي على حاله، والظاهر عم ينكشوا وراه، ومصابح مماسي.. قلت لحالي ولي.. وصلنا على التل.. الزلمة بيّت جنب بيته.. عرفت أنو الشاحنة إله وبيشتغل عليها كل الوقت.. والصبح بالدوام بيقعد بس ليجيب جلطة لمراقب الدوام الجديد مشان يزمط ويقدر يسترزق على شاحنته..


ليلتها ما قدرت نام من الغصة.. يعني فكرنا الزلمة زلمة قام طلع أعمى مو أعور.. هلق إذا بدنا نفوت معه بشغل ما بتعرفوا شو بيصير.. وإذا ريحته طالعة ومصابح مماسي معناتها ما راح نلحق نلحس إصبعتنا قبل ما يقطعولنا إياها.. وبعدين اللي بيقلب على قفاه من أول كاس ما بيطمن، وما بتعرفوا شو رح يطلع معه ويتورط ويورط الكل.. مشان هيك قلت يا ولد بعد عن الشر وغني له.. تاني يوم رن الموبايل من رقم مخمل بني قمت ما رديت.. بعد ساعة رجع كمان رن وكمان ما رديت.. بعد ساعة إجتني رسالة عم تقول شو الأخبار، خلينا نشوفك.. قلت بقلبي بشوف العمى ولا بشوفكن.. وما رديت.. المهم.. يومين تلاتة.. وبطل الموبايل يرن.. يعني بصراحة هو ما رن كتير.. يا دوب تاني يوم رنة.. وبعدها وقف..


أسبوعين زمان وأنا بالسوق عم حوص متل العادة وعم اتلقط الأخبار وصلني خبر على بيعة جديدة عم تترتب عند أبو سمير النس لمحضر كبير.. قلت لحالي شمشم الأخبار وشوف معلمتك شو عم تعمل.. ومتل ما توقعت.. معلمتي شريكة بالمحضر مع أبو سمير النس وشريك جديد ناتع نص المحضر لحاله.. هي وصلي إياها أبو عماد خبيني وهو عم يغص بلقمة فلافل ويحكي ويتفتف من قهره.. قال ما بكفي أنو رَبَّحْهن بآخر بيعة ببيت المزرعة وما قصر وعطاهن كل حقوقن وعلى دوز بارة[7] (كأنه يعني هو اللي ربحهن وكأنه كان بيقدر يحوص مع أبو سمير النس) وفوق كل هادا كافئوه بأنه قلعوه من العملية كلها واخدوا الشريك الجديد لحالهن.. ولما سألته عن الشريك الجديد قالي ما بيعرفه بس اللي محيره كيف قدران يتحمل يلبس طقم مخمل بني بهل الشوب...


مالكن بطول السيرة.. الله يلعن المخمل واللون البني.. طلع هو كل أساس البلوة اللي وقعت فيها.. فتحي الدب بتعرفوه.. يوم كنت قاعد مع مخمل بني بقهوة الحجاز، وما بعرف من حمرنتي كيف لاقيته للزلمة هنيك وأنا بعرف أنه فتحي الدب عنده صاحب دب متله بيشتغل بالمطبعة اللي ورا القهوة.. والعادة يزوروا بعض.. بس كيف بدي احتاط وأنا بوقتها ما كنت بعرف شي من شي.. المهم.. مر فتحي من قدام القهوة صدفة ولمحني.. كان بدو يفوت ويتسلبط عليّ بكاسة شاي، بس لما شاف مخمل بني نسي رفيقه وكاسة الشاي وطار لعند خاله متل الغزال.. طلع مخمل بني موظف معروف بالمصلحة وصار له على الأقل أربع سنين ما غير الطقم.. وفتحي بيعرفه من طقمه ومن أيام ما كان يروح لعند خاله يودي له الغدا لما يكون في عند خاله مناوبة.. طبعا حتى الحمار فتحي راح يفهمها.. أنا قاعد مع موظف بالمصلحة يعني في خطر على خاله..


أبو سعيد كان راح ينجلط من جديد.. رجع لعند المعلمة.. المعلمة حكت مع شريكها أبو سمير النس.. أبو سمير قال تركوها عليّ ولا تحكوا شي لحدا ولا حتى يواجهوني باللي صار... كمالة السيرة معروفة.. أبو سمير النس لما يفوت بشغلة بده يمشيها إن قلتوا إي أو قلتوا لأ.. وهو عرف كيف يلف عل المدير الجديد، عن طريق قريب للمدير طلع أبو سمير بيعرفه.. إي في حدا بالبلد ما بيعرفه أبو سمير النس.. وسحب منه المصاري وأقنعه أنو ينسى أبو سعيد جلطة ومشاكله ويلتفت لرزقته.. ويمكن اللي خلا المدير الجديد يقتنع وبسرعة أنو ريحته كانت طالعة عن جد وكان لازم يهدّي شوي ويقلب اللي هبره بقرنة تانية بعيد عن المصلحة.. ومشان هيك مخمل بني استقال بعد كام يوم من المصلحة وصار شريك مع أبو سمير النس وأم سعيد.. واللي حارق قلبي أكتر من كل شي، وهي عرفتها من أبو عماد كمان، أنه شروة المحضر كانت فكرة الشريك الجديد... بس اللي هدّاني شوي أنه من ناحيتي نفدت بدون ما إدرى.. الشباب طلعوا لاطينلي وعم ينتظروا أعمل شي أو إرجع شوف المدير الجديد ليعملوا اللازم.. ولما شافوا أنه أنا من جهتي ما عملت شي وما رجعت حكيت مع المدير اتطمنوا.. لك حتى فتحي الدب عبطني[8] وهو عم يبكي ويمخط فوق كتفي، وحكى لي كيف عرف بكل الحكاية وشو صار بعدين وكيف كانوا كلهن لاطينلي.. وقال طلعت عند حسن ظن فتحي بالأخير وبينت للكل إني مخلص.. بس مو متل إخلاص مخمل بني اللي لهلق لساته بنفس الطقم...



[1] ما بعرف مين اخترع كلمة "ينجروا" من نجارة لتوصيف تصنيع الخوازيق.. لأنها ممكن تكون من مواد تانية غير الخشب.


[2] "خورفه" يعني حوله لخاروف.. والخاروف بيعد عنكم، جاهز للدبح دائما...


[3] من "قرنة"..


[4] كمان مصطلح شامي.. بس قاسي شوي.. التصفية على البلوعة.. يعني الدبح مع الأخذ بعين الاعتبار إنه الدم راح يلوث المكان.. مشان هيك بيختاروا البلوعة ليروح الدم فيها..


[5] بدكن ما تواخذونا.. "باشتان" كلمة بعرفها وبعرف كيف استخدمها.. بس ما بعرف معناها..


[6] جمع لتات.. واللتات هو الشخص الكثير الكلام وعن سوء نية متعمد.. فيه منهن كتير هدون.


[7] يعني بالقرش..


[8] يعني عانقني.. والله لا يبليكن بعناق واحد متل فتحي الدب..

الفصل الثاني

الفصل الأول