2012/07/04

الأميمي.. البيئة الشامية عام 1840
الأميمي.. البيئة الشامية عام 1840


زبيدة الإبراهيم - البعث


انطلقت أعمال تصوير مسلسل “ الأميمي” ليكون أول مسلسلات البيئة الشامية التي تنتج للعام 2012 .

والأميمي يحمل توقيع المخرج تامر إسحاق الذي كتب النص مع الكاتب سليمان عبد العزيز، والأميمي هو المسؤول في حمام السوق عن تغذية النار اللازمة لتسخين مياه الحمام من خلال ما يتم تجميعه من أكوام القمامة وأغصان الأشجار وأكوام الخشب، ويجسد هذه الشخصية الفنان عباس النوري الذي يعيش في المسلسل أزمة عائلية تضطره للعمل في الحمام كي يعيش، وهي شخصية فقيرة مسحوقة اجتماعياً ينبذها المجتمع.

وفي موقع التصوير التقينا المخرج تامر إسحاق المتحمس لهذا المشروع كما يسميه حتى أنه يساهم في إنتاجه أيضاً... وعن “الأميمي” يقول: إن ما شجعني في البداية هو النص وفكرته وأننا نتحدث عن الشام بطريقة مختلفة عن الأعمال التي باتت تسمى الفنتازيا الشامية، وأنا من الناس الذين اشتغلوا بهذه النوعية من الأعمال في الدبور مثلاً ، وأنا لا أقول عن هذه الأعمال بأنها ليست جيدة ولكن كنت دائماً أسعى لتقديم  عمل عن دمشق يستند إلى تاريخها الطويل وهي أقدم مدينة في العالم فهذه المدينة مرت عليها ظروف سياسية وتوالى على حكمها حكام مختلفون ونسمع عنها حكايات بألوان متعددة ، واخترنا في “الأميمي” الفترة الزمنية التي  مرت على مدينة دمشق بعد خروج إبراهيم باشا منها في الأعوام التي تلت 1840 م تقريباً،  ويسلط الضوء على الحالة العامة للمدينة بعد عودة العثمانيين وقضائهم على الإصلاحات السياسية والإدارية والاجتماعية والاقتصادية التي نظمها إبراهيم باشا، كما ويعتمد العمل على توثيق للحالة الاجتماعية التي كانت سائدة في تلك المرحلة .

أما لماذا توجه لإنتاج هذا المسلسل فبرر هذا التوجه الجديد في عمله الفني قائلاً: لقد أحببت المشروع كثيراً إضافة إلى أنني أحب المجازفة والمغامرة لذلك قررت دخول الإنتاج بهذا العمل وفي هذا الوقت بالذات الذي تعيشه بلادنا والتي تحتاج منا جميعاً وقفة خاصة،  وأنا أشعر أن دخولي العملية الإنتاجية هو مساهمة لصالح البلد، وقد تجاوب معي الكثير من الفنانين والفنيين والتفوا حولي بهذه التجربة .

وباعتبار أن الإنتاج عملية فنية مستقلة عن باقي  الأمور الفنية الأخرى نسأل المخرج إسحق إذا كانت لديه فكرة عن الإنتاج فيقول: الحقيقة لدي فكرة مسبقة لكنها ليست معمقة، لذلك لم يخل إنتاج هذا العمل من  مطبات غير محسوبة بدقة وهذه  لها علاقة بالخبرة لكن الحمد لله الأمور حتى الآن تمشي بسلاسة، وأنا هنا أصور في الشام دون أن يعيقنا أي شيء، وقد أجرينا اتصالات مع بعض المحطات الفضائية ووجدنا ترحيباً بالعمل لعرضه على شاشاتهم، وطبعاً هذا لمصلحتهم فالمحطة التي لا تعرض عملاً سورياً هي الخاسرة، ونحن أيضاً نتوجه للمحطات الرسمية وأتمنى أن يرى العمل النور بطريقة صحيحة، فحكاية العمل جذابة وتتحدث بشكل رئيسي عن “ الأميمي “ ذلك الرجل الذي يعمل في مهنة غير مستحبة اجتماعياً ويتعامل يومياً مع زبال الحارة ومع الناس التي تأتي له بروث الحيوانات ونشارة الخشب، أما أخوه فيعمل في الحكمدارية، وهنا يحدث التباين ونعاين الظروف الاجتماعية المتناقضة التي كان الناس يعيشونها في ذلك الوقت في ظل الحكم السياسي وكم اختلفت دمشق بعد خروج إبراهيم باشا وعودة العثمانيين، فإبراهيم باشا أضاف للشام الشيء الكثير في مجالات العلم والزراعة من افتتاح المدارس إلى استصلاح الأراضي وغيرها، ولكن العمل سيركز على الوضع الاجتماعي للناس وظروفهم المعيشية وعلاقاتهم مع بعضهم وهي التي ستعطينا صورة عن الوضع السياسي، في تلك المرحلة كما سنتوقف عند تأثير وجهة نظر الدين وكبار الحارة، وكل هذا مقدم من خلال قصص بسيطة غير معقدة تتناسب مع هذا الوقت الذي نعيشه .

وعن اختلاف أسلوبه في إخراج هذا العمل عن أسلوبه في الأعمال السابقة يجيب: أعتقد أنني في الأميمي أعمل بطريقة مختلفة عما قمت به من قبل، فهناك شيء سعيت له أن يكون مميزاً على مستوى الصورة تقنياً وخصوصاً في موضوع لونية العمل كاملاً، إضافة إلى اهتمام خاص بالديكور والملابس، هذه الأمور سيكتشفها المشاهد عند عرض المسلسل، لأن هدفنا الأساسي أن نقدم للجمهور عملاً يرضيه .

يشارك في العمل مجموعة من نجوم الدراما السورية وكانت وقفتنا الأولى مع الفنان سيف الدين سبيعي الذي يجسد شخصية  “أبو سردة”  وهو رجل عاطل عن العمل تتركه زوجته المصرية بعد انطلاق حملة إبراهيم باشا إلى بلاد الشام، وتتداخل هذه الشخصية مع الشخصية الرئيسية «الأميمي» ليكون لها تأثير درامي سلبي على حياة الأميمي .

أما الفنانة شكران مرتجى فتؤدي شخصية الداية “ أم عبدو “ وهي شخصية جديدة لم تؤدها شكران من قبل، وكما نعلم تكون الداية مخزن أسرار لمعظم العائلات مايمنحها سلطة معنوية ستستثمرها في الوقت المناسب .

ويؤدي الفنان أيمن بهنسي دور أبي خليل صاحب الفرن الذي يعاني من قلة الطحين أيام العثمانيين مما يتسبب بمشاكل اقتصادية له وخصوصاً أن لديه مشاكل أسرية صعبة مع ابنته وولده .

ويقدم الفنان راكان تحسين بك  شخصية  عبدو  ابن خضري الحارة وهي شخصية سلبية لديها العديد من المشاكل، وهي شخصية معقدة تتصرف بطريقتين داخل البيت وخارجه، وهي مختلفة عما قدمه راكان في أعماله السابقة .

وتشارك الفنانة هبة حلواني لأول مرة  في عمل بيئة شامية وتقوم بدور سعدية التي تعاني من مشاكل مع عائلتها البخيلة جداً والتي طالما تتسبب بإحراجها .

ويجسد الفنان فادي الشامي إحدى الشخصيات الرئيسية في العمل وهي  شخصية زاهر الشاب المندفع الذي يحاول افتعال المشاكل مع بيت عمه كي يحول الأمور لصالحه من الناحية الاجتماعية والمالية  .

وكما في كل الأعمال الشامية يمثل الحلاق شخصية رئيسية ومحورية ويجسدها في الأميمي الفنان نزار أبو حجر عبر شخصية “أبو رضا “ ، وفي هذا العمل لن نشاهد الحلاق في دكان بل سنجده وهو  يحلق للناس بالساحات العامة  وعلى أبواب الجوامع، وكعادته سيعتمد الفنان نزار أبو حجر على طرافته المعهودة في اختلاق لوازم لاتنسى فاختلق لشخصية أبي رضا عبارة  “كيكي شيكي بيكي “ .

ومن الفنانين المشاركين في العمل أيضاً: كاريس بشار، خالد تاجا، نضال سيجري، شكران مرتجى، وفاء موصلي، حسن عويتي، حسام تحسين بيك، ندين تحسين بيك، ليليا الأطرش، سليم كلاس، جلال شموط، لينا دياب، ليلى سمور، نزار أبو حجر، وآخرون على أن يتم عرضه الأول في رمضان القادم.