2013/05/29

الغائبون تركوا فراغاً والبعض عاد بعد غياب الدراما السورية تفتقد أبرز كتّابها
الغائبون تركوا فراغاً والبعض عاد بعد غياب الدراما السورية تفتقد أبرز كتّابها


خلدون عليا – دار الخليج

يشكل الكتّاب القاعدة الأساسية التي تبنى عليها الدراما للانطلاق نحو التحضير والتصوير، وغالباً ما شكّل غياب النصوص الجيدة محل شكوى مستمرة من قبل منتجي ومخرجي وممثلي الدراما السورية الذين يقولون “ما في ورق”، وبالطبع فإنه بات معروفاً أن الأزمة السياسية التي تعيشها سوريا منذ حوالي العام ونصف العام قد انعكست على الدراما وعلى حجم إنتاجها . وإن لم يكن التأثير كبير في صعيد الكم الإنتاجي، حيث نشاهد من الدراما السورية 23 عملاً، ولكنه ظاهر في غياب عدد من أبرز الوجوه في عالم الكتابة الدرامية، في حين برزت وجوه جديدة تقدم نفسها للمرة الأولى وآخرون عادوا بعد غياب . وفي التحقيق التالي نعرض حضور كتّاب السيناريو السوريين في الدراما الحالية . .

يأتي في مقدمة الغائبين عن موسم 2012 الكاتبان حسن سامي يوسف ونجيب نصير اللذين قدما مسلسل “زمن العار” في موسم ،2009 وحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً وكان السبب في صعود أسهم الفنانة سلافة معمار، في حين قدم الكاتبان في الموسم الماضي مسلسلي “السراب” للمخرج مروان بركات، و”الغفران” للمخرج حاتم علي .

ومن الأسماء الكبيرة الغائبة عن دراما 2012 الكاتب الدكتور ممدوح حمادة الذي حقق نجاحات استثنائية من خلال أعماله الكوميدية “ضيعة ضيعة” بجزئيه و”الخربة” الذي قدمه العام الماضي، وحقق نجاحاً كبيراً أيضاً، والأعمال الثلاثة للمخرج الليث حجو، ولعل غياب حمادة يعد من الغيابات المؤثرة في ساحة الكوميديا السورية .

وحمل موسم 2012 استمرار غياب الكاتب المعروف فؤاد حميرة الذي طال لفترة زمنية طويلة نسبياً وهو مبدع المسلسل الشهير “غزلان في غابة الذئاب” للمخرجة رشا شربتجي وسلسلة “الحصرم الشامي” للمخرج سيف الدين سبيعي، ويأتي غياب حميرة لهذا العام بعد تأجيل تصوير مسلسله “الزبّال” تحت إدارة المخرجة شربتجي لأسباب غير معروفة، في حين لا يزال مصير مسلسله الكوميدي “أحدب نتورشام” - الذي أثار الكثير من الجدل منذ الإعلان عن تبنيه من قبل شركة الهاني للإنتاج الفني - مجهولاً .

من الأسماء الكبيرة واللامعة في عالم الكتابة الدرامية والغائبة عن الموسم الحالي، الكاتب الكبير حسن م يوسف الذي قدم في الموسم الماضي مسلسل “في حضرة الغياب” عن سيرة الشاعر العربي الراحل محمود درويش وأخرجه نجدت أنزور، كما قدم يوسف في الموسم الماضي مسلسل “ملح الحياة” الذي أخرجه النجم السوري أيمن زيدان .

كما تنضم الدكتورة هالة دياب إلى قافلة الغائبين حالياً بعد عدم عرض عملها “شيفون” الذي كان جاهزاً للعرض منذ الموسم الرمضاني الماضي، دون أن يوضح مخرج العمل نجدت أنزور أسباب عدم عرض العمل في الموسم الحالي أيضاً، كما قدمت دياب مسلسل “ما ملكت أيمانكم” مع المخرج أنزور في موسم 2010 . ولن يكون النجم السوري عباس النوري وزوجته الكاتبة عنود الخالد على أجندة الحاضرين في موسم 2012 ككاتبين، بعد أن قدما في الموسم الماضي مسلسل “طالع الفضة” وقبله بسنوات “أولاد القيمرية”، حيث مازال النوري والخالد يفكران ويدرسان إنجاز جزء ثان من مسلسل “طالع الفضة” للمخرج سيف الدين سبيعي .

من بين الغائبين أيضاً الكاتب عثمان جحا الذي امتد غيابه لفترة طويلة، إلا انه أصبح بحكم المؤكد أن يكون حاضراً في موسم 2013 من خلال مسلسل “العشق اللاهي” الذي انطلق تصويره منذ مدة وجيزة، في حين انتشرت الكثير من المعلومات الصحفية في بداية الموسم عن بدء جحا بكتابة نص يحمل عنوان “لو تعرفوا”، الذي قيل إنه يروي سيرة الفنانة أصالة نصري، إلا أن جحا لم يؤكد ذلك إطلاقاً، في حين تسربت الكثير من المعلومات الصحفية التي تقول إن النص الذي توقف جحا عن كتابته بعد انجازه حوالي خمس حلقات منه يتحدث عن عالم الغناء والتمثيل والشهرة وانعكاسها على حياة الإنسان من دون أن يكون العمل سيرة ذاتية لحياة نصري .

وبالطبع تفقد دراما البيئة الشامية هذا الموسم الكاتب أحمد حامد الذي تأجل انطلاق تصوير مسلسله “طوق البنات” الذي سيتولى إخراجه علاء الدين كوكش لما بعد رمضان الحالي، ويأتي غياب حامد للموسم الثاني على التوالي، بعد أن قدم الجزء الثاني من مسلسل “أهل الراية” للمخرج سيف الدين سبيعي في موسم ،2010 وتفتقد دراما البيئة الشامية للكاتب كمال مرة وهو الذي كان مشاركاً أساسياً في كتابة المسلسل الشهير “باب الحارة” للأخوين بسام ومؤمن الملا .

الموسم الحالي يشهد غياب أسماء أخرى ومنها هاني السعدي الذي استمر غيابه لفترة طويلة نسبياً، ويغيب أيضاً الكاتب بشار بطرس الذي ألّف مسلسل “العشق الحرام” للمخرج تامر إسحاق وقُدم في الموسم الماضي وقبله تعديل وإعادة كتابة “الخبز الحرام” للمخرج تامر إسحاق أيضاً، والذي تم عرضه في موسم 2010 . ولا يختلف الكاتب مازن طه عن هؤلاء حيث يحجز له مكاناً في سجل الغائبين بعد أن ألف في الموسم الماضي بالشراكة مع زوجته الكاتبة نور شيشكلي الجزء الثالث من مسلسل “صبايا” في حين كان الجزء الرابع من تأليف شيشكلي وحدها، كما كان طه حاضراً بقوة في الجزء الثامن لمسلسل “بقعة ضوء” الذي تم تقديمه في الموسم الماضي .

وعلى الرغم من غياب عدد كبير من الكتاب السوريين، إلا أن هذا الموسم شهد أيضاً عودة عدد من الوجوه بعد غياب، ويأتي في مقدمتهم الكاتب والروائي خالد خليفة حيث يقدم له هذا العام مسلسل “المفتاح” للمخرج هشام شربتجي، ويأتي حضور خليفة بعد غياب استمر منذ مسلسل “هدوء نسبي” للمخرج شوقي الماجري .

وتعود هذا العام أيضاً الكاتبة رانيا بيطار من خلال مسلسل “بنات العيلة” للمخرجة رشا شربتجي وذلك بعد أن قدمت مسلسل “الصندوق الأسود” للمخرج سيف الشيخ نجيب في موسم 2010 وغابت في الموسم الماضي . كما يعود الكاتب محمود عبد الكريم من خلال سيناريو وحوار مسلسل “المصابيح الزرق” المأخوذ عن رواية للأديب السوري حنا مينا .

وشكل هذا الموسم بوابة لعودة النجمة السورية أمل عرفة لعالم الكتابة الدرامية، وهذه المرة بالمشاركة مع بلال الشحادات وذلك من خلال مسلسل “رفة عين” وبعد أن ابتعدت عرفة عن عالم الكتابة لفترة طويلة .

تبرز في هذا الموسم أيضاً أسماء اقتحمت عالم السيناريو التلفزيوني للمرة الأولى، ومنهم شادي دويعر الذي يقدم سلسلة “أنت هنا” من إخراج علي ديوب و”رومانتيكا” من إخراج مهند قطيش في أول تجربة له . ومن الأسماء الجديدة أيضاً محمد الزيد الذي يقدم مسلسل “زمن البرغوت” للمخرج أحمد إبراهيم الأحمد، كما يحضر الكاتب سليمان عبد العزيز للمرة الأولى في الدراما السورية من خلال مسلسل “الأميمي” الذي ألفه بالتعاون مع المخرج تامر إسحاق .

وبالطبع يستمر عدد من كتّاب الدراما السورية بحضورهم ومنافستهم القوية على صدارة الأعمال الدرامية، ويأتي في مقدمتهم الكاتب والسيناريست سامر رضوان مبدع مسلسل “الولادة من الخاصرة”، والذي يحمل جزءه الثاني الذي يجري عرضه على قناة “أبوظبي” بعنوان “ساعات الجمر”، كما يحضر الكاتب والسيناريست الإشكالي فادي قوشقجي من خلال مسلسل “أرواح عارية”، وهو الذي قدم اعمالاً أثارت جدلاً جماهيرياً ونقدياً، وفي مقدمتها “ليس سراباً” و”عن الخوف والعزلة” .