2013/05/29

الدراما السورية: أجزاء جديدة ولكن..
الدراما السورية: أجزاء جديدة ولكن..


ماهر منصور – السفير


يحفل موسم رمضان 2012 بأجزاء جديدة من مسلسلات سوريّة قديمة، تعيد إنتاج نفسها هذا العام. إلاّ أنّ الجامع المشترك بين تلك الاستعادات، أنّنا لن نجد فيها نقاط تحول كبرى، طرأت على حبكات الأعمال، في نسخها الجديدة، وخصوصاً مسلسلي "صبايا 4" للكاتبة نور الشيشكلي والمخرج سيف الشيخ نجيب، و"أبو جانتي 2" للمخرج سامر رضوان والكاتب حازم سليمان. غيّر العملان البيئة الجفرافية الحاضنة لحكايتهما، فانتقلا من الشام إلى دبي. وكان من المفترض أن تتغير الخطوط الدرامية، وفقا للمكان الجديد، وما قد يعده به من تجارب جديدة في حياة الأبطال. لكنّ المسلسلين بقيا يراوحان في مكانيهما، من دون أن يحدثا أي مفاجأة تذكر أو تغييراً في مسارهما الدرامي المعتاد.

في الجزء الثاني، يواصل أبو جانتي الذي يؤدي دوره النجم سامر المصري، مونولوجاته اليومية، مع نفسه ومع الطارئين في حياته، ضمن المساحة ذاتها التي تعرّف فيها المشاهد على الشخصية، وأحبها فيها، أي سيارة الأجرة. وفي الإطار ذاته، لا يبدو أن تغييرات كبيرة طرأت على "الصبايا"، رغم دخول لاعبتين جديدتين على الحكاية وتغيير مكان إقامة نور وصديقاتها. فيوميات الصبايا هي ذاتها تجتر نفسها، من دون أن يظهر تأثير فعلي على الحكاية، بفعل تحوّل الشخصيات ومكان الحدث. مع العلم أن العملين على النحو الذي يمضيان فيه، مؤهلان للامتداد إلى عشرات الأجزاء، من دون تعب أو ملل.. ولكن من دون معنى أيضاً.

على نحو أكثر تماسكاً، جاء الجزء الثاني من مسلسل "الولادة من الخاصرة ـ ساعات الجمر" للمخرجة رشا شربتجي، ليبدو محافظاً على روحيّة الجزء الأول. الجزء الثاني مكتوب بحدّ السكين، على حد توصيف كاتبه سامر رضوان، وبالقسوة ذاتها التي تميز بها الجزء السابق. برغم ذلك، لم يظهر في الحلقات الأولى من العمل أيّ خيط جديد. بدت الأحداث امتداداً لحلقات الجزء الأول، تكاد أحداثها تكون محصورة بين الخطين الدراميين لشخصيتيّ عابد فهد (رؤوف) و قصي خولي (جابر)، مع ظهور للفنان عبد المنعم عمايري، ليثير سجالاً حول ما انتهى إليه الخط الدرامي لشخصية علام التي أدّاها مكسيم خليل في الجزء الأوّل.

تبدو شخصيتا رؤوف وجابر ممسوكتين حتى الآن، وتحتفظان بجاذبيتهما، بانتظار التحول الذي يمكن أن يحدثه الكاتب في سياق مسار الشخصيتين الدرامي، وسواهما من شخصيات الجزء الأول، لنكتشف جدوى تقديم جزء ثان من المسلسل. حينها يمكننا أنّ نعرف إن كان سامر رضوان قد نجح في الانعطاف بشخصيات مسلسله نحو أقدار جديدة، من دون أن يفقدها حرارة حضورها وجاذبيتها اللتان طغتا على الجزء الأوّل.