2012/07/04

الدراما السورية: رحلة البحث عن خلاص
الدراما السورية: رحلة البحث عن خلاص


وسام كنعان – الأخبار

يبدو أن المشاريع التي كان المخرج زهير قنوع يخطّط لها تواجه بعض المشاكل: تأجّل تصوير المسلسل الذي يروي سيرة رابعة العدوية (كتابة عثمان جحا). كما أن قنوع اعتذر عن عدم إخراجه الجزء الثاني من مسلسل «أبو جانتي مالك التاكسي» الذي تنتجه «روتانا خليجية» ويقوم ببطولته النجم سامر المصري. إلا أنّ المخرج السوري يكشف لـ«الأخبار» أنه بصدد تأسيس ورشة لكتابة السيناريو بعنوان «مِداد»، سيشرف عليها بنفسه، بالتعاون مع الكاتبَين زيد الظريف وسليمان عبد العزيز، والنجم السوري نضال سيجري.

وستكون هذه الورشة فسحة لبعض متخرّجي «المعهد العالي للفنون المسرحية» وهم: جوان الخضر، مؤيد الخراط، أريج خضور، علي الإبراهيم، وسام تلحوق، مصطفى المصطفى، حلا رجب، سوزان سلمان، يزن خليل، مجد مشرف، بتول محمد، جيرار آغا، يحيى هاشم، أيمن عبد السلام، مصطفى سعد الدين، عيد عزيز، أروى عمرين وصلاح حنون. وسيطرح هؤلاء الشباب أفكارهم التي ستتحوّل إلى مواد لمسلسل ثلاثيني، يحمل اسم «ثلاثيات العشق الدمشقي». هكذا ستقسّم الحلقات الثلاثين إلى عشر ثلاثيات، أي عشر قصص صالحة للعرض. لكن حتى الساعة، لم يقرّر إن كانت هذه الحلقات ستعرض في شكل مسلسل أو أفلام منفصلة. وإذا وقع الاختيار على تجسيد العمل في مسلسل، فإن شخصياته هي التي ستشكّل الرابط بين الثلاثيات. أما البيئة الدرامية لهذا الإنتاج فستكون مستقاة من الحياة الدمشقية الحديثة بواقعها المعاصر، واختلاف وغناه شرائحها، كما يقول قنوع. ويضيف المخرج السوري: «لن نخوض في البيئة الشامية القديمة كما في الأعمال التقليدية، بل البيئة الدمشقية اليوم، بما تحمله من حب، وتناقض، وفقر، وتمرد، وتشرد... باختصار، سيكون العمل صورة مختزلة عن الشارع السوري في كل أحلامه وآماله والانكسارات». ويقول قنوع إن المسلسل يطرح تساؤلات عن العلاقات الإنسانية في مدينة كدمشق، ويحاول فهم الشارع فعلاً، «وذلك نقلاً عن أبناء هذا الجيل، لا نقلاً عن الكتّاب الجالسين في مكاتبهم وفي عزلتهم ويدّعون معرفة الواقع وقضايا الناس». فيما يلفت المشرف على الورشة ومخرج العمل إلى أن العمود الفقري للقصص التي سيكتبها المشاركون في الورشة هو الحب بقسوته، وبهائه، ورقّته، وعنفوانه «إذ إن دمشق وإن اختلفت التفاصيل، تظل نموذجاً لقضايا الشارع العربي».

كذلك يشرح قنوع أن التجربة ستكون فرصة للممثلين الشباب لتقاسم أدوار البطولة مع نجوم الصف الأول، على اعتبار أن المتخرجين هم من التقطوا أفكار الحلقات وشاركوا في كتابتها. ويوضح أنه بصدد تقديم المشروع لجهات إنتاجية عدة لتبنّي العمل، وهو باكورة إنتاج الورشة التي ستستمر بالكتابة طيلة العام، «على أن تنجز مجموعة من المشاريع وتقدمها لمخرجين مهمّين».

من جهة أخرى، يفصح مخرج «وشاء الهوى» عن نيته إطلاق مشاريع جديدة من خلال هذه الورشة. ومن بين هذه المشاريع التوجّه نحو العشوائيات، والأبنية المهددة بالسقوط، أو الاقتراب من عائلات تعيش ظروفاً إنسانية ومعيشية قاسية، على أن يشارك هؤلاء في التمثيل في مسلسلات تروي قصصهم الحقيقية، مقابل مبالغ مالية كبيرة «مشابهة لتلك التي يتقاضاها النجوم السوريون».

حتى الساعة، يبدو أن متخرجي «المعهد العالي للفنون المسرحية» متحمّسون جداً للفكرة. ويقول الممثل الشاب جيرار آغا، الذي يشارك في الورشة: «التجربة من حيث الطرح مهمة وجديدة وضرورية، وفتحت آفاقاً جديدة لمتخرجي المعهد لجهة إعطائهم فرصة تمكّنهم من إظهار تقنياتهم في فن الكتابة».

لكن، هل من الممكن أن تتطوّر هذه التجربة لتتحوّل إلى تقليدٍ، وشكلٍ جديدٍ من أشكال الدراما؟ وهل تتيح هذه الورشة حقاً فرصة مهمة للممثّلين الشباب، لتجسيد شخصيات مقتبسة من نصوصهم وأفكارهم، وطريقة رؤيتهم للحياة المعاصرة؟ أسئلة كثيرة ستطرح في الفترة المقبلة إلى حين خروج أوّل إنتاجات هذه الورشة إلى الشاشة. وبغض النظر عن النتيجة النهائية، لا شكّ أن الرهان الذي يخوضه المخرج زهير قنوع مع مجموعة من الممثلين الشباب كبير، على اعتبار أن فكرة المشروع جديدة من نوعها. كما أنها تحاول معالجة مشكلة النص التي تعانيها الدراما السورية. أما الأهم فهو أن هذه الورشة تبصر النور في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية المتوتّرة في سوريا، أي في وقت لا يزال فيه أغلب المنتجين يتريّثون في خياراتهم إلى حين اتضاح الصورة النهائية للأزمة السورية، وعودة عجلة الإنتاج إلى زخمها المعتاد في السنوات الأخيرة.

الثنائي رضا ــ قنوع

بعد فشل الجزء الأول من مسلسل «أبو جانتي ملك التاكسي»، الذي كتبه رازي وردة وأخرجه زهير قنوع ولعب بطولته أيمن رضا وسامر المصري، قرر الأخير أن ينجز جزءاً ثانياً من العمل ليعرض في رمضان المقبل. إلا أن أيمن رضا اختار عدم المشاركة في المسلسل، تماماً كما فعل زهير قنوع. وقرّر الاثنان التعاون في عمل كوميدي آخر من بطولة رضا، تدور أحداثه حول رجل يعمل في محطة للوقود ويتعرض لمواقف يومية طريفة نابعة من طبيعة عمله. ومن المتوقّع أن ينجز المسلسل هذا العام ويكون جاهزاً للعرض في رمضان 2012.