2013/06/27

البطولات الجماعية ضرورة أم بهرجة..؟
البطولات الجماعية ضرورة أم بهرجة..؟

سلوان حاتم – الثورة

لا يخفى على المشاهدين أن أحد أسرار نجاح الدراما السورية وانتشارها هو وجود بطولات جماعية في العمل إذ إن معظم الأعمال الدرامية السورية تعتمد مبدأ البطولة الجماعية وبالتالي تلجأ إلى تنوع القصص والأحداث في نفس العمل الدرامي وربطها ضمن سياق محدد كي لا تبدو أنها من كل بستان زهرة ..

عند مشاهدة شارة أي عمل سوري تجد أن أسماء كثيرة من أبطال الصف الأول والثاني وربما الثالث أيضاً تتواجد داخل العمل حتى أنه يطول بك الوقت وأنت تقرأ أسماء المشاركين وتحاول توزيع الأدوار عليهم وهذا ما يدفع المشاهد ومنذ الحلقات الأولى إلى منح العمل فرصة لرؤية ما سيقدمه هؤلاء الفنانون الذين سيشاهدهم على مدار الشهر أو ما يزيد عنه .‏

هذا التواجد وهذا الكم الكبير من الممثلين المعروفين يشد المتابع بقوة لمتابعة العمل وخاصة معجبي هذا الممثل أو ذاك ، ومما لا شك فيه أنه يحمل الكثير من الإيجابيات ، ولكنه يحمل بعض السلبيات أيضاً ، ففي أحد أوجهه قد يخلق مشكلة بين الممثلين حول ترتيب أسمائهم في الشارة وهناك بعض الأمثال على ذلك . وفي أحيان أخرى يتحول وجود عدد كبير من النجوم في عمل واحد إلى إعلان تجاري للمسلسل فيمسي الهدف هنا هو التسويق . ولدى الحديث عن مسلسل (باب الحارة) في جزئه الأول نجد أن مجموع النجوم فيه كان محدوداً لأن العمل قام بترقية الممثلين فرفع نجوم الصف الثالث إلى الصف الثاني وممثلي الصف الثاني إلى الصف الأول حتى أصبح البعض نجوماً لهم مكانتهم وهنا لا نستطيع أن نقول إن العمل كان بطولة جماعية بل تحول إلى بطولة جماعية وأدخلت إليه بعض الأسماء التي أتى ظهورها مجرد إضافة غير مدروسة النتائج .‏
هناك من يعتمد مبدأ الاستعانة بأكبر قدر ممكن من النجوم ، بينما هناك من ينوع فيقدم النجم كما يقدم الفنان الموهوب ، والأمثلة على ذلك كثيرة كمسلسلات (الغفران وجلسات نسائية ومرايا) فالغفران تدور أحداثه بين عدة شخصيات هي محور العمل وهذا أعطانا مجالاً للتعرف على شخصية الأبطال دون التشتت في البحث عن قصة العمل أو فحواها فجاء العمل مختلفاً نوعاً ما ، كذلك مسلسل جلسات نسائية الذي لم يخلُ من وجود العديد من النجوم ولو أراد لاكتفى بعشرة ممثلين فقط والدليل على ذلك بروز اسماء نظلي الرواس وهيا مرعشلي وهما الجديدتان وقتها على المشاهد وأثبتتا أنهما تستحقان أن تكونا ضمن نجوم الدراما . ومثال آخر هو قديم جديد يجسده الفنان ياسر العظمة الذي كان سبباً في تخريج الكثير من الممثلين إلى عالم النجومية وهو مازال مستمراً منذ ما يقارب الثلاثين عاماً وهو البطل لمعظم اللوحات التي يقدمها بجانب بعض النجوم والمواهب الجديدة أيضا .‏

وضمن هذا الإطار أذكّر بجملة مرت في أحد البرامج الغنائية لدى تقييم أحد المشاركين عندما قالوا له أنت تملك قدرات صوتية رائعة و(عُرباً) جميلة ولكن كثرة هذه (العُرب) غير مستحبة فكثرتها تشبه قلتها لا تعطي للأغنية جمالية, ومن هذا المنطلق نقول بأنه لا داعي في كثير من الأعمال لتواجد الكثير من النجوم إلا إن كانت موضوعة في مكانها المناسب ، فالمطلوب ليس التقليل بل تقليم الزائد وإعطاء الفرصة للمواهب الشابة لتقديم نفسها بشكل أكبر .‏