2012/07/04

المثنى صبح أمام محك إخراجي جديد
المثنى صبح أمام محك إخراجي جديد


ماهر منصور - السفير

يعود المخرج الشاب المثنى صبح في رمضان إلى الدراما الاجتماعية، من خلال مسلسل «جلسات نسائية» للكاتبة أمل حنا، في التعاون الثاني بينهما بعد «على حافة الهاوية»، المسلسل الذي كرس المثنى صبح كمخرج لافت، فنال عنه جائزة أفضل مخرج في مهرجان أدونيا لعام 2007، إضافة إلى ثلاثة جوائز عن التمثيل.

يطرح مسلسل «جلسات نسائية»، بحسب البيان الترويجي للعمل، «مجموعة من القضايا الإجتماعية الهامة والحساسة في المجتمع السوري بدء من العلاقات الأسرية، في ظل تسارع إيقاع الحياة، والتي قد تتجلى بتضامن أسري واجتماعي، أو تصل الى مشكلة باتت خبز مجتمعاتنا اليومية وهي الطلاق... ويحاول العمل الدخول إلى عالم المرأة وحياتها العاطفية في علاقاتها مع الأهل والأصدقاء ومع الجنس الآخر. كما أن شخصياته ستبحث عن التفسير لبعض أسباب الفشل والنجاح في بناء العلاقة بين المرأة والرجل. وفي النهاية تسأل الحكاية ما هي السبل التي قد توصل المرء إلى هذا السلام...».

القراءات الأولى للعمل توحي بعوالم نفسية وصراعات داخلية وهواجس لأبطاله، وربما تتجاوز المرئي- المسموع في أحداثها. وهي عوالم تعيدنا إلى أجواء «على حافة الهاوية» الذي طرح بحث الإنسان المتواصل عن السعادة والحب والاستقرار وفشله الدائم في الحصول عليها...والصورة على هذا النحو تشكل الاختبار الإخراجي الأول للمخرج صبح، إذ يبدو مطلوباً منه التعامل مع تلك العوالم الداخلية، على نحو مغاير، يظهر فيها فارق الخبرة الإخراجية بعد كل هذه السنوات، فضلاً عن إيجاد حلول إخراجية جديدة، ولا سيما لجهة التعامل مع المشاهد ذات الحوارات الطويلة. وهو أمر سبق ورأينا المثنى يتعامل معه في «ليس سرابا» بالهروب من ملل التقطيع بين المتحاورين وثبات الكاميرا ضمن فراغ اللوكيشين المحدود المساحة، بإشغال أبطاله بعمل حركي لا يحتاج إلى تفكير، مثل صنع القهوة أو صبها، وجلي الصحون وسواها. فما الجديد الذي يمكن أن يقدمه المثنى على هذا الصعيد؟!

ما قدمه صبح خلال العملين الأخيرين «الدوامة» و«القعقاع» صقل أدواته الإخراجية، ولاسيما على صعيد التصوير الخارجي، لكنه اليوم يعود مع الدراما الإجتماعية للمواجهة الأصعب، وإن بدا أنها الخيار الإخراجي الأسهل، فهي الأصعب بدءاً من إختيار كوادر التصوير وملأ فراغ الشاشة، وصولاً إلى حسن إدارة الممثل ضمن هذا الكادر، والعمل مع الممثل وعليه لإلتقاط عوالمه الداخلية... وهي نقاط تبدو نسبة الاطمئنان بالتقاطها مرتفعة إذا ما قيس الأمر بطريقة عمل صبح، بدءاً من علاقته مع الممثلين، وصولاً إلى شغفه بالدراما الإجتماعية، واشتغاله عليها سابقاً على يد المخرجين المحترفين هيثم حقي وحاتم علي، قبل أن يستقل إخراجياً عبر مسلسلي «على حافة الهاوية»، «ليس سراباً».

إذاًَ المثنى صبح اليوم على محــك إخـراجي جديد. ربما استناداً إلى ما أنجزه في الدراما الاجتماعية من قبل، هناك ما يدعو للتفاؤل بما سيقدمه في جديده «جلسات نسائية». ولكنه استناداً لهذا المنجز السابق نفـسه يبدو صبح مطالباً بخطوة إلى الأمام.. أليست الخطوة الأصعب هي التي تأتي بعد النجاح؟

«جلسات نســائية» من بطولة: نسرين طافش، يارا صــبري، أمل بوشوشة، ناظلي الرواس، انطوانيت نجيب، سامر المصري، باسم ياخور، وميلاد يوسف، ومن لبـنان الفـنان رفيــق علي أحمد.