2013/05/29

الصحافيون السوريون يلقنون أبو جانتي درساً   قاسياً
الصحافيون السوريون يلقنون أبو جانتي درساً قاسياً

  محمد منصور- القدس العربي لا يلبث موسم الدراما التلفزيونية في رمضان أن ينقضي، حتى يعيش متابعو ومحبو هذه الدراما موسم المعارك والسجالات... ويجد المهتمون بحصيلة هذا الموسم أكثر من ظاهرة يمكن أن تعكس حجم التلقي السلبي أو الإيجابي، الذي تلقاه المسلسلات السورية عادة في الشارع السوري. وفي رصدنا للأصداء التي خلّفها موسم الدراما وراءه، يمكن أن نلحظ الهجوم الحاد الذي حظي به مسلسل (أبو جانتي... ملك التاكسي)، من قبل حشد كبير من الصحافيين، ليس على خلفية رداءة مستواه الفني وحسب، بل على خلفية الإساءة البالغة التي وجهتها أسرة هذا المسلسل للصحافة، حين اتهمت الصحافيين في ندوة تلفزيون الدنيا، بأنهم مأجورون، ويكتبون لمن يدفع لهم أكثر... إلا أن الظاهرة الأخطر في أصداء الدراما السورية هذا الموسم، تكمن في الموقف النقدي الشعبي الذي اتخذته شريحة من الجمهور، إزاء الإثارة المتعمدة التي وقعت فيها بعض المسلسلات على حد تعبيرهم، مما حدا بهذه الشريحة إلى تأسيس صفحة على موقع (الفيس بوك) تدعو إلى مقاطعة الدراما السورية. صحافيون يثأرون لكرامتهم! لم تكن الكتابة عن مسلسل (أبو جانتي ملك التاكسي) للممثل سامر المصري أمراً مثيراً لاهتمام الكثير من الصحافيين، الذين رأوا منذ عرض الحلقات الأولى من هذا العمل، أنهم أمام عمل كوميدي هابط، قد يثير الضحك السطحي في تناوله لبعض الأمور، وقد يحظى بجماهيرية ما من قبل فئات أو شرائح معينة... لكنه يبقى مسلسلاً مشغولاً على عجل، ومفبركا من أجل إبراز مواهب سامر المصري في التمثيل والغناء والإدارة والإنتاج ووعظ الناس بمفاهيم مرتبكة وثقافة سوقية لا يحسد عليها. لكن الندوة التي أجراها أبطال العمل مع مخرجه أول أيام العيد على شاشة تلفزيون (الدنيا) الخاص، وتهجموا فيها على كل من انتقد المسلسل، واتهموهم في نزاهتهم صراحة، وبأنهم يرتشون، ويغيرون آراءهم حسب من يدفع لهم أكثر... دفعت بالكثير من الزملاء الصحافيين الذين سكتوا على رداءة وسطحية المسلسل، أن (يبقوّا البحصة) بعد أن مست أسرة المسلسل كرامتهم، واتهمتهم في شرفهم المهني. وكانت فاتحة هذه المقالات ما كتبه الزميل سامر محمد إسماعيل في جريدة 'السفير' اللبنانية تحت عنوان: (فريق أبو جانتي في سهرة تصفية حسابات مع الصحافة) قال فيه: استغلت أسرة مسلسل 'أبو جانتي' فرصة وجودها على شاشة 'الدنيا' السورية للردّ على المقالات الصحافية، إذ لمّح الفنان المصري، بإشارة واضحة إلى زميل في إحدى الصحف اللبنانية تناول العمل في أحد مقالاته، بأنه صحافي مأجور وأن إحدى الجهات الإنتاجية استمالته ودفعت له، فكان أن كتب ضد المسلسل. كما وصف كل من أيمن رضا وشكران مرتجى الصحافيين الذين كتبوا عن المسلسل بـ 'دخلاء على الصحافة'. وذلك من دون أن تقوم مقدمة البرنامج بأي تعقيـب، فكان أن استفاض رضا بقوله 'هؤلاء لا يقدّرون جهد الفنان ويكتبون للذي يدفع لهم..'، ليعقّب قنوع بأنه 'تجب مراقبة الصحافيين وما يكتبونه عن الدراما السورية لأنها إنجاز وطني'. بدا واضحاً أن السهرة 'مفبركة' من قبل المحطة نفسها للردّ على ما كتبته الصحافة السورية والعربية حول العمل الذي مولته فضائية 'روتانا الخليجية'. ولم تشرك 'الدنيا' أياً من الصحافيين أو النقاد الفنيين الذين كتبوا عن المسلسل في النقاش، بل تركت 'الحبل على غاربه' لأسرة العمل بأن 'تقيّم' عمل الصحافة السورية. وتجاوز البرنامج ذلك بسؤال المذيعة للممثل سامر المصري 'كيف تقيم عمل الصحافة والنقد؟' وقد ردّ عليها 'أنا لست راضياً عن عمل الصحافة وما تكتبه'. بدا وكأن على الصحافي أن يسكت على مساخر لم يقدمها أصحابها إلا لمغازلة الجهة المنتجة التي مولتها. أما الزميل إبراهيم حاج عبدي، فقد كتب في صحيفة 'الحياة' اللندنية مقالاً تحت عنوان: (أبو جانتي وأقرانه) رأى فيه أن العمل: فُصّل من أوله إلى آخره على مقاس النجم السوري سامر المصري. وأكد على الصعيد ذاته: يصعب الاختلاف في شأن 'سخف' هذا المسلسل الذي جاء ضعيفاً في بنائه الدرامي، مفتقراً للجماليات ولحبكة درامية جذابة. وبدلاً من أن يساهم 'المونتاج المبتكر' حول عرض مقاطع من مشهدين مختلفين يحدثان في اللحظة ذاتها، في رفع رصيد العمل، فإن ذلك أحدث المزيد من الإرباك والتعثر. الصحافة الالكترونية في خدمة المعركة! ورغم أن الصحافة السورية الورقية بقيت نسبياً خارج هذا السجال بنبرته الحادة والجرئية، إلا أن الصحافة الالكترونية السورية، دخلت بقوة على خط المواجهة مع من امتهنوا كرامة الصحافة... فأعادت نشر المقالات التي كتبها سوريون لصحف عربية، كما نشرت مقالات خاصة باسمها، فنشر موقع (داماس بوست) مقالاً نقدياً متماسكاً للزميلة فاديا أبو زيد، تحت عنوان: (أبو جانتي مسلسل سياحي بنص هزيل) افتتحته بالقول: يثبت توتر العلاقة بين صناع الدراما والصحافة أن خللا قائما في بنية هذه الصناعة وهم يؤكدون يوما بعد آخر جهلهم بأهمية النقد (الانتقاد تحديدا)، كما حدث في لقاء أسرة عمل أبو جانتي على فضائية الدنيا، حين لم يكن أمامهم من سلاح سوى كيل الاتهامات للصحافيين الذين تحدثوا سلبا عن العمل بأنهم مأجورون وموظفون لجهات وشركات تدفع لهم كي يقللوا من قيمة العمل. ورأت فاديا أبو زيد في ردها المحكم أن: العكس هو الصحيح فمن يطبل ويزمر لعشرات الأعمال التافهة التي أتحفتنا بها الدراما السورية في هذا الموسم'هم الصحافيون الذين يتلقون مبالغ شهرية أو مكافآت لقاء تحدثهم الإيجابي عن أعمال سيئة ومسيئة للدراما السورية ترجع بها كل سنة خطوتين إلى الوراء. ثم مضت إلى القول: رأيناه في أبو جانتي لم يكن أكثر من تهريج ممجوج أتقنه سامر المصري وأيمن رضا من دون أي عناء، لاسيما العراضات والأغاني المفروضة بسبب وبغير سبب تدل إلى نص هزيل كان يمكن له أن يكون أكثر عمقا وحرفية لو أن صناع العمل انتبهوا إلى 'ضيعة ضايعة' أو أنهم قرأوا الرواية المصرية العظيمة 'التاكسي' أو استفادوا من برامج الترفيه التي كان محورها التاكسي كي يأخذ النص بعدا معرفيا وجماليا آخر يقوي من فكرة المسلسل المبتكرة حقيقة في الدراما السورية! وكم كان غريبا أن يطالبونا بتقدير جهودهم وتعبهم الذي عانوا منه أثناء التصوير وكأننا سنتقاسم معهم أرباح هذا العمل؟ أو كأن الأعمال الدرامية تنتج عادة من دون تعب؟. وتحت عنوان: (أيها الصحافيون احذروا: 'أبو جانتي' منزّه عن النقد) نشر موقع (بوسطة) الفني السوري المتخصص، مقالاً للزميل علي وجيه، اعتبر فيه أن ندوة مسلسل (أبو جانتي على تلفزيون الدنيا، كانت: المثال الأبرز على الاستخفاف بالجمهور، ومحاولة الاستفراد به لتشويه صورة الصحافة السورية، التي عُرف عنها مواكبة دراما بلادها ودعمها بمختلف الأشكال والأوجه الاحتفالية والنقدية. ومضى الزميل علي وجيه إلى القول: الجميع يدرك أنّ الدراما السورية 'إنجاز وطني' كما قيل، ولكن هل يعني هذا أنّها من دون التقييم والنقد؟ وهل وصل الأمر إلى اتهام الصحافيين الذين انتقدوا المسلسل بأنّهم 'دخلاء على الصحافة' وأنّهم 'يكتبون للذي يدفع لهم'. إلا أن أعنف هذه المقالات وأكثرها إثارة للسجال، كان مقال الزميل أبي حسن في موقع (كلنا شركاء) والذي تداولته بعض المواقع الإلكترونية الأخرى، والذي عرّض فيه بالمشرف على ملحق (الدراما) الذي تصدره جريدة 'تشرين' الرسمية، الزميل ماهر منصور، ساخراً مما أسماه: (قاعدته الذهبية'التي تجسّدها مقالاته 'كل الدراما السوريّة خير وبركة') ومثمناً بالمقابل من أسماهم: أصحاب الضمير الحي الذين قالوا في العمل السيئ كلمة حق من دون أن يلتفتوا إلى مصالحهم الضيقة، كما يفعل بعض صغار الصحافيين والمتطفلين على عرش صاحبة الجلالة التي تعلو ولا يعلا عليها. ورأى الزميل أبي حسن في الندوة والمسلسل معاً جملة فظائع تدعو للشعور بالعار، أوجزها بالقول: العار أن يكذب سامر المصري على المشاهدين بقوله ان عمله يحترم المرأة السورية فيما نرى النقيض (لم يعد ينقصنا في الحديث والدفاع عن حقوق المرأة سوى الملا بسام الملا!)... العار أن يُقدّم المرأة السورية (غير الراشد) باعتبارها سلعة يسعى لبيعها لابن الخليج العربي.... العار أن يضرب 'أبو جانتي' شقيقته لسبب مخجل وتافه... العار أن يُقدم ابن الساحل بطريقة كاذبة ومغايرة للواقع طمعاً في إضحاك المشاهد بطريقة مبتذلة تقوم على تقديم شهادة مزورة عن واقع الساحل وأهله. مقاطعة دراما إثارة الغرائز! وعلى صعيد آخر... استفزت جرأة الدراما السورية هذا العام، التي زاد في فجاجتها ضعف المستوى الفني لكثير من الأعمال، شريحة من شرائح الجمهور السوري، فذهب بعضهم للتعبير عن رأيه عبر تأسيس مجموعة على موقع الفيس البوك الأكثر انتشاراً في العالم تحمل عنوان: (قاطعوا الدراما السورية الموجهة بشكل سلبي وغريزي) وقد جاء في الكلمة التعريفية بهذه المجموعة: بأنها تهدف: لإنشاء وعي فني راق يستطيع انتخاب وتمييز العنصر الجمالي الموجه في الدراما، ويستثني ذلك العنصر الغريزي المحرض على الافتراء والتشويه البصري المتعمد لغايات تسويقية رخيصة، ناهيك عن توجهات خبيثة ودنيئة غير معروفة الاتجاه، تجاه أفكار غريبة عن مجتمعاتنا وقيمنا وأخلاقنا وتوسيعها لتشمل المراهقين غير الناضجين ليتأثروا بها سلباً. والكلام لمؤسسي المجموعة الذين رأوا أيضاً أنه: عندما يتم طرح موضوع بطريقة لا تتناسب مع عاداتنا وقيمنا فمؤكد سوف يلقى هذا معارضة شديدة؛ ومن هنا يجب أن يجد الكتاب الطريقة الأمثل والأفضل لطرح مواضيعهم ومناقشتها على الملأ. وقد بدا واضحاً أن أكثر عمل مقصود بهذا الكلام، هو مسلسل (ما ملكت أيمانكم) للكاتبة هالة دياب والمخرج نجدت أنزور... إذ نقرأ في تعليق أحد أعضاء المجموعة: (خافوا الله وما بدنا نشوف مشاهد مقززة ووسخة في رمضان) فيما يشير آخر: (موضوع 'صورة المرأة المحجبة' في المسلسلات يحتاج بلا شك إلى دراسة تفصيلية متفرغة، تدرس عدداً كافياً من المسلسلات التي يجب أن تؤخذ بطريقة تكفل صحة تمثيلها وتتناسب مع الدراسة الموضوعية النزيهة). وكان المخرج مأمون البني قد نبّه في حوار سابق ضمن سلسلة (حوارات دراما رمضان) التي انفردت بها 'القدس العربي'، إلى خطورة استفزاز مشاعر الناس الدينية، وأن هذا سيؤدي إلى مردود عكسي، حيث قال: إنني مع طرح كل الأفكار التي طرحها مسلسل (ما ملكت أيمانكم) فهي أفكار راهنة، وتمس واقعا راهنا، وتعكس مشكلات تعيش تحت السطح في المجتمع السوري اليوم، ولكن المشكلة أن هناك تعمداً للإثارة واستفزاز مشاعر الفئات الشعبية التي تجد نفسها قريبة من ظاهرة التدين، هناك استعراضات لجرأة مقحمة، ومشاهد مركبة بشكل ليس مدروساً جيداً. وأنا أرى أن الجرأة في موضوع حساس كهذا يجب أن تدرس جيداً وتستخدم بحذر كي لا تستفز مشاعر المشاهد ويصبح ضدها. من (ما ملكت أيمانكم) إلى (القعقاع)! وفيما تتواصل معركة مسلسل (ما ملكت أيمانكم) بين الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، الذي نقل عنه في موقع (نسيم الشام) الإلكتروني استياؤه مما قدمه العمل بعد أن أنهى مشاهدته، وبين المخرج نجدت أنزور، الذي رد على الشيخ البوطي في حوار صحافي لجريدة 'الوطن' السورية قائلاً: البلد فيه قانون ودستور، ولا يحق لأحد أن ينصب نفسه خليفة ليقرر ويعمل وينفذ لا البوطي ولا سواه. فإن صدى آخر لمعارك مسلسلات رمضان يبرز مع مسلسل (القعقاع بن عمرو التميمي) الذي كتبه محمود الجعفوري وأخرجه المثنى صبح... حيث تتداول المجموعات البريدية التي تمثل رأي شريحة اجتماعية كبرى من مستخدمي الانترنت في سورية، رسالة بعنوان: (خبايا وخفايا مسلسل القعقاع) قيل إن كاتبها هو (ناقد سرح من عمله عندما اعترض على ما جاء في المسلسل) حسب الرسالة البريدية المتداولة، التي بدا واضحاً مما جاء فيها، أن هناك استياء من حجم المغالطات التاريخية التي وقع بها المسلسل.. ومن تجسيد الخلفاء الراشدين عياناً لأن: (موضوع تجسيد الخلفاء لم تجزه المرجعيات السنية حتى تاريخه؛ وتعتبره من المحرمات، وهذه القضية تضيف إلى عبء التلفيق عبء التحريم) على حد تعبير الرسالة. وقد رأى كاتب أو كتّاب الرسالة بداية أن: المسلسل ليس فيه من القعقاع إلا مشاهد بسيطة.. وجله يتحدث عن الفتنة. ثم توقفوا بالتفصيل عند مشاهد معينة يدعمون فيها رأيهم بعيداً عن التعميم وإطلاق الأحكام بلا أدلة ومنها: بدأ المسلسل بالعرض التاريخي السليم رغم عيوبه الفنية الهائلة، حسب الروايات التاريخية الصافية حتى المشهد - 19- لنرى بعده - وبشكل مقحم على السياق الدرامي - الإمام علي بن أبي طالب في حجة الوداع، يركب ناقة الرسول القصواء في مشعر مِنى ويحجُّ بالناس ثم يغيب الإمام لنراه في المشهد 84 في بيعة الغدير، والرسول يرفع يدَ علي مبايعاً إياه على خلافته قبل وفاته! وقد جرى هذا الحدث بعد حجة الوداع، وهم في طريقهم إلى المدينة المنورة! وكما نرى فإنًّ المشهد الأول مكذوب، والثاني مقحم على السياق الدرامي، وهو موضوع خلافي، ويثير الدفائن والضغائن! وتورد الرسالة البريدية، التي يعتقد حسب تحليلنا الشخصي- أنها تقرير رقابي تم الاستغناء عن خدمات كاتبه لأنه رفض النص بعد قراءته، ولذلك فهو أي كاتب التقرير- قادر على تحديد المشاهد بأرقامها، وهذا أمر لا يتم إلا لمن له اطلاع على النص المكتوب... تورد هذه الرسالة أو التقرير جملة اعتراضات جسيمة على مشاهد بعينها من قبيل: المشهد 262- مقحم على السياق الدرامي ، يصور أبا بكر وهو يمنع عن فاطمة ابنة الرسول - ميراثها، ويسوق المؤلف التبريرات بدرامية فجة، يُرادُ من طرحها بث الحمية المذهبية! إذ لم أجد تفسيراً ألطف من إثارة الحميات والضغائن والمسلسل يعيد غزلها من جديد؟! المشهد 264- يصور زيد بن ثابت وهو يدّون القرآن الكريم. وقد ورد في المشهد نصاً وفعلا أنًّ القرآن يُكتبُ على ألواح الحجارة! وهذا ابتداع وتلفيق، والصحيح أنَّ القرآن كتب على: العُسبِ واللخافِ والأكتاف. والحجارة عادة قديمة تعود إلى الحضارة الفرعونية والرافدية، والسورية القديمة. المشهد 434- خالد بن الوليد يحاور القائد باهان الرومي، ويقول :غيرَ أنَّا قوم ٌ نشربُ الدماء، ولا دمَ أطيبُ من دم الروم ' حتى لو كانت العبارة مجازية، إلاَّ أنها حسيَّة، وتسيء إلى صورة هذا البطل في نظر المشاهد المعاصر؛ وكأنه مصاص دماء، أو قاتل متعطش لسفك الدماء ؟! المشهد 439- وفيه يبايع الصحابة الخليفة عمر مصافحة بالإيدي على طريقة أيامنا هذه. والثابت أنَّ المبايعة كانت باللسان والقول المجهور علانية، وعلى رؤوس الأشهاد في مسجد الرسول !(يقصد مبايعة غصبا عنهم) المشهد 456- وفي خطبة المثنى بن حارثة الشيباني ترد عبارة: قد منحنا ريف فارس من أرض العراق! هل يعقل أنَّ أرض العراق (ريفٌ لفارس)، ويأتي هذا الطرح في ظل احتلال العراق الآن؟!   مجموعات بريدية وتعليقات إلكترونية! وأيا تكن الأهداف من تسريب تقرير رقابي درامي حول صلاحية نص مسلسل (القعقاع)، وأيا تكن الطريقة التي عدلت بها المشاهد المذكورة وغيرها، فإن تداوله عبر المجموعات البريدية السورية، يقدم لنا صورة أخرى عن ردة الفعل الشعبية تجاه هذا المسلسل أو سواه... فإلى جانب مجموعة الفيس بوك التي أتينا على ذكرها، وعشرات الصفحات الأخرى على (الفيس بوك) التي كانت تعيد نشر المقالات النقدية التي تناولت مسلسلات الدراما السورية بالتشريح، ها هي المجموعات البريدية تنشط أيضاً، لتعلن عن انزعاجها من كثير من الأعمال التي قدمتها الدراما السورية هذا العام، وخصوصاً تلك التي لم تراع مشاعر الناس الدينية... كما نعثر على بعض المواقع الإلكترونية السورية على تعليقات باسم القراء، تسير في الاتجاه ذاته، ومنها هذا التعليق الذي يعترض على إلحاح الدراما السورية على موضوع الجنس في أعمالها فيقول:أصبحت الكتابة وكأنها بسطات تباع عليها الأعمال الفنية، وفي البازار من يعرض على المنتج أرخص يشتري على اسم النجم، نعم لقد كان هذا الموسم الرمضاني موسم التعاطي مع الجنس والمشاكل الجنسية للشباب، ولم تعد هناك مشاكل يمكن حلها إلا من خلال الجنس... فالفقير تحل مشاكله من خلال الجنس، والغني تزيد ثروته من خلال الجنس، والمسؤولون في بلدنا ليس همهم إلا الجنس، والمؤمنون يتاجرون بالجنس، أليس من المعيب على مثل كتاب ومخرجين كهؤلاء أن تكون المعالجة بهذه الطريقة؟! نعم لدينا مشاكل ولكن اعتقد أن طريقة المعالجة تمت في إحدى الكباريهات مع كأس وسكي بين الرقصات، فالذي يريد أن يطرح مواضيعه بجرأة يجب أن يكون لديه القدرة على معالجة تفيد لا تعلم الشباب على الرذيلة وتفسح المجال لانحلال أخلاق المجتمع. والسؤال الذي يطرح نفسه أخيراً، ونحن نتابع هذه البانوراما والأصداء: هل تكون هذه المؤشرات درساً لصناع الدراما السورية، كي يعيدوا النظر في الطريقة التي باتوا يقدمون فيها أعمالهم... أم أن المسألة برمتها سيتم التعامل معها باعتبارها: (كلام حاسدين ومغرضين)؟! سؤال يجب الإجابة عليه بوضوح، إذا أردنا حقاً، أن نحافظ على مكتسبات الدراما السورية خشية أن تذهب في مهب الريح، في زمن يعدنا بمزيد من منافسة الآخرين لنا!