2012/07/04

الفنان أندريه سكاف في برنامج أصحاب القمر:ظلمت نفسي وانتظروا مني شيئاً مختلفاً
الفنان أندريه سكاف في برنامج أصحاب القمر:ظلمت نفسي وانتظروا مني شيئاً مختلفاً

إباء الساعدي - تشرين دراما

استضاف برنامج أصحاب القمر (الذي يعرض كل أحد الساعة العاشرة مساء عبر أثير صوت الشباب, إعداد وتقديم الزميلة ربا ميا وإخراج الزميل باسل يوسف, الفنان أندريه سكاف فهو كما قدمته الزميلة ربا بأنه أحد أبطال هذه المرحلة وأبرز نجومها هو نجم استطاع بحق أن يكرس اسمه ضمن مجموعة من الأسماء التي حفرت بأظافرها الفنية منحوتة درامية إبداعية قابلت فعلاً للرسوخ، أثبت وبجدارة عبر مسيرته المسرحية والدرامية على أنه فنان يلتصق بالناس والجمهور التصاقاً حد الاندماج، ومنذ أن بدأ استدعته روحه وطاقته الفنية الخلاقة الشابة وفي لحظات الذات المبدعة، أن يأسس لذاته ولشخصه مكاناً، فنان نجم له دائماً حضور استثنائي في أعماله التي حازت على المتابعة الجماهيرية الأوسع، فعبر شخصيات أريد أو هو أراد أو هكذا قادته الأمور لأن تؤطره في إطار الشخصية الكوميدية وذلك لفرادة إتقانه اللعب على ذلك النوع من الشخصيات إلا أن الإجماع يقول على أنه فنان نجم استثنائي قادر على إتقان مختلف ظروف الأدوار والشخصيات، ومنها شخصيته في لعنة الطين فهي أكثر دليل على إثبات قدراته المتنوعة، ونكرر ما يجمع عليه الكثيرون على أن الفرصة الحقيقية التي هو فعلا يستحقها لم تعط له بعد فكيف سيكون عندها الإبداع والفن... نحن وهو بالانتظار، ليعبر الفنان أندريه سكاف عن رأيه بخصوص الدراما السورية قائلاً: إن هناك جهداً يبذل بها وعطاء ليس من فرد بل من مجموعة وما نقوم به ليس مهنة فقط بل فن وإبداع في الوقت نفسه ونجاحي من نجاح المسلسل السوري فإذا نجح هذا دليل على أن المخرج والممثلين والموسيقا والعناصر جميعها ناجحة، معتبراً أن موسم رمضان هو الحكم... وبنظرة موضوعيه فإن الدراما السورية دائماً من أفضل لأفضل والمسلسل السوري أصبح متابعاً أكثر لأنه يفاجئنا دائماً بأفكار جديدة ونكهات جديدة.

وحول الحديث عن مسلسل أبو جانتي وشخصية عماد التي قام بتأديتها وهل وجود الفنان سامر المصري بدور أبو جانتي الذي كان هو محور المسلسل طغى على حضور الفنانين أندريه سكاف وأيمن رضا؟ تحدث الفنان سكاف عن أن القصة الرئيسة كنص مكتوبة لـ«أبو جانتي» فنحن شخصيات مكملة وتم التعاون معه ومع المخرج لعمل هذه الشخصيات وكل شخص حسب اجتهاده فأنا أحب سامر وشخصه فهو دائماً متميز وأيمن كممثل حالة خاصة بالوطن العربي وكتلة من الموهبة فدائماً يدهشنا بأعماله منوهاً إلى أنه أحس أن هذا المسلسل سيكون جميلاً لكن بعد العرض تفاجأ بدرجة شعبيته وأن الناس قد أحبوه كثيراً وبالأخص شخصية «أبو ليلى» أيمن رضا وشخصية عماد، أما عن شخصيته حسون ودوره في مسلسل لعنة الطين أشار الفنان أندريه بأن في كل ضيعة هناك شخصيات على البركة وهم «دراويش» كهذه الشخصيات التي أداها من هذا النوع قائلاً: إن لم نستوعبها إنسانياً كممثلين لا نستطيع تأديتها، فهي شخصية مراقبة للأحداث وعلى اتصال روحي فلا تعبر بشكل مباشر ونلاحظ بأن الناس تداريهم وتحبهم وأن طريقة المخرج أحمد الأحمد بالأعمال وهو مخرج مسلسل لعنة الطين تدل على أنه يخلق شيئاً جميلاً، متابعاً حديثه أنه يشاهد أعماله بالفترة التي تعرض على الشاشة مع المشاهدين لذلك في بعض الأوقات لا يتاح له رؤيتها جميعاً لكنه يستمع لآراء الناس وكانت ردة فعلهم بأنه مسلسل متميز وجميل. وعن الشخصية التي اعتبرها الفنان سكاف تحد له وأحبها واستطاع تجسيدها بطريقة جميلة هي شخصيته في مسلسل أعقل المجانين فهي شخصية مهمة وقريبة لكل إنسان عندها إيمان وتحب الخير فيها جانب طريف وجانب عميق معرباً عن سعادته بالعمل مع المخرج محمد شيخ نجيب في المسلسلين (أعقل المجانين وممرات ضيقة) فهو يمتلك طريقة جميلة في الإخراج يجعل فريق العمل سعيداً ما يساعد على تحرير الإبداع لديهم. ‏

بقعة ضوء عبارة عن مجموعة ممثلين نجوم يقومون بتقديم لوحة فنية صغيرة وهذا ما ميز هذا المسلسل كما رأى الفنان أندريه سكاف فإذا كانت هناك مجموعة أدوار فالأدوار كلها متميزة وهذا ما نسعى إليه وهذا ما حدث وأي جزء منها يجب أن يكون مشغولاً وفيه إبداع حتى إن قمت بتقديم دور صغير جداً يجب أن أقول شيئاً من خلال هذه اللقطة والوجود، مشيراً إلى أن أي عمل يقدم بأجزاء سيحدث عليه جدل وتبدأ الناس بملاحظة السلبيات أكثر من الإيجابيات أو يصبح هناك طمع عند المشاهد لأنه يريد أفضل وأفضل، ففي الجزء الأول تكون الأفكار جديدة والروح عالية والحماس موجوداً وإذا استمرت الأجزاء الأخرى بنفس هذا المستوى فإن ذلك يعتبر نجاحاً. ‏

من جانب آخر وفي الحديث عن المسرح الذي يعشقه الفنان سكاف رأى بأن المسرح هنا يمتلك إمكانية عمل مسرح عالمي لولا العوائق والإشكاليات الحقيقية المتعلقة بالمخصصات وبالحاجة لميزانية مادية كبيرة فهذه المعادلة غير الموجودة تسببت بعدم وجود جمهور للمسرح يدفع بطاقة غالية الثمن ما أدى إلى ابتعاد كثير من الممثلين عن المسرح والتوجه للعمل التلفزيوني لأن مادياته أفضل. ‏

أما بخصوص السينما وبرده على الاستفسار بأن فيلم «سيلينا» لم يأخذ صداه ولم يحقق الانتشار والمتابعة؟ وعن وجوده بالفيلم؟ أشار الفنان سكاف بأن دوره ودور الفنان نضال سيجري كان بسيطاً وكانت اللقطات قليلة للغاية فالمساحة صغيرة جداً حيث إنه لم ينتبه لوجوده في الفيلم ولم يدقق على هذا الموضوع لأن الفيلم يحدد لقطات للشخصيات وبما أنه فيلم غنائي فلا يمكن تجاوز الزمن لأنه مرتبط بالموسيقا والغناء، قائلاً لقد أحببت المبادرة ككل وأحببت الفيلم كنتيجة لحاتم علي وقيامه بفيلم سينمائي بهذا الرقي والطريقة الجميلة لإعادة إحياء الأفلام الجميلة والغنائية ومسرحيات السيدة فيروز التي هي قمة، وكإنجاز سوري سررت لنجاحه. ‏

ومن بطاقات الحب التي تم تلقيها في الحلقة بطاقة من الدكتور عجاج سليم عميد المعهد العالي للفنون المسرحية مخرج وأستاذ بالمعهد الذي اعتبر أن الفنان سكاف من أهم الممثلين الموهوبين الذي وضع بصمة في فن الكوميديا التي تعتبر الفن الأصعب وهو إنسان يتميز بطيبة وابتسامة دائمة وأخلاق عالية وفوضى حياتية خلاقة، فهو مازال يمتلك أكثر بكثير مما قدمه، أما البطاقة الثانية وهي من المخرج محمد شيخ نجيب الذي وصفه بأنه كتلة شعاع دائمة من الموهبة الفطرية عنده مفردات وإيحاءات رائعة وكان دوره في أعقل المجانين من أصعب الأدوار وفي ممرات ضيقة فاجأني بالدور الصغير الذي ظهر فيه على الناس وكأنه بطل العمل قائلاً لو لم أكن مخرجاً لكنت مدير أعمال لأندريه مشيراً إلى مشكلة وحيدة للفنان أندريه وهو أنه يبعثر حاله كثيرا فيقوم بتقديم الكثير من الأعمال التي يجب ألا يؤديها لذا يجب أن يرتقي أكثر متوقعاً أنه هذا العام سيكون أكثر تألقاً، أما بطاقة الحب الأخيرة فكانت من الزميل ماهر منصور الذي قدم قراءة نقدية بسيطة مشيراً إلى أن الفنان أندريه سكاف بالإضافة لنضال سيجري وشكران مرتجى ومجموعة أسماء نجوم قاموا بتأدية أدوار ثانية وفي الحقيقة هم نجوم لكن بعيداً عن أدوار البطولة وكان هذا هو عنوان الملف، والفنان سكاف موهبة مثيرة للإعجاب والاستغراب من قبل المخرجين الذين إلى الآن لم يكتشفوا إمكانياته بالرغم من أنها إمكانيات واضحة وصريحة ولا تحتاج لمخرج عبقري ليكتشف أنه موهبة عالية المستوى، ولكن الأدوار التي قام بتأديتها بقدر ما تدين المخرجين الذين لم يكتشفوا إمكانياته الحقيقية تدين أندريه نفسه لدرجة أنني أعتقد أنه ظلم نفسه مثلما ظلمه الآخرون فهو يستحق أن يأخذ أدوار بطولة ويكون له مساحة أكبر من هذه المساحة الموجودة لذا أتمنى مشاهدته بالدور التي يستحقه والدور الأول الذي يستوعب إمكاناته وهو شخصية محبوبة كثيراً من الوسط الفني وقريبة من قلوب الناس، وملفت للانتباه إلى أن الفنان سكاف له تجربه إخراجية منذ سنتين لكن أين هي الآن؟ ‏

بالنهاية شكر الفنان أندريه سكاف الجميع ورأى بأن الزميل ماهر منصور كان موضوعياً بطريقة نقده الإيجابية والسلبية والمفيدة وبأن نظرته صحيحة من دون أن يعتبر الفنان سكاف أن المخرجين قد ظلموه فهو من ظلم نفسه معتبراً أن المرحلة مضت بإيجابياتها وسلبياتها وفي المستقبل سيقدم شيئاً كثيراً مختلفاً ومهماً، ونوه بأن تجربته الإخراجية بمسلسل حكواتي كافية وهي تعرض حالياً على قناة «سورية دراما» وهي تجربة بإنتاج بسيط لكنه كان قلقاً نتيجة طول الفترة الزمنية بين إنتاجه وعرضه، وبما أنه في نهاية كل حلقة يتم عرض أغنية فقد تم التعاون مع الفنان لؤي بيرقدار والفنان عمر كوجك من أجل ذلك وتم أيضا تأليف أغنية من كلمات الفنان سكاف وهي عزابي، وبخصوص موضوع الفوضى التي أشار إليها البعض بأن الفنان سكاف يمتلكها أعتبرها بأنها مزاجية ويجب أن تكون عند الفنان مزاجية معينة لأن الالتزام الشديد والمبالغ فيه هو عبارة عن مرض وعقدة.‏