2012/07/04

المحاولة الأهم في تاريخ السينما السورية فيلم " نور وظلام "
المحاولة الأهم في تاريخ السينما السورية فيلم " نور وظلام "

المحاولة الأهم كانت في عام 1947 على يد المخرج التقني الماهر نزيه الشهبندر حيث قام بإنتاج وإخراج أول فيلم سوري ناطق بعنوان (نور وظلام) اعتماداً على تقنيات ابتكرها بنفسه. وكان نزيه الشهبندر قد أنشأ في سينما الهبرا القديمة بباب توما استديو وجّهزه بمعدات للتصوير والصوت والإضاءة والطبع والتحميض، ومعظم الأجهزة ركبها بابتكارات خاصة منه.. وما لم يذكره النقاد للشهبندر ريادته في تأسيس مختبر سينمائي يحتوي على كل متطلبات العمل السينمائي، وإن كانت الأجهزة التي تم جلبها عادية. بدأ تصوير فيلم (نور وظلام) في استديو الشهبندر في أوائل عام 1948، وكان الفيلم نموذجاً للتعاون بين الفنانين السوريين والبنانين، فقد كتب السيناريو اللبناني محمد شامل مع علي الآرناؤوط، ومثل فيه من سورية رفيق شكري وأنور البابا وحكمت محسن عبد الهادي الدركزنلي، ومن لبنان إيفيت فغالي ونجاح سلام. يروي الفيلم قصة شقيقين أحدهما عالم والثاني مستهتر ويحاول صديق الثاني الاستيلاء على اختراع للعالم لصالح عصابة أجنبية وفي النهاية ينتصر الأخ لأخيه وتقبض الشرطة على العصابة. ومما حدث أثناء التصوير غارة جوية في أثناء حرب 1948، فدب الذعر على أثرها بين الممثلين فخرجوا إلى الشارع بثياب التمثيل وطلاء المكياج على وجوههم. تضمن الفيلم ست أغنيات اثنتان لرفيق شكري (وحداني ومعي الجمال) من ألحانه وكلمات عمر حلبي، وثلاث لإيفيت فغالي (يا عيني محلا الأوطان) كلمات سلام فاخوري، (تكة تكة) كلمات عمر حلبي وألحان محمد محسن، (أعطني أيدك) كلمات رسلان نوري وألحان محمد حسن أيضاً، و (يا جمال الشام) ألحان محمد محسن وغناء نجاح. عرض الفيلم في سورية ولبنان والمهجر، ولاقي نجاحاً لا بأس به، لكن الشهبندر لم يتابع السينما الروائية بل اتجه إلى الأفلام الوثائقية والإعلانية وبقي في مختبره الذي صنعه بيده حتى وفاته عام 1997.. وقد لقي خلال السنوات الأخيرة من حياته تكريماً محلياً وعالمياً وصنع عنه فيلم فيديو، أنجزه محمد ملص وأسامة محمد.       عن ذاكرة السينما السورية