2012/07/04

«الخُلع» طريق سهل لهروب الفنانات من أزواج الورق
«الخُلع» طريق سهل لهروب الفنانات من أزواج الورق

  5حواس- البيان إذا كان أقصر طريق إلى قلب الرجل معدته، كما يقول المثل الإنجليزي الشهير، فإن «الخلع» أقصر طريق إلى حرية أي فنانة متزوجة تريد الخلاص من هذا الرباط الذي تنازلت عن وصفه ب«المقدس» وتمسكت بوصفه ب«المكتوب على الورق»، فلم تعد الفنانة تجني من ورائه سوى خلافات الغيرة والعمل وقضايا المحاكم. لذا تحوَّل الوسط الفني إلى سوق رائجة لمحامي الخلع الذين صاروا مقيمين بشكل شبه دائم في عقول وقلوب الفنانات في مصر والعالم العربي بمجرد أن تهب رياح المشاكل على الزوجين. جدير بالذكر أنه منذ صدور قانون الخلع، وجدت الفنانات أخيرا الطريقة التي لا تخيب للخلاص من أزواجهن، في ظل وسط يعوم على بحيرات من تعكّر المزاج، حتى وصل عدد حالاته في بداية هذا العام 2010 إلى 25 حالة، ولا تزال المحاكم تواصل استقبال الخالعات وتوديع المخلوعين!هل الخلع مصير محتوم لكل زواج أحد طرفيه على الأقل من أهل الفن؟ الإجابة تأتي من خلال ما شهدته المحاكم المصرية في الأعوام الخمسة الفائتة من أزمات وخلافات ودعاوى طلاق وخلع، لعل آخرها دعوى تقدمت بها الفنانة الشابة هايدي كرم، التي تألقت في الكثير من الأدوار السينمائية في أفلام «البلياتشو» و«استغماية»، و«ملك وكتابة»، إضافة إلى تألقها أيضا في الدراما التليفزيونية في مسلسلات مثل «العميل 1001».و«حضرة المتهم أبي»، لكنها أبت أن يفوتها الانضمام إلى مسلسل الخلع الذي يتم تصويره في ساحات المحاكم. حيث تقدمت إلى محكمة الأسرة بحي مدينة نصر بدعوى خلع من زوجها، أبدت خلالها استعدادها لردّ مقدَّم الصداق الذي حصلت عليه، وأكدت في صحيفة دعواها أن الذي دفعها لطلب الخلع خوفها من ألا تقيم حدود الله، خصوصا بعد أن وصلت العلاقة بينهما إلى طريق مسدود نتيجة الخلافات المتصاعدة بينهما منذ أعوام عدة. وأكد كثيرون أن الأسباب الحقيقية، التي لم تُفصح عنها هايدى للمحكمة، جاءت متمثلة في غيرة زوجها الشديدة عليها بسبب عملها في الوسط الفني واحتكاكها المستمر بالفنانين والمعجبين، وهو ما لم يتحمله الزوج، وعلى الرغم من محاولتها إقناعه بشتى الطرق بأن هذه طبيعة عملها، فإنه رفض، واستمرت المشاكل، فلم تجد أمامها سوى اللجوء إلى القضاء طلبا للخلع مع استعدادها لرد مقدم الصداق والهدايا التي حصلت عليها، فاضطرت هيئة المحكمة إلى قبول الدعوى والحكم بالخلع، وتم الاتفاق على وجود ابنها معها، ورحَّبت برؤية والده له في أي وقت لكون علاقتها به مبنية على الاحترام بعيداً عن مسألة ارتباطهما بالزواج سابقا. ارتياح أنغام كما شهدت محكمة أسرة حي مصر الجديدة واحدة من أشهر قضايا الخلع في الوسط الفني، وهي الدعوى التي أقامتها المطربة أنغام للخلع من زوجها الملحن الكويتي فهد محمد نجيب بسبب معاملته السيئة لها طوال فترة إقامتها معه؛ لكونه يغار دائما من نجاحها الذي حققته في مجال الغناء؛ وأقرت أنغام بشروط الخلع وتنازلت عن حقوقها كافة، وقامت بإيداع مقدم الصداق 25 دينارا كويتيا، تم تحويلها بالعملة المصرية، في خزينة المحكمة. وتم الحكم بخلعها في جلسة 7 فبراير الفائت، على الرغم من أنها حاولت أن تخفي أحزانها وتكتم أسرارها داخلها، لكنها أعلنت ارتياحها لقرار الخلع، وأنها مثل أي امرأة كانت تتمنى أن تسير أمور حياتها الزوجية بشكل طبيعي حتى يعيش ابنها عبدالرحمن، ثمرة زواجها من فهد، بين رعاية أبوين في جو مليء بالحب، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن. يذكر أن هذه هي حالة الفشل الثانية لأنغام في الزواج بعد انفصالها عن مهندس الصوت مجدي عارف الذي أنجبت منه ابنها عمر، وكان والدها الموسيقار محمد علي سليمان من أشد المعارضين لهذا الزواج، إلا أن أنغام أصرت على رغبتها. خلع الحلو بينما تُعد قضية خلع الفنان محمد الحلو الأشهر في الوسط الفني؛ حيث يعتبر أول فنان يتم خلعه بعد أن قضت محكمة الأسرة بمدينة نصر بالخلع من زوجته البريطانية نازك إبراهيم مصطفى الشهر الفائت، بعد أن تقدمت بدعوى إلى المحكمة منذ 5 أشهر طالبت فيها بالانفصال خُلعا بعد أن اتهمته بتبديد أموالها واستنزافها ماديا، حسب قولها؛ لأنه منذ الزواج منها في ديسمبر 2008 شعرت أن غرضه من الزواج الحصول على أكبر قدر من أموالها. وعندما طلبت الطلاق ساومها على الطلاق مقابل مبلغ كبير، فلجأت إلى المحكمة الأسرة، لكنه- وحسب كلامها- تهرب من حضور جلستين وفي الثالثة حضر عنه محام مدعيا أن موكله أهدى نازك طاقما من الماس قيمته 70 ألف جنيه وقدم فاتورة لمحل مجهول مطالبا برد المبلغ قبل أن يمنحها الخلع، إلا أن محامية نازك استطاعت تقديم ما يفيد عدم تقديمه أي هدايا، وأحضرت 12 شاهدا أكدوا كذب وادعاء الحلو، وأنها هي التي كانت تمنحه نقودا باستمرار لشراء كلمات أغانيه. طلاق نعم.. خلع لا ولم يكن الفنان محمد الحلو أول فنان يقع في فخ الخلع؛ حيث سبقه الفنان مصطفى شعبان، إلا أنه رفض الخلع وفضل الانفصال بالطلاق بعد أن فوجئ بقيام زوجته برفع دعوى خلع ضده على الرغم من أن زواجهما لم يمر عليه سوى فترة بسيطة للغاية، ورفض شعبان لقب «زوج مخلوع». وأصر على الطلاق متعهدا بمنح زوجته متعلقاتها وحقوقها كاملة، وأمام مكتب تسوية المنازعات بمصر الجديدة وقفت الزوجة متعللة بكثرة معجباته اللاتي حولن حياتها إلى جحيم، على الرغم من أنها حذرته قبل الزواج من غيرتها الشديدة من أي شخص يتصل به أو يتحدث معه حتى لو كان من المحارم، وليس من الجمهور؛ لذلك استحالت العشرة بينهما، فأوكل شعبان محاميه بالحضور نيابة عنه في المحكمة نظرا إلى انشغاله بتصوير فيلم سينمائي في سوريا. وبسعادة بالغة أعلنت النجمة جومانا مراد خبر خلعها على الهواء مباشرة أثناء استضافتها في أحد البرامج بعد حصولها على حكم الخلع من زوجها السوري نجدت أنزور بعد أن حاولت التوصل إلى حل معه بالطلاق في هدوء، إلا أنه رفض، فقررت إقامة الدعوى. وصرحت بأنها لجأت لإعلان خلعها على الهواء بعد أن شعرت بإهانة متكررة من زوجها الذي كان يعاملها معاملة سيئة للغاية لا تتحملها أي زوجة، خاصة أنه قد قام بإنكار زواجه منها، الأمر الذي دفعها لنشر ورقة الخلع في الصحف والمجلات، وأقامت بعدها احتفالاً على طريقتها الخاصة غنى فيه مجموعة من المطربين من بينهم محمد منير. كما نجحت الفنانة هنا شيحة في خلع زوجها، مهندس الديكور، فوزي العوامري في منتصف 2008 بعد أن ضاقت من تصرفاته بسبب غيرته الشديدة ورفضه خروجها للعمل، وقد حاول مكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة الأسرة الإصلاح بين الزوجين، حتى لا يقع ابناهما، أدهم ومالك، ضحايا للانفصال، إلا أن هنا رفضت كل المحاولات وأصرت على الخلع، فقضت المحكمة بذلك وحكمت للزوج برؤية ابنيه 6 ساعات أسبوعيا. خلف أبواب ميادة ولم يكن أحد يتوقع أن تنفصل ميادة الحناوي عن زوجها السوري مهند في العام الفائت بعد أن عاشت معه، على حسب قولها، أجمل سنوات عمرها، فقد امتد زواجهما أكثر من 10 أعوام شعرت معه بالأمان والحب الدافئ، وبأن الله قد عوضها الحرمان من الحب الصادق، وعلى الرغم من كل هذا وقع الانفصال دون أن تُفصح ميادة عن الأسباب سوى قولها إن الناس لا تعلم ما يدور خلف الأبواب المغلقة، ورفضت التحدث عن سبب الخلع واحتفظت به سرا لن تبوح به. كما لحقت بقطار الخلع المطربة آمال ماهر؛ حيث حصلت على حريتها وتنازلت عن حقوقها منذ شهور قليلة، بعد حكم الخلع من زوجها الملحن محمد ضياء، في ظل زيادة حدة الخلافات بينهما منذ عام تقريبا وصلت في النهاية إلى طريق مسدود، فلم تعد قادرة على الاستمرار في المشاكل؛ لذلك قررت الإقدام على خطوة الخلع بعد رفض ضياء الطلاق وإصراره على إذلالها، فقضت لها المحكمة بالخلع وطالبتها بإعادة حقوق زوجها التي تصل إلى 210 آلاف جنيه منها 40 ألفا كمقدم صداق، و170 ألفا كمؤخر عن زواج استمر 13 شهرا، وأثمر عن طفل تقوم هي برعايته، ولم يتم تحديد موعد لرؤية ضياء لابنه حتى الآن، ولكن تم الاتفاق بينهما على أن يقضى الطفل مع والده يوما كل أسبوع بداية من بلوغه عمره العامين. تهديد وتنفيذ وحول أسباب زيادة حالات الخلع في الوسط الفني في الفترة الأخيرة أكدت الخبيرة الاجتماعية آيات فاروق أنه بعد مضي 9 أعوام على صدور قانون الأحوال الشخصية، «الخلع»، وصل عدد القضايا بصفة عامة داخل محاكم القاهرة وحدها إلى 4717 قضية خلال العامين 2001، 2002، وسرعان ما شاع الأمر ليشمل محاكم الجمهورية بعد أن أصبح الخلع سلاحا أخيرا تدافع به المرأة عن نفسها أمام رجل كرهت أن تعيش معه تحت سقف واحد، فتنازلت عن حقوقها مقابل حريتها وأصبحت كلمة «أخلعك» سهلة على لسان المرأة، ولم تعد الكلمة للتهديد فقط، بل دخلت حيز التنفيذ. تضيف: من المنطقي إذا كان الخلع سهلا في الأوساط العادية، فإن الأوساط الفنية أكثر قدرة على تنفيذه، فلدى أهل الفن القدرة على دفع مقدم ومؤخر الصداق بسهولة حتى لو تعدى عدة آلاف أو ربما الملايين، فزواج الفنانين محكوم على أغلبه بالفشل؛ لأن الفن لا يقبل شريكا، وهنا تدب نار الغيرة بين الزوجين بسبب المعجبين والمعجبات أو تفوق أحدهما على الآخر في مجاله الفني، علاوة على عدم اهتمام الفنانة ببيتها وأسرتها لانشغالها الدائم بأعمالها الفنية أو قيام الزوج بمعاملة زوجته بشكل لا يليق، خصوصا إذا كان الانبهار بها هو السبب في الزواج. إضافة إلى عدم التكافؤ بين الزوجين واختلاف التوجهات والاهتمامات؛ لذلك يصبح الانفصال الحل الأمثل، وقد قام قانون الأحوال الشخصية بحل المعادلة الصعبة التي سهلت الكثير على الفنانات اللاتي يطلبن الانفصال ولا يتمكنّ منه عن طريق طلب الطلاق، وذلك برد المهر والشبكة وخلافه للزوج من أجل الحصول على الحرية. ومن المحتمل بحسب الخبيرة أن تزيد نسبة حالات الخلع 5 أضعاف خلال الأعوام الخمسة المقبلة؛ لكون الزواج والانفصال في الوسط الفني لا يختلفان عن نجاح أو فشل تجربة فنية يقوم بها الفنان أو الفنانة، وبعدها يتم خلع رداء التجربة، والخروج من معمل الزوجية بيدين ناصعتين كأن شيئا لم يكن