2012/07/04

الدراما العربية في مدار الـ«تيلي نوفيلا»...
الدراما العربية في مدار الـ«تيلي نوفيلا»...


محمد عبد الرحمن - الأخبار


إذا كانت المسلسلات المؤلّفة من 15 حلقة هدفها الابتعاد عن الملل والتطويل غير المبرّر، فإنّ الأعمال التي تمتدّ على 120 حلقة لها إيجابيات عدة، أقلّه من وجهة نظر المنتجين. بعد اجتياح المسلسلات التركية الطويلة الشاشات، ها هي الجهات الإنتاجية العربية تسعى إلى تنفيذ أعمال طويلة. البداية مع «زي الورد»، وهو أقرب مشروع للتنفيذ؛ إذ يبدأ تصويره مطلع العام الجديد. وكان المنتج صادق الصباح قد أعلن بيع حقوق العرض لقناة «الحياة»، وكشف عن أسماء الأبطال، وأبرزهم يوسف الشريف ودرة التونسية، بينما يكتب السيناريو فداء الشندويلي، ويخرجه سعد هنداوي. لكن قبل «زي الورد»، تابع الجمهور العربي مسلسل «مطلوب رجال»، من بطولة جومانة مراد، كندة علوش وسامح الصريطي.

وقد تكون الحلقات التسعين للعمل هي التي دفعت mbc إلى إعادة التجربة والدخول في مشاريع عدة مع كتاب مصريين وسوريين لكتابة هذا النوع من المسلسلات، أبرزها «المنتقم» المقتبس عن رواية «الكونت دي مونت كريستو» لألكسندر دوما.

وعكس مسلسلات الـ«سيتكوم» والـ«سوب أوبرا» ذات الطابع الأميركي، تحمل مسلسلات الـ 120 حلقة طابعاً لاتينياً، ولذلك يطلق عليها اسم «تيلي نوفيلا Telenovela». وهو مثلاً ما يظهر جلياً في «مطلوب رجال» المقتبس عن مسلسل فنزويلي بعنوان men wanted. ولهذا النوع من المسلسلات فوائد عدة بالنسبة إلى الشركات المنتجة.

من الناحية الفنية، يكتب المسلسل وفق قواعد تجعل تنفيذه سريعاً مقارنةً بمسلسلات الثلاثين حلقة. يمكن حلقة واحدة، تبلغ مدّتها ساعة تلفزيونية، أن تتضمّن فقط سبعة مشاهد طويلة. والأهم أنّ كل العمل يصوّر تقريباً داخل البلاتوهات من دون الحاجة إلى اللجوء إلى تصوير خارجي.

كذلك تتّفق الشركة المنتجة مع أكثر من مخرج، ما يفسح المجال لتصوير أكثر من مشهد في الوقت نفسه. ولعلّ الأهم بالنسبة إلى الفضائيات التي تبدو متحمّسة لهذه الأعمال أنّها تزوّدها بعدد كبير من الحلقات لتعبئة ساعات البث في سعر أقلّ من شراء أربعة مسلسلات مؤلّفة من ثلاثين حلقة. كذلك، فإن هذه الأعمال المطوّلة تجذب الجمهور لأنه ليس مضطراً إلى متابعتها كلها، بل مهما فاته من حلقات فسيتمكّن من فهم تطوّرات السيناريو.

وفي انتظار أن تتّضح الخريطة النهائية للقنوات (الخليجية منها خصوصاً)، وإعلان مسلسلاتها الطويلة، بات واضحاً أن أعمال الـ«سيتكوم» ستتراجع أمام هذه النوعية الجديدة من الدراما. لكن طبعاً تبقى كل هذه المشاريع مرتبطة بواقع واحد، هدوء الأوضاع السياسية في الدول العربية؛ لأن شركات الإنتاج غير مستعدّة للمخاطرة بأموالها في ظل عدم الاستقرار الذي تشهده المنطقة.