2012/07/04

المخرج المثنى صبح لـ «تشرين»: نحن جيل مجتهد ومهووس بالعمل والتجريب
المخرج المثنى صبح لـ «تشرين»: نحن جيل مجتهد ومهووس بالعمل والتجريب


ميسون شباني- بسام سفر- علاء الدين العالم - تشرين


عزز المخرج الشاب المبدع المثنى صبح حضوره في الدراما السورية في الموسم الفائت من خلال عمله «جلسات نسائية» الذي كتبته أمل حنا، وكان قد حاز عمله التاريخي «القعقاع بن عمر التميمي»، على جوائز عديدة في مهرجان القاهرة الدولي للعام الفائت، وهو العمل الذي انحاز فيه نحو الإبهار البصري، أما عمله الدوامة الذي كتب السيناريو له الراحل ممدوح عدوان عن رواية «الضغينة والهوى» للروائي فواز حداد، فقد عالج فيه ظاهرة الانقلابات السياسية في سورية خلال الأربعينيات والخمسينيات وكانت أعماله «ليس سرابا، على حافة الهاوية، ندى الأيام» قد حازت على جوائز سورية عديدة، يحضّر هذه الأيام مع الفنانة أمل عرفة ذات الحضور المميز نص «سكر مالح» عن هذه التحضيرات وآليات عمله في «جلسات نسائية» وأعماله الأخرى كان لـ «تشرين» الحوار التالي:

أعلنت الفنانة أمل عرفة أنك المخرج الذي سيوقع النص الثالث من كتابتها، وهو بعنوان «سكر مالح» بعدما كان مقرر أن يحمل اسم «هدية» ، كيف تم هذا الاختيار والاتفاق على هذا العمل مع أنك صرحت بأنك مازلت تبحث عن نص مميز لتقوم بإخراجه؟ ‏

بداية النص ُقدم لشركة سورية الدولية للإنتاج الفني، وتمت الموافقة عليه من قبل لجنة القراءة، وكلفت فيما بعد بإخراجه من قبل شركة سورية الدولية، وعندما قرأت النص شعرت انه يتميز عن الأعمال التي قدمتها في السابق، وهو عمل يتناول حكايا الناس المهمشين، وهذا جو جديد لي كمثنى صبح، فأنا اشتغلت التاريخي، والتاريخي المعاصر، والكوميدي، والاجتماعي والرومانسي، بالإضافة إلى أنني شعرت أن النص مكتوب بشكل جيد ومتين، إذ وافقت على العمل بعد أن قرأت خمس حلقات منه فقط، إضافة إلى ذلك وجود الفنانة أمل عرفة ككاتبة وكممثلة فهي من أسندت لها دور البطولة، فهي ممثلة من الطراز الأول ليس على صعيد سورية فحسب بل على صعيد الوطن العربي. ‏

اعتبرت أن الفنانة أمل عرفة فنانة من طراز رفيع على مستوى الوطن العربي، ما هي الخصائص التي رأيتها بالفنانة أمل عرفة كممثلة قادرة على تأدية أدوار بطولة من الصف الأول؟ ‏

أولاً خبرة وتجربة أمل عرفة الكبيرة، وثانياً إن حضور أمل عرفة كان طاغياً ومميزاً في جميع الأعمال التي مثلت فيها، فهي كممثلة قد تصيب وقد تخطئ، ولكن دائماً ما تجتهد وتتعب من أجل تطوير أدواتها كممثلة، بالإضافة إلى الثقافة العالية التي تتمتع بها الفنانة أمل عرفة، ناهيك عن الموهبة الفطرية عندها، لذلك عندما تجتمع هذه الخصائص والميزات بممثل واحد حتماً سيكون هذا الممثل ذو أداء من الطراز الأول. ‏

أمل عرفة صاحبة تجربتين في الكتابة الدرامية هما «دنيا، عشتار» ما مدى تقاطع نصها الجديد «سكر مالح» مع هذين العملين؟ ‏

ذكرت سابقا أن نص سكر مالح يتميز بكونه جديد فهو لا يتقاطع نهائياً مع الأعمال التي كتبتها أمل عرفة سابقاً، وهذا أيضاً ما جذبني تجاه النص. ‏

استطعت بعملك الأخير «جلسات نسائية» الخروج من مأزق الثرثرة والاستغياب على أية أسس يستند المخرج المثنى في الخروج من هذه المآزق النصية في أعمال الأفعال فيها كثيرة والأحداث قليلة؟ ‏

إن ما يميز أمل حنا عن سواها من الكاتبات أنها لا تتناول قضايا وأحداث كبيرة في كتاباتها، بل تكتب بحساسية عالية وشديدة، وإن لم يلمس المخرج وكل أعضاء العمل هذه الحساسية سيسقط العمل وستشعر أنه لا يتجاوز أن يكون ثرثرة، فنصوص أمل حنا ولاسيما نص «جلسات نسائية» يخلو من الأحداث الكبرى لكن هناك أزمات وهذه الأزمات إما أن تصعدها ليشعر المشاهد بها، وإما أن تمر مرور الكرام وتظهر كثرثرة، واعتقد أن «جلسات نسائية» هو بداية لنوع جديد يضاف إلى أنواع الدراما السورية، وبكل تواضع أجزم أن جلسات نسائية حقق نقلة في الدراما السورية، وما دفعني للقيام بهذا الشكل الجديد هو أنني شعرت أننا أصبحنا نحن كمخرجين نشبه بعضنا ، على الرغم أنني أرى أنه يجب ألا يوجد شبه بين مخرج ومخرج لأن هذا النوع من المهن يجب أن يشبه صاحبه، يشبه حساسيته وشخصيته وخبرته وثقافته، وفي جلسات نسائية أردت أن اخرج عن الأسلوب الذي اتبعه دائماً، بالإضافة إلى الشكل الجديد الذي قدمته في هذا العمل وكأن هناك أربع كاميرات في العمل، وهذا ما جعل العمل يخرج من الثرثرة التي ذكرتها، وأتصور أن هذه الطريقة كانت ستتطور كثيرا لو ان إمكاناتنا كسوريين وكصناعة دراما سورية تشابه القدرات الإنتاجية لإخواننا المصريين، بمعنى آخر كمخرج لو استطعت أن آتي بثلاث كاميرات وثلاثة مصورين محترفين فحتماً ستتطور آلية عملي وسيكون إنجازي حينها أهم بكثير. ‏

ظهرت الصورة التلفزيونية لديك في القعقاع وجلسات نسائية تميل نحو الإبهار البصري واختيار زوايا التصوير والكادر الفني، لماذا ميلك بهذا الاتجاه بينما العمل يميل إلى الحميمية والدفء الأسري؟ ‏

تجربتي في القعقاع أفادتني كثيرا في جلسات نسائية، إذ كان لدي مادة توثيقية أكثر في القعقاع مما هي مادة درامية, ولذلك جنحت فيه نحو الإبهار البصري، لكسر الصبغة التوثيقية المتمثلة في الكلام عن الصحابة والخلفاء، وشعرت أنني أستطيع الاستفادة من هذا الإبهار وتوظيفه في خدمة «جلسات نسائية»، لاسيما أنني أشعر بأن مدينة دمشق، وهي التي أحب، هي مدينة مظلومة من الناحية الجمالية في الدراما السورية، فهناك من ظن أنني صورت بعض المشاهد في بيروت وهي صورت في سورية، فهناك جهل حول ما وصلت إليه سورية من تطور عمراني، لذلك حاولت في هذا العمل من خلال اختياري لهذه الطبقة الوسطى وفوقها بقليل أن أظهر جماليات مدينة دمشق وجمال بيوتها وشوارعها، بمعنى أنني حاولت أن أجمع طريقتي القديمة المتمثلة بالإبهار البصري والطريقة الجديدة التي استخدمتها. ‏

لماذا لم يتم الصدام بين الحساسية والإبهار في جلسات نسائية؟ ‏

لأنني غلّبت الحساسية على الإبهار، أي غلبت الإحساس على الموضوع وذلك حدث في المونتاج، وتستطيع القول: إن هذا الشكل الجديد هو صورة بصرية جديدة أتصور أن يكون له أفق في المستقبل. ‏

هذا الشكل المستخدم في جلسات نسائية له علاقة في السينما نوعاً ما، وهناك ما يسمى بالحساسية الجديدة في العمل السينمائي، هل هذا الشكل الجديد الذي استخدمته يستطيع ان يؤسس لدراما نفسية تحاكي دواخل النفس البشرية؟ ‏

عندما أفكر في العمل يبقى هاجسي أن أنقل لغة السينما الى التلفزيون، وأنا ما يهمني في العمل هو حساسية الممثل والدخول إلى دواخله أكثر، وهذا هو همي في أي عمل أعمله، فالهم الحقيقي في عملنا هو حساسية الممثل. ‏

أتمنى منك وضعنا بصورة الحساسية الموجودة عند الممثلين الذين اشتغلوا معك في جلسات نسائية؟ ‏

هذه الحساسية تعود لكل ممثل وتجربته وخبرته ونظرته لمهنة التمثيل وأنا كمخرج أتعامل مع الممثلين على هذا الأساس، وإضافة إلى ذلك إن أكثر ما يميز المخرج هو فراسته، أي أن يعرف مفاتيح ممثليه ومداهم وطريقة تفكيرهم، كمخرج يجب عليّ أن استوعب أمزجة الممثلين لكي أستطيع قيادتهم للحصول على أفضل ما عندهم، وطبعاً هناك تفاوت بين الممثلين، ولذلك أرفض مصطلح الشللية، فالناس التي تشبه بعضها بطريقة التفكير وبالنظرة إلى الأمور يجب أن تعمل مع بعضها، ودائماً يوجد قواسم مشتركة بيني وبين الممثلين. ‏

في السنة الماضية أكملت دورة درامية كاملة، بمعنى أنك أخرجت عمل اجتماعي وتاريخي وكوميدي وتاريخي معاصر، في هذه الحلقة الجديدة التي بدأت بجلسات نسائية وتستكملها بعملك الكوميدي الجديد سكر مالح ما هو الجديد في طريقة عمل المثنى صبح؟ ‏

للتوضيح، إن عملي الجديد ليس كوميدياً بحتاً، بل هو عمل مضحك مبكٍ وأنا أتفق معك بأني اشتغلت جميع أنواع الأعمال الدرامية وهذا ما يفرض علي التفرد، وأنا اشعر أن هناك نمطاً جديداً وكتابة جديدة في سكر مالح ستضيف لي شيئاً جديداً. ‏

يبدو أنك تدمج بين مدرستين هما مدرسة الممثل، والمدرسة التي تعلمت فيها الإخراج وهي مدرسة المخرج حاتم علي والمخرج هيثم حقي إلى حد أن هناك تجديداً؟! ‏

في كل عمل أخرجه اعتبره العمل الأول الذي أقوم بإخراجه، فأنا دائماً أخاف وأشعر بأنني أجرب، فالمخرج ما أن يفقد فكرة التجريب أصبح آلة، وهذا التجريب ظهر مثلاً في جلسات نسائية، وفي كل عمل حاولت أن أجرب، فالشاعر في البداية يبدأ بالكتابة على الطريقة الكلاسيكية، ولكن فيما بعد، وبعد أن يتطور هذا الشاعر، يصبح له ما يميزه عن سواه من الشعراء، وأنا من القعقاع بدأت الخروج من الكلاسيكية وفتح باب التجريب على مصراعيه، وهذا حق لكل منا. ‏

علاقتك مع النصوص في الفترات الماضية كانت تتمحور بإعداد النص، ما هو الجهد المبذول منك على نصّي أمل عرفة وأمل حنا؟ ‏

إن العلاقة بين الكاتب والمخرج يجب أن تكون علاقة تشاركية أكثر مما هي علاقة ندية، ففي مسلسل «جلسات نسائية» كان هناك تواصل دائم بيني وبين الكاتبة أمل حنا حتى أنها أتت من روسيا مدة عشرين يوماً لكي تشتغل على نص جلسات، أما بالنسبة لأمل عرفة فهناك تعاون بيني وبين أمل عرفة وبين المعالجة الدرامية رانيا الجبان للشغل على هذا النص حلقة تلو حلقة. ‏

من مشاركتك أنت والكاتبة أمل حنا لاحظنا أنكم قدمتم تجربتين حازتا على تقدير جماهيري وهما «على حافة الهاوية، وجلسات نسائية»، ما هو السر في تميز أمل حنا معك؟ ‏

أمل حنا كاتبة تكتب بصدق وحساسية شديدة، فإما أن تتحول هذه الحساسية إلى ثرثرة فارغة وإما تستطيع ان تطلق هذه الحساسية. ‏

لاقى جلسات نسائية الكثير من المشاهدة التلفزيونية، هل تشعر بغصة لغياب المهرجانات التكريمية، والتي كنت ستحصد منها بعض الجوائز؟ ‏


أقول دائماً إن الجوائز هي جوائز تكريمية وليست تقيمية، وأشعر بأهمية عملي من خلال الكتابة النقدية وآراء الناس، لذلك فإن المهرجانات التكريمية هي شيء مكمل وليست شيئاً أساسياً، فأنا في كل عمل أخرجته حزت على جائزة إلا في مشاريع صغيرة. ‏

إن من يجاريك من المخرجين المتميزين أصبحوا واقفين على حوافي مشاريع سينمائية، أين المثنى من هذا المشروع السينمائي؟ ‏

منذ ثلاث سنوات أفكر في هذا المشروع, ولكن غالباً ما يعترض هذا المشروع شيئين هما النص والتمويل، فغالبا ما يكون لديك نص جيد ولكن لا يوافق التمويل عليه، ومن المؤكد ان الأيام القادمة ستحمل مشروعاً سينمائياً يخص المثنى صبح. ‏

المثنى ابن هذه المهنة، ومن خلال متابعتنا لك نعرف انك عندما تبحث عن وجه جديد تذهب إلى الحالة الأكاديمية المتمثلة في المعهد العالي للفنون المسرحية، إذاً أنت تفضل الحالة الأكاديمية عن ابن المهنة اللا أكاديمي، رغم أنك لست أكاديمياً؟ ‏

أرى أن هؤلاء الذين يدرسون في المعهد العالي هم أبناء سورية، وكي لا يظن البعض أنني أتحدث بطريقة شعاراتية، فهؤلاء طلاب يدرسون على مدار أربع سنين ويتعرضون لعقبات وصعوبات أولها من مجتمعنا الذي لازال يعتقد أن الدراسة العلمية المتمثلة بالطب والهندسة والآداب...الخ هي الدراسة المجدية، بينما دراسة التمثيل فهي دراسة لا طائل منها، وهذا الاعتقاد الخاطئ يفرض عليّ كمخرج أن أتبنى هذا الممثل وأعطيه الفرصة الأولى. ‏

تغيرت الوصفة المصرية، أرى إنكم كمخرجين سوريين في تحدٍ جديد مع مخرجي الدراما المصرية الذين أصبحوا يشتغلون بنفس طريقتكم وأسلوبكم، كيف تنظر إلى هذا التحدي وهذه المحنة؟ ‏


أرى أن أسوأ مخرج سوري هو أفضل من أفضل مخرج في الوطن العربي، لأننا نحن كمخرجين مازلنا نشتغل بصيغة التسعينيات من حيث عدد الكادر الفني ومن حيث الأجهزة، فمثلاً تغيرت الكاميرا عندنا وتطورت من ديجتال الى (hd) لكن العناصر خلف الكاميرا هم أنفسهم وما زالت ذهنية التسعينيات مسيطرة على العمل الفني، فالوقت هو ذاته والقدرات الإنتاجية ما زالت كما السابق، فنحن كمخرجين سوريين كأننا «نحيك بملعقة» لذلك قدراتنا الإنتاجية هي العامل الفعال في هذا التحدي، وعندما قلت لعدد من أصدقائي من المخرجين المصريين كـ«رامي إمام، ومحمد علي» أنني اشتغلت بكاميرا واحدة في القعقاع تفاجؤوا جداً، ولذلك لن نجاري الصناعة الدرامية المصرية إلا إذا زادت قدراتنا الإنتاجية، ولا تزيد قدراتنا الإنتاجية إلا إذا ارتفع سعر الساعة الدرامية، فالحل هو بوجود فضائيات سورية تعرض الدراما السورية كمثيلتها المصرية. ‏

في العام الماضي كان هناك بعض المخرجين السوريين صوروا بكاميرتين، وهناك بعض المخرجين بدؤوا يؤسسون مدناً إنتاجية، فحاتم علي وهيثم حقي بدأا يؤسسان لمدن، وكل هذا الكلام يندرج تحت شعار أننا كدراما سورية أصبحنا أكثر احترافاً، ما رأيك؟ ‏

أولاً: الاستديو ليس لتصور به مسلسل مودرن، بل لتصور مسلسل شعبي تاريخي، فمثلا في الدوامة كنت بحاجة للتصوير الى ساحة المرجة ولم أستطع التصوير في المرجة، وللعلم في ايران هناك ساحة مشابهة لساحة المرجة، لكنني لم أصور هناك، فسعي شركات الإنتاج لإقامة مدن إنتاج هذه خطوة جيدة، لكن هذا لا يعني أننا سنهمل التصوير في الخارج، اما موضوع استخدام الكاميرتين فأنا لا اعتبره رجوعاً للخلف، فطريقة استخدام الكاميرتين بطريقة حديثة شيء جيد، ويستحق المخرجين الشكر عليه. ‏

ما هو تقويمك لجيلك من المخرجين؟ وهل تجاوز هذا جيل أساتذته؟ ‏

نحن جيل مجتهد وغيور غيرة تنافسية ومهووسين في العمل الدائم والتجريب، هذا ما يميزنا عن الجيل الذي قبلنا، أما عن التجاوز فهو ليس تجاوزاً بمعنى التجاوز، فنحن كجيل شباب نقدم ثقافتنا وكل جيل يحمل ثقافة مختلفة عن ثقافة الجيل الذي قبله. ‏

مسلسلك «الدوامة» حقق حضوراً جيداً عند النقاد والمتابعين، لكن كان هناك هجوم على العمل من جهة النص وكاتب الرواية وبعض النقاد الذي جاروه، ما ردك على هذا الهجوم؟ ‏

أولاً أعرف الراحل ممدوح عدوان من خلال تجربة الزير سالم والتي اشتغلت فيه بصفة مخرج منفذ، وأنا أخذت نص الدوامة من الراحل ممدوح عدوان في المعهد العالي للفنون المسرحية وعندها أعطاني النص بعدما أكد لي أنه يشتغل عليه للمرة السادسة، وفي الدوامة وقعت بين رواية لكاتب ليبرالي ونص لكاتب يساري، فالدوامة كسيناريو كان يسارياً بحتاً بينما الرواية كان فيها شيء من الليبرالية، كاتب الرواية فواز حداد تكلم معي كثيرا بخصوص مشاريع أخرى، لكن النقطة التي أثرت في العمل هو رحيل الكاتب ممدوح عدوان، وأنا بالتعديل الذي قمت به على مسلسل الدوامة حاولت أن أقربه من البيئة الشامية وحاولت إدخال المنولوجات والعبارات المكتوبة في الرواية والتي اعتبرها أجمل ما قرأت في حياتي كما حاولت التخفيف من الشعارات والمباشرة، ولو كان عندي وقت لاشتغلت على النص سنة بدلاً من ستة أشهر. ‏

يقال إن الفنانات اللواتي أدين شخصيات «جلسات نسائية» ساهمن من خلال أسمائهن في تسويق العمل على قناة mbc دراما، فما حكاية الأعمال ذات البطولة النسائية المسوقة للدراما السورية؟ ‏

لم يسوق جلسات نسائية لأن أبطاله نساء، ومحطة mbc دراما شاهدت كل الأعمال السورية واختارت «جلسات نسائية»، فهناك مسلسلات بها نساء أكثر بكثير من جلسات نسائية ومع ذلك لم تسوق بشكل جيد. ‏

لكل مخرج مشروعه الخاص به، ما هو مشروع المثنى في المستقبل القريب؟ ‏

إن مشروعي يندرج تحت الهم الوطني الفلسطيني، فأنا أفكر جدياً في القيام بعمل عن تاريخ الثورة الفلسطينية المسلحة التي انطلقت مطلع العام 1965 من خلال شخصية رئيسية هي شخصية الرئيس الفلسطيني الراحل القائد ياسر عرفات، لكن هذا المشروع يحتاج لوقت لما يحمله من حساسية، فالعمل سيصور من خلال شخص ياسر عرفات ثلاثين سنة من تاريخ الثورة الفلسطينية. ‏