2012/07/04

"الكرتون" يتحدث العربية
"الكرتون" يتحدث العربية

فدوى ابراهيم - دار الخليج

مجموعة من الشباب الموهوب، وجد فرصته لتعلم فن الرسوم المتحركة بحرفية وإتقان، فجاءت أحلامه متوافقة وإطلاق البرنامج التدريبي لإنتاج الرسوم المتحركة، عبر “أكاديمية كارتون نتورك للرسوم المتحركة” “في twofour54  تدريب”، وتوفر الأكاديمية للموهوبين فرصة تحويل مواهبهم إلى مهارات ومهن، لينتجوا من خلالها محتوى رسوم متحركة، عربياً شكلاً ومضموناً، بعد إكسابهم مهارات الفن باستخدام أبرز التطبيقات العالمية في مجال الرسوم المتحركة بالشراكة مع شركاء عالميين متخصصين .

توفر الدورة التدريبية لتعلم فن الرسوم المتحركة في أكاديمية “كارتون نتورك” للموهوبين والشغوفين بهذا الفن، فرصة تعلم أبجديات الرسوم المتحركة من الألف إلى الياء، وتعتمد الأكاديمية بدايةً على الطريقة التقليدية اليدوية في تعلم فن الرسوم المتحركة، ومن ثم تطوير هذه المهارة عبر استخدام أحدث التقنيات العالمية في مجال الرسوم المتحركة، ولعل ما يشجع اكتساب هذه المهارة، هو أن فن الرسوم المتحركة لم يعد كالسابق موجهاً لفئة واحدة من المشاهدين وهي الأطفال، إنما أصبح اليوم فناً يستخدم لإيصال رسائل اجتماعية وتربوية وتثقيفية وترفيهية، ويوجه للأطفال والكبار .

وتمتد الدورة طوال العام بدوام كامل يتطلب التفرغ، وتجرى الدورة في “twofour54 تدريب”، لتكون الأولى من نوعها في العالم، وصممت هذه الدورة من قبل “twofour54 تدريب”، بالتعاون مع شركائها الرئيسيين: المركز الوطني لصور الكمبيوتر المتحركة (NCAA) في جامعة بورنموث (المملكة المتحدة)، وشركة “تيرنر برودكاستينغ سيستم” (TBS، Inc)، وتمت صياغة محتويات الدورة بما يتناسب مع الواقع والثقافة المحلية، لتوفر أساساً سليماً في ابتكار إنتاجات فنية جديدة تعبر عن روح الدعابة والثقافة والقيم والتراث المنبثقة من منطقتنا .

وتستخدم الأكاديمية التقنيات والممارسات التطبيقية عالية الجودة والمعمول بها في أوروبا والولايات المتحدة، وذلك بواسطة أشهر مدربي الرسوم المتحركة العالميين، حيث يشغل منصب رئيس المدربين في أكاديمية الكارتون أوليفر أكير، الذي عمل لمدة تزيد على 18 عاماً في مجال الرسوم المتحركة، وكان جزءاً من خبراته العمل في استديو “والت ديزني” للرسوم المتحركة في باريس، إضافة إلى عمله كمدير ومشرف على الإنتاج التلفزيوني والروائي، بينما انضم المدرب بدر الدين بدر الدين إلى الأكاديمية منذ انطلاقها بداية العام الحالي . وشغل بدر الدين منصب المدير الفني ورئيس مبتكري الرسوم المتحركة في شركة “إنسباير جي إل جي” ببريطانيا، قبل انضمامه إلى الأكاديمية .

وأبدى وين بورغ، الرئيس التشغيلي ونائب الرئيس التنفيذي في twofour54، سعادته بالمواهب العربية الشابة في الأكاديمية، والاهتمام والتطور الواضح في مستواهم، ويقول بهذا الشأن: “يعتبر قطاع الرسوم المتحركة واحداً من أكثر القطاعات ديناميكية في المنطقة وأسرعها نمواً، من هنا تبرز أهمية الأكاديمية وفعالية دوراتها التطبيقية والعملية، نظراً لكونها معدة خصيصاً للأفراد الراغبين بالعمل في هذا المجال ولديهم شغف النجاح فيه” .

وتوفر الأكاديمية بالتعاون مع “twofour54 تدريب”، عدداً من المنح الدراسية التي تعطى للطلاب ما فوق 18 عاماً ومن جميع الجنسيات وفقاً للكفاءة، وذلك للذين يرغبون في تطوير مهاراتهم في قطاعي الإعلام والترفيه، دورات تطبيقية وعالية المستوى، مستخدمة تسهيلات ومعدات حديثة وذلك لتطوير مهارات المشاركين التقنية والإبداعية، لكي يصبحوا فناني رسوم متحركة بارزين .

وتتضمن الدورة جلسات تدريب عملية في مختبر الكمبيوتر، ومحاضرات نظرية، ودروساً تعليمية، إضافة إلى مشروع عمل مستقل ودراسة ذاتية . وفضلاً عن ذلك، ستستضيف شركة “تيرنر” دروساً رئيسية منتظمة للطلاب .

وأبدى مجموعة الطلبة المتدربين على الرسوم الكرتونية، سعادتهم بالخبرة التي بدأوا اكتسابها منذ انتسابهم لأول أكاديمية رسوم متحركة في الشرق الأوسط في دورتها الأولى، حيث أجمعوا على أن الأكاديمية المكان الأمثل الذي حول موهبتهم في الرسم إلى خبرة لتتحول إلى حرفة .

وتقول المتدربة الإماراتية خلود علي، التي تخرجت في قسم الهندسة المعمارية في الجامعة الأمريكية بالشارقة، إنها وجدت موهبتها في الرسم تطغى على تفكيرها، فوجدت في الأكاديمية المكان الأفضل لتحول موهبتها إلى خبرة . وتحدثنا عن تجربتها في الأكاديمية قائلة: “أهوى الرسم منذ الطفولة، وحلمي بأن أصبح رسامة شخصيات كرتونية قديم، وبحثت عن تخصص دراسي أتعلم فيه كيفية الرسم بشكل احترافي لكنني لم أجد، وحينما تعرفت إلى الأكاديمية عاودت الأمل بقدرتي على تحقيق حلم طفولتي” . وتشير خلود، إلى أن طموحها في احتراف مهنة الرسوم المتحركة يحمل هدفاً لطالما تمنت تحقيقه، هو تقديم محتوى عربي موجه للعرب والغرب، لتعريف العالم بتاريخنا وعاداتنا من خلال الرسوم . وترى أن سبب عدم فهم الآخر لنا هو غيابنا، فهم من يمثلوننا في الرسوم المتحركة ولسنا نحن من يمثل نفسه، لذلك تريد أن تكون الرسوم المتحركة واجهة عربية تمحو التأثير الغريب والغربي الذي يحمله الأطفال العرب اليوم من خلال الرسوم المتحركة غربية الإنتاج .

ويحدثنا الشاب الإماراتي خالد الرايحي عن انضمامه للأكاديمية قائلاً: “تخرجت في تخصص الإخراج الفني بكلية دبي للطلاب، وهذا التخصص مجال لتعلم رسم الشخصيات الكرتونية للرسوم المتحركة، وبعد تخرجي عملت، وتفرغت حالياً من عملي كمخرج فني في مدينة دبي للإعلام للتدرب في الأكاديمية، وجاء انضمامي إليها بعد إدراكي لحاجتي إلى تعليم محترف متخصص في فن الرسوم المتحركة، والهدف من تدربي هو الوصول بمهارتي إلى فن صناعة الرسوم الكرتونية في العالم الغربي، ومن بعدها أحاول تطوير هذا الفن . وبفضل الأكاديمية وما تقدمه لنا، أجد أننا كمتدربين بإمكاننا أن نتخرج فيها بخبرة كبيرة تساعدنا على احتراف المهنة، فما يقدم وهو على أيدي خبراء في فن الرسوم المتحركة، وفي ثلاثة أشهر، أي فصل دراسي واحد يعلمنا ما يمكننا تعلمه خلال ثلاث سنوات أكاديمية، وأعتقد أننا بعد إنهاء السنة التدريبية سنكون مؤهلين لدخول سوق العمل” . ويؤكد خالد، أن صناعة الرسوم المتحركة، يمكن استثمارها، في إيصال رسائل شتى اجتماعية وثقافية وترفيهية وتربوية، ولفئات عدة في المجتمع .

وتطمح الشابة الإماراتية آمال محمد الطنيجي، إلى تجسيد الشخصيات المجتمعية الواقعية بشخصيات كرتونية، لأن الرسوم المتحركة اليوم أقدر على إيصال الرسائل الاجتماعية لجميع الفئات . وتخطط آمال، التي تفرغت من عملها في التصميم الجرافيكي بشرطة أبوظبي، لتجسيد الشخصيتين المجتمعيتين “هادي وأبو زعل”، وهما بطلتا حلقات إذاعية على شبكة  أبوظبي الإذاعية، وتقول آمال: “منذ طفولتي وأنا أهوى الرسم، وفي جامعة الإمارات درست تقنية المعلومات وتعرفت إلى التصميم الجرافيكي، وبقيت هوايتي ترافقني، حتى وجدت الفرصة في الأكاديمية فانضممت لها، ووجدت فيها أكثر مما حلمت به” .

المتدرب السوري محمد الشيخ إبراهيم، من المؤمنين بأن المعرفة يجب أن تتناقل، وأن الخبرة المستمدة من الأكاديمية يجب أن تستثمر في أفراد آخرين راغبين في المعرفة، وهذا هدفه . ويقول: “انتسابي إلى الأكاديمية جاء بهواية، وأصبح اليوم خبرة، لكن ما أطمح له هو اكتساب الخبرة من أجل تحويلها إلى معرفة أكاديمية لأقدمها لمن يرغبها، فأنا أسعى إلى التدريس الأكاديمي في مجال الرسوم المتحركة، وهذه الفكرة جاءتني حينما وجدت أن كثيراً من الموهوبين والمحترفين للرسوم المتحركة لا يمنحون ما يعرفون، ولهذا سأعمل على نقل خبرتي للآخرين” .

خديجة السعيدي من عمان، درست التصميم الجرافيكي في كلية خاصة بالدولة، ووجدت فيها جزءاً مما تطمح له في تعلم حرفة الرسوم المتحركة، وفي انتقالها للأكاديمية وجدت ما تطمح له من المتعة والفائدة، وتطور مستواها حسب قولها بشكل كبير خلال ثلاثة أشهر فقط . وتطمح اليوم أن تصبح إحدى أهم رسامي الرسوم المتحركة .

طموح تشاركها إياه المتدربة فاطمة قباني، التي تجد أن الأكاديمية قدمت لها جواباً عن كل سؤال كان يدور في ذهنها . وتحدثنا عن التدريب قائلة: “كنت في طفولتي أركز حينما أرسم على الوجوه والألوان والتفاصيل، أما اليوم فأركز على الخطوط العامة والتعبير والحركات في الرسوم، فما نقوم به اليوم هو تقديم المشاعر والانفعالات والعواطف من خلال الرسوم وليس مجرد الرسم، فكل ما يتحرك نعمل على تجسيده، وكل لحظة نقضيها في الأكاديمية تزيدنا معرفة، فالعمل الجماعي وتبادل الخبرات والتعلم كله هنا، وسنعمل على استثمار خبراتنا لصناعة محتوى كارتوني عربي” .

ولاء مغبول، شغوف بالرسوم المتحركة منذ طفولتها، وكانت تتابع لسنوات مسلسلات الرسوم المتحركة، وحينما انتهت من دراستها الفنون التطبيقية في جامعة السودان، بدأت العمل في شركة للرسوم المتحركة، لكنها وجدت نفسها بحاجة إلى خبرة أوسع وتطوير للذات، فبادرت إلى المشاركة في أكاديمية الرسوم المتحركة، التي وجدت ضالته فيها . كذلك الشابة الإماراتية عائشة المهيري، التي سعت إلى تكوين معرفة بصناعة الرسوم المتحركة، فوجدت في إعلان انطلاق الأكاديمية حلمها، وتقول بهذا الشأن: بدأ تحقيق حلمي من هنا، حيث أحلم بأن أصبح فنانة إماراتية مشهورة في صناعة الرسوم المتحركة، وانضمامي للأكاديمية جاء لتحقيق حلمي، ولإيماني بأنني سأستفيد منها، زميلتها الشابة الإماراتية سارة المطوع تجد في الرسم السعادة، وترى أنه المجال الوحيد الذي يحقق لها ذاتها، وتحدثنا عن ولعها بالرسوم قائلة: هواية الرسم معي منذ الصغر، وولعي بها لم ينقطع يوماً، فالرسم يمنحني السعادة، لأنني أفعل ما أحبه، وهذا الأمر لم يكن سوى هواية، وحينما وجدت الأكاديمية قررت أن أمارس هوايتي فيها، لكنني اكتشفت أن الهواية فقط لا تكفي، إنما يجب أن تكون هناك رغبة لدى المتدرب لأن يكتسب معارف جديدة، ورغم صعوبة الرسم وفق قواعد، إلا إنني أصررت على أن أواصل، وأقوم اليوم على تطوير هوايتي .

نسمة البحراني، درست تقنية المعلومات في جامعة كارليتون الكندية، وتخصصت في دراستها بالوسائط الإعلامية التفاعلية والتصميم مع خبرة في الأبعاد الثلاثية ،3 ووجدت في أكاديمية الرسوم المتحركة المكان الأنسب لتطور هوايتها وبعض ما اكتسبته من مهارات .

ويوضح المتدرب أولا فاداهوينسي من نيجيريا، أنه بحث عن أكاديميات تعليم فن الرسوم المتحركة ولم يجد ضالته، حتى تعرف إلى أكاديمية الرسوم المتحركة في twofour54، حيث بدأ بصقل موهبته وشغفه بالرسم، وأصبح أكثر قدرة على تجسيد الشخصيات الكرتونية.