2012/07/04

"الإخوان المسلمين" يدخلون مجال الإنتاج الفني
"الإخوان المسلمين" يدخلون مجال الإنتاج الفني


مجلة الشبكة

بعد ثورة 25 يناير أصبحت المفاجآت تتوالى سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وفنياً، فما بين عشية وضحاها تطالعنا بعض الجهات بمفاجآت جديدة. بعض هذه المفاجآت قد نكون تعودناه، فلم نعد نوليها اهتماماً كبيراً... لكن القنبلة التي جعلتنا نتوقف عندها وننتبه إلى دويها، هي أن جماعة "الإخوان المسلمين" قد اتفقوا وقرروا دخول مجال الانتاج الفني، سواء أكانت أفلاماً سينمائية او مسلسلات تلفزيونية.

وهذا حدث لم نتوقعه ولم يكن في حسابات اهل الفن. لذلك، فقد نزل عليهم الخبر كالصاعقة، فهم يعرفون تماماً موقف "الإخوان المسلمين" المتشدد من الفن. فلماذا أصرّوا على دخول هذا المجال؟ وما نوعية الأعمال التي سيقدمونها؟ وما موقف كل فنان من دعوة "الإخوان المسلمين" إلى الاشتراك في اعمالهم الفنية؟ في التقرير الآتي الإجابة بالتفصيل.

أجمع عدد كبير من الفنانين، عند استطلاع آرائهم، على أنهم لا يمانعون في الاشتراك في أعمال

جماعة "الإخوان المسلمين"، ولكن اختلف بعضهم في نوعية الأعمال التي يقبلونها أو يرفضونها، بل تخوّف بعضهم الآخر من الاشتراك خشية الوقوع في بعض الأخطاء بعد ذلك، وتتم محاسبته عن طريق "الإخوان المسلمين" لا عن طريق نقابة الفنانين... واليكم بعضاً من هذه الآراء.

الفخراني... مدهوش!

أبدى الفنان يحيى الفخراني دهشته من دخول جماعة "الإخوان المسلمين" مجال الانتاج. وقال: "إنّ هذه مجرّد تصاريح لم ترتقِ بعد إلى مستوى التنفيذ. ولو حدث ذلك، فلا بد أولاً من أن يحددوا المنهج والأفكار التي يريدون تنفيذها. فإذا كان منهجهم وافكارهم تتناسب مع مبادئي وتاريخي الفني، فما المانع من العمل معهم. لا يهمني اسم شركة الانتاج، فجودة السيناريو هي التي تحكمني في قبول أي عمل أو رفضه".

سميرة أحمد... لن أرتدي الحجاب جبراً

أما الفنانة سميرة أحمد فقالت: "ليس لدي لدي مانع من العمل مع أي جهة إنتاجية، من دون الالتفات إلى اسمها. وأعتقد أنّ الهدف من دخول "الإخوان المسلمين" مجال الإنتاج تقديم أعمال تاريخية ودينية فقط. وبصراحة، نحن نعاني نقصاً في هذه النوعية من الأعمال على الرغم من أنّنا قدّمنا عدداً منها. ولكن هنالك شخصيات دينية وتاريخية أخرى تحتاج إلى النظر في تقديمها". وأضافت أنها لو دعيت إلى تقديم بعض أعمال "الإخوان المسلمين"، لن تسمح لأحد أن يملي عليها طلباته أو شروطه مقابل العمل معه. وشددت قائلة: "أرفض، بالتأكيد، أن يجبرني "الإخوان المسلمين" علي ارتداء الحجاب في أثناء التصوير، لأنّ من المفترض في حال ارتدائي الحجاب أن أرتديه حينما اشعر نفسياً وداخلياً بحاجتي إلى ارتدائه. وبعيداً عن ذلك، من الممكن أن تكون المحجبة داخلياً سواء على مستوى التزامها أو اخلاقها".

عبير صبري... نعيش عصر الحرية

هي الفنانة التي كانت اعتزلت الفن فترة وارتدت الحجاب، ثم عادت إلى الفن وخلعته. ورأيها بصراحة ومن دون روتوش "إننا نعيش في عصر الحرية بعد ثورة 25 يناير، ومن حق "الإخوان المسلمين" أيضاً دخول مجال الإنتاج، وهذا أمر صحي بالتأكيد وخصوصاً في حال التزامهم المواصفات الفنية في الأعمال، بحيث تكون بمستوى جيد، وأن تقدّم إلى المشاهد أفكاراً تستحق المشاهدة. وإذا حدث ذلك، فلا مانع عندي من العمل معهم، لأنّ المعيار عندي في قبولي الأعمال هو الفن نفسه".

داود عبد السيد... الإخوان مكسب

أما المخرج السينمائي داود عبد السيد فيرى أن دخول "الإخوان المسلمين" مجال الإنتاج سيكون مكسباً للسينما في حال تقديمهم أعمالاً دينية ذات مستوي فني جيد. وقال: "لكننا، في النهاية، لن نحكم على أعمال لم نشاهدها بعد".

أحمد عيد... يخشى كلام الناس

الفنان الكوميدي أحمد عيد يرى أن دخول "الإخوان المسلمين" مجال الإنتاج "مصلحة كبيرة لأهل الفن، إذ إنّهم سوف يتجهون إلى إنتاج الأعمال التي لا تتضمن أي مشاهد خارجة على الإطلاق. وأتمنى العمل معهم، لكنني أخشى كلام الناس حينها بأن يقال عنا كفانين إننا نسير وراء مصلحتنا الشخصية في حال عملنا معهم، نظراً إلى كساد سوق الإنتاج في مرحلة ما بعد الثورة".

حنان مطاوع... تعارض حرية الجسد

أما حنان مطاوع فقالت إن المعيار الرئيسي في قبولها أو رفضها العمل مع أي جهة إنتاج، هو طبيعة العمل نفسه ومضمونه، وكذلك دورها الذي ستقدمه... وأضافت "أعتقد أن فكرة تشدّد الإخوان تجاه الفن انتهت بعدما أعلنوا تأسيس شركتهم للإنتاج التي تعني بكل تأكيد تصالحهم مع الفن وإدراك اهميته. الاعتقاد السائد حاليا أن الإخوان سيمنعون المشاهد الخارجة في أعمالهم. هي لا تعنيني نظراً إلى أنني أومن بحرية الفكر وأعارض حرية الجسد، وهذا لا يعني تحريمي آراء الآخرين".

وفاء عامر

"إذا كانت تصاريح "الإخوان المسلمين" صحيحة، فإنني بكل تأكيد أرحب بالعمل معهم، لأنهم، بالطبع، سوف يعيدون تقديم الأعمال الدينية والتاريخية التي افتقدناها منذ زمن. فقد كنا نستمتع بهذه الأعمال، وكنا ننتظرها كما ننتظر ساعة الإفطار في رمضان. ومع اختفائها أصبحت هنالك حالة من الملل أصابت المشاهد العربي الذي ينتظر مثل هذه الأعمال. وأعتقد أن عمل الفنانات مع "الإخوان المسلمين" لن يكون مشروطاً لأنهم، بكل تأكيد" لن يملّوا شروطهم على أي فنانة وخصوصاً في مسألة الحجاب لأنهم، بالتأكيد، يعلمون جيداً أنّ حجاب القلب أهم من حجاب الرأس".

حسن البنا... بعيد عن الإخوان

أكد السيناريست أيمن سلامة أن الأعمال التي يكتبها عن الشيخ حسن البنّا بعيدة تماماً عن رعاية "الإخوان المسلمين"، ولم يتدخلوا في إنتاجها أو الإشراف عليها. وحضورهم إلى مؤتمر الاحتفال بالتعاقد على الفيلم والمسلسل كان لمجرّد التهنئة والمباركة فقط، باعتبار البنّا مؤسس الجماعة، ولا علاقة لهم بالإنتاج.

داليا البحيري... أرتدي الحجاب بشرط

قالت الفنانة داليا البحيري إنها لن توافق على العمل مع "الإخوان المسلمين" إلا ومعه سيناريو جيد تقرأه أولا، فإذا توافق مع مبادئها وافقت عليه من دون أن يملي أحد شروطه عليها. وأضافت "أنا أرفض أن يجبرني أحد على شيء إلا إذا كنت مقتنعة به... فإذا وجدت الشخصية تتطلب ارتدائي الحجاب، فبالتأكيد سأرتديه".

كلمة أخيرة

على الرغم من أن آراء الفنانين في دخول "الإخوان المسلمين" مجال الإنتاج الفني جاءت معظمها إيجابية، و لم نجد أي آراء معارضة لدخولهم مجالاً لا علاقة لهم به، فهذا إن دل على شيء فعلى إعلان "الإخوان المسلمين" رغبتهم. أما معرفة ردّ فعل الوسط الفني والمجتمع من ذلك لقياس مدى قوتهم أمام معارضيهم حال تدخلهم في شتى مجالات المجتمع أو لفرض آرائهم ونشر من خلال الشاشة، وذلك بعد نجاح مسلسل الجماعة. وفي حال هذا أو ذاك، فهذا غير مبشّر، وإعلان من الوسط الفني بشكل غير مباشر تخوفهم من الإخوان على الرغم من أنهم حتى الآن لم يعلنوا هويتهم، فهل سيقدمون أعمالاً دينية أو تاريخية فقطـ أم إنهم سوف ينتجون أيضاً الأعمال الاجتماعية؟ ولا يعلم أحد حتى الآن إذا كانت تصاريحهم جدية أو غير جدية، ولولا أنّ شهر نيسان قد انقضى، لقلنا إنها كذبة نيسان.