2012/07/04

الليث حجو: كنت أرغب أن أرى وجهة نظر أيمن رضا
الليث حجو: كنت أرغب أن أرى وجهة نظر أيمن رضا

  دارين صالح – الوطن تتلمذ على يد شيخ الكار المخرج هيثم حقي.. يخفي وراء هدوئه مهنية عالية، وتكتيكاً إخراجياً مميزاً.. أثبت وجوده على الساحة الفنية بجدارة من خلال عدة أعمال لاقت نجاحا جماهيريا منقطع النظير، مثل الانتظار، أهل الغرام، ضيعة ضايعة.. من مؤسسي مسلسل بقعة ضوء فقام بإخراج الجزء الأول والثاني والرابع.. إنه المخرج السوري الليث حجو التقته الوطن وكان معه اللقاء التالي: ما رأيك بالجزء السابع من مسلسل بقعة ضوء لكونك أحد مؤسسيه؟ أريد أن أشير إلى أن بقعة ضوء في جزئه السابع هو رؤية وفكرة أيمن رضا التي طرحها سابقاً حول تعدد المخرجين. واليوم نسمع أيمن يقول إنه مسؤول عما يقارب 60 إلى 70 %، وهذا تماماً ما كنت أقوله إن العمل لا يحتمل تعدد المخرجين، فلابد من وجود شخص واحد يتحمل المسؤولية كاملة. لا يمكن في عمل يحوي 90 لوحة أن نقسم النسب على من يتحمل مسؤولية الإخراج ومسؤولية الإضاءة ومسؤولية الملابس ومسؤولية التمثيل، فيجب أن يكون هناك شخص واحد يتحمل مسؤولية كل العمل ويدافع عنه. هل نفهم من كلامك أنك على خلاف مع الفنان أيمن رضا؟ على العكس تماماً، نحن أصدقاء، يوجد بيننا خلاف في وجهات النظر فقط، وأنا من أشد المعجبين بأداء أيمن، ومن المؤكد أن هناك شخصاً على خطأ. أنا قدمت رأيي ببقعة ضوء في الجزأين الأول والثاني وأيمن رضا قدم رأيه في الجزء السابع، وكنت أرغب بأن أرى وجهة نظر أيمن فربما أكون أنا على خطأ... سبق أن قلت إنه لم يعد لديك ما تقدمه لمسلسل بقعة ضوء، هل استطاع المخرج ناجي طعمي أن يقدم في الجزء السابع الجديد الذي اعترفت سابقا أنك لم تعد قادراً على تقديمه؟ هذا التقييم مطلوب من النقاد والصحفيين... وما أردت قوله قلته في الجزأين الأول والثاني. ومن المؤكد أن ناجي طعمي لديه وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظري، وهذا لا يعني أن رأيي على صواب ورأيه على خطأ. قدمت ضيعة ضايعة على مدى جزأين، هل هناك جزء ثالث للعمل؟ سيكون هناك جزء ثالث في حال وجود مخرج ثان. ألا تظن أن عرض العمل بشكل حصري على تلفزيون الأورينت يمكن أن يسيء للعمل من حيث الانتشار ويقلل من جماهيريته وخاصة في شهر رمضان؟ كنت أتمنى عرضه خارج رمضان لأن مسلسل ضيعة ضايعة في جزئه الثاني أنجز بظروف قاسية خلال فصل الشتاء، وانتهينا من تصويره في الشهر الثالث بهدف عرضه خارج الموسم الرمضاني، وبالنهاية هذا قرار محطات وشركة منتجة وليس قرار مخرج. كنت أتمنى مع كل من ساهم في هذا العمل وتحمل البرد القارس، أن يعرض المسلسل في شهر آذار، وعلى قناة أرضية سورية وللمشاهد السوري حصرا. قلت سابقاً: أستطيع أن أضمن كل المحطات عدا التلفزيون السوري، لماذا هذا الموقف؟ هذا لا يعني أنني لست مهتماً بالعرض على التلفزيون السوري، فاهتمامي الأول والأخير هو التلفزيون السوري والدليل عندما أنجزت عمل الانتظار الذي يعكس حالة العشوائيات بدمشق، وضيعة ضايعة باللهجة المحلية وهذا تأكيد أني مهتم بالمشاهد السوري مع احترامي لكل المشاهدين في الوطن العربي. في فترة من الفترات ظلمت بالعرض على التلفزيون السوري، وخاصة أنني قمت بأكثر من محاولة عندما قدمت أعمالاً أعتقد أنها تستحق أن تعرض على شاشة التلفزيون السوري. اليوم متفائل بالإدارة الجديدة وبتقييم وظروف أفضل للعرض، وبالنهاية أنا لا أطالب فقط بعرض أعمالي، ولكني أطالب بتوزيع أفضل لأعمال ذات قيمة سواء كانت لي أم لغيري... فالهدف مصلحة محطة وليس مصلحة أشخاص. انتهيت مؤخراً من تصوير خماسيتين (تقاطع خطر) و(بيت عامر)، متى سيتم عرضهما؟ تم تصويرهما بعيداً عن كل شروط التسويق والعرض (التي تكون عادة على مدى ثلاثين حلقة) أحاول أن أقدم أعمالاً خارج كليشيهات المسلسلات، ولكن للأسف ممكن أن تواجه صعوبات بفرص توزيعها وعرضها، إلا أني أسعى دائماً للبحث عن المختلف حتى بالشكل العام بعدد الحلقات. سمعنا أنك بصدد التحضير لمسلسل روز اليوسف...؟ قرأت الفكرة، وبمجرد النقاش بها بدأت المشاكل مع الورثة، وأنا أساساً بغنى عن هذه الصراعات.... فألغي المشروع بالنسبة لي على الأقل. ما جديدك؟ لا شيء حالياً...... وقفة تقييم ومشاهدة ومتابعة. الليث حجو: الأعمال الكوميدية لا تحتمل الحلول الوسط. كل عمل هو نقطة تحول، ولكن نقطة التحول الرئيسية عندما انتقلت من مساعد مخرج إلى مخرج عام 2001 من خلال مسلسل بقعة ضوء الجزء الأول ليس لأنه العمل الأهم ولكن لأنه التحول الأكبر في حياتي المهنية. فالعمل لم يكن واضح الملامح، والنص غير مكتوب، ولا يوجد فكرة أساساً، فأنا وقعت عقداً كمخرج لأول مرة على عمل لا يوجد في عقده عنوان، وبعد التوقيع جلست أنا وأيمن رضا وباسم ياخور وبحثنا مشروعنا لأول مرة.. كل الأعمال التي قدمتها كالانتظار، ضيعة ضايعة، وأهل الغرام، حتى خلف القضبان الذي لم يجد الإقبال المطلوب، بالنسبة لي كان نقطة تحول، لكونه كان تجربة قاسية على مستوى النص حيث شعرت أنني تورطت بنص ليس ضمن رؤيتي. والانتظار من أفضل التجارب كظرف نص، وحتى الآن لم أوفق بنص قوي واحترافي مثله. أهل الغرام مسلسل رومانسي، في كل حلقة يوجد بداية جديدة، وهو تجربة مشوقة وممتعة، على الرغم من أنني كنت خائفاً في البداية ألا يلاقي صدى أو يحقق الانتشار المطلوب. ضيعة ضايعة بالنسبة لي عمل ممتع جداً مع الكاتب ممدوح حمادة الذي أجد متعة كبيرة بقراءة ما يكتب على مستوى الكوميدية، إضافة إلى أن هذا العمل كان مغامرة مخيفة بالنسبة لنا جميعاً من حيث الشخصيات والأماكن المتخيلة واللهجة غير المألوفة، وخاصة أن الأعمال الكوميديا لا تحتمل الحلول الوسط فإما أن تكون ناجحة أو فاشلة، فيوجد شعرة بين الغلاظة والكوميديا. والمغامرة الثانية التي أضيفت للمغامرة الأولى هو الجزء الثاني، وخاصة أن الذاكرة تكون أجمل عند المشاهد الذي يحب أن يحافظ على هذه الذاكرة ويخاف أن يمسها أي شيء ممكن أن يشوهها.