2013/05/29

  مظفر اسماعيل- دار الخليج الليث حجو من أهم المخرجين الشباب الذين أفرزتهم الدراما السورية في السنوات الأخيرة، وبمسلسله الشهير “ضيعة ضايعة” استطاع أن يحقق انتشاراً كبيراً له وللكوميديا السورية التي عانت كثيراً في الآونة الأخيرة . عن المسلسل وبعض القضايا الفنية يتحدث في هذا الحوار: * أنت من المخرجين الشباب الذين استطاعوا تحقيق انطلاقة سريعة، ما سر ذلك؟ - انتشار الدراما السورية عبر الفضائيات كان من أهم العوامل التي ساهمت في نجاحي، ومن حسن حظي أني أتيت في هذه الفترة، فترة الفورة في الإنتاج الدرامي السوري . كما أن شركات الإنتاج تعطي المخرجين حقهم، وحتى الشبان منهم ينالون فرصهم على أتم وجه، وهذا كله عائد إلى الانتشار الكبير لهذه الدراما، ولا أنكر أنه في السابق كانت هناك أجيال تستحق التألق كما نستحقه، ولكن لم تكن ظروف الدراما في هذا الوقت تسمح بذلك، ورغم ذلك، فإن كثافة الإنتاج هذه لها مساوئ، إذ أصبح المخرجون الجيد والممتاز والسيء ينالون نفس القيم النجاحية . * ما سر النجاح الكبير الذي حققه مسلسل “ضيعة ضايعة” في ظل انتشار أعمال كثيرة ذات قيمة فكرية كبيرة؟ - نتعامل مع الكوميديا، وللأسف كأعمال نخب ثالث، فلا تتم قراءة الحوار بشكل جيد، وكذلك بالنسبة للإنتاج والإخراج . لكن الآن، وبالتحديد في “ضيعة ضايعة”، صار العمل الكوميدي وكأنه نخب أول، فنحن نهتم بشكل كبير بالعمل الفني من جميع جوانبه في الحوار والإنتاج والإخراج، ونصرف أموالاً كثيرة عليه، كما أن التصوير تم بتقنيات عالية وفي أماكن ذات قيمة جمالية خيالية، والطبيعة بلا شك ساعدت بشكل كبير على تحقيق الانسجام التام بين الجميع من أسرة العمل، يجب ألا ننسى أن للكوميديا تاريخاً في الدراما السورية، منذ زمن “صح النوم”، و”حمام الهنا”، و”مرايا” . * ما الرسالة التي أردت توجيهها للجماهير من خلال المسلسل؟ - من المفروض أن يقرأ كل إنسان رسالة العمل من خلال متابعته، والمشاهد هو الذي يحكم على أن العمل يتضمن رسالة وصلت بشكل صحيح أم لا، وعندما يجيب المخرج عن سؤال كهذا ويشرح رسالته فهذا مؤشر على أن عمله فشل ولم يعرف أحد رسالته . * هل هناك جزء آخر للمسلسل؟ - المسلسلات الأخرى التي تعددت أجزاؤها عبارة عن قصة يعاد إحياؤها بنفس المحور ونفس الأفكار، أما “ضيعة ضايعة”، فكل حلقة فيه جزء في حد ذاته، كما أنه من الممكن أن نعتبر كل سبع حلقات أو خمس جزءاً . * كثيرون اتهموا مسلسل “باب الحارة” بالإساءة لدمشق لضعف الحالة الفكرية فيه، و”ضيعة ضايعة” سار في نفس الاتجاه، ألا تخشى اعتباره مسيئاً للبيئة الساحلية؟ - أرفض تسمية بيئة “باب الحارة” بالبيئة الدمشقية، فهو لا يمت لها بصلة على الإطلاق، ولن أدخل في موضوع إساءة “باب الحارة”، ولكن من وجهة نظري أعتبره مسلسلاً فلكلورياً شعبياً يتحدث عن عادات وتقاليد معينة، الأصح لهذا المسلسل في رأيي هو أن نشبهه بالحكواتي الذي يجلس في المقهى بين الناس، ويتحدث عن بطولات وأحداث قد تكون من محض الخيال، والحالة الفلكلورية التي تحدثت عنها هي بقصد بث الحماس والمتعة بين الناس، وليست وسيلة للأرشفة . بالنسبة لمسلسل “ضيعة ضايعة” أرفض توجيه اتهام بأنه مسيء، لأنه يتحدث عن قرية مفترضة من الخيال والشخصيات المنتشرة من المحال أن نجد أشباهاً لها في شوارع مدينة اللاذقية، وفي ما يخص اللهجة والمبالغة فيها، فقد يقول البعض إن المخرج ليس من هذه المنطقة، وهو يقدم اللهجة بمنتهى السخرية، وهنا أسأل: أليس باسم ياخور ونضال سيجري وغيرهم من أبناء تلك المنطقة؟ فإن سخرت أنا من اللهجة  كما قال كثيرون  فمن المؤكد أنهم لن يسمحوا بذلك، وتقديم هذه اللهجة  في عمل فني سيسهم بشكل كبير في أرشفتها كونها غير مكتوبة . * كيف ترى فكرة الإخراج المشترك؟ - مسألة جديدة، لا أحبذها ولا أحبذ انتشارها، وأراها من وجهة نظري وسيلة من قبل المخرج لإبعاد المسؤولية عن نفسه ورميها على عاتق الآخرين . * شهدت الدراما السورية في الآونة الأخيرة تطوراً كبيراً، إلى أي مرحلة، في رأيك، وصلت؟ - اقتربنا من مرحلة الخطر، باختصار شديد أصبحنا في مرحلة الضمان، فنحن الآن نضمن لأي عمل مهما كانت قيمته الفكرية ومستواه الفني نضمن له الانتشار السريع، فمجرد كون العمل سوريّاً تتسارع المحطات وشركات الإنتاج لتولي أمره . الآن نقعد ونكف عن البحث عن أفكار جديدة، للأسف أعمينا عما ينتجه الآخرون، وعندما ننظر إلى الدراما المصرية التي تستطيع أن تضمن انتشارها وتسويقها على الرغم من أنها تنتج سنوياً عشرة في المئة من الإنتاج السوري، وعندما ننظر أيضاً إلى الدراما الخليجية التي تتطور وتسير بسرعة البرق نحو السيطرة على الدراما العربية من حيث ضمان التسويق أيضاً، عندما ننظر إلى كل هذا نستنتج وندرك عظمة الخطر المحدق بدرامانا، ونحن في النهاية ننظر إلى الأمر باستهتار، ونتغنى بنجاحاتنا ونستخدم مصطلح التربع على العرش، وهذا خطأ في رأيي