2012/07/04

«الغفران».. دراما عن الحب.. وهواجس البحث عن السعادة
«الغفران».. دراما عن الحب.. وهواجس البحث عن السعادة

ميسون شبانة – تشرين دراما

ما الذي تبقى من الرومانسية في أيامنا الغارقة بمفارقات الواقع، ومعطياته القاسية؟ وهل ثمة مساحة للحب الصادق

البسيط في حياتنا المثقلة بالمشاغل والهموم؟! هذه الأسئلة يطرحها مسلسل (الغفران) في محاولة للبحث عن

حالات الحب التي تعيشها الذات الإنسانية عن نص للكاتب حسن سامي يوسف، وحمل العمل توقيع المخرج حاتم

علي العائد إلى الدراما الاجتماعية المعاصرة بعد غياب دام خمس سنوات وكان آخر عمل قد أخرجه علي على هذا

الصعيد مسلسل (على طول الأيام) الذي أنتج في عام 2006، الخطوط الدرامية للعمل أتت في زمن طغت عليه نزعات

الكشف عن وجوه القبح والسوداوية في حياتنا المعاصرة من خلال العشوائيات وما تزخر به من أمراض أخلاقية

واجتماعية والتي ترزح تحت الفساد بأنواعه

العمل يضم نخبة من نجوم الدراما السورية في مقدمتهم كل من: سلافة معمار، باسل خيـّاط، قيس الشيخ نجيب،

رامي حنا، نادين، تاج حيدر، زهير عبد الكريم، علي كريم، مهيار خضور، نجلاء خمري، ميرنا معلولي، فاتن شاهين،

سلافة عويشق، معن عبد الحق، جلال شموط، عدنان أبو الشامات، وغيرهم. وهو من إنتاج شركة عاج للإنتاج والتوزيع

الفني. ‏

كاتب العمل حسن سامي يوسف أكد بأن العمل يحكي قصة حب معاصرة وهو أتى من باب التنويع فلكل منا قصة حب

فلما لا نطرق هذا الباب؟ وأضاف: ‏

قصة الحب هذه سوف تتحكم بسير الأحداث وبطبائع الشخصيات التي قدمتها هي عن شابين مراهقين أحبا بعضهما

البعض ثم افترقا لسبب ما! إلى أن جمعتهما المصادفة بعد عدة سنوات. ‏

وحول عنوان العمل قال إنه جوهر المضمون وهو البؤرة، إذا أخطأ شخص بحق آخر لأي مدى سيغفر له وإلى أي مدى

أستطيع أن أغفر لنفسي وأسامح ذاتي؟.. وأكمل: (الغفران) يبحث في المضمون أكثر من الحدث الخارجي وعلى

الدخول في أعماق النفس البشرية أكثر من الأفعال الكبيرة الخارجية أستطيع القول: إن قصة الحب يشوبها الغدر فهل

من الممكن المسامحة والغفران؟ وهل سأسامح نفسي؟ ‏

‏وبخصوص علاقته مع المخرج حاتم علي قال: أعتقد أن مخرجاً مثل حاتم علي ليس قيد التجربة وأنا لي ثقة بأنه قادر

على التصرف بالعمل بشكل صحيح، ولكن العلاقة لم تكن بيني وبينه بل كانت مع الشركة المنتجة للعمل والتي

رشحت المخرج علي لإخراج العمل وهو ما طمأنني أكثر.. وقد دعيت منذ أيام لحضور المسلسل ولكنني أخاف من

رؤية أعمالي! ‏

المخرج حاتم علي أكد أن العمل يعرض مصائر الشخصيات التي تبحث عن السعادة ومفتاحها ويطرح أسئلة عن

السعادة.؟ وأين تكمن عناصرها؟؟ وكيفية الحصول عليها بأقل قدر ممكن من الخسائر؟؟ إضافة إلى أن تسمية العمل

بالغفران هو إشارة إلى أحد مفاتيح السر الكامن في البحث عن السعادة. ‏

ويتميز العمل بمحاولته التطرق إلى حياة الطبقة الوسطى، التي تم تهميشها درامياً في المرحلة الأخيرة وذلك لوجود

الكثير من القضايا الإشكالية الأخرى التي باتت تسيطر على مواضيع الدراما، كالعشوائيات وقضايا التطرف. واعتبر حاتم

علي انه كان لابد من العودة إلى قضايا هذه الطبقة من خلال مسلسل فيه كثير من الرومانسية والحب بقضايا

معاصرة تخص شخصيات المسلسل وتنتمي إلى هذا العالم بطريقة واقعية.. ‏

وبين «عزة» و«أمجد» اللذين التقيا على أكثر من صعيد، واتحدت آمالهمــا وجهودهما لإقامة أسرة سعيدة، في ظلال

الصداقة والمودة الدائمة...؟ ‏

غير أن هذا الحب القادم من روح أزمنـة أخرى... لا يلبث أن يهتز تحت ضربات زلزالية غير متوقعة !! فإذا به يتحول إلى

حكاية « فراق « لا مهرب منه.. فهل ســيكون فراقاً قدرياً كما هو حال قصص العشق الرومانسية؟! ‏

وتدور أحداث المسلسل في دمشق حيث يلتقي أمجد (باسل خياط) الذي أنهى لتوه الخدمة الإلزامية بعزة (سلافة

معمار) التي تعمل سكرتيرة في إحدى الدوائر الحكومية بعد غياب طويل استمر سنوات، لتتجدد العواطف والمشاعر

التي كانت متأججة منذ حب المراهقة في الحارة التي كانا يسكنان فيها تحاول تجاهل ماضي أمجد (باسل خياط)

الذي ذهب وعواطفه أدراج الرياح إلى أن يقنعها بعواطفه وبعد استجابتها لإلحاح أمجد يستنتج الأخير وبعد عدة مواقف،

أنه ليس أكثر من مجرد أداة في يد عزة لإثارة غيظ سامر الشاب الذي تحبه من طرف واحد، فينصرف عنها ،لكن عزة

تستطيع استعادة أمجد ويتفقان على الزواج ويؤجلان الإنجاب لبعض الوقت حتى يتمكنا من تدعيم وتأسيس الحياة

الزوجية بشكل جيد. ‏

الفنان قيس الشيخ نجيب يقوم بدور شاب فقير جداً يدعى محمود يعمل والده في البناء ورغم أنه طالب متفوق

بالدراسة إلا أنه لا يجد فرص عمل فيضطر للعمل كأستاذ في مدرسة، وهناك يحب فتاة ثرية تعمل معه في المدرسة

ويعرض عليها الزواج ولكنها ترفض. ‏

إنها حكاية حب رومانســية حقاً.. ولكن من قال إن الرومانسية هنا ستكون نقية من شوائب الكآبة وهل سيفلح الحب

الصادق من انتزاع الغفران؟؟ هذا ما يطرحه المسلسل في ‏ مضمونه

. ‏