2012/07/04

التوبة
التوبة

(التمثيل "مهنة وضيعة" لا ترتقي لأي مهنة في العالم، واتجهت إليها، لأني فاشل في كل شيء) عمر الشريف                                                     
التوبة نجيب نصير خلال جولة خليجية مليئة بالترحابات  المعروفة لنجم من وزن عمر الشريف، يصرح الأخير أن التمثيل مهنة وضيعة  مختصة بالفاشلين، وأنه هو نفسه يعرف تماماً هذه القيمة الوضيعة لهذا العمل ولكنه وكفاشل لجأ إليها، مشيراً بشكل خفي إلى الأجواء الفنية المليئة بالمتع الخداعة والخلاعة والتمجن التي قد تغري ضعاف النفوس والفاشلين، حيث بدا تصريحه  كبيان توبة يشبه تماماً بيانات الفنانات التائبات.  طبعا لن نذكر في هذا المقام المتواضع إنجازات بلدان العالم في تأسيس معاهد التمثيل واستوديوهات الفن، ولن نذكر أثر الفن والتمثيل منه في رقي الأمم وانطلاقها، فهذه مجرد ترهات لا يمكن ذكرها على موائد رحلة خليجية لجمع التبرعات للفاشلين الذين لجؤوا إلى التمثيل  للتغطية على فشلهم، فالمرء حر فيما يرى ويعبر. ولكن الطامة الكبرى والمسؤولية الأكيدة والتي تقع على كاهل عمر الشريف وأمثاله الذين صرفوا أعمارهم بالمتعة (الحرام!!)، وهم يبشروننا بالفن وأهميته ودوره في زيادة الخير العام، ليتراجعوا وبجرة قلم (على شيك) مثربين تاريخهم وأفكارهم التي لقمونا إياها بالملاعق.... هل كانوا يكذبون علينا طوال هذه المدد؟ هل ورطونا بحب الفن والقناعة به ثم تخلوا عنا؟ لا أعتقد ذلك، كما لا يمكن لطبيعي أن يقبل بهذا، إنه تصريح يخص هؤلاء المشوهين الذين يكرهون الفن والإرتقاء والعلم والمعرفة، كي لا يتزحزحوا عن استقرارهم المعرفي، ولا يفقؤوا شرنقتهم التي سوف يختنقون بها. لا أشعر بأية مرارة من تصريح عمر الشريف هذا فالفن  شريف بذاته ولذاته، ولن يعهره تصريح هنا  أو توبة هناك ، فالأمم التي نهضت وارتقت بجناح العلم والمعرفة  كان الفن والإبداع هو جناحها الثاني، ومن يقبل بالتخلي عن الفن يقبل بالتخلف مآلاً له. على كل لقد مللنا من حراس المقابر هؤلاء ، ولكنا لما نزل نتمتع بإنجازاتهم  الإبداعية ... وليس لهم من عزاء .