2012/07/04

الأعمال الكاملة لواحد ناقص -الفصل الخامس (مصارعة على الدوار الجنوبي)
الأعمال الكاملة لواحد ناقص -الفصل الخامس (مصارعة على الدوار الجنوبي)

المجلد الأول "المكتب العقاري"

الفصل الخامس (مصارعة على الدوار الجنوبي)

يوسف السرحان


بدكن الدغري.. الدنيا حظوظ.. معروفة والكل بيحكيها.. بس اللي بياكل العصي مو متل اللي بعدها.. وأنا واحد من الناس اللي أكلوا عصي لتَمْسَحوا[1]..  بس العصاية الأخيرة كان فيها مسمار غير شكل.. يعني ما بكفي أنه نصبنا مقلب لأبو سمير النس قام طلع منه راس وربحان وبالصدفة.. وكمان مشان يزيد الطين بلة طلع الشرا اللي خِلق له ما بيعرف حدا من وين، مشروع مهبر غير شكل.. بس هي بدها منجم أعمى ليفسرها...


أيمن أبو كرش، اللي اشترى آخر محل عند "أبو زهدي يلعن أبوك"، زلمة ما حبيته من أول ما شفته.. سبحان الله.. في ناس بينشرح قلبك أول ما تشوفهن حتى لو ما كنت بتعرفهن.. وفي ناس بالعكس على طول كمان حتى بدون ما تعرفهن.. وما توقعت أنه يفوت أخونا أبو كرش فوته بالطول وبالعرض وبمعية أبو سمير النس دائما.. بس اللي صار صار.. بيوم شرف فتحي الدب المسا على المحل متطقم.. طبعا متطقم على طريقة فتحي الدب يعني نفس الفروة وفوقها قميص مكوي وباخخ شي طن كامل مبيد حشرات.. بعد ما سديت أنفي من الريحة سألته لوين باشا.. لتكون ناوي الليلة تفقعها زواجة.. ضحك وقال لأ اليوم معزوم على افتتاح محل أخوه للمهندس أيمن.. ما فهمت.. وكان قصدي بس أفهم ليش فتحي معزوم على افتتاح المحل اللي اشتراه أبو كرش، من مصاري أهله بالطبع، لأخوه الصغير اللي داير على حل شعره بركي بينضب وبيلاقيله شغلة تلهيه عن أكل الهوا والدوارة ورا البنات والنسوان.. وطبعا الأخ الصغير تنح ويبس راسه وما بيفتح إلا محل اكسسوارات وعطورات وماكياج نسواني.. المهم.. كنت بعرف هل الشي وبعرف كمان أنه أبو كرش هو اللي دوكر المحل، قال يعني دعاية لمكتبه الجديد اللي ما كان صارله فاتحه كذا شهر.. كل هادا حكالي إياه الدب فتحي من أول وجديد ليوصلني للخلاصة.. والخلاصة شو دخل فتحي الدب ليعزموه على افتتاح المحل.. لأ وفوقها يتطقم وكأنه معزوم عن جد يعني.. فهمنا، أبو سمير النس، أبو سعيد جلطة.. أكيد أبو كرش راح يعزمهن لأنه دبروله الشروة.. بس فتحي يادوب شغيل، يمكن يحضر ويلحس اصبعته بكاسة عصير بزبدية محلاية.. بس يتطقم، هي اللي كنت بدي إفهمها مشان اختمها بتقفيلة على الدب فتحي.. قام الجحش ختمها بكلمة خزقت عيني.. قال لازم يظهر بمظهر منيح قدام معارف وقرايب عديله... لعمه.. كيف هي عديله؟!!.. يعني ما كان بدها كتير ذكا لتنفهم بسرعة.. بس كمان صار كل شي بسرعة بتدوخ.. لعمه.. لك لسه ما صار له شهر  مشتري المحل ومدوكره، والله وحده بيعرف كيف عمل الديكور من قفا إيده، وأبو عبدو قَرفة شاهد.. لحق بهل الشهر يخطب واحدة من بنات أبو سعيد.. لأ ومين.. الست بسمة ما غيرها.. لك كيف؟!!!.. عمي أبو سمير حكى مع معلمتي وقالت على بركة الله.. قال الدب فتحي وهو عم يملص من إيدي اللي شدت على قميصه المكوي.. أول قميص مكوي بيلبسه بحياته... هون شردت شوي.. مو بقميص فتحي الدب.. بس بتفانين أبو سمير النس.. لوين بده يوصل ابن الحرام هادا؟!!!.. العادة ما بيشخ على اصبع مجروح لو فيها فائدة لغيره، ولو ما كل العملية إله أو على الأقل سبعين بالمية منها بيصير معه حصر بول بالدماغ وبموت وبروح على القبر وما بتنزل منه نقطة بول.. شلون بيجمع راسين مع بعض.. مو معقول هيك لله بالله.. في موال أكيد براسه ولازم يغنيه.. يعني واضحة.. عيلة أيمن أبو كرش عيلة كبيرة ومقرشة على الآخر.. والولد وأخوه وأولاد عمومته قبيلة جحاش.. الفهمان فيهن يادوب حصل بكالوريا وقعد بعدين يشتغل بأي شي بتجيبه مصاري عيلته.. ساعة بتلاقي واحدهن عم يشتغل بتجارة السيارات.. بعد شوي بيقلب وبصير بالعقارات.. بعدين بصير يشتغل تجارة عامة.. بشو؟!!.. الله وحده بيعرف.. بعدين بتلاقيه قاعد لا شغلة ولا عملة وعم يدور على المكاتب وعم يتفقس على العالم.. لك حتى أيمن أبو كرش نفسه.. اللي الكل عم يقولوا عنه مهندس.. إي ما له علاقة بالهندسة.. قعد بالبكالوريا ست سنين ونجح شحط.. وراح بعدها غط سنة زمان بأوكرانيا ورجع بشهادة هندسة.. الخبرية هي أخدتها من واحد من شلتي طلع رفيقه بالمدرسة وبقيو مع بعض للبكالوريا.. رفيقي كمل معهد هندسي وتخرج وخدم جيش وتزوج ولسه أيمن أبو كرش قاعد عم ينحت بالبكالوريا.. بعدين رجع أفندينا مهندس لأ وفوق هيك شافه رفيقي مرة بالبلدية، ركض ليسلم عليه قام رد الأفندي بكل برادة وحمل حاله ومشي بدون ما يقول بخاطركن.. إي طبيعي، اللي كاشفك لازم تعمل حالك ما بتعرفه.. وبعدها الأفندي قال فتح مكتب ديكورات وقاعد عم يدور على زباين وما لاقى غير الصايع أخوه ليدوكرله محله.. بس الحكاية كلها مو هون.. الحكاية لوين بده النس أبو سمير يوصل.. إذا جمعنا كل ذكورة عيلة أبو كرش بيطلعولهن فوق العشرين واحد.. بين أخوة وأولاد عم.. بعدين أبو أيمن وأخوته بيطلعولهن أربعة.. غير البنات.. بس هي حكاية تانية.. أبوهن، جد العيلة يعني، كان تاجر كبير معروف بالشام.. ومات وترك أملاك ما بتاكلها النيران.. وفي حكاية أنه قبل ما تتأمم الشركة الخماسية بالستينات كان إله فيها مو أقل من الربع.. فجأة فقست براسه وتخانق مع واحد من الشركاء.. قام وقف بوجه عيلة الدبس أكبر مساهمين بالمشروع.. ومو أي عيلة.. كبارية الشام بهداك الوقت الله وكيلكن يللي إذا مو كل الشام إلهن، نصها على الأقل.. وقف بوجهن وقال يا كلكن بتبيعوني وبتبقى الشركة إلي لحالي.. يا بتشتروا مني.. يعني بدها واحد عنده مال قارون ليقول هل الحكي لعيلة الدبس.. ووقتها ما كان في لعب.. يعني شريك بهيك وزن يبلش يعمل مشاكل معناتها الشركة راح تفقس.. قام اجتمعوا بقية الشركاء وتقاسموا واشتروا منه حصته.. كم شهر وطارت الشركة كلها ونفد صاحبنا.. المهم الزلمة حط راسه ومات وترك ما هب ودب.. قام الأولاد يعني الذكورة، اجتمعوا وتشاورا بيناتهن شو يعملوا وكيف ما يخلو أخواتهن البنات يرثوا شي.. يعني ما بكفيهن أنه عندن مصاري ما بتاكلها النيران وفوق هيك ضاقت عيونهن على صهورتن.. قال ليش الغريب يورث مال أبونا، وكأنه أخواتن البنات مو من دمن ولحمن.. وعلقت يا خال.. المهم حلوا المشكلة بالأخير بالتراضي وعطوا للبنات من الجمل أذنه ولموا الباقي وتوزعوه بيناتن.. وبعدين أجو أولاد الأولاد، ومتل العادة طلعوا البنات لبره.. وبلشوا ينتشوا بالتركة وضاعت الطاسة.. والنس أبو سمير إذا بده يرسم ما راح يضيع وقت على واحد حقه فرنكين متل أيمن.. صحيح الولد مليان.. بس مياته مو من عنده، وأبو سمير متله متل العنزة الجربانة ما بيشرب إلا من راس النبع.. طيب، وين راس النبع يا ترى؟!!!.. في هبرة كبيرة ورا هادا الموال وفي شي هل النس أبو سمير منيشن عليه..


وقلت لحالي ما بدها.. قوم حميل حالك وخلاق للكل قدام المحل بالافتتاح واتطقس[2] يمكن يطلع معك شي.. ولسه فتحي الدب ما وصل لأول الحارة وهو بطريقه للمحل الجديد إلا ولاقاني وراه على طول.. قام الدب من كتر ما هو غبي ترجاني[3] روح لحالي لأنو هلق عمو أبو سعيد وعمو أبو سمير (صار أبو سمير عمو كمان).. بيفكروا أنو هو اللي جابني.. قلت لك يا حمار شلون بتفكر هيك مو الافتتاح بالمحل والمحل بعيد يا دوب ثمانميت متر عن محلنا، شلون ما راح إدرى وإيجي ولحالي.. تضرب شو حوبة.. قام قال هو بكفيه مشاكل، هلق بيعرفوا أني عرفت بأنه أيمن خطب بسمة.. أف لهل الدرجة.. وليش يعني خايفين إني إدرى؟!!!.. يعني دخيلك اللي بشوف أم سعيد تقبر قلبي بعد النفضة الأخيرة بعود يفكر بغيرها، هي قلتها بسري طبعا.. بعدين دقرت ورجعت مسكت قميص فتحي الدب المكوي.. قلت ولاه ليكونوا مفكرين أنه عيني ببسمة؟.. إي هني مو مفكرين، هني متأكدين.. قال فتحي الدب وهو عم ينفض إيدي من عل القميص المكوي وبقوة هل المرة، مو مشان بسمة مشان القميص اللي تجعلك عن جد هل المرة... قلت سماع ولاه.. لو كنت مفكر بهل السحنوكة بنت خالك كنت لاقيت ميت طريقة لطق برغي لعديلك أبو كرش.. قام الدب ضحك قال راحت عليك الخطبة كانت كتب كتاب كمان.. وكمل طريقه وأنا واقف عم لف ودور حولين حالي.. لعمه.. كتب كتاب مرة واحدة وما صار لهن بيعرفوا الزلمة شهر زمان.. وبدون حس ولا خبر؟!!!.. معناتها في إنّ.. وأنا واراك يا أبو سمير النس وما راح يهدالي عيش لأنكت كل المخبى....


وصلنا عل المحل.. النس أبو سمير أول ما لمحني عمل حاله مانه شايفيني.. مع أني بعرف أنه كان متأكد إني راح إيجي ومن دون ما حدا يقول تفضل.. أبو سعيد جلطة متل عادته بده وقت ليفهم شو عم يصير ولما يجي هادا الوقت بكون صارت شغلة جديدة وبفوت وقت الشغلة القديمة وبصير عم يحكي متل الأطرش بالزفة.. مشان هيك أول ما شافني رجع سألني عن الجماعة اللي كانوا بدن يشتروا المحل، الحكاية صار لها شهر وأكتر وصاحبنا ما عنده تقفيلة غيرها.. خبطت على راسي وقلت لأبو سعيد بتعرف لو صبرنا بس كم يوم كنا كسبنا بلاوي.. قام ضحك وقال كيف.. قربت منه وقلت له لأنه الجماعة اللي من يمي كانوا مستعدين يدفعوا أكتر.. يعني إنت وأبو سمير طلعتولكن بعمولة مو أكتر من تلاتة مليون.. صدقني فرق السعر وحده كان أكتر من ستة مليون.. لو غرشنا عل الموضوع أنا وإياك وخليناه بيناتنا كان كل واحد منا طلعله بتلاتة مليون لحاله.. هون بان إنه فتلت معه شوي.. حسبها أو فكر حاله عم يحسبها.. وأنا متأكد أنه هو أصلا ما بيعرف قديش حصل عمولة لأنه المعلمة تقبر قلبي عم تقش كل شي، يعني هو يادوب بعد فضيحة النصية يطلع له بكفين على نقرته بآخر النهار.. شوي بلع ريقه ورجعله نفسه وكشر عن أسنانه الصفرة وقال طلاع من هل البواب جماعتك فاقسين وما بيطلع منهن شي.. قمت دغري ناولته إياها.. سماع أبو سعيد، قلت له.. الجماعة هون بين الموجودين وهن لاطيين هلق لأنه عارفين أنه أخوه لصهركن المصون.. هون دقر أبو سعيد شوي.. وكملت.. متل العادة ومتل بقية عيلته ما راح يكمل شهر شهرين بالمصلحة ويفقس ويدور على شغلة تانية.. والمحل اللي كان ببالهن صحابه ما بدهن يبيعوه أصلا.. ولما دريو بالبيعة هي عرفوا أنه المحل أول عن آخر راح ينعرض للبيع، فمشان هيك هن لاطيين هلق وعم ينتظروا توقع لحالها بحضنهن، وراح يجي الوقت.. قام أبو سعيد دقر أكتر وبلش يتلفت حوليه متل الحج حردون.. وينهن؟!!.. قال.. قمت غمزت بعيني وقلتله إي طلاع من هل البواب.. لحظتها بين صاحبنا أبو عبده قرفَة.. قلت ما بدها تروك جلطة يفتل حولين حاله بركي بتجيه الجلطة عن جد وطرت لعند صاحبي أبو عبده..


من بين كل الموجودين بالافتتاح ما كان في حدا بعبي العين قده لأبو عبده.. صحيح سحنوك جلدة على عضمة ويادوب يوصل لكتف أبو سعيد اللي هو أقصر ربع زلمة بالشام كلها.. وفوقها ما في بتمه أكتر من تلات سنان.. ونقاق كمان.. بس بدكن الصراحة مع كل عيوبه، مهضوم وطيب وزلمة وأحسن مين اشتغل جبصين وأسقف مستعارة بالسوق كله.. ويادوب قلت مرحبا وانفتح أبو عبده متل بالون منفوخ ونكزته[4] بدبوس.. ومتل العادة بيبلع تلت رباع الكلام وهو عم يحكي[5].. والخلاصة فهمت أنه لاطي للجحش أيمن.. مو أنا اللي قلت جحش هل المرة أبو عبده ذات نفسه قال وهو واقف على روس أصابيعه وعم يتطلع على العالم المتجمعين قدام باب المحل ليشوف أيمن.. ومتل العادة سيجارته شغاله وهو عم يفرك بحاله.. قلت له هدي شوي هلق ببين.. أصلا جثة متل جثته وين بدها تتخبى.. قال والله أنا من أولها ما بدي إشتغل مع هل الجحش اللي ما معروف له راس من رجلين وجديد على المصلحة وراح يفرط بعد كام يوم.. بس شو بدي أعمل.. مو مرتي نقت على راسي قال صار لك واقف لا شغلة ولا عملة أكتر من شهر.. ضحكت وقلت شو الظاهر أم عبده تركتك بدون "القَرفة" شهر كامل.. أبو عبده قَرفة أسمه جاية من قرفة[6] العرق اللي لازم يتزولعها[7] قبل ما يقوم من السرير.. وهي مصيبة المصايب.. الزلمة بقول يعني ما عندي غير هل السيجارة والقَرفة وغير هيك ما في إلا عم اشتغل متل الحمار.. بدكن تحرموني إياها كمان.. هو بصراحة يمكن يكون معه حق.. بس كمان بزودها كتير.. يعني بفتح عيونه على الصبح إذا ما لاقى كاسة العرق على الطاولة قدامه بيرجع بينام ويمكن يضل على هل الحالة يومين وتلاتة لحتى المعترة مرته تحط له كاسة العرق على الطاولة.. ساعتها بقوم بيكرعها على الريق وبينزل على شغله.. والشغلة التانية اللي بتخليه يفيق أنه يكون إله مصاري مع حدا.. حتى ولو خمس ليرات.. ساعتها مو بس بفيق من طيز الصبح وبيلطي له للزلمة وبيفضحه عند كل أمة الله.. أصلا هو ما بنام ليحصل الخمس ليرات هدون.. يعني نقاق طراز أول.. بس بصراحة بالحق.. وعلقت أيمن أبو كرش معه مو سهلة.. في بحدود الخمس تلاف ليرة.. يعني أبو عبده إن ما حصلهن الليلة راح يقلبله إياها فضيحة قدام المحل وقدام كل المعازيم.. ويمكن الجحش أيمن اختفى لهل السبب.. ولا تستغربوا.. في ناس بتدفع ملايين وبتغص على كم ليرة.. بس مو معقول يترك افتتاح محل أخوه مشان هل المبلغ.. والناس كلها مجتمعة ولازم يكون موجود.. وكمان حسيت هيك أنه أيمن نس لدرجة ما راح يحطها واطية لأبوعبده قَرفة ويعطيه مصرياته بس يباسة راس ونجاسة ومشان ما ينقال أنه أبو عبده علم عليه.. مشان هيك قلت لحالي الظاهر راح تحمى.. لدرجة كنت راح أنسى أبو سمير النس اللي شوي وما لاقيته غير جاية ناحيتي وعم يسحبني على جنب.. قلت يمكن أبو سعيد جلطة راح يجلطه وهو عم ينق على جماعتي اللي لاطيين للمحل الجديد لينباع.. طلعت الحكاية إلها علاقة بأبو عبده.. وبدون طولة سيرة.. الزلمة طلب مني أسحب أبو عبده من الجَمعة كلها.. ولما رديت عليه وقلت أنه أنا ما عم اشتغل عنده، عمل شغلة يمكن ما حصلت بتاريخ حياته كلها، طلع من جيبته كمشة مصاري وقال خود عطي صاحبك حقه واسحبه من هون مشان الله... لحظتها أنا عن جد جمدت بقرنتي.. لعمه.. شو صاير يا جماعة؟!!.. أبو سمير النس ما غيره بطلع فورا مصاري وبدون ما يعدها وفوقها بيترجاني أعمله خدمة، والظاهر أنه أيمن متصل فيه وقايل له حاسب الزلمة وخلصنا.. وهي كمان، أبو سمير بتاريخ حياته كلها ما حاسب عن حدا.. لك لما يكون الحساب عليه بفلسع وبورط العالم.. لعمه.. معناتها في إنّ بالموضوع ولو بدها تقوم الدنيا وتقعد ماني متحرك من محلي.. أخدت المصاري ودغري لعند أبو عبده.. قلت بعطيه حقه وباخد الباقي بوصله لأول الطريق وبعدها برجع بلطي لشوف آخرتها.. أبو سمير مو على بعضه ومعناتها الطبخة كبيرة كتير وأكيد ما حفوّت ريحتها شو ما صار يصير.. بس شو بدكن تحكوا بالنس اللي بضل نس.. وأنا عم عد المصاري لأعطي أبو عبده حقه وآخد الباقي طلعوا بس خمس تالات على دوز بارة.. لكان مقابل شو بدي أخدمك يا... المهم، أبو عبده أخد بعضه ومشي.. وأنا ما كلفت خاطري اتحرك من محلي.. قلت قاعد على قلبك لشوف آخرتها يا نس.. وما طولت..


أول منظر بالفيلم كان مخمل بني، اللي نبق من سيارة الدفع الرباعي تبع معلمه.. ونزل معلمه وراه من الكرسي الوراني.. وأول ما لمحوني ركضوا لعند أبو سعيد جلطة.. وعلى عينك يا تاجر، المعلم، مدير المصلحة الجديد، أخد جلطة بالأحضان.. هون أنا جمدت أكتر.. لعمه شو صاير.. فهمنا شركا من تحت لتحت.. بس قدام كل العالم، معناتها في شي جديد.. وما بخفيكن خفت لحظتها.. كل الموال اللي عم نغم عليه هو أنه أبو سعيد بده غطا.. وأنا الغطا.. هلق لما المعلم الجديد ياخده بالأحضان معناتها أبو سعيد صارت صفحته نظيفة أكيد.. ومعناتها قربت أيامي.. والله يستر...

وأنا عم اتحسس على رقبتي وفكر كيف عملها وزمط[8] هل الجلطة، فجأة ما بلاقي إلا الكل عم يتطلعوا على أول الطريق.. التفتت.. وإذ سيارة مرسيدس من اللي منشوفهن بالأفلام.. تبع النمرة اللي أرقامها سهلة بس اللي ما بيسترجي حدا يحفظها.. ووراها سيارتين مرافقة جاييين باتجاهنا.. وقفت السيارة قدام المحل ونط الجحش أيمن من الكرسي الوراني اللي ورا الشوفير وبسرعة متل الغزال ركض لعند الباب التاني من ورا ودفش المرافق اللي نزل من الباب القداماني، وفتح الباب ونزل منه زلمة بدكن تقولوا بعمر أبو سعيد تقريبا.. الزلمة ما شفته قبل هل المرة لا شخصي ولا بتلفزيون ولا بجريدة.. بس تطليعات الكل عليه أكدت لي أنه شغلة كبيرة.. لك ما بدها، السيارة والمرافقة لحالهن بكفو.. الزلمة يادوب طلع من السيارة وركض أبو سمير النس وصلعته حمرة متل طيز السعدان وشوي تانية راح يبوس إيده للزلمة هو وعم يصافحه.. ما في ثانية نبق من وراه أبو سعيد جلطة والتاني رح يبكي شوي تانية وهو عم يصافح الزلمة ويقول يا مولانا ويا مولانا.. حبيبي.. هون الجحش أيمن طول شوي وهو عم يعرف الزلمة على عمه.. لكان.. صار لأبو سعيد صهر، وصهر بيعرف ناس باين غير شكل.. المهم الزلمة ما طول يادوب فات دقيقتين على المحل والجو كله مكهرب وطلع بسيارته وودعوه وبقي أيمن مع المعازيم.. وأنا جمدان بقرنتي عم شوف اللي عم يصير قدامي وحاول أفهم وإذ بأبو عماد خبيني بحط حافره على كتفي.. التفتت قام تبعج[9] تبعيجة متل خلقته.. وقال أنه تأخر لأنه صح له خاروف قدر يتسلبط عليه بسندويشة فلافل، وقال وهو عم يلحمس على كرشه انشاء الله ما بلش الفيلم.. فهمت أنه قصده المحلاية والعصير.. بس مشان غيظه قلت له يطعمك الحجة والناس راجعة.. يا دوب خالص.. قال وهو عم يتلفت حوليه متل الملهوف ماني شايف لا كاسات ولا زبادي.. قلت له الفيلم الأصلي هلق طلع بمرسيدس سودة غير شكل.. قام هز راسه متل النمر النعسان اللي كانوا يحطوه بالزمنات على تابلوه السيارة وقال إي هادا أبو فلان ما غيره.. هون رجعتلي الجمدة.. لعمه أبو فلان!!!.. لك هادا الناس بتخاف تجيب سيرته بينها وبين حالها.. لك شو وصله لأيمن أبو كرش وأبو سمير النس وأبو سعيد جلطة.. ما بدها طولة سيرة.. ومن أبو عماد متل العادة.. أبو فلان طلع جوز عمته لأيمن أبو كرش.. قام هون استغربت أكتر.. لك كيف بكون جوز عمته وأبوه وعمامه أخدوا من البنات الأخضر واليابس مشان ما يورث الصهر.. إي أبو فلان كيف راح يرضى بهيك وحصة مرته كانت شي وشويات كمان.. قام أبو عماد وعينه عم تزوغ على زبادي المحلاية اللي بلشت تطلع من المحل قال أنه أبو فلان وقتها كان موظف صغير وما كان إجا وقته لسه.. بس هلق وبعد ما صار أبو فلان، أبو فلان اللي منعرفه، صار الكل وأولهن أبو أيمن مستعدين يلحسوا سفل صرمايته ليل نهار ويتباركوا فيها.. بس شو بدك.. كمل أبو عماد وهو راجع بزبدية محلاية هبشها[10] من إيد واحد من المعازيم.. اللي بيقدروا يحصلوه هلق من ورا نسب الزلمة أكتر من اللي حصلوه من تركة أبوهن وبكتير.. وطار أبو عماد مرة تانية ورا زبدية تانية، وأنا برج من نافوخي راح يطير....


ليلتها ما قدرت نام وأنا عم أقلبها وآخدها وجيبيها.. وما عم تنبلع معي.. اللعبة صارت خطيرة كتير.. وهون أنا مالي لا خبز ولا مي الله وكيكلن.. وأبو سمير النس ذات نفسه ماله فيها بنوب.. الطربوش أكبر من صلعته وصلعة اللي خلفوه لعاشر جد... فهمنا، طبّق عريس لبنت أبو سعيد والزلمة طلع مهبر من جميع الجهات.. ماشي الحال.. بيطلع له لحسة إصبع من هون من هون.. مفهومة.. بس فوتة على مولانا أبو فلان ذات نفسه.. لعمه.. كيف؟!. وشو ممكن يستفيد منها؟!. ومولانا عنده بدال الواحد مية وأقل واحد فيهن لما يحس إنه واحد من نمرة أبو سمبير بده يفوت على خطه بيقصف عمر عيلة أبو سمير وحارته وحارة بيت حماه كمان... يعني القرنة محسوبة وموزعة سلف وما في مجال يجيها حدا من بره بنوب.. وهي الكل بيعرفها.. إن كانت على أبو سعيد جلطة وحل مشكلته مع المصلحة، فهي ما راح يعملها أبو سمير النس بدون ما يكون له منفعة منها لو أبو سعيد بينجلط قدام عيونه عشرين مرة.. وبعدين أبو سمير عنده بنات أخوات كتار.. يعني كانوا أولى من بنت أبو سعيد، وهيك بكون الموضوع بجيبته أكتر.. لأ.. الموضوع فيه إنّ كبيرة وترتيب غير شكل.. المهم ما بعرف كيف قدرت نام.. وفقت تاني يوم متأخر.. قلت عجل على المحل لألقط أي شي بصحلي لأفهم اللي عم يصير.. ووصلت ولاقيت المحل مسكر.. مو العادة.. فتحي الدب بيفتح قبل طلوع الضو وبعدين بيجي هاني مارلبورو وبعده أنا.. وأنا اليوم بالذات فقت متأخر وكان آذان الظهر يادوب بلش لما وصلت لأول الدخلة ولسه المحل مسكر.. ما لحقت قول الله يستر وأنا عم حط المفتاح بالقفل تبع الغلق لأكتشف أنه المفتاح ما عم يفتح.. فكرت حالي خربطت.. رجعت مرة تانية وحاولت أفتح بس بدون فايدة.. اللي قاهرني أكتر من أي شي تاني أنه بقيت لآخر لحظة وأنا ما عم يخطر ببالي أنه القفل تغير.. المهم.. لحظتها وبعد ما "شكيت" بأنه القفل تغير اتصلت بأبو سعيد على موبايله.. قام ما رد.. لعمه شو صار.. رجعت اتصلت مرة تانية، كمان ما رد.. قلت ما بدها.. اتصلت بالرقم الأرضي تبع البيت.. طلعتلي أول شي السيرلانيكية.. بعدين ردت أم سعيد وبنشافة.. شو بدك، قالت.. قلت المحل ما فيه حدا وحاولت أفتح.. قام قاطعتني وقالت أنه هني بالليل غيروا القفل وقرروا يسكروا المحل.. لعمه.. طيب ليش ما قلتولي.. قالت ليكنا عم نقول لك.. بدك شي.. هل المرة بنشافة ولؤم أكتر من الأول.. قلت يعني ما بصير.. قامت قاطعتني وقالت إذا إلك عنا شي رفاع علينا قضية.. وسكرت التلفون بوشي..


ما بدكن طول سيرة.. بس لحظتها وأنا عامل حالي ماني فهمان.. كانت الدمعة راح تطفر من عيني.. لعمه.. لو قاتل لكم قتيل ما بتعلموا معي هيك.. لك على الأقل عطوني خبر قولوا ما بدنا نشوفك بعد هلق ولا تقرب من باب المحل.. بس تسكروا المحل وتغيروا القفل وتتركوني متل الأطرش بالزفة.. هي اللي ما فهمت ليش عملوها.. قلت لحالي يا ولد ما لك غير راس الحية تروح تفهم منه مباشرة.. وطيران لعند أبو سمير النس بمحله.. الزلمة صحيح نس بس كمان شو ما صار ما بطلّع حاله قليل أصل قدام العالم وبيعمل عملة الغشمنة تبع الجلطة وحرمه المصون.. ومتل ما توقعت كان قاعد عم ينتظرني... حتى طلب من ابنه يساوي شاي.. قلت ساعتها ببالي الله يسترنا.. وكمل أبو سمير وهو عم يقول أنه المحل تبع أبو سعيد ما عاد جايب همه.. الزلمة عم يتك شهريا فوق الأربعين ألف ورقة وما عم يحصل شي.. قلت الحق على المعلمة اللي خلت رواتب ابن اختها وصهرها تبلع الغلة.. طبيعي نطلع بآخر الشهر راس براس إن كنا محظوظين.. أبو سمير قال الزلمة تعبان خلقة وما خرجه يفوت بشغلة فيها تعب قلب متل شغلتنا.. مشان هيك نصحه بتسكير المحل.. بس كمل وهو عم يشفط الشاي اللي ما قدرت قرب منه، أنه لما اقترح عليهن هل الشي ما توقع يعملوا هل العملة الما حلوة بحقهن قدام العالم.. قلت له وإنت عيني.. أنا بيطلع لي تعويض.. قام ضحك ضحكته الصفراوية لما بده يقلع حدا من قدامه بدون ما يقول له قوم انقلع، وقال يعني عزمناك على كاسة شاي وقعدنا معاك لنطيبلك خاطرك وفوقها بدك تعويض.. فهمت وقمت من لحظتها.. قلت لحالي لا تضيع وقت وخطر ببالي خاطر وقلت لازم لحق أعمل شغلة.. ومن كتر ما هو نس قام قرا اللي بدماغي وقال بسرعة لا تضيع وقتك وتروح لعند ياسين العرضحلجي صاحبك.. قصدو المحامي ياسين.. صاحبي ومعتر متلي بس خدوم.. قلت لحقه ونشوف شو ممكن أعمل.. ويمكن شهّد الجيران أنه الجماعة غيروا القفل بدون ما يقولوا لي.. ويمكن أقدر ازمط وأدعي إنه في مبلغ ميت ألف ليرة كنت تاركه بالمحل والمبلغ إلي.. يعني الواحد ما بيعرف شو بيطلع معه مشان يبعص لما يكون مقهور.. كل هادا النس أبو سمير تقولوا قراه بعيوني.. قام قال قعود وبلا ولدنة.. أول عن آخر راح تضيع وقتك وعندي إلك شغل أهم من الشغل مع صاحبك الجلطة.. قام قعدت على طول.. والزلمة ومن الآخر سألني عن صاحب تاني.. تحسين مصارعة..


تحسين كان صاحبي من الصف الأول الابتدائي.. وبقينا مع بعض بالمدرسة وبنفس الصف للتاسع.. ومن الأول للسادس تقريبا وتحسين المسكين ملطشة الكل بالمدرسة.. مدقدق وسحنوك ويادوب يوصل لكتف أقصر واحد بالمدرسة كلها.. وفوق هيك يتيم وماله غير امه اللي بتشتغل ممرضة بالمستشفى.. والكل مستوطي حيطه.. لدرجة لو سألت أي طالب بالمدرسة شو عملت اليوم بقول دغري.. فتت على الصف وبالفرصة لعبت وقبل ما يطن جرس الانصراف ضربت تحسين... وعلى هل الحالة يا مين شايف تحسين المعتر بكيان ومدمى وراكض نص الشام لعند أمه بالمستشفى... بالأخير الأم كان لازم تلاقي حل.. ويمكن حدا نصحها تحط إبنها بشي دورة مصارعة، قام ما قصرت.. ومن وقتها صار إسم تحسين.. تحسين مصارعة.. ومن بعد ما بلش الدروة بشهرين تلاتة تقولوا انفتحت قابليته لينتقم من كل اللي ضربوه.. بدكن تقولوا كل طلاب المدرسة تقريبا.. كنا صرنا بالإعدادي والمحظوظ اللي زمط ونقل على مدرسة إعدادية تانية قبل ما يصل دوره ويقوم تحسين بقلبه بالهوا قدام الكل.. ضلينا على هل الحالة للتاسع.. بعدها وبالثانوي أنا كنت تركت المدرسة (مو خوف قبل ما يوصل دوري لأني يمكن أنا وكم واحد بس اللي ما مدينا إيدينا على تحسين) بس الشباب قالوا لي أنه تحسين تابع هوايته وشوي تانية كان راح يوصل الدور للأساتذة لو ما الله ستر واكتشف تحسين هواية تانية وبطل ينط على طلاب المدرسة... أمه كانت ممرضة.. يعني مو كل النهار بالبيت.. والبيت فاضي كل الوقت تقريبا وما فيه غير تحسين اللي صار فحل.. والحل كان يفتح دورة مصارعة بالبيت، بس لبنات الجيران.. وهون راح يطق عقل أمه وما عاد تعرف شو تسوي بحالها.. الولد تقولوا خاف شوي قام كن.. بس هل الكنة طلعت على مصيبة.. تحسين كان صار بالبكالوريا وقدم أول سنة ورسب.. والتانية ورسب.. بعدها بطّل.. وبما أنه وحيد أمه فما كان عنده عسكرية.. والحل يروح يلاقي له شغلة يشتغل فيها.. الكل كانوا بيعرفوا أنه عم يشتغل مدرب مصارعة وحارس ليلي بمعمل بعد التدريب.. وكان يرجع على طلعة الضو يضل نايم لغياب الشمس ويروح على التدريب وبعدين على شغله.. وعلى هل الحالة سنتين تلاتة زمان وتحسين ما له بحدا وحتى مرحبا بطل يقول لحدا.. لغاية ما سمعنا بليلة صوت الولاويل من بيت أمه.. ركضوا أهل الخير وأولهن أمي لعند أم تحسين ليشوفوا منظر والعياذ بالله متل ما قالت أمي.. صبية لابسة عريانة تقريبا.. تنورتها يادوب واصلة لصرتها.. وطول بعرض وبتفصل من تحسين تلاتة على الأقل.. قال شو.. قال مرته لتحسين.. وفوق هيك المحروسة بتشتغل رقاصة بالكباريه.. والأفندي وبعد ما كتب كتابه على المحروسة قرر يجيبها يعرفها على أمه اللي ما بيعرف حدا كيف نفدت من الجلطة.. وطلع صاحبنا بيشتغل صار له سنتين بودي غارد بالكباريه.. طوله ما بعبي عين حدا مشان هيك لما يقرب من الزبون اللي عم يعمل مشاكل ومطفي خلقة، بقوم الأخير ما بشوفه بقوم تحسين بيعمل حركته المشهورة وبيقلبه بالهوا ولبريت الكباريه.. ومشان هيك أعجبت المحروسة فيه من كتر ما قلب لها زباين بالهوا فقررت تتزوجه وتخليه يكمل قلب بغرفة النوم.. المهم ما صار متل ما بده تحسين.. وليلتها الأم ما نامت ولا نيمت حدا من الحارة لحتى رمى تحسين مصارعة يمين الطلاق على الرقاصة تبعه وقعد بالبيت من أول وجديد.. ولحظتها ما عاد في حل إلا حل واحد.. ومتل ما توقعنا بعد بأقل من أسبوع كان عرس تحسين على واحدة من معارف أمه..


الأم وبما أنه بتشتغل ممرضة وطول الوقت بريت البيت ومشان تخلي الناس يقصوا لساناتهن الطويلة تحجبت دغري بعد ما مات زوجها.. وفوقها صارت مع جماعة نسوان متدينين معروفة بالبلد.. وفوق هيك وبعد كم سنة صار يلفي لعندها على البيت مجموعة من الصبايا والنسوان وكلهن محجبات مشان أم تحسين تعطيهن دروس بالدين.. يعني صارت شيخة.. وبهيك حالة ما كانت رح تعجز تلاقي عروس مناسبة لإبنها اللي شيبها.. والظاهر متل ما بقولوا آخر الدوا الكي.. والكي هل المرة إجا عن طريق مرته لتحسين.. البنت من طالبات أمه وفوق هيك معها شهادة بالصيدلة.. يعني الولد ما حصل البكالوريا ومرته صيدلانية.. واكتر من هيك أطول من الرقاصة اللي كان يلفي عليها.. يعني منظرهن وهن طالين من أول الحارة بخلي الحجر يقلب على قفاه من الضحك.. ويمكن تحسين حس بهل الشي فقرر يطول شغلة تانية تغطي على قصره، فربى ذقنه اللي بعد فترة صارت لعند صدره.. وصار صاحبنا شيخ وقالوا إنه دخل معهد شرعي وكمل علمه.. وبعدها بفترة انتقل هو ومرته لعند أهل المرا بداريا، بضواحي الشام، وقالوا أنه عم يشتغل مع عمه أبو مرته.. وبعدها ما عاد حدا سمع عن أخباره شي لغاية ما نبق اسمه مع أبو سمير النس...


المهم أبو سمير النس وهو عم يشفط الشاي من الكاسة اللي خلصت قدامه وما بقي فيها غير التفل وهو عم يشفط ويبزق التفلات.. قال أنه تحسين مصارعة صار من أصحاب الأملاك.. قلت كيف، الولد من يوم يومه إيد من ورا وإيد من قدام.. قال الظاهر عم يفوتك كتير، وهيك بصير للي ما بيسأل عن أصحابه.. وكمل أنه مرته لتحسين ماتت وهي عم تخلف أبنهن السابع.. بس ربك حميد نفد الولد بعد ست بنات.. كمل أبو سمير وهو عم يزعق على ابنه اللي فكر يسحب كاسة الشاي الفضاينة من قدامه.. المرا أبوها كان مهندس زراعي وعنده أراضي ومبقرة ومناحل وشغلة طويلة عريضة، وما عنده غير هل البنت وولد أكبر منها بيشتغل مهندس مدني بالسعودية.. الولد مات قبل اخته بشهرين بحادث سيارة بالسعودية، وكتار قالوا أنه الأخت ماتت وهي عم تخلف زعلانة على أخوها اللي مالها غيره بعد ما مات أبوهن قبلهن بسنة.. المهم مالكن بطول السيرة ما مضى شهر على وفاة مرته وتلات تشهر على عدة أرملة إبن حماه إلا وتحسين طاققها زواجة من الأرملة ولامم كل التركة لحساب الورثة اللي هن أولاده وأولاد إبن حماه... هيك قال أبو سمير النس بعد ما نشف ريقي ولحس كاسة الشاي حتى من التفل... الخلاصة شو المطلوب مني يا أبو سمير.. خلينا نوصل لبر.. وخلي المنجّم الأعمى يفتّح شوي.. ويا ريته ما فتّح..


قال أبو سمير النس أنه إله جماعة بدهن يشتروا أرض من الأراضي اللي حاطط تحسين مصارعة إيده عليها.. منيح.. أبو سمير مو قاصر يحكي مع تحسين دغري ويطلب منه الأرض ويعرض عليه السعر.. ليش بده يوسطني وهو أكيد مليون بالمية بيعرف أنه العلاقة بيني وبين تحسين مقطوعة من كذا سنة.. في إنّ هون.. والإنّ أنه أبو سمير ما بده يظهر بالصورة.. منيح.. بس قدام مين أولا.. وتانيا ليش أنا.. يعني لو ما فيها خوزاق مرتب وأكيد، ما كان أبو سمير كشف هيك أوراق قدامي وكرمني وحطني بالواجهة بس لآكل الخوزاق.. ومتل العادة النس قرا كل اللي بدماغي لحظتها.. قام قال لا يروح فكرك لبعيد أنا ما بدي إياك تتوسط بالبيعة وأصلا أنا بتممها وما بدي حدا.. أنا بدي منك شغلة تانية.. تروح لعند صاحبك ياسين العرضحلجي وتخليه يرفع دعوى حصر إرث على تحسين مصارعة..


هون بصراحة دخت وما فهمت شي.. ومتل العادة النس ضحك وشرحلي.. أم ياسين طلعت بنت خالة أبوها لمرت تحسين المرحومة.. والأب ما كان له حدا.. وحيد وعلم حاله بحاله وأصله مو من داريا بس راح لهنيك واشترى مزرعة بعد ما تخرج واشتغل شوي بشركة وبعدها تفرغ للمزرعة تبعه وكبر شغله وأملاكه.. ومشان هيك ماله ورثه غير أحفاده بعد أولاده اللي توفوا.. يعني ما في قريب للمتوفي غير أمه لياسين.. بس هون قلت لأبو سمير ياسين لحاله عنده أربع وعشرين أخ وأخت على الأقل، ولو كلهن ورثة يعني بده يلم أربع وعشرين توقيع من أربع وعشرين أخ وأخت بعمرهن ما اتفقوا على شي.. وأصلا إذا حدا منهن بده يصاحب التاني بحط شرط على التاني أنه يتفق معه على بقية الأخوة.. يعني حسون بظ من مرته سبع ولاد.. أبوه لياسين بظ أربع وعشرين.. قام النس رد وقال من أربع نسوان يا حوبة.. أمه لياسين ما جابتله غير ياسين وبنتين.. والبنتين ما حيختلفوا مع أخوهن لأنهن حرب مع البقية.. هون دقرت شوي.. قلت وليش أنا.. ومتل العادة ناولني عل الحارك وقال لا تسلبها عليّ، ياسين جدبة وبيغرق بشبر مي، وما عنده زبون غيرك وبتفهم بالقانون أكتر منه ولو ما تواسطت له عند جماعة بتعرفهن ليتابع عقود الموظفين تبعهن كان قعد على باب القصر العدلي واشتغل عرضحلجي عن جد.. ومع أنه ياسين فيه البركة يعني ووقت الجد محامي وقدها وقدود بس هي سيرتها بعدين، وتركت أبو سمير يكمل لشوف لوين بده يوصل.. وبالمختصر قال ياسين بنام على إيدك، ومشان هيك شو ما بتقول له بيعمل.. وهون ناولته السؤال الذكي وقلت وبعد ما أطلب منه يرفع الدعوى.. شو راح يكون الطلب التاني.. حسيته دقر وراح يقوم يقلعني من المكتب عن جد.. أخذ نفس وقال سماع ولاه.. ومن الآخر هل المرة.. تحسين هلق متل اللي سارق سرقة.. وأصلا ما مضى على زواجه من أرملة بنت حماه أكتر من شهرين.. يعني لسه الموضوع سخن وإذا بيطلع له وريث من تحت الأرض وبيطلب حصر إرث راح تيجيه الرعبة ويصير بده ينفذ بقرد ودب.. ومن جهة تانية ياسين ما راح يطلع معه شي.. لأنه الشغلة طويلة وفيها مصاريف وفوتة محاكم وشغلة ما لها لا أول ولا آخر، وبعدين في أحفاد للزلمة.. كل اللي بدي إياه وبتعرفه سلف يا عرص هو إني جيب الرعبة لصاحبك مصارعة ويخاف يطلع له ورثة تانيين أقوى من ياسين.. وبعدها بتصرف.. وقبل ما أفتح تمي جاوبني على السؤال الأخير.. أجرتك جاهزة أول ما يرفع ياسين الدعوى.. وعلى شرط ياسين ما بيعرف شي من اتفاقنا يعني إنت اللي نكشت الحكاية وإنت اللي عم ينصحه.. قلت عُلم.. وقمت واتكلت على الله ورحت لعند تحسين مصارعة دغري..


كانت الدنيا صارت العصر لبين ما طلعت من عند أبو سمير.. لوصلت على داريا وبديت دور على تحسين كنا صرنا بعد المغرب.. المهم واحد من أولاد الحلال دلني على جامع بآخر داريا قال بتلاقيه فيه عند صلاة العشا.. شديت للجامع وإذ فيه مولد هنيك.. فتت لجوا وإذ تحسين مصارعة متصدر الجلسة وقال قاعد عم يسمع الأولاد اللي ختموا أجزاء من القرآن.. ضحكت بسري وتذكرت أيام الكباريه.. إيه الله يهدينا جميعا.. المهم.. خلص المولد وطلع تحسين من الجامع وكان لامحني العرص من أول ما فتت بس ما تحرك بوجهه شعره.. وجهه كان كله شعر أصلا وذقنه وصلت لنص بطنه اللي انتفخ وكله على بعضه على طوله صار مدربس ومتل طابة كبيرة وعم يتدعبل هو وعم يمشي.. وزاد الطين بلة الغلابية الباكستانية اللي ما بعرف من وين لفت[11] لعنا وصار كل واحد بده يعمل متدين يلبسها..


على باب الجامع قربت وقلت السلام عليكم شيخنا.. قام قال خير يا طير.. قلت ردوا السلام بالأول شيخنا.. قال والله واحد ضلالي متلك ما بيلفي إلا ووراه مصيبة.. استغربت هل الفوتة بالعرض وأنا ما شفته صارلي أكتر من خمس تعش سنة وفوق هيك ما عملت معه شي ناقص من قبل.. وحسيت أنه الجلافة اللي صارت عنده بعد ما صار اسمه مصارعة بقيت وكبرت معه بعد ما صار شي تاني، والجلافة هيه نفسها اللي خلتني بعد عنه بعد ما كنت صاحبه الوحيد تقريبا بالابتدائي.. المهم لحظتها ما بعرف شو صار لي وكبرت براسي عن جد ولعنت الساعة اللي أجيت دور عليه فيها.. وقلت يا زلمة وحد الله صاحب قديم وجاية يتطمن عليك.. على كل الأحوال شفناك بخير، السلام عليكم.. ودرت ظهري ومشيت وأنا عم قول لعاب مع أبو سمير قد ما كان نس بضل أحسن من الحمار تحسين.. والأخير من كتر ما هو حمار، حس حاله تخنها وإجا بده يكحلها قام عماها، راح راكض وراي وبضربة واحدة على ظهري قال عم يمزح معي.. يعني شوي تانية من عزم الضربة كنت راح أقع على الأرض قدام سيارة مارة بالطريق.. وقلت أنا عم آخذ نفس بالزور الله يسامحك على هيك مزح.. المهم الزلمة عزمني لرافقه على باب بيته.. يعني ما كلف خاطره يقول تفضل.. قال بس لتعرف وين تلاقيني أحسن ما تقعد تدور علي، بعد ما قلت له أني نكشت داريا كلها عليه.. على الطريق فهمته كل الحكاية.. ومع أنه المسافة بين الجامع وبيته ما كانت يادوب كم ميت متر بس من كتر ما وقف وسألني، ومرتين تلاتة راح يهجم علي، قعدنا شي ساعة على الطريق.. المهم الزلمة فهم كل التدبير اللي عم يحضره أبو سمير النس.. وبالأخير أخذ مني رقم موبايلي وعطاني رقم موبايله وعطيته كمان أرقام أبو سمير وأكدت عليه أنه ما يذكر اسمي أبدا قدامه.. لأنه الزلمة نابه أزرق وأنا عم خاطر ويمكن ينقطع رزقي وكل هادا مشان يحمي ظهره.. قام رد بكل جلافة ليش أنا بدي مين يحميني، إي ما خلق لسه اللي بيقدر يرفع اصبع بوجهي.. هون مرة تانية ندمت على كل السيرة وقلت لحالي تورطت بشغلة فاقسة يا ولد.. بس اللي صار صار ولحظتها بصراحة أنا ما كان ببالي غير نجّر خوزاق لأبو سمير النس وأخربله كل الترتيب تبعه متل ما عمل معي..


على الطريق وأنا راجع بالميكرو اللي كلف خاطره تحسين ودلني وين أنتظره.. انتبهت لشغلة مهمة كتير.. داريا على المتحلق الجنوبي، الأوتوستراد اللي بلف غرب وجنوب وشرق ولغاية شمال الشام كلها، من طريق بيروت بالغرب لعند أول أوتوستراد حمص بالشمال.. والمتحلق الجنوبي طريق مو عادي بنوب.. يعني بدكن تقولوا فوق الأربعين خمسين كيلو متر على الأقل، وأربع حارات على اليمين وأربع حارات على الشمال.. وكل المناطق على طرفين الطريق ولعت من أول ما بلش المشروع.. وفوق هيك كانوا بهداك الوقت بلشوا يبنوا الجسر اللي فوق المتحلق اللي بفوت باتجاه داريا.. يعني أول ما يكمل الجسر بتصير المسافة بين داريا وجسر فكتوريا بمركز المدينة مو أكتر من عشرين دقيقة.. يعني القرنة بدها تولع أكتر من توليعتها لما بلشوا بمشروع المتحلق الجنوبي.. هون عرفت ليش النس عم يلف ويدور وبده يجيب أجله لتحسين مصارعة.. ما بدها.. الهبرة كبيرة كتير.. وضحكت بسري وقلت اللي بده يصير يصير.. المهم أخرب عليك شغلة يا نس.. وبكره ببين كل شي..


وما طول بكره.. يا ريته ما إجا.. كنت يومتها عم دور على المكاتب واتحمل غلاظات وتعليقات الكل بعد تسكيرة مكتب أبو سعيد جلطة.. والخبرية كانت أنه قلعوني ورجعت شقيع أخرى من الأول.. وأنا قاعد عند أبو نديم قشطة مع أبو عماد خبيني والتنين عم يتفقسوا على الفلم اللي صار معي رن الموبايل وطلع رقم تحسين مصارعة.. ركضت لبره لرد.. قال تحسين تعال لعندي دغري.. عم انتظرك بعد صلاة العصر مباشرة قدام الجامع.. سكرت واتطلعت على الساعة يادوب لحق أوصل.. التفتت على المكتب وقلت للجماعة بالإذن.. بس لهفتي وأنا طالع وسرعة الرد خلت التنين يشكوا أنو في طبخة.. وأبو عماد من عنده قال وهو عم يغمز.. الظاهر هبرة.. قلت ومدهنة كمان.. سلام.. وركضت وسمعت التنين عم يفقعوا ضحكة.. بس من الرنة عرفت أنو أبو عماد بالذات راح يفقع من قهره.. قلت الخير لقدام.. ووصلت لاقيت تحسين قاعد بسيارة بك آب عم ينتظرني.. وأول ما طلعت شغل وقال راح ورجيك شغلة بعمرك ما شفتها.. قلت خير.. قال راح فرجيك أرض بدك تقول ذهب أصفر.. على الطريق فكرت للحظة أنه تحسين عم يفكر يفوتني بشغل معه بعد ما عرف إني بشتغل بالعقارات.. قلت عسى خير.. المهم وصلنا، والأرض اللي حكى عنها تحسين طلعت أكتر من اللي حكاه.. عشرين دنم دفعة واحدة مطلين مباشرة على المتحلق الجنوبي.. الواجهة على المتحلق مو أقل من مئة وخمسين متر.. يعني بدكن تقولوا مشروع ولا أضخم من هيك.. وفوقها حسب ما قال تحسين الأرض مرخصة للعمار وجاهزة.. قلت لحظتها وراسي عم يفتل وماني مصدق حالي.. في شي موال براسك تحسين.. قال بصراحة كان في موال بس أنا طيرته من أصله.. قلت شو صار.. قال حكيت مع أبو سمير وكلامك كله ما طلع صحيح.. وقال الجملة الأخيرة وهو عم يدور حولي وأنا عم دور حولين حالي.. قلت لازم يتوقع أنه أبو سمير النس يكذب كل الكلام.. فرد تحسين وقال صاحبك ماله مصلحة يحرك علي ياسين وأمه لأنه عنده ورقة أقوى بكتير.. قلت مو معقول.. أصلا اللفة كلها مشان.. وهون دقرت وتذكرت كلمة أبو سمير النس الأخيرة.. "بدي جيب الرعبة لصاحبك مصارعة ويخاف يطلع له ورثة تانيين أقوى من ياسين".. وما خلاني تحسين كمل وعطاني على السريع.. قال إني أنا بعرف مين هي الورقة اللي بإيد أبو سمير وأنا ما عملت اللي عملته إلا مشان خرب عليهن كلهن.. وأبو سمير أصلا كان عم يحاول يقنع جماعته ما يتدخلوا وعم يفكر يلاقي طريقة يحلوها بالتراضي.. هون فتلت معي وقلت له مشان الله مين هن جماعة أبو سمير يللي طلعوا قرايب المرحوم عمك.. قام رد وقال بطريقة اللي آكل سكين بنص حلقه.. بنت أخوه لعمي.. معلمتك السابقة اللي قلعتك من المحل.. أم سعيد....


بعدين عرفت أنه أم سعيد اللي الكل بيعرف أنه أبوها وحيد أهله وياما تباهت بدلال "تيتي وجدو" إله.. كان عنده أب (يعني جدها لأم سعيد، وكان دكنجي) أنتن من أبو سعيد جلطة وعينه لبره، وما كان موفر حدا.. لمرة وقع بوحدة يتيمة وتزوجها بالسر ودريت مرته وبالصرماية خلته يطلقها.. البنت المسكينة جابت ولد وما انتكشوا فيه أهله.. وبقي الولد مع أمه اللي اشتغلت صانعة بالبيوت وربت الولد لغاية ما وصل الجامعة وصار مهندس زراعي وصار عمه لتحسين مصارعة.. الزلمة بقي بعيد عن الكل وماله علاقة بحدا لدرجة الكل نسيه.. إلا النس أبو سمير اللي كان عم يعمل مسح لكل الأراضي على طرفين الدوار الجنوبي من الصبورة لحرستا.. الله وكيلكن ما ترك ميلي متر مربع واحد ما نكشه ونكش صاحبه.. المهم طلع معه عم المعلمة.. كان الزلمة مات وماتوا أولاده وراه وكان تحسين كوش على كل شي، والهبرة فوق الوصف، شقفة الأرض اللي فرجاني إياها تحسين لحالها بتخلي الواحد يدوخ، فما بالكن بالباقي.. وأم سعيد لو بدها تطير بالهوا على طريقة تحسين ما راح يطلع لها شي، إلا يمكن بعد ما تطلع روحها.. ومشان هيك كان لازم يدخل أيمن أبو كرش على الخط.. وهادا اللي صار.. راح تحسين لعند أبو سمير، بعد ما الأخير بعتني كطعم وهو متوقع سلفا إني راح روح لعند تحسين وخليه يجي لعنده، يعني عملت متل ما بده بالضبط.. آآآخ.. والنس فهمه لتحسين أنه بصراحة هو اللي ضاغط على جماعته مشان يهدوا.. رد تحسين على طريقته أنه اللي بيطلع بإيدن يعملوه.. ضحك أبو سمير واكتفي بذكر أسم نسيب المعلمة "أبو فلان".. ومتل ما هو متوقع خري تحسين على حاله لحظتها.. النتيجة شراكة بالنص بأرض العشرين دونم اللي على الأوتوستراد مشان مشروع مول ضخم.. والباقي حلال على تحسين.. وبالنسبة لبقية الورثة يعني أخوات أم سعيد التنين.. وواحد منهن اللي نقلي كل التفاصيل بعدين.. قبضوا لما وقعوا التنازلات قبل حتى ما أحكي مع تحسين، وكانت الدفعة الأولى ميتين ألف ليرة لكل واحد.. ولما تحصل أم سعيد حقوق "العيلة" راح تكمل لكل واحد لغاية المليون.. وطبعا ما شموا من بقية المصاري ريحتها.. حتى بعد ما كمل المشروع كله..


أما أنا وتحسين ونحنا بأرض فلا وورانا أوتوستراد السيارات بتمشي عليه متل الصواريخ، وتحسين عم يلف حولي وهو عم يقول إني طلعت قليل أصل وأني بعرف السيرة كلها وأني نكشت عليه، والجماعة كان لسه بدن وقت ليتحركوا وكأنه كان قدامه وقت يعمل أي شي.. لحظتها حسيت إنه كل المصايب اللي صارت معه بالابتدائي بلشت تطلع بعيونه وأنه ناوي على شر وبده حدا يحط بظهره كل الخبصة اللي صارت.. وما بدكن بطولة السيرة.. عن جد الله سترها من أكتر من ناحية.. الأولى أن تحسين مصارعة سمين ومانو قدي بالركض.. التانية هي وأنا عم أركض من دين الله ما عطاني هربان من تحسين قطعت أوتوستراد الدوار الجنوبي بحاراته التمانة بالاتجاهين بدون ما تفعسني ولا شاحنة أو سيارة من اللي طايرين على الأوتوستراد.. التالتة هي أنه واحدة من السيارات وهي عم تشحط فرام ضربتها شاحنة جايه من وراها.. وشوي تانية راح تضربها سيارة تالتة.. والشوفيرية التلاتة لما نزلوا من سياراتهن عم يزعقوا ما لاقوا غير تحسين مصارعة قدامهن.. الأخير ومن كتر ما هو حقود كان عم يفكر عن جد يقطع الطريق وراي متل المجنون متل ما أنا عملت.. فراحوا باتجاهه وهجم الأول عليه.. قام تحسين عمل حركته الشهيرة وطيره بالهوا.. وهون بدال التنين الباقيين ما يخافوا هجموا وهجم معاهن بقية الشوفيرية اللي وقفوا بسبب الحادث.. وتحسين بيقدر يطير واحد وتنين.. بس أكتر من عشرة ودفعة واحدة.. صعبة كتير.. وتوقعت وأنا متخبي ورا شجرة على الطرف التاني من الشارع إنه يطيروا تحسين.. بس بصراحة ما عدت شفت منه شي والكل قاعدين فوقه وعلى ضرب.. وكانت آخر مرة بشوف فيها تحسين مصارعة...



[1] تمسح يعني صار جلده سميك متل جلد التمساح.. بس مع هيك بيبقى جلد التمساح أغلى من جلده..

[2] يعني خمخم.. يعني شوف شوفي مافي..

[3] رجاني.. من رجاء وتوسل.. الله وكيلكن كان الدب راح يموت رعبه.. لعمه.

[4] يعني نكشته..

[5] يعني ما بتفهم من كلامه إلا الربع على الأكتر..

[6] يعني رشفة العرق.. والعرق.. استغفر الله العلي العظيم.. بتعرفوه..

[7] يتزولع يعني يشرب ويحرق زلعومه.. أكيد لما بده يشرب عرق على الريق..

[8] يعني نفذ بريشه..

[9] يعني تجشأ.. وهو بدون هيك ريحة تمه متل ريحة قطة فطسانة.. شلون مع تبعيجة..

[10] يعني انتزعها انتزاعا..

[11] يعني إجت لعنا.. صارت عنا..