2012/07/04

الدراما التلفزيونية المصرية هل أصبح الكتّاب حرامية من بعضهم ومن غيرهم؟
الدراما التلفزيونية المصرية هل أصبح الكتّاب حرامية من بعضهم ومن غيرهم؟


مجلة الشبكة

مع كثرة عدد الأعمال الدرامية وانشغال جميع الاستديوهات، بلا استثناء، بتصويرها، لا يزال بعض مؤلفي هذه الأعمال يعانون شكاوى الآخرين الذين يدّعون أنّ هذه الأعمال ملك لهم، وسُرقت منهم في وضح النهار، وما فعله سارقوها هو تغيير اسم الرواية وكتابة الأسماء عليها فقط، باعتبارهم المؤلفين الحقيقيين، ثم بيعها لبعض الشركات المنتجة التي لم تتحرّ الدقة في أصل هذه الأعمال.

هذا الأمر دفع لجنة الطوارئ في نقابة السينمائيين إلى الانعقاد على نحو مستمرّ، لمناقشة هذه الاتهامات المتبادلة بالسرقة، على الرغم من أنّ معظم هذه الأعمال مأخوذ من روايات عالمية. والمثير للدهشة أنّ بعض هذه الأعمال لمؤلفين لهم اسمهم

وشهرتهم في تاريخ الدراما. وفي هذا التقرير تفاصيل هذه الاتهامات والأعمال المسروقة، كما زعم بعض المؤلفين.

سرقة المولد

تقدّم الكاتب طارق بدوي بشكوى إلى نقابة المهن السينمائية ضد مؤلف مسلسل "مولد وصاحبه غايب" الكاتب مصطفى محرّم، والبطلة الفنانة هيفا وهبي، بدعوى اقتباس فكرة المسلسل الذي يعد أولى تجارب هيفا التلفزيونية، من مسلسله "نوسة"، والذي عرضه سابقاً على هيفا لتؤدي دور البطلة "نوسة". ثم فوجئ بسرقة مضمون العمل وتغيير الاسم، وقيام هيفا بتجسيد الدور الذي عرضه عليها سابقاً، لكن مع اسم ومؤلف آخر. وتدور أحداث مسلسل "نوسة" حول فتاة تعيش في حي شعبي، تتعرّض لقضية، وتحبس على أيدي أحد رموز النظام السابق، ثم تخرج من السجن وتتعرّف إلى رجل غنيّ، وتصبح سيّدة أعمال، وتبدأ بمحاربة الفساد. ويرصد العمل أيضاً تزوير الانتخابات التي كانت تتم في عهد النظام السابق. وفي رد فعل سريع على المنازعات الفنية بين الكاتبين، طلبت نقابة المهن السينمائية من شركة أفلام محمد فوزي المنتجة للعمل، إرسال سيناريو مسلسل "مولد وصاحبه غايب" لمطابقته بمسلسل "نوسة" بناء على الشكوى المقدمة من البدوي، والتي تحمل الرقم 463. ويجري حالياً قراءة النصّين، وسيصدر خلال أيام تقرير لجنة القراءة من نقابة السينمائيين.

فرتيجو

تقدّم السيناريست حسن شاكر بشكوى لنقابة السينمائيين، ضد السيناريست محمد ناير، حول مسلسل فرتيجو الذي تقوم ببطولته هند صبري ويسرا اللوزي، والمأخوذ من رواية للكاتب المصري أحمد مراد. وأكد شاكر في شكواه أنه قام بكتابة معالجة القصة قبل إعلان ناير عن كتابتها بأكثر من ثلاثة أشهر، وسجّلها في الشهر العقاري، وعرضها على شركة "أوسكار للإنتاج الفني". ثم فؤجئ بتعاقد شركة "الشروق" مع ناير على العمل نفسه.

كما وضعت قصة مسلسل "المنتقم" المأخوذ طن رواية الكونت دي مونت كريستو، في الموقف نفسه، إذ بدأ المخرج حاتم علي بتصوير السيناريو الخاص بالمؤلف هشام هلال. وبمجرّد الإعلان عنه، تقدّم المؤلف سمير الحسيني بشكوى إلى النقابة ضد هلال، يؤكد فيها أنه كتب معالجة هذا العمل منذ أكثر من عام، وقام بعرضه على إحدى الشركات المنتجة. ثم فؤجئ أن المشروع تم تنفيذه من دونه. واتهم هشام هلال بسرقة العمل، لتبدأ الطوارئ بتحديد جلسة لطرفي المسلسل لفضّ النزاع. ويشارك في البطولة أحمد السعدني وسامح الصريطي وحورية فرغلي.

الزوجة الرابعة

تقدّم المؤلف أحمد الأبياري بشكوى ضد المؤلف أحمد عبد الفتاح، بشأن مسلسل "الزوجة الرابعة"، اتهمه فيها بسرقة تراث والده المؤلف أبو السعود الأبياري، مؤكداً أن المسلسل مأخوذ من غير عمل لوالده، وتم إسناد تلك الأفكار في عمل واحد، والأعمال هي: "أنت حبيبي"، "بنات حواء"، "فاطمة وماريكا"، "راشيل"، "الزوجة 13"، و"الزوج العازب". وطالب الأبياري بوقف تصوير المسلسل، أو تطبيق قانون حق الأداء العلني على هذا العمل وغيره من الأعمال، وإلا سيلجأ للقضاء. المسلسل بطولة مصطفى شعبان وعلا غانم ولقاء الخميسي.

الأخوة الأعداء

على الوتيرة نفسها تسير أزمة مسلسل "الأخوة الأعداء"، بين كل من شريف حلمي وجابر عبد السلام. إذ كتب جابر سيناريو بعنوان "الأخوة الأعداء" نقلاً عن الرواية العالمية "الأخوة كارامازوف" للمؤلف الروسي دوستويفسكي، وطالب عبد السلام في شكواه بوقف العمل، لأن السيناريست شريف حلمي غير مقيّد كعضو في نقابة الفنانين، مؤكداً أن شركة "بانوراما دراما" المنتجة للمسلسل قامت بسرقة معالجته وإعطائها لحلمي من دون العودة إليه أو إبلاغه، فقرر اللجوء للقضاء بعد أن حفظت النقابة دعواه ضد حلمي. المسلسل بطولة صلاح السعدني وفتحي عبد الوهاب وعلا غانم وأحمد رزق وياسر جلال ولقاء الخميسي.

الأخت تريزا

حرّر المؤلفان حسين أبو شبيكة وفريد الليثي محضرين في قسم شرطة الدقي، ضد المؤلفين بلال فضل وهشام أبو المكارم، يتهمانهما بسرقة قصة فيلم "الأخت تريزا"، بطولة النجمة حنان ترك، وتحويلها إلى مسلسل تلفزيوني، كما أرسلا إنذاراً إلى شركة "راديو 1" المنتجة للمسلسل. وقال أبو شبيكة إنه تقدم إلى قطاع الإنتاج بهذا العمل الذي كان يحمل اسم "قضية ود" عام 2005، وتم رفضه وقتها. وبعدها فوجئ منذ بداية هذا العام بالإعلان عن مسلسل "الأخت تريزا" الذي يحمل قصة مسلسله نفسها. والوضع نفسه بالنسبة إلى فريد الليثي الذي يدّعي هو الآخر أنه صاحب هذه القصة، موضحاً أنه تقدم بها إلى شركة "العدل غروب" منذ ثلاثة أعوام بعنوان "القدر". من جانبه أوضح السيناريست هشام أبو المكارم أنه فوجئ بهذه الادّعاءات الباطلة من شخصين أدعيا أنهما صاحبا فكرة مسلسل "الأخت تريزا" الذي يتشارك في كتابة السيناريو والحوار له مع الصديقين بلال فضل وحمدي عبد الرحيم. وأشار أبو المكارم إلى أن المسلسل في الأصل كان فيلماً سينمائياً كتبه بلال فضل بناء على اقتراح من الفنانة حنان ترك التي كانت ترغب في تقديم عمل فنّي يناقش الفتنة الطائفية في مصر.

رقم خاص

فور الإعلان عن الخط الدرامي لمسلسل "رقم خاص"، قام المؤلف عمرو جمعه بشن حرب عبر موقع "الفايسبوك"، اتهم فيها مؤلف المسلسل عمرو سمير عاطف بأنه سرق الفكرة منه، مؤكداً أنه سيذهب إلى الأجهزة الرقابية المختصة ليطالب بأحقية الملكية الفكرية للقصة التي كتبها منذ فترة طويلة، مضيفاً أن لديه قصة بالتفاصيل نفسها التي فوجئ أنها منسوبة إلى عاطف، إذ إن القصة القصيرة التي كتبها كانت تعتمد على تلقّي أحد الأشخاص مكالمة من رقم خاص تقلب حياته، ويظهر الشبح الذي يطارده بعدها. كما قال جمعه إنه لن يسكت عن حقه بعد سرقة قصته، مؤكداً أنه سوف يلجأ للقضاء لوقف تنفيذ المسلسل. من جانبه ردّ عاطف قائلاً إن "فكرة المسلسل جاءتني منذ ثلاث سنوات، وكنت قد اتفقت وقتها مع المخرج شريف عرفة على تقديمها فيلماً، ولكن وجدنا أنها مناسبة أكثر لأن تُقدَّم في عمل درامي. ومن وقتها قررت أن اكتبها كمسلسل. ولكن بعد الاستقرار على شركة الإنتاج ومخرج آخر، بعدما اعتذر عرفه عن تقديم المشروع، وفور توافق الظروف نهاية العام الماضي، قمت بالإعلان عن مشروع المسلسل." وأضاف عاطف أنه لم يهتم بكلام عمرو جمعه لأنه ليس المطلوب منه أن يدافع عن أحقيته في عمل له، مؤكداً أن تنفيذ المسلسل سيتم، وأن جلسات العمل مستمرة على الرغم من كل التهديدات. وتابع: "توجهت بصحبة المخرج أحمد نادر جلال إلى هيئة الرقابة الفنية لمعرفة موقفنا أمام هذه الدعوات، فأكّدوا لنا أن ليس هنالك أي مشكلات لأن من الممكن أن يكون هنالك تشابه بين أسماء القصص، لكن مع اختلاف التفاصيل. ولو كان يستطيع تقديم نسخة التفاصيل التي كتبها، يبقى هو اللي سرقها منّي. وأنا حالياً على وشك الانتهاء من كتابة المسلسل، ويقوم المخرج بترشيح الفنانين المشاركين في العمل."

المؤسف أن أغلبية هذه الأعمال مأخوذة من روايات عالمية، والاتهامات والنزاعات كلها أو بعضها حول الملكية الفكرية لهذه الأعمال، فهل أفلس كتّاب الدراما حتى يبحثوا عن أعمال مكتوبة لينسبوها إلى أنفسهم؟ من الأفضل أن يبحث هؤلاء عن الجديد الذي يقدمونه بدلاً من النزاعات والسرقات والاتهامات، ويبدو أنّ مسلسل السرقات لم ولن ينتهي، وربما يظهر لنا اليوم أو غدا كتّاب كبار ومؤلفون صاعدون يتهمون بعضهم بعضاً بالسرقة. وها نحن نتابع، آسفين، ما آلت إليه الساحة الفنية أخيراً. فبعد أن كانت ساحة إبداعات، ها هي تمسي ساحة منازعات.